أربيل (كوردستان24)- تشهد شوارع العاصمة الإيرانية طهران مظاهرات عارمة منذ ورود خبر وفاة مهسا أميني الجمعة، بعد توقيفها من قبل وحدة شرطة الأخلاق المكلفة بتطبيق قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها إيران على النساء.
فيما لقي ثلاثة أشخاص حتفهم خلال تظاهرات في محافظة #كوردستان الإيرانية# في ظروف مشبوهة، بحسب ما نقلت وكالة فارس عن محافظ المنطقة.
وتتواصل الاحتجاجات في ايران لتطال مختلف المناطق في البلاد، وسط حالة من الغضب الشعبي منذ وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاما الجمعة، بعدما ألقت القبض عليها وحدة الشرطة المكلفة بتطبيق قواعد اللباس الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على النساء، بما في ذلك إلزامية وضع الحجاب في الأماكن العامة.
وأثارت وفاة أميني التي دخلت في غيبوبة بعد احتجازها لارتدائها الحجاب بشكل غير لائق، احتجاجات عنيفة وانتقادات لاذعة، نادرا ما تصدر عن كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية.
وقد عرفت شوارع العاصمة طهران احتجاجات ردا على وفاة الشابة. ووقعت صدامات كانت أعنفها في محافظة كوردستان مسقط رأس أميني، بينما ذكرت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شامدساني، أن خمسة أشخاص لقوا مصرعهم في الحملة الأمنية التي استهدفت المحتجين.
واعتبر محافظ طهران محسن منصوري على حسابه على تويتر الثلاثاء، أن التجمعات في طهران نُظمّت بهدف خلق اضطرابات.
وقال حرق العلم، وصبّ الوقود على الطرق، وإلقاء حجارة، ومهاجمة الشرطة، وإحراق دراجات نارية ومستوعبات نفايات، وتدمير ممتلكات عامة.. ليست أعمال أشخاص عاديين.
من جهته أعلن محافظ كوردستان الإيرانية اسماعيل زاري كوشا في تصريح نقلته وكالة أنباء فارس الثلاثاء، إن ثلاثة (أشخاص) قتلوا في ظروف مشبوهة، في إطار مخطط للعدو من دون تحديد تاريخ الوفيات.
وكانت الشرطة بدأت الأحد باعتقال المتظاهرين وإطلاق الغاز المسيل للدموع في محافظة كردستان الإيرانية، حيث تظاهر نحو 500 شخص حطموا نوافذ السيارات وأضرموا النيران في حاويات القمامة.
وأفادت وكالة فارس للأنباء، إن الشرطة فرقت مئات المتظاهرين الإثنين في طهران بينهم بعض النساء اللواتي خلعن الحجاب، باستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع.
ويأتي ذلك في خضم جدل متصاعد في إيران وخارجها حول سلوك شرطة الأخلاق، المكلّفة بالتحقق من تطبيق القواعد الإسلامية ومنها إلزامية الحجاب.
توترات اجتماعية
وبغية حقن الدماء إزاء الغضب الشعبي الذي أحدثته وفاة الشابة بعد أن دخلت في غيبوبة مدة ثلاثة أيام، قام الإثنين ممثل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في محافظة كوردستان، عبد الرضا بورزهبي بزيارة لمنزل عائلة أميني، استغرقت ساعتين، وفق وكالة تسنيم.
وقال بورزهبي لأسرة أميني خلال الزيارة، إن جميع المؤسسات ستتخذ إجراءات للدفاع عن الحقوق التي تم انتهاكها، وأنه واثق من أن خامنئي تأثر وحزن لوفاتها.
وأضاف كما وعدت عائلة أميني سأتابع مسألة وفاتها حتى النتيجة النهائية.
ومن جانبه قال النائب جلال رشيدي كوشي لوكالة أنباء إسنا الإيرانية، إن هذه الشرطة لا تحقّق أي نتيجة سوى إلحاق الضرر بالبلاد. وأضاف المشكلة الرئيسية تكمن في أن بعض الأشخاص لا يريدون رؤية الحقيقة.
كما تساءل هل يستعيد الأشخاص الذين تقودهم شرطة التوجيه هذه إلى جلسات توعية إدراكهم ويتوبون عندما يخرجون؟.
أما رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف فرأى الثلاثاء، إنه من الضروري التحقيق في سلوك هذه الشرطة لتجنب تكرار ما حدث مع أميني.
وقال لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية لتجنب تكرار مثل هذه الحالات، يجب مراجعة الأساليب التي تستخدمها دوريات شرطة الأخلاق.
وفي موقف أكثر صرامة، أعلن البرلماني معين الدين سعيدي عن نيته في اقتراح إلغاء كامل لهذه القوة. وقال لوكالة أنباء إيلنا الإثنين أعتقد أنه بسبب عدم فعالية هذه الوحدة في نقل ثقافة الحجاب، يجب إلغاؤها حتى لا يشعر أبناء هذا البلد بالخوف عندما يصادفون هذه القوة.
تصرفات غير قانونية وغير عقلانية وغير مشروعة
ومن جانبها، قالت منظمة مؤثرة تابعة للدولة تأسست عام 1993 مكلفة بتشجيع حسن السلوك وإنهاء الأنشطة غير الأخلاقية في بيان الإثنين، إنها تعارض فكرة مواجهة الشرطة للأفراد بشكل مباشر.
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعارض العملية التي تؤدي إلى المواجهة المباشرة بين دورية التوجيه في الشرطة والنساء اللواتي يرتدين الحجاب بشكل غير لائق وتوقيف ومحاكمة الأشخاص العاديين.
وصرح رجل الدين الشيعي آية الله أسد الله بيات زنجاني السبت، قائلا كل التصرفات والأحداث التي أدت إلى هذا المصاب المؤلم والمؤسف غير قانونية وغير عقلانية وغير مشروعة.
وعلى الصعيد الدولي، قالت فرنسا إن وفاة الشابة مروعة للغاية، ودعت إلى تحقيق شفاف.. لإلقاء الضوء على ملابسات هذه المأساة.
وانتقدت الولايات المتحدة ظروف وفاة الشابة والطريقة التي تعاملت بها قوات الأمن مع الاحتجاجات التي تلت ذلك.
أما الأمم المتحدة الثلاثاء فنددت بوفاة مهسا أميني في الحجز والقمع العنيف للاحتجاجات التي أعقبت ذلك وطالبت بإجراء تحقيق مستقل.
المصدر: فرانس 24.[1]