“فاتما خانم” كجك و لاوك ( keçik û lawik )..القسم الثاني
وليد حاج عبدالقادر
في المعطيات كما الأقسام الأخيرة لهذا البحث المفترض ، وفي عودة معمقة اوسع لظاهرة المسارة / الإستسرار ومرادفتها التجلي / الإنكشاف ، وذلك الترابط الصريح بين المفهومين ، التي لا تسير وفق ما نتلمسها في امورنا العادية ، بقدر ما تستجلب معها بعضا من غموضها اولا، وتخلق أيضا لحظات من الإندهاش يشبه الشهقة الأولى ، ولتتمظهر من جديد تتمظهر مرفقة بتجلياتها ، فنتلمس بوضوح انعكاسات لمفاهيم كانت وبقيت مطوبة ، وان سعت او تدرجت لتصبح متوافقة مع الفهم البشري ، او تبدو وكأن التجليات تزيح بعضا من المبهم عنها غموضا او قداسة فتساق بذهنية المحيط كبشر سواء كن اناثا أو ذكورا ، جماد أو حيوانات.
وعليه فقد كانت البيضة الكونية التي أوحت بتجسيدها على شاكلة الكون الإهليلجي كأنموذج مصفر للبيضة في تمظهر أنماط تشكل الحياة فكانت ان استولدت القصور المغلقة في حكايا وأساطير وفيها طاقات / كوات / فوهات توصل ان للأعلى او الى الأسفل وايضا تغلق او تفتح باستسرار تودي إن إلى العلالي حيث السماء ، او الى العالم السفلي و .. كذلك آلهة او بشر متخفون على هيئة طيور أو تتقمص هيئة حيوان ، كالبقر او الجاموس ويصبحون الحامل / الناقل لأمر يجب ان يوصل أو وسيلة لتلبية او إنجاز / قضاء أمر كتب له ان ينجز ، وفي أحايين كثيرة تجسدت تلك الحيوات ان لطيور خرافية – سيمخور – الذي كان يقطع بالبطل او لاوك بحور سبعة ويعطيه – مثلا – ريشة من ريشه ويوصيه مجرد ان ينهي مهمته ، ما عليه سوى حرق الريشة فيكون الطائر بين يديه . وكذلك ظاهرة ال – ديو – في حكايا الإستسرارات الكبرى ومغامرات الأبطال أيضا ، والحلقيات التي تصادفهم ، وبعض من المعلومات او خفايا الدروب ، كما جرى مع سيامندي سليفي وقره كيتران وصراعهما مع فلك التي بيدها خيوط الليل والنهار والتي دلتهما على مكمن – ديو – مريض مقتعد لا يقدر على الحراك بسبب كتلة ورم كبير تقيحت على فخذه مسببة له آلام فظيعة ، وقد اشترط ان يلبي اي أمر لأي كان أن استطاع تخليصه من الدملة وآلامها ، وفعلا استطاع سيامند – بالمناسبة هو كوري / كجل أيضا – برمية سهم من قوسه ان يفجر الدملة ويطيح بالقيح و ليعلو صراخ وهياج ال – ديو – وزعيقه دوى في الآفاق إلى أن هدأ تماما وراح الألم ، صاح بالذي عمل ذلك أن يظهر ويطلب ماذا يريد.
وبالخوض المكثف في هذه المظاهر ، سيكون من المفيد هنا أن نذكر مجددا بخاصية الصراع ضمن أطر الموروث الذهني الكوردي ومدلولاتها الناقلة بصيغ حكائية استطاعت أن تشذب ذاتها تشويقا ، وكلمات محملة تشي حينا بغوامض تستوجب اعمالا لتجليها وانكشافها او معبرا لإيصال مقدمات هامة لتجليات كبرى ، وغالبية هذه المناحي من الحكايا ابطالها ذكور او اناث بشر تتقاطع او تندمج في حركياتها طيور او حيوانات ، واختصارا هنا ، علينا ان نذكر بأن الصراع لم يقتصر على أو بين الرجل والمرأة وحدهما بالأخص في سياقية الهيمنة بطابعيها الذكوري أو الأنثوي ، مثلما سنلحظ لاحقا سواها التي كانت بين الأب والولد او مرحلة ما يسمى بالصراع في بنية مرحلة السلطة الأبوية – الباترياركية وكذلك مثلها في جانبه الأنثوي ، حيث كانت الأم التي دخلت مرحلة / طور الانكماش وتقهقر مرتبتها التقديسية واخذت تنساح وتتراجع بالهوينى لصالح الفتاة – keçik – وليتمظهر في بنيتها او بعبارة أدق استولد صراع بنيوي داخلي تجلت بوضوح في نسقية كجك – keçik – التي انتجت بحد ذاتها في تنوع متعدد إن في أشكال صراعات تمحورت حول الخير والشر مدفوعة في اغلب الأحايين بوجود زوجة أب مثلا ووالد يبدو في أحسن الحالات لامبال ، أو خال من عاطفة حقيقية او مغيب في متابعة أمور أسرته ، وأكثر شيوعا هو اصغائه لزوجته الجديدة / الثانية واولادها على حساب طفله / طفلته ، لتصبح الممارسات والتوصيات مجرد إنعكاس حقيقي ، وكنتيجة جبرية تسير في منحى إظهار الغبن والإهمال المتقصد من جهة ، والقدرة على التحمل إلى حين انجلاء الحقيقة ، أي هي هنا ومن جديد لحظة التجلي والإنكشاف.
