#عزيز الحاج#
الفصل الأول: صورة الحاج (الوالد)
مدخل موجز: لماذا هذا الكتاب؟
لم أغفل الكتابة عن أبي والوالدة والعديدين من الشخصيات العراقية، من أقاربنا أو أصدقائه، وخصوصا شخصيات كردية فيلية جديرة بالذكر والتعرف عليهم جيد والوفاء لهم.
أجل ، لقد كتبت صفحات كثيرة ولكنها متناثرة، وهؤلاء يستحقون مني وممن عرفهم أكثر من ذلك.
كتبت عنهم في بغداد ذلك الزمان وذاكرة النخيل وشهادة للتاريخ، وفي روايتي |دفاتر الشخص الآخر،[ لكن بأسماء مستعارة]، وفي كتب لي أخرى، ولكنهم يستحقون مني كتابا منفردا خاصا بهم. وهو هذا الذي هو قيد الإعداد.. ]
*******************
من الطبيعي أن أبدا بالوالد لما له من كبير فضل علي، ولما أشعر نحوه بكل عرفان، مقرونا بالشعور بالخطيئة لأنه لاقى الأمرين بسبب انخراطي في السياسة ربع قرن، ولأنه مرت علي لحظات سياسية لم أقدر نصائحه أو ملاحظاته، أو طلباته، كما كان علي أن أفعل.
الحاج هو اسمه الحقيقي، إذ هو لم يزر مكة للحج، ولكنه اسم كردي، أصله أجي أو حاجي، فراح أصدقاء الوالد من العرب يدعونه حجي أو الحجي، وأحيانا حاجو. وأما في الوثائق الرسمية، فهو الحاج علي حيدر.
كتب عنه مؤخرا شقيقي الشاعر جليل حيدر في قطعة بعنوان صورة الحاج في الخمسينات، بدأها هكذا:
استهلال: لابد من سترة صيفية بيضاء، وبنطال رمادي، ماركة سيرج. لابد من علبة دخان بلاييرز، وجريدة ونشرة أخبار. ولابد أيضا من أغنية على البال، أو بيت شعر.
هذا هو الحاج في أماكنه المألوفة: العمل في كمرك الرصيف، [ المدرسة المستنصرية]، والغداء في مطعم شريف وحداد، ثم استراحة البيت. هو الآن يتهدج مستعيدا بيتين أثيرين لديه من قصيدة للجواهري:
سلام على مثقل بالحديد ويشمخ كالأسد الظافرِ
كأن القيود على معصميه مفاتيح مستقبل زاهرِ
ويتذكر ابنه السجين...
تعقيبا، كانت بدلة الوالد المفضلة في الشتاء سترة رمانية وبنطالا رصاصيا غامقا، وكان أول ما أتذكر عن سجايره ماركة الكلدفلاك، وكنت أذهب للسوق أحيانا لشرائها له مع البيرة، وفيما بعد، انتقل للبيلايرز، كما يذكر جليل. وفي حوار متخيل مع الوالد في دفاتر الشخص الآخر، [ الطبعة الأولى عام 1986 والطبعة الثانية في 1991 – بيروت]، نقرأ التالي:
- ولدي نجيب [ عزيز ].. ما بالك حزينا يا ولدي؟
- حلمت بك يا أبتاه. كما لو أنك قد فارقت الحياة. رأيت كأن مبنى ضخما انهار عليك، ففقدناك.
- ولكنني، يا ولدي، قد فارقت الحياة حقا. ما بالك! أفقدت الذاكرة والتاريخ!؟.
- حلمت وكأنك ترحل عنا إلى الأبد، وبكيت.. كنتَ لابسا بدلة السبورت الأنيقة كالمعتاد: السترة ذات اللون الرماني – القرميدي، والبنطلون الرصاصي الغامق، والرباط المشجر.. رايتك أنيقا كما في صورتك هذه أمامي لأيام زمان.
