#كوباني# / سلافا أحمد
باشر مزارعو مقاطعة كوباني زراعة أراضيهم هذا العام، وسط مخاوف من تكرار سيناريو الأعوام السابقة، متأملين أن يكون شتاء هذا العام، أفضل من الأعوام الفائتة، وأن يعم الخير والرخاء على الأهالي.
تزداد مخاوف المزارعين، بتكرار سيناريو الأعوام المنصرمة، وسط تأخر الأمطار مع مشارف دخول فصل الشتاء، ولجوؤهم إلى زارعة محاصيلهم الزراعية هذا العام، متأملين بأن يكون موسم هذا العام المقبل نهاية لسيناريو الجفاف في المنطقة.
حيث تعتمد غالبية سكان مناطق شمال وشرق سوريا، على زراعة أراضيهم، التي تعد دخلاً أساسيا لكثير منهم، لأنها من المصادر الأساسية لحركة التجارة والبيع والشراء، ومن الموارد الرئيسة لتأمين مستلزمات المعيشة لديهم، إضافة إلى ذلك هي موروث تاريخي منذ الأزل.
ومع دخول فصل الشتاء هذا العام، يستعد أبناء المنطقة لاستقبال الموسم الزراعي، ويهيئون أراضيهم للزراعة، لعلها تعوض ما قد خسروه في الأعوام المنصرمة، حيث شهدت مناطق شمال وشرق سوريا، خلال الأعوام المنصرمة سوء إنتاج في المواسم الزراعي، طال الأهالي والأراضي الزراعية، ما أثر على اقتصاد أبناء المنطقة بشكل كبير.
سيناريو الأعوام السبعة المنصرمة…
ففي عام 2015، لم يتمكن أهالي مقاطعة كوباني من زرع أراضيهم الزراعية، وذلك نتيجة هجمات مرتزقة داعش على مدينة كوباني وقراها، والمقاومة التي دارت في المدينة وريفها، وخروج غالبية الأهالي على إثرها من منازلهم وتهجيرهم.
أما في عام 2016، تمكن أبناء مقاطعة كوباني زراعة أراضيهم، بمساعدة لجنة الزراعة في المقاطعة، التي قدمت البذور للمزارعين مجاناً، لكن بسبب قلة هطول الأمطار وعدم انتظامها في أوقات المناسبة، تكبد المزارعون خسارة كبيرة من محاصيلهم الزراعية.
وفي عام 2017 كان الوضع الاقتصادي أسوأ من العام الذي سبقه، فقلة الأمطار في فصل الشتاء، ومع حلول الربيع شهدت المنطقة هطول أمطار غزيرة، شكلت على أثرها فيضانات غزت الأراضي الزراعية، ألحقت بالمزروعات خسائر فادحة، وكانت الخسائر جراء نقص الأمطار من جهة في بعض الأماكن، والفيضانات، التي أهلكت المزروعات من جهة أخرى، أما عام 2018 فلم يكن حاله أفضل من الأعوام التي سبقتها.
أما عام 2019، فكان الموسم الزراعي أفضل بكثير من الأعوام التي سبقتها، فكان شتاء ذلك العام مفعماً بالخير والبركة للأهالي، لكن بسبب النيران، التي اندلعت في العديد من الأراضي الزراعية لمقاطعة كوباني، كانت سبباً لخسارة المزارعين لموسهم الزراعي لعام كامل.
وفي عام 2020، لم يكن المحصول الزراعي جيداً، وخاصة المزارعون، الذين زرعوا البقوليات والمزروعات العطرية، فكانت خسارتهم أكثر بكثر من خسارة مزارعي القمح والشعير.
أما في عام 2021 فلم يختلف العام عن بقية الأعوام المنصرمة، فعدم هطول الأمطار في الوقت المناسب ساهم بفقدان الموسم الزراعي.
البدء بزراعة الأرض لهذا الموسم
وفي هذا العام 2022 باشر أبناء المنطقة بالتحضيرات لزراعة أراضيهم، والخوف يعم قلوبهم بأن يتكرر سيناريو الأعوام السابقة، ولن يتمكنوا من جني محصولهم لهذا العام أيضاً، ما أدى هذا التخوف؛ لعزوف بعض المزارعين إلى ترك زراعة أراضيهم حتى الآن.
وبهذا الصدد يقول المزارع “نديم أحمد” من القرى الشرقية التابعة لمقاطعة كوباني، بأن العام المنصرم كان قد زرع ثمانية هكتارات من “القمح والشعير والجولبان”، لكن نتيجة شح الأمطار وقلة هطولها، لم يتمكن من حصاد أراضيه.
مشيراً إلى عدم جرأته بزراعة أراضيه هذا العام؛ بسبب الخسائر التي تلقاها العام الفائت، وأكد على ذلك بقوله: “إلى هذا الوقت لم أقرر بعد بزراعة أراضي التي أملكها، خوفاً من تكرار سناريو العام الماضي، وأن أعاني خسائر فادحة مرةً أخرى بزراعتي لهذا الموسم”.
خطة مديرية الزراعة
وبدورها، وضعت مديرية الزراعة في إقليم الفرات خطة لأجل الزراعة، توزع الحبوب على المزارعين حتى 31 كانون الأول، وتتضمن تلك الخطة الزراعية للأراضي المروية زراعة 70 % من الأراضي الزراعية بالقمح، و10 % تزرع بالبقوليات، و2 % زراعة الخضار الشتوية، و15 % يجب أن تزرع بمحصول القطن، و3 % بالخضار الصيفية.
أما فيما يتعلق بالزراعة البعلية، فتم تقسيم الإقليم إلى ثلاثة أقسام، حسب الخطة التي وضعتها مديرية الزراعة في إقليم الفرات، بعد أجرائها لدراسة علمية، وكميات الأمطار التي تهطل فيها، فمنطقة الاستقرار الأولى والثانية حسب التصنيف، الذي وضعته المديرية سيتم توزيع القمح الطري بنسبة 150 كغ للهكتار الواحد على المزارعين فيها، أما منطقتي الاستقرار الثالث والرابع فيستم زراعة مادة الشعير فيها.
فيما يوجد نوعان من مادة القمح يوزعان على المزارعين، الأول هو القمح الطري الذي يوزع بنسبة 30 كغ للدونم الواحد، والقمح القاسي الذي يوزع بنسبة 32 كغ للدونم الواحد، أما السماد فسيوزع “سماد اليوريا” وفق مديرية الزراعة بنسبة 300 كغ للهكتار الواحد، وسماد “سوبر فوسفات” 200 كغ. وهذا يبلغ سعر الكيلو الواحد للقمح 2300 ل. س.
“توزيع البذار على المزارعين بشكل يومي”
وفيما يتعلق بتوزيع مادة المازوت، يقول الرئيس المشترك لمديرية الزراعة في إقليم الفرات “عمر كنجو”، بأن سيتم خلال الأيام المقبلة، توضيح آلية توزيع مادة المازوت على المزارعين، والكمية المحددة لهم.
فيما يشير كنجو بأن يتم توزيع حوالي 100 طن من مادة القمح يومياً على مزارعي إقليم الفرات، إضافة إلى توزيع 150 طن الصنفين من السماد “اليوريو والسوبر فوسفات” بشكل يومي.[1]