=KTML_Bold=العلاقات الكردية الكردية.. هل هي خاضعة لقضية الصراع على النفوذ أم للأمن القومي الكردستاني؟=KTML_End=
#بير رستم#
أحد الأخوة المتابعين وفي تعليق له كتب متسائلاً؛ “ليس من باب الدفاع عن احد او نقد احد أستاذ بيير هل من الممكن ان تتطرق في احدى مقالاتك لظروف المناطق الكردية في سورية منذو بداية الحراك وأرجو ان تتطرق في مقالك الى النقاط التالية: – كيف آلت السيطرة على المناطق الكردية من النظام الى الطرف الكردي المتمثل بحزب الاتحاد الديمقراطي وفيما بعد الادارة الذاتية. – كيف وصل المقاتلون من قنديل الى روجافا ومن أين حصلوا على كل تلك الأسلحة وسيارات الدفع الرباعي وهذه الامكانات المالية والعسكرية الكبيرة التي كانت حتى اكبر من إمكانات المعارضة السورية التي دعمتها قطر والسعودية والأردن والإمارات وتركيا اضافة الى بعض الدول الغربية. – لماذا لم تتدخل تركيا في البداية ولم تنتفض ضد سيطرة هذا الطرف الكردي والواضح منذو البداية ان يتبعون حزب العمال الكردستان وحتى انهم اي الأتراك كان لهم لقاءات مع قيادات حزب الاتحاد الديمقراطي. – المعروف ان حدود روجافا مع اقليم كردستان خاضعة لسيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني فما هي طريق التنقل بين روجافا وقنديل. – ما هي ظروف انشاء ما يسمى بشمركة روجافا.. وشكرا لكم”.
وإليه وإليكم الجواب ولو بشيء من الاختصار؛ أولاً شكراً لما طرحت، كونها تؤكد على ثقتك رغم محاولتك من خلال الأسئلة بأن تقول؛ “إنني فقط أتطرق لسلبيات وأخطاء طرف دون الآخر” مع العلم أن الواقع ليس كذلك حيث تناولت في الكثير من كتاباتي الجوانب السلبية والأخطاء لطرف الإدارة وكذلك لظروف تنشأتها ومنها تلك النقاط التي طرحتها على شكل أسئلة ولكي أعطيك من الآخر سأقول؛ نعم النظام دعاهم وسلمهم كل شيء وهو يعتقد بأنه سيقضي على الحراك الشعبي في غضون ستة أشهر ويعود ويستلم كل شيء منهم، لكن الأمور لم تسر كما يشتهي النظام أو سفن النظام والشباب استفادوا من الظروف المحلية والإقليمية والدولية وحققوا مكاسب جيدة و”حلال ع الشاطر”، ها هم اليوم يديرون ثلث سوريا، فهل علينا أن نخربها كما يدعي لذلك البعض أم ندعمهم في ترسيخ هذا الكيان والمنجز السياسي.. وللعم فقط؛ فإن النظام وقبل أن يدعو جماعة قنديل أو الآبوجيين لتسليمهم المناطق الكردية، فإنه دعى جماعة المجلس أو البارزانيين كما يسمون أنفسهم وفعلاً وصل البعض للعاصمة دمشق ولكن الضغط من قواعدهم وبالأخص من الحراك الشبابي جعلهم يتراجعون عن اللقاء مع النظام مما دفع الأخير للاستعانة بالطرف الآخر وحالياً وبعد عشر سنوات وللأسف المجلس جاي وبدو نصف ما كان سيحصل عليه من النظام مباشرةً.