وعليه، وقبل الخوض في تفاصيل حكايتنا في هذا المفصل، والمعروفة بإسم – فاتما خانم – لابد من التذكير وكتصور، وبحسب ما أتذكر من رواية الراحلة – متحي – من قرية ريحانيك – قرب ديريك ونسق ما كانت ترويه جدتي الراحلة عطية من عين ديوار قرب ديريك ، وكذلك حكاية المرحومة حاجي كولي زوجة المرحوم حجي فرماني سقا وايضا العين ديورية ، اللاتي كن تطلقن اسما ، أي اسم ، على شاكلة : كانت هناك فتاة ولنقل أن اسمها فاتم او خانم ، وهكذا ، وقد سمعتها منذ أكثر من 55 عاما ولمرات عديدة وبذات النسقية والتسلسل سوى اسم الفتاة التي تغيرت مرارا وعلى لسانهن بالذات ، و … لتتقاطع أيضا مع السياق المقارب التي روته السيدة ليلى قمر من – ديريك – بعد جمعها – ايضا – لنماذج ومقارنتها بصيغ حكائية ممزوجة بالنسقين الكوجري والبوطاني، وهنا ، لابد من التنويه الى التقاطع الرئيس في الخطوط الأساس ، لن نجد حرجا وبعد الإستئذان في استخدام كثير من مفردات ومفاصل نسق السيدة ليلى قمر التي تمكنت من التعمق بعيدا في سياقية الحكاية مستخدمة وباللغة الكوردية الحكائية لتستخرج منها عصارة التشويق وخلق ذات البيئة إن دهشة او تتبعا في انتظار ما ستؤول اليها الحكاية على الرغم من عديد المرات استماعا لمتواليات احداثها . ومع هذا لابد من تسليط الأضواء على أهم المشتركات الرئيسة ، لابل الأسس المشتركة والتي استمرت في هيكلية الحكاية كثوابت والتي تتجلى في : الفتاة من حيث جمالها ورقتها ، وغياب اي دور أو ذكر لتفاصيل ما عن والديها ، وكأنها وجدت في ذلك البيت الجميل بحديقته الوارفة وهي محاطة بصديقات وربما أشبه بوصيفات ، وتسخير ذلك الطائر الجميل المستنطق لنقل المسارة ، وذلك البيت / القصر الإهليلجي البيضوي وعلى شاكلة البيضة الكونية وبلونه الأبيض الناصع أيضا ، ولنصل الى نبع الماء الزلال الى حيث بقية مفردات القصة وتقاطعاتها / لابل تداخلاتها اشتباكا مع حكايا وسير عديدة ، هذه النقاط الأخيرة التي بدت مختلفة بطريقة التعاطي او التمظهر في الانساق وإن لم تؤد إلى اية متغييرات جوهرية ، وعليه ، وقبل البدء في سرد النسق الأقرب إلى سياقها العام – حسب تصوري والسيدة ليلى قمر – ولابد من الإشارة هنا إلى أن الأنساق الأخرى وسياقية أحداثها ، وفي تذكير جديد ، بأن اسم الشخوص / الأشخاص هي بالمطلق ليست سوى أسماء معاصرة .. والآن لنقرأ ماذا تقول الحكاية :
يحكى بأنه كانت هناك فتاة رائعة الجمال، ذي أخلاق عالية وعشرة لطيفة، امتازت بطاقة صبر عالية تضرب بها الأمثال، تحب الناس وتحترمهم، وكان اسمها فاتما خانم، تسكن في قصر كبير وفسيح، جميل ومريح.