ويمضي الحوار ليشكو الحاج لولده ما كان يتعرض له من حسد على ثرائه وبذخه وسهراته وأولاده، فيجيب [نجيب]:
- أعرف، أعرف، جيدا. ذكرناك منذ أيام في لندن مع عمي [ محمد علي ] ومع [ سلمان شكر].. وقد أعادا ذكريات تفاصيل حية طوتها صفحات النسيان ، وحدثاني عن أمور كنت أجهلها حتى الآن. وأنت اليوم في نظري أروع وأكبر.
- يا للوفاء.. وكم في الدنيا من عقوق ونكران للجميل!.. وبينهم من كافأني بجزاء سنمار.. لا تذكّرني بما فات، فإنك لتزيد لوعتي وأنا عنكم بعيد.
****
لم يعاتبني والدي يوما، ولا أمي، على الطريق السياسي الذي كنت قد اخترت رغم السجون والمعتقلات، والذي كلفهما، وكل العائلة، مشقات كبرى، بما فيها ملاحقة أعمال أبي، واعتقاله، وزيارات أمي لسجن نقرة السلمان الصحراوي البعيد على الحدود السعودية، وهي تحمل معها في كل مرة كمية كبيرة من الطعام وعددا كبيرا من البجامات، عارفة أنها سوف توزع جميعا على الرفاق ولن يكون لي منها نصيب غير ما هو مقدر لكل من الآخرين. وبلغ من اندماج الحاج بقضيتي أن سمى أحد ولديه، [ من أم جليل، إذ كانت له زوجتان]، باسم سلام لأنه لأنني اعتقلت مع سلام الناصري وكنا صديقين. وسمى ولده الأخر باسم سامي لأنه عرف أن لي صديقا عزيزا في السجن اسمه سامي أحمد. وحين ولدت لنا أخت دعاها عاملة. واما والدتي الحاجة جيران فتاح - وهي حاجة بحق - فقد كنت أحملها أكثر من مرة رسائل سرية للحزب، وما كان أكثر فرحها وحزنها في آن حين زارتنا معا في سجن بعقوبة قبيل ثورة 14 نموز: الفرح كان كان صارخا وهي ترانا جنبا لجنب، وأما مسحة الحزن، فلم تخف علي برغم محاولتها كتمانه. وبالمناسبة، فقد كانت من صديقات أمي في زيارتها لسجن النقرة شقيقة الشهيد مهدي حميد وأم الزعيم الشيوعي الراحل زكي خيري وكانت امرأة مسنة، يشع وجهها بالصفاء والطمأنينة والحنان. وقد علمت في العقود الأخيرة أن الوالدة كانت تسلم رسائلي السرية للمناضلة الغالية ثمينة أم إيمان، زوجة حسين الرضي، وكانت ثمينة صديقة حميمة لشقيقاتي منذ بداية الأربعينات. ولعلم القارئ المهتم، فإن ثمينة تعيش اليوم في موسكو مع البنات والأحفاد، وهي متعبة للغاية، وتتلفن من وقت لوقت لشقيقتي فريدة في فرنسا. راجيا لها من القلب الصحة والعمر المديد، ولا أعرف إن كان هناك من يسألون عنها ويتابعون أخبارها من الساسة اليساريين العراقيين.
