حاجي علو
منذ أن نشر الأخ أبو آزاد تحذيره رداً على تفسيرات مخالفة للحقيقة من قبل مهتمين بديننا وفق منظورهم وفهمهم ولا نقول متعمدين فنحن #الئيزديين# أكثر تحريفاً لنصوصنا وأبعد تأويلاً من الآخرين سواء لقصورٍ في الفهم أم التعمُّد , وأنا أُفكر في المشاركة بناءً على ندائه هو, لأن يهب الجميع للتصدي لمثل هذه التفسيرات, لكن لماذا الحذر ؟ نعم الحذر من الئيزديين والتفسير العشوائي فلم يتفقوا على شيء ولم يخرجوه بالطابع المعاصر الواضح الصريح وتعريفه للعالم . آخر المآسي هي أن الفيس بوك أصبح مرجعنا الديني الأعلى, منذ الشفبراة الأول وحتى اليوم هو 15 شعبان وليس غيره إن كنتم لا ترضونه , إلغوه أفضل من التحريف والتغيير والفوضى والكلام الفائض الكثير, علم الفلك قد ملأ كل فراغ حتى المسلمون آمنوا به وقد حدده في هذا العام قبل شهر من الآن على الاقل وهو يوم الأربعاء لكن هواة الفيسبوك عجبهم أن تكون في الخميس وفرضوه على المجلس الروحاني أو اللاروحاني الغائب أو الميت ….. الله أعلم .
لكني آثرت الإنتظار كي أنشر تكملتي بعد إختفاء تحذير أبو آزاد فيكون الموضوع مستمراً لأطول فترة .
الحقيقة التي لا يتصورها هؤلاء , هي التي تجعلهم يُفسرونها تفسيراً خاطئاً فالمحيط الذي كان يعيشه الئيزديون في وقت تنظيم النص يختلف كثيراً جداً عما هو عليه الآن , وهو الذي فرض صياغة النصوص سواء أكانت الشهادة أم غيرها , فمثلاً ما علاقة الكوردي الداسني بكلمة الشهادة العربية ؟ لا هي من لغته ولا هي من دينه بل من دين الفرمانات الذي فرض عليه هذه التسمية تغطيةً لإيمانه البعيد جداً عن دين الشهادة العربي , فلو ظهر داسنيّ في مكان وسأله غريب : من أنت ؟ سيدعي إسماً عربياً مسلماً , وماهو دينك ؟ سيدعي تسمية إسلامية مقبولة فهو الآخر لا يعرف دين السائل ربما هو أيضاً متظاهر بالإسلام , هكذا كان الجو العام في العصر العباسي وإن كان تحت ظل الدولة الأيوبية التي هيئت ظرفاً مؤقتاً مناسباً للداسنيين وأدار الشيخ عدي الثاني الإدارة بكفاءةٍ نادرة أنتجت الدين الئيزدي وأنقذت الدين الداسني من الإنقراض لكنه لم يكن كافياً لإزالة الرعب المخيم ل600 عام
من مخطوط منسوب لأحمد الرفاعي و بعضه لغيره أرجح أنه الشيخ عدي الثاني لأن مرافقه القاضي السهروردي قد عاش في العصر الأيوبي بعد وفاة الشيخ عدي الاول بكثير, إقتطفنا منه حواراُ قصيراً هو الآتي :
(( المهم في هذه الصفحة أن الشيخ يسأل يونس سُؤالاً خطيراً جدّاً فيقول : مسلمٌ أنت يا فقيه أم مُؤمن ؟ فتهرَّب يونس من الجواب الصريح وقال : مُوحِّد . فقال الشيخ ما علامة التوحيد مع الإيمان ؟ فسكت يونس ولم يجب الشيخ بشيء ………، هكذا تلاعب بالألفاظ الدينيّة ما هو إلاّ تغطية لمشاكل وإنحرافات دينيّة خطيرة, لا أَحد يرتكن إلى إيمان الآخر وما الذي يضمره بالرغم من التظاهر بالإسلام السائد .))
يظهر من هذا الحوار أن كل إنسان كان يخاف من ظله ولا أحد يجهر بالحقيقة الصريحة لأن الجميع يضمرون أسراراً ويخفون إيماناً عكس ظاهره الموافق للمحيط الإسلامي السائد العنيف فهو خائف أن يقول داسني فقد يكون الآخر مسلماً حقيقياً فيضرب عنقه ويخاف أن يقول مسلم فقد يكون الآخر داسنياً متخفياً واقوى منه فيضرب عنقه, فأجابه (موحد) حتى يكتشف حقيقته , أنهما لم يكونا مسلمَين حقيقيين فسكتا في ذلك المحيط وهو الموصل حيث الحكم الإسلامي الأتابكي, وهو الأكثر تسامحاً من جميع السلطات المسلمة . أرجو أن يكون هذا المثال كافياً لفهم الماضي ولكم في كوجو خير نموذجٍ لمستموه في القرن 21
هكذا نظمت نصوصنا ومع ذلك فقد ضمت بدقة وصدق حقيقة الدين الداسني الذي لم يكن قد تسمّى بالئيزدي بعد, وقد نجا من الإسلام بفضل الأيوبيين
في الحقيقة هوية ديننا كاملة موصوفةً في نصوصنا ولا تناقض فيها ولا تمويه ليس فيها إنتقاص لأحد ولا عداء ولا إستسلام إنما تمسّكٌ شديد في الظرف القاسي الذي ترك بصماته عليها بقوة , فآثار التقية واضحةً عليها , فيها تمجيد وإحترام لجميع الانبياء والأديان وحتى العظماء من غير الأديان السماوية وهو إحترام البشر بغض النظر عن الدين , فهو دين لا تبشيري ومتسامح منذ نشوئه .
