بقلم : #غفور مخموري#
عدم الإنتفاع من فرص ذهبية
كان شعب كوردستان طوال التأريخ دائباً في النضال والتضحيات، علاوة على محاولات القضاء عليه بأرضه وشعبه، لكن أهالي كوردستان تمكن من حماية وجوده ويواجه هجمات وصولات الأعداء والمحتلين وبعد كل كبوة أن ينهض بقوة وحمية جديدة .
إن شعب كوردستان هو أحد الشعوب القدامى في المنطقة ومازال دون صاحب كيانه ودولته المستقلة، فإن كل قوميات هذه المنطقة صاحبات الدول، في حين كوردستان على وفق الإتفاقيات الدولية ومصلحة الدول العظمى توزعت مرات عديدة على القوميات المسيطرة (العرب والترك والفرس) وأُلصقت أرضها بدولها، فالكورد من أجل الحرية والنجاة والإستقلال سنحت له في التأريخ العديد من الفرص المتاحة أكثر الفرص الملائمة كانت معاهدة #سيفر# عام 1920 حيث ورد فيها ان يصبح الكورد بعد عام من إدارة نفسه صاحب دولته، في حين غيرت تلك المعاهدة بمعاهدة #لوزان# في سنة 1923 ، فأُجهض حلم كوردستان، ثم تهيأت العديد من الفرص من ضمنها في أنتفاضة ربيع عام 1991 وسقوط نظام البعث في 2003 في حين لم نتمكن الإنتفاع من تلك الفرص الذهبية.
يجب ان يؤسس بورد إستقلال كوردستان
الآن أحسن فرصة لإعلان الإستقلال ولم يكن أي وقت كالآن، نحتاج فقط إلى إرادة قوية لسلوك ذلك الطريق، تأريخ العراق منذ تأسيسه إلى الآن مملوء بالمآسي لشعب كوردستان، في إطار هذه الدولة لم يعش أي مكون وقومية في أمان وإستقرار، لذلك فإن أفضل عمل هو تفكيك العراق إلى ثلاثة أجزاء كتقسيم الأمريكيين العراق إلى ثلاثة أجزاء عن طريق مشروع بايدن، عملية الإستفتاء لإستقلال كوردستان، قضية قومية ووطنية، يجب العمل له بهذا الإتجاه بحيث يصبح الإتفاق العام لكل الأحزاب الساسية وينفذوا معاً هذا القرار السياسي، لكن للأسف إن هذه القضية في كوردستان لم تتخط إلى الآن إطار الأحزاب المشاركة في الحكومة، يحدونا الأمل أن تشمل كافة الأحزاب الكوردستانية وتساهم فيها جميع الحركات السياسية والإجتماعية والجماهيرية، لذلك فمقترحنا في هذه القضية بالشكل الذي يتطلب العمل لإعادة تنظيم المركز السياسي الكوردستاني ويشكل مجلس سياسي ويجمع هذا المجلس السياسي جميع الجهات السياسية الكوردستانية، لا عدد من الأحزاب وتهميش الآخرين، هذا يكون من أجل أن تشارك كافة الأحزاب السياسية في ذلك القرار ويعدونه قرارهم، بعد تشكيل المجلس السياسي يجب تشكيل (مجلس لإسقلال كوردستان)، وما يلحظ الآن أن العملية يعمل لها عمل حزبي وكانت دعوة ممثل للجنة أو الإجتماعات كانت على وفق المزاج الحزبي، يجب أن يصحح هذا الخطأ، لقد بلغت قضية كوردستان إلى مرحلة يجب حث الخطى التطبيقية وبعد النظرنحوها، خرجت القضية من أن يظهرعنها رأيان متباينان بين الناس : هل نحن نريد أن نكون مستقلين أم نبقى ملحقاً بالعراق المصطنع عنوة ؟ كلا ليس أنفسنا فقط بل نتمكن أن نقول إلى حدما الرأي العام العالمي أصبح مطمئناً أن كورستان لاتستطيع أن تبقى مرة اُخرى كجزء من العراق، ومرد هذا أن الكورد خلال 80 سنة جرب الحكومة العراقية العربية التي أسفرت عن حملات الأنفال والقصف الكيمياوي وتدمير كوردستان، وكذلك مدة 15سنة جربنا حكم عرب الشيعة، وكانت حصيلته ممارسة تجويع شعب كوردستان عن طريق قطع الميزانية والرواتب وتهميش الكورد من العمية الساسية في العراق وكذلك إنتهاك ذلك الدستورالذي أُقر لإعادة عراق جديد .
