=KTML_Bold=روسيا في المستنقع الأوكراني، هل يستفيد الكرد منها؟!=KTML_End=
#بير رستم#
روسيا ورئيسها بوتين خاسر في الحرب الأوكرانية، حتى لو أفترضنا إنه أحتل كل أوكرانيا وفرض على شعبها نظام على المقاس البوتيني “القيصري”. وبالمناسبة خسارة بوتين وروسيا ليست فقط عسكرية ولوجستية، بل الأهم هي اقتصادية، سياسية ديبلوماسية حيث أستطاع الأمريكان والغرب جره للمستنقع الأوكراني وسيعاني فيه الكثير وذلك كلما طالت به الحرب بحيث يتم استنزاف لقدرات روسيا العسكرية وخسارة في الأرواح والعتاد ولكن الخسارة الأهم، كما قلنا، هي في السياسة والاقتصاد حيث في السياسة وقفت أغلب دول العالم بوجه الغزو الروسي الغاشم وأدانوه. وهكذا باتت روسيا مكروهة عالمياً وفي وضع أشبه بوضع “هتلر” مع غزوه للقارة الأوربية، بل أستطاعت أمريكا بجر بوتين لهذه المعركة؛ أن جعلت منه ومن روسيا بعبعاً يهدد أمن بلدانهم، وبالتالي حشرهم في حظيرة “الناتو” بحيث وصل الأمر، بأن تطالب بعض الدول التي أتخذت موقف الحياد -مثل فنلندا والسويد، في أسوأ الظروف مع أجواء “الحرب الباردة” بين المعسكرين الغربي الرأسمالي والشرقي الإشتراكي- بالانضمام ل”الناتو”، مما يعني المزيد من الحلفاء لأمريكا وسياساتها بالعالم وللأسف على حساب الشعب الأوكراني.
وأيضاً وعلى الصعيد الاقتصادي، ورغم كل الدعم الصيني لروسيا وزعيمها، سنجد انعكاساتها السلبية الكبيرة على البلدين -وبالأخص الاقتصاد الروسي- وأعتقد أن وضع الروبل هذه الأيام يكشف حال اقتصادها! لكن ورغم كل ما سبق، فلن تزول روسيا بالتأكيد ولا دورها في مختلف الملفات والقضايا ومنها الملف السوري، بل ربما الذي سيتغير هو مدى قوتها وقدرتها على فرض إرادتها، وربما تكون تلك فرصة للإدارة الذاتية، بأن تفتح باباً لها في قضية الاعتراف السياسي بها وذلك من خلال الاستفادة من الضعف الروسي وحاجتها لبعض النجاحات هنا وهناك، أو حتى إغاظة الأمريكان في سوريا! طبعاً ستكون القضية خطرة وجد حساسة، بأن تلجأ الإدارة الذاتية وبهذه الظروف الدولية إلى الطرف الروسي لكي ترعى حواراً بينها وبين النظام وإيجاد مخرج سياسي، لكن لو تم ذلك بنوع من التفاهم مع الجانب الأمريكي، ربما تتلافى الضرر وخاصةً إننا نعلم؛ بأن الأمريكان يؤكدون في علاقتهم مع الإدارة و”قسد” على الجانب العسكري ومحاربة الإرهاب وبالتالي وللبحث عن مخارج سياسية، يجب اللجوء إلى الروس.
وفقط للعلم نقول: بأن “أتاتورك”؛ مؤسس الجمهورية التركية، ورغم كل جهوده الحثيثة ب”أوربنة” تركيا من خلال إحلال القيم الغربية الأوربية، بدل الإسلامية العربية وذلك ابتداءً من الطربوش والأحرف العربية وتبديلها بالبرنيطة والأبجدية الأوربية ومن ثم الانضمام للناتو، إلا إنه أستفاد من الاتحاد السوفيتي كثيراً إبان تأسيس الجمهورية، وربما نصب الجمهورية في ساحة تقسيم باستانبول لأتاتورك وعدد من رجالات الدولة التركية حينها، يؤكد على تلك الحقيقة حيث هناك شخصيتان سوفيتيتان ضمن شخصيات النصب تكريماً لهما ولدورهما؛ بأن جعلا السوفيت حينها تقدم مساعدات ضخمة لتركيا! فلما لا يعيد التاريخ نفسه ولكن هذه المرة معنا نحن الكرد بدل أعدائنا الذين دائماً يستفيدون من الظروف الدولية بحيث تستطيع القيادات الكردية ولو لمرة واحدة الاستفادة من الجانبين، بأن يكون الدعم والحماية الأمريكية عسكرياً لمناطقنا قوة ضاغطة على المعسكر الآخر لتقديم بعض التنازلات السياسية لنا!
طبعاً ندرك صعوبة ذلك لكن بقناعتي تلك هي السياسة والحنكة الديبلوماسية، بأن تكون لك القدرة على المناورة بين الأفرقاء والاستفادة من الظروف الإقليمية والدولية لتحقيق بعض المكاسب السياسية والوطنية لصالح قضايا شعبك وبلدك، فهل سنكون على مستوى تلك المسؤوليات الوطنية، أم ما زلنا لا نجيد كيف نلعب سياسياً ونسجل أهدافاً في مرمى الآخرين وذلك بدل تلقي المزيد من الأهداف في مرمانا وللأسف.[1]