النص موضع الجدل الآن هو الشهادة هوية الدين الئيزدي الحالي لم يفقد شيئاً من القديم ولا قبل شيئاً من المحيط , إنما للتقية إستخدمت تعابير يُمكن للمتقصّد تفسيرها بشكلٍ مغاير لكن ليس كالذي جهر به الاخ الملا جليل فطعن من حيث لا يدري , الدين الئيزدي لا يُكفر احداً, فلا توجد كلمة كافر في لغة الئيزديين وهي كلمة عربية دخيلة غير مرحب بها فرضها السيف وليس الإيمان, هنا مثارالإستغراب , كيف لملا متضلع في الدين الإسلامي ويتهم غيره بتكفير الآخر ؟ أنا لست بصدد سرد الآيات والأحاديث التي تكفر غير المسلمين لأنه هو أدرى بها منى حتى آيات تبرئة أهل الذمة ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) تم الإلتفاف عليها بآيات ناسخة أخرى مثل التوبة , فما بالك في غير أهل الذمة خاصةً عبدة الشمس التي تشرق من بين قرنَي ……. للتكملة, راجع صحيح مسلم
المشكلة الكبرى لدى الأخ الملا وغيره من المسلمين, أن لا إكراه في الدين إنسانً واحد لم يدخل الإسلام بغير الحرية التامة , بينما الإسلام لم يتقدم شبراً بدون سيف, حتى في مكة نفسها وفي النزاعات الداخلية في مدينة الراشدين كان السيف سيد الأحكام, وخارجها حدث ولا حرج , أبناء العمومة أباد بعضهم بعضاً
فقرتان من الشهادة تؤكدان هوية وأركان الدين الئيزدي المتكون في نهاية العصر العباسي وبفضل الأيوبيين تمكن الداسنيون من لملمة دينهم بصورة تقاوم المد الإسلامي,
أركان الدين هما الشمس وطاوسيملك بمشاركة الشيوخ الثلاثة, وللشيخ عدي المكانة الأهم .
أما المتن فهي أربع سبقات تؤكد الهوية الئيزدية بكل وضوح إثنتان منها مثيرتان للجدل 1 ,3 وقد فسرها الأخ جليل تفسيراً خاطئاً فعندما يقول
أ منةت كارم زً منتي
ب فًافًارتم زً كافرا زً شرعةتيَ ( الإسلام)
ج الحمدالله وشكر ئةز هافًيتمة سةر ثشكا سونةتي
فهو لم يُكفِّر أحداً يقول بوضوح : الحمدلله أنا لست كافراً ولا مسلماً ففي الوسط الإسلامي السائد آنذاك (630 ﮪ) من لم يكن مسلماً فهو كافر, فالرجل يبعد عنه صفة الكفر لأنه سيحسب كافراً إذا لم يسلم لكن الشهادة تؤكد أنه ليس كافراً ولن يدخل الإسلام أيضاً . فهل الإمتناع عن دخول الإسلام هو تكفير للمسلمين ؟
وسوونةت لا تعني الإسلام في معرفتنا بل الختان ,هم الملة التي تختن الأولاد ونحن نفعل ذلك وهو تمويه مناسب في المحيط المسلم .
ومثلها السبقة الثالثة :
أ منةت كارم زً ئاديا : ممتنٌ إمتنانأ من الآديا ( صحابة الشيخ عدي)
ب فًارتم زً كافرا زً رافديا ( إستُثنيتُ من الكفار والراوافض) وهذه معكوسة فنحن الذين رفضنا الإسلام حتى اليوم ,ربما كانت تفسر تفسيراً آخر في وقتها , لكن ليس فيها ما يطعن في أحد أو ينتقص من أحد, أو يكفر أحد , الدين الداسني الئيزدي لا تبشيري واللاتبشيري متسامح بطبعه فهو لا يُريد لأحد أن يترك دينه لصالحه وإذا تمسك إنسانٌ بدينه فهل معنى ذلك يُكفّر الآخر ؟ بأي منطق تُفسر يا شيخنا ؟ مثل قصة حزبٍ البعث, في نهاية المناورة يسألك آخر سؤال فيقول لك : ماهي العيوب التي وجدتها في حزبنا لترفض الإنتماء إليه ؟ إن قلت نعم, فأنت متهم , وإن قلت لا, تنضم إليه
ج الحمدالله وشكر ئةز هافًيتمة سةر بشكا سونيا , وهذه مُحرّفة للتمويه, كان المفروض أن تتبع القافية ( ئاديا, رافديا, ئيزديا) لكن قال سونيا ربما تحريفاً ل(داسنيا) الممنوعة المكفرة فالإسم الئيزدي لم يكن قد وجد بعد, والإسم الداسني كفرٌ يُعلن عليه الجهاد, فكان التستر بمختلف الأسماء المُموهة مثل مريد موحِّد محيّر, أهل الحق, سونةت سونيا …. وهلم جرا , المهم التستر في الوسط العباسي بعد أن وفر لهم الأيوبيون مجالاً للتنفس .
((هكە خودی كر ئیزیدیما, سەر ناڤێ سلتان ئیزیما , الحەمدللا ئەز ژئول ب طریقەتێ خو رازیمة…
يترجم الملا هذه الفقرات قائلاَ:
لو حكم الإيزيديون هكذا سيعاملون المسلمين…)) مقتطف من أبي آزاد
إفحصها عزيزي القارئ جيداً هل تمسُّك الئيزدي بدينه يشكل إساءة للمسلم أو خطورة ماذا يقصد الشيخ الملا جليل ؟ هذه هي نظرته هو , لكن أليس من المؤسف أن يكون بيننا مثل هؤلاء في القرن 21 ونحن نتطلع إلى المسقبل الواعد إنشاء الله ؟[1]