خضر دوملي
بين كل شهادة واخرى كانت واحدة من مواقف القاضي والكاتب #زهير كاظم عبود# تظهر، ومع كل شهادة كان الشعور بين الحاضرين يزداد ثقة ان تكريمه امر مميز، شهادة موقف ودعم زوجته له، مساندة اقرب اصدقاءه، تعرضه للتهجم في مصر خسارته للكثير نتيجة مواقفه عن الايزيدية، او كما يقول اخر ان دعمه للكورد والايزيدية والفيلية كان عنوان تميزه، هذه المقتطفات هي لبعض شهادات الوفاء بحق زهير كاظم عبود على اثر تكريمه في اربيل من قبل المديرية العامة لشؤون الايزيدية في وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في اقليم كوردستان 15 تشرين الثاني 2013 .
يقول شمال حويزي المدير العام في وزارة الثقافة في اقليم كوردستان ان زهير لم يدخر جهدا في مجالات شتى، تشريعية وقانونية وسياسية لكل العراقيين والكورد بشكل خاص ، وساهم بمواقفه الشجاعة وفكره الثاقب وكتاباته النيرة الدفاع عن اكثر شرائح الشعب الكوردي مظلومية وتعرضا للقهر والصهر وخاصة الكورد الايزيدية والفيليين .
واضاف شمال ان ” مساهمات زهير لاتقدر بثمن واختياره هاتين الشرحيتين من نسيج المجتمع وتعمقه واستيعابه لمعاناة الشعب الكوردي يدل على نهجه الموضوعي والانساني ، حيث استطاع تعريف القارىء العربي بحقيقة الديانة الايزيدية وانتمائهم القومي وكشف النقاب عما تعرضوا له من ظلم وجور وكذلك معاناة الكورد الفيلية وما تعرضوا له من اضطهاد قومي وطائفي”.
قائلا “ان هذا التكريم من قبل المديرية العامة لشؤون الايزيدية هو محل اعتزازنا وهو أقل ما يمكن ان يقدم له لأن العمل الدؤوب له في هذا المجال هو مبعث تقدير وافتخار من قبل كل ابناء الشعب الكوردي لاسيما ان معاناة هاتين الشريحتين لم تنتهي مع سقوط النظام البعثي واستمرار انعكاسات وتبعات السياسات الظالمة السابقة عليهم ولايزال واخرها عدم انصافهم في قانون الانتخابات الاخير”.
بين شهادة واخرة كانت مواقف القاضي زهير تظهر وكان اعتزاز الكورد به يزداد ولكن صديقه الكاتب الكبير كاظم حبيب قال ان زهير ” شخصية ذات التكوين الديمقراطي والتقدمي المدني والعلماني الذي وطًن نفسه للدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب بالعراق هي نتيجة ايمانه بالدفاع عن الصدق عن الحرية الفكرية والدينية والمذهبية والسياسية للفرد العراقي “.
قائلا “ان الاستاذ والصديق زهير كاتب مرموق قدم الكثير وسيقدم اكثر في المستقبل لقراء العربية في مجال الديانات والدفاع عن اتباعها وكتب بشكل خاص عن اتباع الديانة الايزيدية والشبك …. يتسم بالصدقية في مجال الدفاع عن الاخرين وهذا الابداع هو نتيجة وقوف زوجته معه وتفاينها لمساندته “
رئيس اتحاد الادباء الكورد ( مم بوتاني ) اشاد في كلمته بقيام الايزيدية بتكريم زهير كاظم عبود ووصف الامر بأنه خطوة هامة ” لا اريد ان اذكر ماعاناته الايزيدية من القتل العام والجينوسايد الذي تعرضوا له وتدمير قراهم ، حيث لايزال التاريخ شاهدا على ذلك”
واضاف مم انه لشرف كبير للايزيدية ان يحموا انفسهم والايزيدياتي واننا كلنا مدانون للكهوف والجبال التي حمتهم وبقت لالش ابرز عناوين دفاعهم عن انفسهم ، ولذلك عندما تقوم اقلام تقدمية بالدفاع عن الكورد مثل الجواهري وشاكر خصباك واليوم صاحب القلم الرصين زهير كاظم عن طريق مجموعة من نتاجاته عن الايزيدية فأننا في كوردستان نقدر الاقلام القيمة التي كتبت عنا ونكرمهم على تلك الاعمال هو محل فخرنا ونثمن مبادرة المديرية العامة لشؤون الايزيدية لهذا الانجاز.