وغرفتها كانت تطل على حديقة وارفة غناءة بشباك منشرح شبه مفتوح دائما ( كل الأنساق لم تتطرق الى مراحلها العمرية المختلفة ولا أي ذكر لأب لها أو أم ) ، وكان قد تعود عليها طير جميل وصادقها ، يدخل عليها في كل صباح مع إشراقة الشمس عبر الشباك يزقزق مداعبا يداعبها ويرفرف بجناحيه وينقرها برأس منقاره بنعومة ، وهي تلاطفه وتلاعبه بحنينية كبيرة ، وفي كل مرة كان الطير يردد على مسامعها قبل مغادرته : ( fatma xanim heyfa te xebîneta te ev heft sale mérkê brîndar li hêviya te ) – فاتما خانم .. ياللإجحاف والغبن التي انت فيه، سبعة سنين وذلك الرجل الجريح لازال ينتظرك – وبالرغم من ان كلام الطير أصبح كترنيمة يومية يقولها الطير ويرفرف مغادرا إلى اليوم التالي، إلا أن فاتما خانم ما كانت في طور استدراك خفايا الانكشاف والذي لم يكن ايضا قد تجلى بعد ، الى ان كان ذات يوم – تقول بعض الأنساق انه كان يوم الأربعاء الأسود – كموروث زرادشتي – جاءت الصديقات كلهن اليها وتوسلنها ان تخرج معهن الى البرية لتستمتعن بالطبيعة الجميلة – كإيحاء بأنه بداية فصل الربيع – وأمام الحاحهن ، وافقت فاتما خانم و انطلقن كالفراشات تتقافزن وتلهون رقصا وغناءا وسط الطبيعة الخلابة واريج الزهور كما رونق الفراشات وهن تتمايلن مع نسمات الربيع و .. فجأة بانت غمامة أخذت تزحف صوب الساقية المتشكلة من جريان ماء النبع فانطلقن جميعا إلى حيث النبع و .. يا له من منظر جميل وخلاب ، كتلة بيضوية الشكل وناصعة البياض بدت وكأنها كتلة من المرمر ، حوطن الكتلة واخذن يلتففن حولها بحثا عن باب او شباك او أي منفذ ، ولكن للأسف ! لا مجال .. تجرأت فاطما خانم تحت وطأة شعور غريب ، واقتربت من الكتلة البيضوية ومدت يدها تتلمسها، وما ان لامست يدها الكتلة حتى فتحت بوجهها باب / طاقة، وقوة جذب قوي كان وكمن يخطفها دفعا إلى الداخل والباب – الطاقة أغلق عليها من الداخل فورا ..
تلفتت فاتما خانم حواليها ، ياله من قصر فسيح وواسع من الداخل ، مرتب بعناية شديدة وكل ما يبتغيه المرء متوفر فيه .. شيئا فشيئا تعودت على المكان ومن ثم أخذت تبحث في غرفها ولتكون المفاجأة ! في احدى الغرف رجل ممدد يئن وجسمه كله بدا وكأنه مزروع بالشوك الناعم ، فتذكرت الطائر الجميل وترنيماته الصباحية ، وادركت بأن زمنا وجهدا كبيرا يلزمها هنا ، فهرعت الى سطح القصر وخاطبت صديقاتها برجاء ان تذهبن الى بيوتهن وتدعنها هنا ، فهي لديها الكثير لتعمله ، بحثت في القصر حتى وجدت ما يمكن ان تنزع بها الشوك ( ملقط ، موجنك ) ومن ثم اقتعدت الأرض بجانب الرجل وأخذت بالهوينى تنزع الشوك من جسده .. مضت الأيام والاسابيع والشهور وهي تعمل ليل نهار وهمها الأساس انقاذ الرجل وتنظيف جسده ، وذات يوم ملت من الجلوس داخلا ارتأت ان تتشمس قليلا فوق سطح القصر، فصعدت وجلست تتأمل المحيط ، وصادف ان كانت هناك امرأتين من القرج – النور .. وأعتقد هنا بأن المغزى أكثر من ذلك في الإستدلال على المرأة الشريرة – وبان للمرأتين انعكاس لضياء مشرق بدا جليا في ماء النبع وصارت كل واحدة تعزيها انعكاسا لجمالها ، ولكن فاتما خانم بادرت فورا في إيضاح وجودها بأعلى القصر وان البهاء ان صح التعبير فهو لجمالها ، وبعد دردشة قصيرة نوت واحدة منهن الانصراف والحت على رفيقتها بالذهاب ، إلا أنها طالبتهما بالمغادرة على ان تلحق هي بها بعد قليل ، واستدرجت فاتما خانم إلى حديث طويل تستفهم منها واقع القصر وسرها، وهي بدورها روت لها كل الذي جرى ، وكيف أنها الآن تقوم بتطهير جسد الرجل من الشوك .. الحت عليها المرأة ان تأخذها عندها لتساعدها كخادمة وتؤنسها في وحدتها ، وأمام الحاحها وافقت فاتما خانم على صعودها ، وأرخت لها جدائلها