يجب علينا جميعاً أن نستفيد من الفرصة الحالية ولا تفلت من أيدينا
الإهمال وعدم المحاولة لكي لاتفلت الفرصة المتاحة لنا من أيدينا وننتفع منها كما هي، إنه غدر بحق تأريخ الكفاح وتضحيات الماضي والآن وكذلك غدر بحق أجيالنا القادمة، لذلك فإن أي شخص وقوة وجهة سواء يكون تحت تأثير الأجيندا الخارجية أم لأي غرض يكون أن يقف ضد الإستفتاء لإستقلال كوردستان، فإن التأريخ يسجل عليه نقطة سوداء ولا تغفر له الأجيال القادمة، إن الفرصة الراهنة المتاحة لكوردستان يجب علينا جميعاً الإستفادة منها ولا نفلتها، والآن نقرأ بدقة وضع جنوب كوردستان، فكل مراقب ذكي يشعر بأن تعاطفاً دولياً كبيراً يساندنا، لكن مشكلتنا الرئيسة تكمن في داخل البيت الكوردستاني إذ لم نقدر أن نكون صفاً واحداً وصوتاً واحداً وإرادة واحدة في هذه القضية الوطنية والقومية، وهذا ايضاً يتعلق بنا وليس بالناس الآخرين, لاشك علينا أنفسنا أن نقرر قرارإستقلال كوردستان، فهذا مرتبط بشعب كوردستان فليست البلدان واُناس آخرين.
يجب أن نرمي الملابس الحزبية الضيقة ونرتدي ملابس الكوردايتي
إن الفرصة المتاحة الآن لشعب كوردستان فرصة تاريخية يجب أن نستفيد منها ولاندع أن تفلت من أيدينا ولانجعلها ضحية المصالح الحزبية، فمن أجل هذا يجب علينا جميعاً أن نجد مصلحتنا من المصلحة العامة نلقي الملابس الحزبية الضيقة جانباً ونرتدي ملابس الكوردايتي، إذا إستفدنا جميعاً من هذه الفرصة التأريخية المتاحة الآن وعملنا معاً لإستقلال كوردستان، عندئذ نسجل فخراً تأريخياً لشعب كوردستان، وإذا لم نفعل ذلك فالتأريخ لايرحم أحداً، لذلك ينبغي أن نعمل بروح قومية ووطنية ونوصل شعب كوردستان إلى شاطئ الآمان، لاشك إن ذلك الشاطئ الآمن هو وحده إستقلال وتأسيس دولة كوردستان، لاشك متى تؤسس دولة كوردستان يشهد أيضاً شرق الأوسط الأمن والإستقرار، لأن كوردستان تصبح من الناحية السياسية عامل تثبيت الأمن والإستقرار في المنطقة، من الناحية الإقتصادية تصبح موقعاً هاماً بحكم كونها تمتلك النفط والمعادن ومياه وفيرة وهي مكان مهم للسياحة ومن الوجهة الزراعية غنية، لذا فإن كوردستان كدولة، تقف على قدميه في وقت مبكر .
لن تصبح دولة كوردستان تهديداً لأية جهة
إن إستقلال كوردستان حيث أنها الموضوع الساخن الآن في الإعلام العالمي والإقليمي والداخلي غدت محل الإهتمام ودراسة الأوساط السياسية والأكاديمية العالمية مهدت السبيل أن يزداد أصدقاؤنا وينظروا إلينا نظرة أمل، علينا نحن شعب كوردستان والقيادة السياسية الكوردستانية أن ننظر ألى ذلك الدعم والمساندة نظرة إعتبار ولاندع أن تفلت من أيدينا هذه الفرصة ونعمل جميعاً مشاركة لإستقلال كوردستان ونجعلها قضية قومية ووطنية، ولهذا الغرض كما أشرت إليه سابقاً يجب أن يعاد تنظيم المركز السياسي الكوردستاني بأسرع وقت وينقذ من التفكك والإنشطار ويشكل (المجلس السياسي الكوردستاني) فيشمل كامل الجهات السياسية والقوميات والمكونات الكوردستانية .
لاشك أن تأسيس دولة كوردستان يصبح موضع الفرح لجميع الجهات وليس تهديداً لأية دولة، وفي الوقت نفسه عامل لإستقرار وحماية أمن المنطقة، بإعتبار أن السلطة السياسية الكوردستانية كانت دائماً ضد الإرهاب وكانت عاملا للسلام وتعايش كامل للقوميات والأديان والمذاهب والآن لها علاقة قوية مع دول المنطقة والعالم، بسبب وجود المصلحة المشتركة يجب أن تعرف كافة شعوب المنطقة بأن إعلان الإستقلال وتأسيس دولة كوردستان يصبح عاملاً رئيساً لضمان الهدوء والأمان للمنطقة والعالم، لاشك أن هذا مطلب المجتمع الدولي، لذلك من الضروري أن تعرف كل الجهات بأن تأسيس دولة كوردستان لايصبح تهديداً لأية جهة، ويغدو عاملاً قوياً لتأمين الأمن والإستقرار وتطوير المنطقة.[1]