*****
اعتقل الوالد أسابيع في معسكر أبو غريب في أعقاب انتفاضة 1952، وبتهمة تدبير هروبنا السجني الفاشل لأواخر 1952. وقد هددوه بالتسفير باعتباره فيليا من خانة التبعية، فسخر منهم أمام كل المعتقلين معه، كما نقل لي في حينه أحد السجناء الشيوعيين الذين نقلوا لنقرة السلمان. وكان أبي قد توسط للشهيد حسين الرضي، [سلام عادل] عام 1949 حين فصل من التدريس فوظفه في المدرسة الفيلية ببغداد، وكان الوالد من مؤسسيها ومؤسسي الجمعية الفيلية. وتعرف والدي على الرضي كان بواسطة ناجي يوسف، والد ثمينة أم إيمان، زوجة الرضي، وكان ناجي يوسف مديرا عاما للتربية لسنوات طويلة، وكان بين العائلتين تزاور ما بين بغداد وكربلاءحين كان ناجي يوسف يعمل هناك. وعندما انتصرت ثورة 14 تموز استضافت دارنا في كرادة مريم فريقا من كوادر وقادة الحزب الشيوعي الخارجين توا من السجن ومساكنهم خارج بغداد لحين التحاقهم بالحزب. ثم أقام وليمة كبرى في حدائق الدار حضرها قادة وكوادر الحزب وشخصيات ديمقراطية ولفيف من السجناء المحررين للتو. وحين أعاد الزعيم عبد الكريم قاسم الملا مصطفى البرزاني للعراق، مكرما كل التكريم، أقام الحاج له وليمة كبرى في حدائق الدار وألقى خلالها كلمة ترحيب حماسية.
كان للحاج شعور عميق بالانتماء للوطن العراقي، بجانب شعوره العميق بانتمائه الفيلي، وكان يحب جعفر أبو التمن، ثم أحب بقوة، بعد الثورة، الزعيم عبد الكريم. ولقد ذكرت في مناسبات أخرى خلافي مع الحاج أحيانا بعد الثورة. فمثلا، ذات ليلة، قال لي بكل جد وحرص: ما لكم تطاردون الرجل، [ أي قاسم]، بالمطالب والمظاهرات والمذكرات والمقالات، مطالبين بمطالب ليس هذا وقتها، ومترفعين عليه وكأنكم أساتذته وتعلّمونه ألف باء السياسة... لم أطق نقده، ولم أجب، ولكنني غادرت المنزل زعلان إلى بيت قريب وبقيت هناك أياما.
كان الحاج علي حيدر متعهد عمال شحن ونقل في الكمارك، ومقره الرئيسي كمرك الرصيف في مبنى مدرسة المستنصرية التاريخي قبل ترميمه وتحويله لمتحف. وكان العمال من فئة الحمالين من الأقلية الفيلية وبينهم العديد من الأقارب البعيدين والقريبين. وقد اقترف حنا بطاطو خطأ كبيرا حين سجل أن مهنة والدي كانت الحمالة، إذ فهم خطأ كلمة حمال باشي، التي كان المتعهد، أو الملتزم، يوصف بها أحيانا، أي متعهد الحمالين. والحمالة على أية حال مهنة شريفة من عرق الجبين. وقد صححت الخطأ مع ظهور الطبعة العربية من كتابه الكلاسيكي عن العراق. وكان من بين الكتاب الذين عينهم والدي في الكمرك قاسم حمودي،الذي كان لا يزال طالبا في كلية الحقوق. وكذلك زميله ابن عمي محمود شكر، الذي تخرج محاميا، وصار حاكما في العمارة، وكان ذا ثقافة واسعة، ومن المساهمين في تشجيعي على القراءة وأنا في المتوسطة. وقاسم حمودي صار بعدئذ من مؤسسي حزب الاستقلال القومي، ومن أولاده سعد قاسم حمودي.
كان الحاج يعتبر من أغنياء الكرد الفيلية في بغداد، وكان مقر عمله محورا للكثير من اجتماعات الشخصيات الفيلية والعراقية. وكان من بين ممتلكات أبي دار كبيرة في الكاظمية تشرف على خط ترامواي بغداد – الكاظمية، وله شناشيل جميلة. وفي ذلك البيت ولدت عام 1926، ونشأت علاقة حميمة بين وبين جديتي، التي كانت تأخذني للمسجد الكاظمي يوميا، وتزجرني بلطف حين كنت أطارد أسراب الحمام الآمنة هناك.