لتصعد القرجية بها – وفي بعد الروايات رمت لها بحبل – وصعدت السقف لينزلا سوية إلى بهو القصر . مضت الأيام وفاتما خانم لا تكل ولاتمل وباتت الأشواك محصورة في بقعة قليلة من جسد الرجل وهو لايزال في غيبوبته والقرجية تراقبها، ولما أيقنت بأن العمل قاب قوسين من الإنجاز ، تقدمت منها قائلة : لقد هدك التعب ! هيا اذهبي وارتاحي قليلا وانا ساكمل بدلا عنك .. ذهبت فاتما خانم لترتاح ومضت في نوم عميق ، والغجرية استمرت تعمل ، ومع انتزاعها لآخر شوكة من جسد الرجل ! استفاق وتأمل حواليه وتطلع فيها قائلا : من أنت وما الذي جاء بك إلى هنا ؟ فروت له وكأنها هي فاطما خانم كل شيء من البداية إلى لحظة اتخاذها خادمة لتعمل عندها وتؤتسها ، وهي نائمة في غرفتها ، فاتخذها الرجل زوجة له وفتح ابواب قصره وشبابيكه ، وفي الصباح عندما استفاقت فاتما خانم كانت الأمور قد تجاوزت حدودها ، فاقتنعت أن تعمل خادمة ، ومع الأيام والشهور كان التعب والحزن قد اوصلتها إلى حالة جد صعبة ، ولمرات عديدة تمنت الموت للخلاص مما هي فيه إلى ان جاء يوم ، وأراد الرجل ان يخرج إلى المدينة وسأل زوجته عما تبتغي ، وبعد تلقي قائمة طلباتها ، وهم بالخروج لمح فاتما فذهب اليها يسألها عما تريد هي ايضا ؟ ، الا انها قالت بانها لا تريد شيئا ، وأمام إصراره ، طلبت منه ان يأتيها ب – علبكا صبري – سألها عن إمكانية توفرها .. ردت عليه بأنها متوفرة لو بحث عنها ..
( هنا سيلاحظ القارئ التداخل والتقاطع بين هذه الحكاية وحكايا أخرى سابقة سواء بالخروج من القصر او السفر صوب المدينة او الأعالي .. ) .. وما ان أنهى الزوج مهامه واشترى طلبات زوجته حتى تذكر طلب الخادمة ، واخذ يبحث عنها الى ان دله احدهم الى الشخص الوحيد الذي يتوفر عنده علبكا صبري وطلب منه الذهاب إليه ، وأن يخبره بأنه هو الذي أرسله وإلا فأنه لن يعطيه – يلاحظ وكأن الشخص هو جهة اعتبارية وذي قرار نافذ – وبالفعل ذهب إلى العنوان وطلب من الرجل ان يعطيه المطلوب .. سأله الرجل : ولمن تريدها ؟ أجاب عندنا خادمة مسكينة طلبتها ولم أحبب ان أكسر في خاطرها ! … قال الآخر : سأعطيك العلبة ولكن بشرط أن تسمعني وتنفذ حرفيا ما أقوله : داخل هذه العلبة خنجر حاد جدا بعرض النسلة ، وخادمتك ستضع العلبة أمامها وستبدأ بالكلام والعلبة ستبدأ بالتضخم والإحمرار إلى ان تنفجر وحينها سينقذف الخنجر وهي ستتناولها وستغرز الخنجر ليصل إلى قلبها ، ولهذا عليك مجرد إعطائها العلبة ان تبقيها تحت مراقبتك. . عاد الرجل إلى قصره وناول زوجته طلباتها ، ومن ثم ذهب الى الخادمة وناولها علبكا صبري ، ووقف خلف باب غرفتها يسمع صدى حركاتها وكلامها ، وابتدأت هي تحكي للعلبة قصتها منذ بدايات تعلق الطير بها وكلماته وكيف انها دخلت القصر وبحثت الى ان وصلت الى الرجل الذي ينتظرها لتنقذه وبدأت عملها ليلا نهار إلى ان جاءت الغجرية مع صاحبتها إلى النبع ، وكيف انها اصعدتها إلى القصر عبر السطح و .، الى ان وصلت لليلة الأخيرة وما حدث فيها وكيف انها أخذت منها كل شيء وما أن وصلت الى نهاية القصة وقالت تخاطب العلبة – ilbika sebrê ji te sebir û ji min sebir ma heta kengî sebir – وتعني : ياعلبة الصبر ! منك الصبر ومني الصبر ولكن إلى متى الصبر ؟ . وهنا انفجرت العلبة وليتدحرج السكين التي همت فاتما خانم إلى تلقطها .. و .. بسرعة دخل الرجل والتقط الخنجر واخذها من يدها إلى حيث الغجرية وطلقها واخرجها من القصر .. و … مع نهاية الحكاية يمكننا ببساطة اكتشاف أمور ونقاط عديدة تتقاطع أيضا مع حكايا وتتشابك في تفاصيل ذي ملمح واحد ولكن الأساس بقي كما في غيرها وأعني بأنه رغم انسنتها لكنها أبقت على بعض من الغموض حرصا على قداسة شخوصها …[1]
…. يتبع