الكثير من الكلمات عبرت باعجاب ما قام به زهير كاظم عبود خلال مسيرة حياته وهو ما يبرز من كتاباته التي تخص الكورد والانفال و التشريعات والايزيدية والشبك واخيرا الزرادشتية لذلك يقول د. ممو فرحان الشخصية الايزيدية والباحث المختص في شؤونها الذي قدم كلمة ثناء في المناسبة ايضا بأن : كثير من الكتاب والمثقفين يعيشون خارج سياق عصرهم و يكتبون في موضوعات لا تصلح للعصر، لكن المثقف الحقيقي يمثل صوت الضمير ويعبر بأفكاره منطلقاً من هاتف ضميره الذي يدفعه للدفاع عن قيم يؤمن بها عما يفعله من خلال كتاباتته ليس عطفاً او مجامله لبعض الأصدقاء واعتقاداتهم بل نابع من هاتف ضميره،،، فهو بعمله يدافع عن آرائه ومعتقداته بأن لا يقف مكتوف الأيدي أمام ظلم تجاه أتباع دين ما او عقائد تمثل مبادئ كونية مشتركة لاتنازل عنها، فكتابات الأستاذ زهير كاظم عبود كانت حقاً عكس التيار وكتاباته حطمت الكثير من أنواع التنميط والجمود حول معتقد الأيزيدية فكان يواجه الصورة الخاطئة عن أتباع الديانة الأيزيدية بخطاب الحق”.
واضاف د. ممو في كلمة الثناء التي قدمها بحق القاضي زهير “إن استاذنا الفاضل زهير كاظم عبود لم يقتصر بالدفاع وتصحيح الصورة الخاطئة عن اتباع الديانة الأيزيدية فقط بل وقف بالمرصاد بكتاباته أمام كافة الإعتدائات التي جرت في العراق ضد المكونات الأصلية لحضارة وادي الرافدين من المسيحيين والصابئة المندائية والكاكائيين، فلتعش اناملك يا استاذنا الفاضل ويصنك الله من كل مكره بما تقدمه خدمة للإنسانية من منطلق ايمانك بالدفاع عن الحق”
مبينا انه “ومن هذا المنطلق تحرك الأستاذ زهير كاظم عبود لإداء رسالته وتجسيدها عندما أخذ على عاتقه تصحيح الصورة الخاطئة عن الأيزيدين لدى اعداء واصدقاء أتباع هذه الديانة العريقة والذي استطاع اتباعها مقاومة النكبات التي تعرضوا اليها من خلال قوة مثولوجيا ديانتهم” .
لم تكن الكلمات تأتي مصادفة بل كل واحد قدم كلمته كان يعبر عن موقف يعرفه عن زهير كاظم عبود، وكل كلمة قيلت كأنها نسجت حالة من تلك الحالات التي مرت عليه، ولكل واحدة اهميتها كما يقول د. ميرزا دنايى الطبيب والمختش بشؤون الايزيدية، الذي اعتبر ان زهير قد دفع ثمن دفاعه عن الايزيدية وتضرر سياسيا لأنه تضامن مع الايزيدية .
وقال دنايى ” لو طلب مني بأن يتم تكريم أي صديق عزيز أعرفه لبادر الى ذهني لاول مرة اسم الصديق العزيز زهير كاظم عبود لانه يستحق هذا التكريم “
واضاف ميرزا ” لقد تضرر زهير كاظم عبود بسبب تضامنه مع الايزيدية سياسا لأنه تعاطف معنا ولأنه يمتلك النظرة الانسانية ولديه مسألة حرية ان الانسان يعتقد بما يريد امر هام وهو يرسخ مبدأ ان هذه الارض تجمعنا جميعا في الحقوق والواجبات “.