كان الحاج منفتحا اجتماعيا/ وله أصدقاء من مختلف الأديان والمذاهب والاتجاهات السياسية والمناصب الحكومية، ومنهم وزراء. وكانت شقيقاتي سافرات، وفي 1949 أرسل شقيقتي الصغرى، فريدة الحاج، لمصر لتدرس طب العيون في جامعة الإسكندرية. أرسلها وحيدة سنوات وعادت طبية ناجحة بامتياز، واشتغلت في مستشفيات بغداد، ثم في بعض الدول العربية حتى حل بها المطاف في مستشفيات فرنسا. أما شقيقتي الوسطى، لطيفة، فتخرجت اختصاصية في كيمياء التربة، والشقيقة الكبرى، المرحومة صفية، تخرجت من كلية التجارة. وأذكر أن أحد الأقارب طلب يدها خاطبا، ولكنها لم تكن تريد الزواج، فكتبتتُ رسالة لوالدي سلمتها له بيدي، راجيا منه صرف النظر واحترام رأي شقيقتي. فكان لها ما أرادت. وكان من عادتي أن أكتب للوالد في قضايا كهذه لأن تأثيرها عليه كان أكثر. كذلك عرف كيف يربي أخواتي وإخواني من أم جليل، وكيف يدخلهم المدارس ولا يبخل عليهم، المرحومة وفية صارت موظفة في مصرف الرافدين، والمرحومة نجاة مدرسة، وهكذا مع البقية. أما جليل، الذي انحاز لليسار هو الآخر، فهو من شعراء التجديد العراقيين المعروفين، وذو ثقافة واسعة وله أسلوب جميل، شعرا ونثرا.
لقد ساهم والدي بنشاط في تأسيس الجمعية والمدرسة الفيليتين بعيد الحرب العالمية الثانية، وكان المؤسسون، على ما أتذكر، هم الآتية أسماؤهم ما بين مثقفين وتجار:
محمد مهدي نيازي؛ إبراهيم بشقة من المثقفين وهو من أقارنا وشقيق محمد بشقة، [الذي سوف أعود إليه]، وجاسم نريمان ومهدي ساخان، مدير المدرسة، والمحامي عبد الهادي باقر ملا نظر، ومحمد شيرة، و الحاج أحمد محمد، والحاج نوخاس مراد، وشكر رضا [ أمّو أو عمّو]، والحاج علي. وشكر رضا الذي كنا نسميه عمّو، كان من بين أكثر الظرفاء الذين عرفت في حياتي، وكنت أستأنس كثيرا بحضوره، وقد عمل مرة بائع تذاكر سينما ثم جامع اشتراكات المدرسة الفيلية.
ها هي صورتهم معلقة أمامي، وقد تفضل بتزويدي بها قبل سنوات الشخصية الشخصية الفيلية المعروفة والسفير حاليا، عادل مراد، وهو أحد رموز حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. فله الشكر والامتنان.
في تلك المدرسة، تطوعت لتدريس اللغة الإنجليزية في الصفوف المتوسطة أواخر 1947 للتدريس مع صديقيّ الشيوعيين في كلية دار المعلمين العالية، الشهيدين ممدوح الآلوسي وعبد الأحد المالح- الأول، وكان من تكريت، اغتاله البعثيون في سنوات الثورة، وعبد الأحد كان من بين ضحايا انقلاب 8 شباط الدموي.
كان والدي يحب المطالعة وله مكتبة لا بأس بها في البيت، وكان قد بلغ الخامس الإعدادي وترك، وكان يتقن اللغة الإنجليزية بدرجة مناسبة ويعرف شيئا من الفرنسية والفارسية. كما كان يحب الشعر، ويردد أحيانا أبياتا للجواهري وأخرى لابن زيدون الاندلسي. وفي مجالس أنسه مع أصدقائه كان يحب الترنم ببيت الجواهري:
هزي لهم ردفا إذا رغبوا ودعي لنا ما جاور الردفا!
