مامد سردار
الدولة التركية المحتلة بُنيت على أساس إبادة الشعوب، وبخاصةٍ #الشعب الكردي# حيث لا يوجد في قواميسها الأخوّة والجيرة وأي شيء يتعلق بالإنسانية، حتى وصلت وتخطت عتبة الفاشية وهي تفصّلها على مقاسها، وبحسب بعض السياسيين حتى الفاشية تتبرأ من تركيا وقادتها، لأن الدول التي تتبع الفكر الفاشي يرون أنفسهم بأنهم الأصح بين الشعوب حسب فكرهم الفاشي، والفكر الذي ينظر إلى جميع الشعوب وكأنهم خدم لديهم.
وعبر التاريخ فإن الذي بنى الفكر الأيديولوجي الفاشي ينظر إلى الشعوب الأخرى بدونية ومع ذلك ليست هناك دول ضغطت على شعب ما لتغيير قوميتهم، وبحسب الأيديولوجية الفاشية فأن أي شعب لا ينتمي لهم لا يقبلونه، ويقولون: “نحن شعب مبارك وعلى الشعوب الأخرى القيام بخدمتنا”.
والدولة التركية هي من الدول التي اتخذت أقصى درجات الفاشية ومارستها عملياً، فمنذ مئة عام يمارسون بحق الكرد شتى أنواع الظلم والإنكار ويقولون: “عليكم أن تكونوا أتراكاً”، وما يحز بالنفس أنه من حظنا ككرد أصبحنا جواراً للأتراك الذين ينتهكون حقوقنا ليصبحوا ألدّ أعدائنا، وفي العالم لو كان لنا أية عداوة مع دولة ما، لكان هناك بكل تأكيد حلول بيننا ولكن الدولة التركية وكما قلتها سابقاً ليست لديها أدنى حقوق الإنسانية ولا تمت بأية صلة بها، والأتراك ليس لديهم رؤية علمية لإيجاد الحلول والسير نحو السلام.
اليوم جميع القوى العالمية يسعون لإيجاد الحلول لمشاكلهم عبر النقاش والحوار الجاد بالطرق الدبلوماسية، والجميع لا يحبذون الحلول العسكرية، ويحاولون التوصل للحلول بالطرق السلمية والحوار البناء، ولكن الفاشية التركية لا تفقه سوى سياسة الدمار والخراب والقتل، فقبل ألف عام عندما وصلوا إلى الأناضول وباكور كردستان نهبوا وسلبوا كل شيء، والآن يَتبِعون السياسة ذاتها والذهنية نفسها في كل مكان يصلونه.
ثقافة الدولة التركية الفاشية تشبعت عبر التاريخ بثقافة القتل والدمار، وهي الأساس لديها وفي يومنا هذا تقول: “إن من حقها التدخّل في شؤون الآخرين وتحتل أرضهم، ومن حقها صهر القوميات الأخرى ومحاربة ثقافتها ولغتها وتغيير ديمغرافية المناطق التي تحتلها، وتعمل ما تشاء حسب مصالحها ليس إلا”. وفي تاريخ دولة الاحتلال التركي هناك العشرات من الشعوب التي أبادتها، هناك أمثلة حيّة على ذلك (اللاذ والشركس والروم والأرمن والآشوريين والسريان والكلدان وغيرهم) وهذه الشعوب التي ذكرناها لم يعد لهم أية وجود إلا الاسم فقط، حيث تم إبادتهم جميعاً.
ومن الشعوب التي استطاعت المقاومة للبقاء كان الشعب الكردي وبخاصةٍ أن حركة التحرر الكردستانية كانت لها القيادة والريادة في ذلك، واستطاع الشعب الكردي بقيادة حزب العمال الكردستاني في التخلص من الإبادة، ومن أجل الحفاظ على بقاء الشعب الكردي استطاع خلال الخمسين عاماً الماضية من عمره النضال لتحقيق ذلك.
وعلى الرغم من الثورة التكنولوجية الهائلة والمدنية التي وصل إليها العالم لم تستطع الدولة التركية المحتلة التغيير من الذهنية الشوفينية لديها، وسياسة الإنكار ومحو حقوق شعبنا حتى الآن، والمثال الأقرب لذلك عندما خرج الفاشي أردوغان على القنوات التلفزيونية وأمام مرأى ومسمع العالم قال: “لا يمكن أن يعيش الكرد في الشمال السوري لأنها لا يناسب ثقافتهم لذلك علينا توطين العرب فيه لأن العيش فيها يناسب العرب”.
وتابع أردوغان بأنه “على العالم أجمع أن يعلم بأن هناك حاجة للهجوم على شمال وشرق سوريا، وهناك خطر على حدودنا الشمالية”، هذا ما يتبجح به أردوغان وحكومته الفاشية وكل ما يقولونه لا أساس له من الصحة.
نحن نعلم ما هو الهدف الأساسي للفاشية التركية، والعالم أيضاً يرى كل ما يحدث وبات يعلم ماذا يخطط له أردوغان؟، لأنه لم يعد هناك ما يخفيه، وبعد كل ما قاله أردوغان، هل هناك مجال للشك بكذب أردوغان ودولته الفاشية، وهل بإمكان العالم أن يسمع أردوغان والمواليين له من جديد؟
وبعد كل هذا الكذب والنفاق، تأكد لشعوب المنطقة بأن أردوغان وحكومته لم يعد باستطاعتهما التأثير عليهم واللعب بعقولهم، وبعد معرفة الحقيقة الواضحة، أن من يصدّق ويسمع ما يقال من كذب سيكون شريكاً له وعلى الجميع معرفة ذلك.[1]