واستطرد ميرزا واحدة من المواقف المهمة لزهير كاظم عبود مع الايزيدية بالقول ” في اي محفل عن مستقبل العراق و اجتماعات المعارضة قبل سقوط النظام كان زهير كاظم عبود يسال اين الايزيدية وشاهدناه كيف يكتب بحماسة وعاطفية عندما كان في المهجر،،، وقبل سقوط النظام ومحاولات امريكا للقاء المثقفين العراقيين والاجتماعات التي تعقد في واشنطن او لندن كان زهير يقول يجب ان ان يكون هناك مشاركة ايزيدية ولذلك كان اسمه مرتبط بالايزيدية اينما كان”.
ويضيف ميرزا بعد سقوط النظام في 2003 بادر زهير كاظم عبود الى جمع التواقيع من غير الايزيدية ليوقعوا على مذكرة من اجل تثبيت اسم الايزيدية في الدستور واستطاع ان يجمع 73 توقيعا وساهم في اقناع الكثير من القيادات العربية ومنهم المرحوم عبد العزيز الحكيم للموافقة على هذا الطلب ، لأن الاخوة العراقيين لم يكونوا يعرفون الايزيدية جيدا وكانوا لايمتلكون اية تصورات حقيقية عن الايزيدية غير السلبية منها وساهم زهير بتصحيح هذه الصورة .
وشرح ميرزا واحدة من المواقف المهمة لزهير عند تعرضه لهجوم في مصر قائلا ” مواقف زهير تجاه الايزيدية كثيرة في الخليج والسعودية وسوريا ومصر وتونس والمغرب الى درجة عند تقديمه لمحاضرة في مصر عن الايزيدية تعرض الى هجوم من قبل احد الحاضرين في تصوره ان الايزيدية ديانة تبشيرية “.
ثم ربط ميرزا موقف زهير بما يتناقله الايزيدية من موروثهم الفكري بأنه في كل مئة عام يظهر مخلص للايزيدية واذا كان مخلص الايزيدية في القرن الماضي (نظيف باشا ) الذي اعاد مقدسات الايزيدية بعد نهبها من قبل (الفريق عمر وهبي باشا) فأن زهير كاظم عبود كان مخلص الايزيدية من التهميش و التشويه في القرن العشرين ولايزال”
كلمات قيمة اخرى قدمت من قبل السيد نهاد القاضي الذي اشاد بمؤلفات زهير باسلوب سجعي شعري مميز وثمن مواقفه في الدفاع عن مختلف المكونات العراقية وخاصة الايزيدية وكذلك ما قدمه الكاتب صادق اطيمش عن عبود والشخصية الايزيدية عيدو بابا شيخ والصحفي اسماعيل طاهر جانكير من دهوك وامتزجت مشاعر الحضور بما قدمه الموسيقار وعازف الناي بشار كاظم من معزوفات بهذه المناسبة وعطره به الحضور من كلمات الثناء للقاضي في وقفاتهم معه طيلة ساعات الاحتفالية.
ولذلك فان السيدة جنان عبد المحسن زوجة القاضي زهير كاظم ثمن هذه المباردة واشادت بكلمات الوفاء والثناء اذ قالت “انني احس ان الايزيدية يكرمونني الان”
واضافت السيدة جنان ” لايمكن ان اصف شعوري في هذا اليوم وانا ارى زهير يكرم ليس لأنه زوجي بل أحس ان جهودي لم تذهب سدى من اجل ان يبقى معطاءا وانشاءلله سيكمل المهمة التي اعتقد ان الله كلفه بها من اجل ان ينصف المظلومين ويقف مع الحق”
لذلك قالت حنان ” احس ان التكريم لي وان الايزيدية انما يكرمون زهير على مواقفه وهي التي ساندته عليها ،،، انه فعلا شعور لا استطيع ان اصفه كثيرا “.[1]