=KTML_Bold=ما هي أسباب فشل ثورة #الشيخ سعيد بيران#=KTML_End=
إذا كنت تريد أن تعرف ماذا يحدث اليوم عليك أن تعرف ماذا حدث في الأمس...؟؟؟؟
إن تنظيم هيفي الذي تأسس 1910 وانضم إليه المثقفون الكورد... وقد توقف نشاط المنظمة أثناء الحرب العالمية الأولى .. ثم تحرك قادة هيفي للنضال والعمل من أجل تحرير كوردستان....
وأما قيادة الثورة العارمة فاعتمد لتنفيذها الشيخ سعيد الپالو كونه أكثر نفوذاً، لأن هؤلاء القادة كانوا خلفاء عظماء في الطريقة النقشبندية، وأوصياء لمولانا خالد، يجتمع إليهم الشعب الكوردي.. وقرر الشيخ سعيد الثورة، وتنبه لها أتاتورك - كما سبق و ذكرنا - إن أتاتورك جمع أربعة آلاف من خونة الشعب الكردي واستدعاهم إلى أنقرة، ودفع إلى كل واحد منهم عشرين ألف ليرة ذهبية رشادية، أي مقابل مائة ألف مجيديه فضية، و يشترك في دفعها العرب والإيرانيون، وكان الطلب مقابلها تفكيك ثورة الشيخ سعيد، وتنفيذ تعليمات أنقرة، ووعدهم بعد إخفاق ثورة الشيخ سعيد كي يحضروا إلى أنقرة لاستلام جائزة كبرى... وفعلاً لعب هؤلاء الخونة دوراً فعالاً لإخفاق الثورة وإفشالها .
أقر قائد الثورة إعلان هذه الثورة في أول نيسان سنة 1925 أي بعد ذوبان الثلوج،حين تكثر المياه آنذاك،حتى لا يتمكن الأتراك من التحرك، ويتمكن الثوار وحدهم من التحرك، فيحرروا بلادهم عبر شهر واحد، ولكن العملاء أقنعوا الشيخ سعيد أن تكون الثورة في 08-02-1925 حيث البرد الشديد، والثلج الكثيف.
وجاء إعلان الثورة حسب خطة العملاء،ورغم ذلك جاءت الثورة هائلةً، ومن جهة أخرى العملاء وجهوا اهتمام قيادة الثورة لتحرير ديار بكر،حيث السور الحصين وكثافة الجيش التركي هناك، كما أنهم وجهوا أربعة عشر ألفاً من الثوار إلى بلدة خاربينتي أي مدنية( العزيز) فلم يقاومهم الجيش التركي هناك، وحرروا المدينة، ووجهوا هؤلاء الثوار إلى مخزن السلاح، وأشعل العملاء النار في مخزن البارود،فقتل من جراء الانفجار جميع هؤلاء الثوار وعاهد العملاء قائد الثورة بتفجير جسر جرابلس وممر القطار، حتى لا ينقل جنود الأتراك إمداداتهم إلى ميدان المعركة، وقد استخدمت الحكومة التركية 35 ألف جندي و12 طائرة حربية.
وحشد الأتراك مائة وعشرة آلاف جندي إلى ديار بكر لإخماد الثورة، و أشار الشيخ سعيد القائد بمحاصرة هؤلاء الجنود الجدد، ولكنه أخفق نتيجة الفساد ودور العملاء،وأصبح يائساً من نجاح ثورة وطنية، فقرر الانسحاب إلى العراق، فقال له العملاء إن الإنكليز ليسوا أصدقاء للكورد إذ فعلوا بالشيخ محمود الحفيد ما فعلوا، ثم قرر الانسحاب إلى سوريا.
فقالوا له : فرنسا أيضاً ليست صديقة، لأن فرنسا ساندت الترك بنقل جنودهم من داخل سوريا بالقطار، وأخذوا من كل عسكري ليرة ذهبية، ثم طلب الشيخ سعيد من الروس المساعدة، فلم يلبوا طلبه، فاخطر إلى التوجه إلى إيران والمسافة بعيدة،... فهؤلاء العملاء ساعدوا الأتراك للقبض عليه، فأعدم هذا القائد مع سبعة وأربعين من قيادة الثورة في 05-27-1925
ومن بعدها استدعى أتاتورك العملاء إلى الثورة
لاستلام جوائزهم الكبيرة،فجمعهم،وخاطبهم (((بأنكم أيها العملاء أخس وأرذل من وجد على وجه الأرض،حيث خنتم ثورتكم، وبلادكم، وشرفكم، ودينكم، وعزتكم،))) فأمر بإعدامهم جميعاً وكان من الخونة أمينى بريخاني وجميل چتو، ونجى ثلاثة أشخاص منهم كانوا جرحى، منهم الشيخ مهدي، والشيخ مهدي تحدث عن هذه الواقعة بعد أن بلغ عمره مائة وعشر سنوات، فطلب من الحاضرين من حوله أن يشتموه بأقسى النعوت، وأن يبصق كلٌ منهم في وجهه، وهذا جزاء بعض ما اقترفه.
