محمد أمين عليكو
إذا كانت السرعة من أهم سمات العصر الحالي، فالسرعة هنا ليست المتعلقة بأمور التواصل الاجتماعي (إعلام، دعاية، الاتصالات، والنقل فقط) وإنما التي تدخل في ميدان الحقيقية والحقائق التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، وفي كل مجالات الحياة. قد لا نحتاج إلى الكثير من الوقت لاكتشاف الحقائق في ظل الفوضى والإرهاب والدولة القومية والعقلية السلطوية الرأسمالية والشوفينية التي لا تقبل بالمساواة وبالآخر، في ظل ما يعيش العالم أجمع من حالة أزمة نتيجة لتلك الذهنية التي طورتها الحداثة الرأسمالية والتي تمزق المجتمعات “عبر الحروب، الأمراض، الجوع والفقر، العنف والجريمة، والكثير من الإرهاب.
وهذه الوقائع التي تحصل بشكلٍ يومي لم تعد خافية على أحد. لقد أصبحت الشعوب تدرك خطورة الوضع الحالي، ولكن أين الحل؟ أين الخلاص؟ ما هو الطريق الصحيح والمناسب نحو الأمان والحرية والديمقراطية والعيش بسلام؟ سؤال يجيب عليه حزب الاتحاد الديمقراطي #PYD# في ميلاده 19 والذي يصادف يوم 20/ 9/ 2022/.
إن الحل في الأمة الديمقراطية، كنموذج لحل جميع قضايا البشرية، مقابل الدولة القومية والعقلية السلطوية الرأسمالية، وهي الحل الأمثل كبديل للحداثة الرأسمالية. الأمة الديمقراطية هي نموذج الأمة التي تعاني بأقل قدر من هذه الأمراض الآنفة الذكر جميعاً، فهي لا تقدس إدارتها لأن الإدارة مُسَخَّرة في خدمة الحياة اليومية كظاهرة شفافة، والجميع مؤهل لأن يكون إدارياً، بالإضافة إلى مفهوم الهوية الوطنية المنفتحة الأطراف، وليس كعضوية أو عقيدة دينية منغلقة، والانتماء إلى المجتمع وتطوير الحياة النديّة الحرة وليس تقديس أفراد على حساب قضايا الشعوب.
تتحقق تغيرات هامة في الحياة الاجتماعية خلال سياق التحوّل الوطني الديمقراطي في بناء مجتمع أخلاقي سياسي ديمقراطي يصون الدستور والقوانين والمواثيق وحقوق المواطن، والعمل بروح الشعب الثورية في مواجهة الفاشية وإنهاء الاحتلال على كافة الأراضي السوريّة المحتلة.
نعم يتبنى حزب الاتحاد الديمقراطي فلسفة الأمة الديمقراطية التي طرحها القائد العظيم عبد الله أوجلان الذي أكد “أن الأمة الديمقراطية، هي المجتمع المشترك الذي يكونه الأفراد الأحرار والمجموعات الحرة بإرادتهم الذاتية، وهي غير مرسومة بحدود سياسية قاطعة وغير المنحصرة بمنظور واحد فقط للغة أو الثقافة أو الدين أو التاريخ، إنما يعبّر عن شراكة الحياة التي يسودها التعاضد والتعاون فيما بين المواطنين والمجموعات على خلفيّة التعددية والحرية والمساواة”.
في ميلاد حزبنا
تحية إلى: أمهات الشهداء وأبناء وبنات الشهداء وإلى كوادر حزبنا العظيم في الداخل والخارج.
يداً بيد لبناء المستقبل الواعد بعيداً عن الكراهية والحقد والتمييز.[1]