عمر هورو
حذر رئيس غرفة عمليات سد الفرات وإدارة السدود، عماد عبيد، من كارثة إنسانية في حال استمرت تركيا بحبس المياه عن الأراضي السورية، مشيراً أن مياه البحيرة اقتربت لدرجة كبيرة من منسوب الميت وعلى المجتمع الدولي التدخل قُبيل توقف السد عن الخدمة.
يبلغ طول نهر الفرات من منبعه في تركيا حتى مصبه في شط العرب في العراق حوالي 2940 كم منها 1176 كم في تركيا و610 كم في سوريا و1160 كم في العراق، ويتراوح عرضه بين 200 إلى أكثر من 2000 متر عند المصب.
ويدخل نهر الفرات من سوريا عند مدينة جرابلس بريف حلب ويمر النهر في مدينة الرقة وبعدها بدير الزور ثم يخرج من الأراضي السورية عند مدينة البوكمال ليدخل العراق عند مدينة القائم في الأنبار.
بعد ذلك يدخل النهر في محافظتي بابل وكربلاء ثم إلى النجف والديوانية فالمثنى ثم ذي قار ليدخل بعدها منطقة الأهواز جنوب العراق، وفي الجنوب يتحد معه نهر دجلة فيشكلان شط العرب الذي تجري مياهه مسافة 120 كيلومترا جنوبا لتصب في الخليج.
ويقع على نهر الفرات 3 سدود رئيسية، سد الفرات في مدينة الطبقة غربي الرقة, أكبر السدود الموجودة في سوريا، سد الحرية غربي الرقة، السد الثالث، فيما يقع سد تشرين في ريف منبج، شمال شرق حلب.
و يُذكر أن تركيا أقامت 5 سدود عملاقة على نهر الفرات في إطار مشروع الغاب الذي بدأت العمل فيه في سبعينيات القرن الماضي وما زال العمل جار في سدين أخرين، ومن بين السدود المقامة على النهر سد أتاتورك العملاق الذي انتهت من العمل به عام 1990. وتبلغ الطاقة التخزينية لبحيرة السد 48 مليار متر مكعب.
ومنذ شباط/فبراير 2020، تواصل تركيا بحبس مياه نهر الفرات عن الأراضي السورية، ضاربة كافة المواثيق والمعاهدات الدولية بعرض الحائط.
حيث أبرمت اتفاقية عام 1987 بين سوريا وتركيا، تكون حصة سوريا والعراق 500 متر مكعب من المياه بالثانية، إلا أن الوارد المائي القادم إلى سوريا عبر نهر الفرات قد وصل إلى أقل من النصف، مما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.
وبدوره حذر رئيس غرفة عمليات سد الفرات وإدارة السدود، عماد عبيد، في لقاء خاص مع وكالة فرات للأنباء، من حدوث كارثة إنسانية في حال استمرت تركيا بحبس مياه نهر الفرات عن سوريا.
وقال، عماد عبيد، الغاية من وجود السدود على نهر الفرات تنظيم مجرى النهر وخلق حالة استقرار سكاني، حيث قُبيل نشوء السدود كانت تفيض المياه وتغمر الأرضي الزراعية وتعمل على تشتيت السكان، وجاء بناء السد للحد من المخاطر التي تنجم عن ارتفاع منسوب المياه، وتأمين مياه الشرب وري الأراضي الزراعية وتوليد الطاقة الكهربائية.
وبيّن، العبيد، يحوي سد الفرات على 8 عنفات لتوليد الطاقة الكهرومائية، ونتيجة الحروب والصراعات خرجت عن الخدمة، وبعد تحرير المنطقة بين عام 2017 و2018، تم إعادة 4 عنفات إلى الخدمة بجهود وخبرات محلية.
واوضح، عماد العبيد، تبلغ استطاعة العنفة الواحدة 110 ميغا واط، وبسبب نقص المياه يتم تشغيل عنفة أو عنفتين بنصف طاقتهم الإنتاجية، بقدرة استطاعة من 45 ل 50 واط ساعي، ويتم توليد الطاقة الكهربائية من السدود ما يقارب 135 واط ساعي، وذلك يعود لقلة الوارد المائي.
كارثة إنسانية وشيكة
وقال عماد العبيد تستمر دولة الاحتلال التركي بحبس مياه نهر الفرات من جانبها اتجاه المنطقة، مما انعكس سلباً على الواقع الاجتماعي والزراعي والبيئي والتوليد الطاقة الكهربائية، وساهم هذا النقص بتلوث المياه وبالتالي انتشار الأمراض والأوبئة، فيما تم تسجيل عدة حالات منها مرض التهاب الكبد، مما ينذر بكارثة إنسانية حقيقة.
واوضح، العبيد هناك اتفاقية دولية موقعة عام 1987 بين سوريا والعراق وتركيا، تنص على إعطاء تركيا 500 متر مكعب لسوريا والعراق، ومنذ أكثر من عامين انخفضت الحصة إلى أقل من النصف، حيث اضطررنا لاستجرار المياه من المخزون الاستراتيجي لبحرية نهر الفرات.
استنزاف 4 مليار متر مكعب من مخزون السد
وقال، عماد عبيد، ما تبقى من حصة سوريا والعراق تستنزف، حيث تتبخر المياه نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ما يقارب من 80 لل100 متر مكعب بالثانية، وتمرر عبر قناة مأخذ الري عبر البوابتين بحدود ال75 متر مكعب بالثانية، ويتم استجرار ما يقارب 20 متر مكعب من مضخات الخفسة والباكيري لتزويد محافظة حلب بالمياه، بالإضافة إلى ممر باتجاه العراق بحدود 180 متر مكعب بالثانية، ناهيك عن استجرار المياه الشرب وري الأراضي الزراعية في المنطقة.
وبيّن، العبيد، السعة التخزينية لمياه نهر الفرات 14 مليون متر مكعب، وبعد انخفاض الوارد المائي اصبحت ما يقارب 10 مليار متر مكعب، وذلك بسبب استنزاف المخزون الاستراتيجي.
دق ناقوس الخطر
وقال، العبيد، المنسوب الأعظمي لبحيرة الفرات 304 متر فوق سطح البحر، وفي الوقت الحالي منسوب البحيرة 298.20 متر، أي تم فقدان 6 أمتار من المنسوب، وبشكل يومي يتم انخفاض المنسوب 2 سنتمتر، مع العلم أن المنسوب الميت الذي لا يسمح به تشغيل مجموعات التوليد في سد الفرات 296 متر، أي أصبح السد على بُعد مترين للخروج عن الخدمة.
وحذر، العبيد، ندق ناقوس الخطر في حال استمرت تركيا بحبس مياه نهر الفرات، لأنه مهدد بالخروج عن الخدمة، لان سد الفرات يحتاج نسبة 40 متر أقل نسبة لتساوي بين البحيرة والنهر.
وطالب، عماد العبيد، نناشد الأهالي بالتحلي بالصبر وروح المسؤولية لعدم هدر المياه، وترشيد الطاقة الكهربائية، لأن الوضع خارج عن سيطرتنا، علينا أن نتعاون سوياً للخروج من هذه المحنة العصيبة.
وناشد، العبيد، في ختام حديثه قائلاً باسم كافة شعوب المنطقة وباسم سفراء السلام في الوطن العربي والعالم نناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للضغط على الجانب التركي للالتزام بالمعاهدات الدولية، و إعطاء حصة سوريا والعراق من المياه.[1]