وكان الحاج صديق الجواهري منذ الثلاثينات ومن زملاء سهراته خارج البيت. وأذكر أنني كنت أرى في الغرفة الجانبية لمقر عمل الحاج نسخا كثيرة من أول ديوان للجواهري، وأذكر أن غلافه كان أحمر اللون. وقد عرفت أن الوالد اشترى تلك الكمية من الكتاب تشجيعا وكان يوزع منها على أصدقائه. وفي 1944 ذهبت إلى لبنان، حيث كان الحاج يزور شقيقي الكبير المسلول، المرحوم عبد الأمير، وزرت أخي معه في المصح، ثم انتقلنا جميعا لبحمدون. وقد تركنا أخي هناك وسافرنا لدمشق بالسيارة. وأذكر أنه عندما بلغت السيارة مشارف دمشق رأينا الجواهري يسير وحده، فقال أبي: هذا هو الجواهري. وفي اليوم التالي ذهبنا إلى مطعم فوجدنا الجواهري هناك مختليا وبيده قلم وأمام علبة سجاير يكتب عليها. عرفت أنه كان ينظم قصيدته الكبرى في مهرجان المعري: قف بالمعرة وامسح خدها التربا. وهي القصيدة التي لقاها في المهرجان بعد عودتي، ولما وصل الشاعر لبيته :
لثورة الفكر تاريخ يذكرنا بأن ألف مسيح دونها صلبا ،
وقف طه حسن وهو يصيح متحمسا : ألف، ألف، مسيح.
صداقة الوالد مع الجواهري دامت عقودا، وقد أشار الجواهري لذلك في مذكراته.
كان الحاج سخيا، غير مقصر على عائلتيه اللتين على عاتقه ولا على أقارب أو معارف في ضيق، ولكنه كان أيضا متلافا، ولم يكن يفكر في المستقبل. صرف الكثير على شقيقي عبد الأمير، وعندما عاد من مصحات لبنان استأجر له دارا فسيحة في الكرادة الشرقية مطلة على النهر ليبتعد عن تلوث مركز بغداد وضوضائه. ومن قبل عبد الأمير، كان قد أرسل قريبنا عيدان في الثلاثينات لنفس المصح، ولما توفي، ذهب بالطائرة لجلب جثمانه.
مع تقدم السن، ومشاكل العمل والمضايقات، هبطت أحواله المالية، وباع قطع أراض وعقارات كان يمتلكها. وتردت صحته من الإرهاق والسهر، دون أن يساعده من كان سخيا عليهم ويعينهم في الأفراح والملمات، باستثناء عمي الحاج محمد علي حيدر، الذي وفى للوالد حتى النهاية. ولما خرجت من المعتقل في صيف 1969 ذهبت إليه وهو في دار عائلة أخي جليل، وبقيت معه أياما وهو شبه مشلول. ولكنه كان قوي الذاكرة، وسألته عن تهديده في المعتقل بالتهجير، فضحك وردد جوابه لآمر المعتقل بمنتهى التهكم. وكان يقول لي: هل حقا سوف تبقى بجانبنا؟، قاصدا نهاية رحلاتي السجنية.
في أواسط 1970 وأنا في باريس، وقد خرجت من المستشفى توا بعد عملية للعين، جاءني السفير العراق الدكتور محمد المشاط إلى فندقي الصغير يحمل لي نعي الوالد. وقد توفي دون ان يصل الثمانين، وتوفيت الوالدة بعده بسنوات، في منتصف 1984 وهي بعمر ما قبل الثمانين أيضا. وها أنا- ويا لأعاجيب الحياة!- قد تجاوزت الثمانين منذ عامين. فقولوا لي: كيف يمكن للولد أن يكون أكبر سنا من أمه وأبيه؟!!!
- له صلة-[1]