=KTML_Bold=من وثائق الصراع على الجزيرة عام 1937 -10- خالد عيسى=KTML_End=
خالد عيسى
كانت المواقف السياسية لرؤساء عشائر الجزيرة تتغير حسب الظروف و اختلاف موازين القوى المحلية و الوطنية و الإقليمية، فتبين الوثائق الفرنسية كيف أن الشيخ دهام الهادي كان قد اتصل بالفرنسيين في حلب و عرض عليهم التعاون قبل مجيئهم إلى الجزيرة، في حين كان الشيخ مشعل باشا الجربا من أقرب الحلفاء إلى الفرنسيين في بداية توغلهم في الجزيرة، نراهما في عام 1937 يتحولان إلى حليفين للكتلة الوطنية التي كانت تصارع السلطات الفرنسة و تسعى إلى مد سلطانها على عموم الأراضي الخاضعة للانتداب الفرنسي. ولابد أن نذكر بأنه شارك هذان الزعيمان العربيان في كل الصراعات السياسية بين القوى المحلية و الوطنية و الإقليمية التي كانت تدور في الجزيرة أو عليها.
****
نترجم في هذه الحلقة وثيقتين، إحداهما مرسلة في 30 تموز ، و الثانية في 02-08-1937، من قبل مدير الأمن العام، المفتش العام للشرطة، إلى وزارة الخارجية الفرنسية في باريس .
****
(الوثيقة الاولى)
الأمن العام
بيروت في 30-07-1937
معلومة رقم 3756
أمن قامشلية، 23-07-37. (الداخلية)
أ/س – رد الفعل ضد الحركة الانفصالية :(1)
حسب المعلومات المعطاة من قبل مخفر ديريك، الشيخ دهام (الشيخ دهام الهادي -المترجم) و ابن عمه باشا (الشيخ مشعل باشا الجربا- المترجم) يرسلان فرساناً مسلحين إلى قرى المنطقة بغية حمل المخاتير على التوقيع على عريضة استنكار ضد الحركة الانفصالية و دعماً للحكومة القومية. في حال الرفض يهدد الفرسان بالنهب و بهدم قراهم.
خاتم و توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
(الوثيقة الثانية)
الأمن العام
بيروت في 02-08-1937
معلومة رقم 3809
أمن دمشق، 31-07-37.
أ/س – وصول وفد من الجزيرة العليا إلى دمشق:
وصل إلى دمشق في مساء 29-07-1937- المترجم، وفد مؤلف من رئيس عشائر الشمر مشعل باشا الجربا، وثلاثة آخرين من وجهاء البدو من الجزيرة، و نزل الوفد في فندق أندلس.
في اليوم التالي، الموافق للثلاثين، مجموعة أخرى من وجهاء البدو، قادمين من قامشلية، و صلوا إلى دمشق للانضمام إلى مشعل باشا.
زار مشعل باشا مكتب الكتلة (الكتلة الوطنية-المترجم) و مكتب فخري بارودي.
في الأمس، الموافق للثلاثين من تموز، قام محافظ الجزيرة الأمير بهجت شهابي بزيارة إلى الوجهاء البدويين.
يدعو كل شيء إلى الافتراض بأن هؤلاء قد جاؤوا ليمنحوا الحكومة ضمانة وفائهم.
خاتم و توقيع
مدير الأمن العام
المفتش العام لشرطة دول المشرق الخاضعة للانتداب الفرنسي
****
ملاحظات المترجم:
(1)- كانت تسمي السلطات الفرنسية التيارات الشعبية المنادية بالحكم الذاتي في مختلف المناطق الخاضعة لانتدابها بالحركات الانفصالية، و ذلك للدلالة على ما كانت تصبو إليه تلك الحركات في عدم الخضوع المباشر للسلطات المركزية في دمشق. و كان يتم استخدام مصطلح الوطني و الوطنيين للدلالة على أتباع الكتلة الوطنية التي كانت تسعى لمد نفوذها على جميع المناطق السورية الخاضعة للانتداب الفرنسي.
يتبع
[1]