تعتبر كردفان أحد أهم مدن السودان والعاصمة الاقتصادية لها وهي المدينة التي أطلق الكرد اسمهم عليها بمجرد أن وطأتها أقدامهم، والآن تشهد أعنف المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع من أجل السيطرة على عصب البلاد الاقتصادي.
كشف الباحث الكردي العراقي جوهر جلال وسو في رسالة ماجستير بعنوان الكرد ودخولهم ودورهم في السودان من جامعة النيلين، أن ولاية كردفان توجد العديد من الروايات لأصل تسميتها ولكن الكثير منها ترجح أنه جاء من الكرد، حيث قدم أحد الأشخاص الكرد من مدينة وان بشمال كردستان وعاش داخلها ولذلك سميت باسمه، وفي رواية اخرى ان شخص كردي جاء للتنقيب عن الذهب في موقع تلك الولاية، وأثناء عمله في التنقيب في أحد الجبال الموجودة بها سقط من أعلاه فردد السكان كردي فان، اي مات الكردي والتي تحولت فيما بعد إلى كردفان.
بينما أوضح محمد حسن حلفاوي، الصحفي والإعلامي السوداني، أن كردفان تمثل الدعم السريع خطوط الامداد وادخال المقاتلين الى العاصمة، مبينًا أن قوات الدعم السريع تسيطر في الولاية على بعض الطرق الهامة والرئيسية.
وأكد حلفاوي في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن قوات الدعم السريع تسيطر على تلك الطرق في الولاية لغرض تأمين وصول الامداد من غرب السودان خاصة اقليم دارفور الحدودية مع افريقيا الوسطى ولا تنسى وجود فاغنر هناك،
وأضاف الصحفي والإعلامي السوداني، أنه تأثر اقتصاد ولايات كردفان وخاصة ولاية شمال كردفان وعاصمتها مدينة الابيض والتي تعتبر من أهم مدن السودان الاقتصادية بالحرب الدائرة بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع
وأوضح حلفاوي، ان التجارة مثل حركة الماشية تأتي من هذه المنطقة وتُصدِّر لدول أخرى في القارة، وحتى حركة الماشية القادمة الى مصر، مصدرها الرئيسي كردفان.
كما بيّن الصحفي والإعلامي السوداني، أن هناك مصفاة النفط في ولاية شمال كردفان مدينة الأبيض المحاصرة من قوات الدعم السريع، هي أصول قيمتها عالية، فلك أن تتخيل أن يقال إن قوات الدعم السريع استولت على مصفاة النفط.
وتطرق حلفاوي، لأهم سلع كردفان التي تبحث عنها دول العالم، وهي سلعة الصمغ العربي وهي لا تتأثر بالحرب، لأن الدولة لا تسيطر على تجارة الصمغ او حتى الزراعة، بل الحقيقة في أن اغلب القطاعات المنتجة هي تقليدية.
وأردف الصحفي والإعلامي السوداني، أنه يمكن أن يحاول الدعم السريع السيطرة على الانتاج في هذه المناطق مستقبلاً إذا استمرت الحرب طويلاً لتمويل عملياتها العسكرية.
وأشار حلفاوي، إلى أن الصمغ العربي يوجد خارج مدينة الابيض التي تحاول قوات الدعم السريع حصارها، ولكنه في عموم كردفان وهي مساحات شاسعة لغابات أشجار الهشاب.
بينما كشف الدكتور خالد مريود، المحلل السياسي ومدير مركز مريود برس للخدمات الصحفية في الخرطوم، أن ولاية كردفان تشهد استمرار محاولات حصار مدينة الأبيض من قبل ميليشيات الدعم السريع، مبينًا أن ما يحدث هو عبارة عن محاولات حصار وليس حصار.
وعدد مريود في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أسباب عدم نجاح قوات الدعم السريع في إحكام حصارها ضد عاصمة ولاية شمال كردفان وأهم مدنها وهي مدينة الأبيض، مبينًا أن مدينة الأبيض بها أقوى فرق الجيش، ويضاف إلى ذلك سبب آخر وهو أن أرض ولاية كردفان ارض مفتوحة يصعب غزوها من الخارج، وذلك لأنها ارض مكشوفة.
بينما كشف محمود إبراهيم رئيس مكتب القاهرة للحركة الشعبية قطاع الشمال، أن الحرب على مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان هي محاولة لشل العاصمة الاقتصادية للسودان وبالتالي شل الاقتصاد السوداني، وذلك لأنه رغم أن المدينة لا تنتج الصمغ العربي إلا أن بورصة الصمغ العربي داخلها والعديد من المؤسسات الاقتصادية الهامة الأخرى.
وأكد إبراهيم في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن العمليات العسكرية بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع داخل مدينة الأبيض عاصمة الولاية قد عطلت تلك التجارة ومركزها الرئيسي، وخاصة أن سلعة الصمغ العربي لا تهم السودان فقط بل يعتمد عليها العالم مما يهدد التجارة العالمية.[1]