وكان شهداء ثورة 1925 مليوناً ونصف مليون كردي، كما ذكر ذلك نهرو رئيس جمهورية الهند في كتابه (لمحات من تاريخ العالم) وبلغ عدد شهداء المرحلة الثانية بعدها حتى العام 1942 مليوناً ونصف آخر، كما أخبرني شخصياً الشهيد آلجي سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني والذي استشهد عام 1971.
وبعد سلسة من المعارك، أخمدت الثورة، وحاصر الأتراك القوات الرئيسية للانتفاضة، وتحطيمها في وادي كينجو، وتم إلقاء القبض على قادتها، وقدِّم الشيخ سعيد ورفاقه إلى المحاكمة، وسيقوا إلى محاكم عسكرية، عرفت باسم محاكم الاستقلال ثم شنقوا، وتركوا معلقين على أعواد المشانق .
وفرّ قسم من المقاتلين إلى رؤوس الجبال، أو إلى الدول المجاورة، سورية والعراق وإيران، وبدأت محاكمة الشيخ سعيد، التي استمرت شهراً كاملاً، وكان معه في قفص الاتهام، الشيخ عبد الله، والشيخ إسماعيل، والشيخ عبد اللطيف، والرائد قاسم إسماعيل، وحاجي خالد عبد الحميد، والشركسي رشيد، وعدد آخر من قادة الانتفاضة.
ثم أعلن رئيس المحكمة، الذي حكم بالإعدام على ثلاثة وخمسين زعيماً من زعماء الثورة، أثناء المحاكمة، في 2يونيه 1925، قائلاً: لقد اتخذ بعضكم إساءة استعمال السلطة الحكومية، والدفاع عن الخلافة، ذريعة للثورة، ولكنكم كنتم متفقين جميعاً على إقامة كردستان المستقلة.وسيق الشيخ سعيد إلى المحكمة وكان الشيخ يضرب العساكر بيديه فأمسكوا بيديه فصار يركلهم برجله ويضربهم برأسه وهو يقول : «أجاهدكم حتى عند النفَس الأخير».
وحكم على الشيخ سعيد بيران بالإعدام شنقاً حتى الموت , ونفذ الحكم في اليوم التالي .
وأمام حبل المشنقة . قال الشيخ سعيد : (إذا مت فكل كردي سعيد وسيخلّصون كردستان ويخرجونها من عيونكم ) وقال : ( إن الحياة الطبيعية تقترب من نهايتها , ولم آسف قط عندما أضحي بنفسي في سبيل شعبي , إننا مسرورون لأن أحفادنا سوف لن يخجلوا من أمام الأعداء
وبعد الإعدام دمرت القوات التركية، 206 قرى كردية وأُحرق 8758 منزلاً، وقالت يومها جريدة وقت التركية: ليس هناك مسألة كردية، حين تظهر الحِراب التركية وتكبّد كلٌّ من الأكراد والأتراك، خسائر فادحة، من جراء هذه الثورة، وكان من نتائجها صدور قانون الحفاظ على الأمن أو( تقرير سكون قانوني)، الذي جرى، بموجبه تشتيت آلاف الأُسر الكردية وتهجيرها، ودمِّر كثير من القرى الكردية، ونُفي زعماؤها واختلفت الآراء حول ثورة الشيخ سعيد. فقد قيل إن الشيخ ورفاقه، كانوا يسعون إلى إعادة الخلافة، التي ألغاها مصطفى كمال آتاتورك، عام 1923، لا إلى الاستقلال الكردي.
وقالت الجرائد التركية، آنذاك، إن الجمعيات الكردية، دبرت الثورة تحت ستار الدين، لتصل إلى غايتها الوحيدة، وهي إنشاء كردستان مستقلة، في الولايات الشرقية من تركيا .ورؤساؤها إلى مختلف الولايات التركية. ونقول لهؤلاء :لو كانت ثورته لإعادة الدولة العثمانية لالتجأ إليهم السلطان العثماني في ذاك الوقت .. ولكن الحق هو أن ثورة الشيخ سعيد كانت ثورة إسلامية لتطبيق العدل ورفع الظلم عن كاهل شعبه واستقلاله .
لقد ذكرت لي في وقت سابق حول تنبؤك برائحة الغدر والمؤامرة من قبل شاه إيران على الثورة الكردية.. كيف كان ذلك؟
شاه إيران لم يكن يوماً من الأيام صديقاً للأمة الكردية فإنه الذي أعدم رئيس الجمهورية الكردية قاضي محمد، وأزال آثار أولى حكومة كردية في التاريخ المعاصر، وسعى للقضاء على البارزاني العظيم في الأربعينيات.
وفي الستينات اتصل بضعفاء الإيمان والنفوس في الحركة الكردية، إذ تآمر معهم للقضاء على البارزاني و الثورة الكردية، فلم يفلح. ثم لعب دوراً من خلال عملائه في داخل الثورة بالتآمر والقضاء على البارزاني و الثورة الكردية، فلم يفلح. واتفق شاه إيران مع الحكومات العربية والتركية للقضاء على ثورة أيلول واندحروا بقوة الله وعونه.
وكان غدر شاه مستمراً مع الكورد وثورتهم حتى أطاح الشعب الإيراني بالشاه في 1979 وخرج هائماً على وجهه، لم تقبل لجوءه أية حكومة محترمة في العالم ولقي مصيره المحتوم في مصر[1]