عنوان الكتاب: الحرب على العراق رؤية توراتية يهودية
اسم الكاتب: علي عبد الجليل علي
مكان الأصدار: الاردن
مؤسسة النشر: دار أسامة للنشر والتوزيع
تأريخ الأصدار:2004.
يبدو أن التاريخ القديم بنصوصه المقدسة، وأساطيره المزعومة أصبح يسيطر على المشهد الراهن في الحروب على (العراق) و (فلسطين) نافيًا كل المبررات السياسية المزعومة في الحروب على (العراق)، كما يبدو أن تلك الحروب على (العراق) و (فلسطين) لم ولن تنتهي من قِبَل تلك الدول ذات المرجعية اليهودية، والتي تتأثر بشكل جدي، بالمعتقدين في النصوص المقدسة التي تهدف إلى زوال كل من سبب أذىً لليهود، على حد زعمهم.
1- مشروع قديم
إن الملف العراقي كان مطروحًا بشدة على ذهن القادة اليهود منذ مرحلة الإعداد لقيام الكيان الإسرائيلي في دولة (فلسطين)، وحتى بعد قيامه، وبأشكالٍ مختلفة منها عندما طرح (دافيد بن جوريون) مشروع توطين آلاف الفلسطينيين في (العراق)، وعرضه على لجنة الأعمال الصهيونية المنعقدة في (بريطانيا) عام 1937، وطالب فيها (بريطانيا) -التي كانت تحتل (العراق) في ذلك الوقت -أن تساعده على ترحيل وتوطين آلاف الفلسطينيين إلى (العراق). وربما يعيدنا هذا الموقف إلى ما حدث في الساحة العراقية الراهنة؛ فالحركة الصهيونية استفادت من القوة الاستعمارية التي كانت مسيطرة في ذلك الوقت، وأبرزها (بريطانيا)؛ وهو ما تفعله في الوقت الراهن عندما تستفيد بكل الطرق من (الولايات المتحدة الأمريكية)، ويبدو أن الحكومة البريطانية قد استجابت لهذه المساعي على اعتبار أن (العراق) بلد غني بخيراته، وثرواته، ويعد ذلك مبررًا لانتقال الفلسطينيين إليه. ما يمكن أن نستخلصه من هذه الأفكار أن الملف العراقي كان مرتبطًا بما يحدث في (فلسطين)، وهذا ما صرح به (دوجلاس فيث) وكيل وزارة الدفاع في فبراير 2003؛ حيث أكد أن إقامة .
2- نفوذ اليهود
بعد اكتشاف الأمريكتَيْن، لم يكن اليهود قد التفتوا بعد إلى أهمية العالم الجديد، وركزوا اهتمامهم على (أوروبا) حيث (بريطانيا)، و(فرنسا) الإمبراطوريات الأهم، ثم بعد ذلك كان اليهود ممن هاجروا إلى العالم الجديد، وأخذوا في الانتشار والتكاثر، حتى أصبحوا قوة لا يستهان بها وداعمة بقوة لقيام دولة (إسرائيل). ومن هنا نستنتج أن ظاهرة إعجاب الكثير من رؤساء (الولايات المتحدة) بالكيان الإسرائيلي أقدم من (بوش) نفسه؛ فالرئيس (وودرو ويلسون) في مطلع القرن العشرين كان يرى أن (إسرائيل) نور الأمم، ويبدو أن الأمر قد تخطَّي مسألة الإعجاب إلى التبعية المطلقة ل (إسرائيل) مهما كانت النتائج. وعلى الجانب السياسي، فاليهود الأمريكيون يتحكمون بنسبة كبيرة في الانتخابات التي تجلب مَن يحكم، فحتى عام 1974 موّل اليهود نسبة 60 بالمئة من نفقات مرشحي الحزب الديموقراطي و40 بالمئة من مرشحي الحزب الجمهوري. وعلى الجانب العقائدي، يبدو أن التوراة والعهد القديم كانا وما زالا يشكلان المرجعية الغربية في التعامل مع المسلمين والعرب، وخاصةً الصراع مع الكيان الإسرائيلي. ولسنا نبالغ في ذلك؛ فالوقائع.[1].