أما بخصوص “عدم التدخل التركي في بدايات الحراك الشعبي في سوريا” ومحاولة التشكيك بأنها قد تكون من خلال تلك اللقاءات موافقة على سيطرة العمال الكردستاني على المناطق الكردية، فلا أعتقد بأن أحد يمكن أن يصدق تلك المقولة، إلا من يريد التشكيك بمنظومة العمال الكردستاني والقول: بأنها تأسست من قبل أجهزة المخابرات التركية والإقليمية عموماً لضرب الحركة الكردية وأعتقد هذه المقولة لا يقول بها إلا أولئك الذين يحملون حقداً كبيراً على الكردستاني ويهدفون دائماً الإساءة لها ولو من خلال تلفيق بعض المقولات من شبيه ذلك وهذه لا تصب في باب البحث عن الحقائق، بل من باب كيل الاتهامات والنيل من تاريخ حركة سياسية تعتبر أحد أهم روافد الحركة الكردية إلى جانب البارتي والاتحاد الوطني الكردستاني ولكي لا ننسى السؤال بخصوص عدم تدخل تركيا في البدايات فبقناعتي تعود للظروف الإقليمية والدولية التي لم تسمح بتدخل أي طرف حيث وبعد سنوات لتدخلت القوى الإقليمية والدولية في الصراع الداخلي بالبلد ونقصد بالطريقة العسكرية المباشرة.
وأخيراً وبخصوص قضية العلاقة مع إقليم كردستان وبيشمركة روج وعموم علاقة أربيل وقنديل فهي قد خضعت خلال كل المراحل لمفهوم الصراع على النفوذ ونادراً على قضية الأمن القومي الكردستاني وللأسف، لكن الوجود الأمريكي -قوات التحالف- ومصلحة هؤلاء في جعل الكرد في الإقليمين جعلت تلك العلاقة تتحسن بحيث تكون بوابة أو “معبر سيمالكا” منفذاً لإمداد قوات سوريا الديمقراطية وإقليم روجآفا عموماً بالمساعدات اللوجستية وعندما فشلت اتفاقيات دهوك وهولير واستفرد حزب الاتحاد الديمقراطي بالقرار السياسي في روجآفا فإن المجلس الوطني وبدعم من إقليم كردستان توجه نحو العلاقة مع تركيا والمعارضة السورية وجاء تشكيل قوات روج كنوع من الضغط على الإدارة الذاتية بأن هناك بديل أو على الأقل منافس سياسي وحتى قوات عسكرية عن هذه الإدارة وقوات قسد -قبلها وحدات حماية الشعب- وبالتالي هناك خيارين أمام الطرف الآخر؛ إما القبول بالمشاركة أو سيكونون في الجبهة المعادية لهم وهو ما وجدناه بعد ذلك حيث حاول أطراف في المجلس الوطني وعلى لسان بعض قياداته القول، بل صرحوا علناً؛ بأن “لهم ست كتائب ضمن الجيش الحر شاركت في تحرير عفرين من قنديل” وهناك من قال بأن “بيشمركة روج جاهزين للوصول إلى عفرين”، لكن نعلم بأن تركيا لن تسمح بذلك وقلناها قبل أي احتلال للمناطق الكردية بفترة طويلة، لكن للأسف كانوا يتوهمون بأن هذه الأخيرة سوف تسلمهم تلك المناطق بعد “تحريرها” من قوات الحماية الشعبية ولكن وبعد احتلال تركيا تكشف لنا وللجميع سذاجة من كان يعتقد أن هذه المناطق ستخضع لسيطرة المجلس الوطني أو حتى أن يكون مشاركاً في إدارة تلك المناطق.
بالأخير سأقول لك وباختصار؛ ليس الخطأ أن تتعامل مع الأنظمة الغاصبة فأنت مجبر عليها وتجربة الإقليم خير دليل حيث ذهب البارزاني الأب والابن لبغداد لأجل مصالح شعبنا، بل الخطأ أن تتعامل مع الأنظمة الغاصبة وتخرج صفر اليدين منه كما حال المجلس الوطني في علاقته مع تركيا فمثلاً لو قدر المجلس أن يأخذ عفرين من خلال علاقته مع النظام التركي لكنت صفقت له عشرات المرات، لكن للأسف ها نحن نجد حال المجلس وهو يخسر كل يوم الأكثر من قوته وجماهيريته الشعبية نتيجة سياساته الخاطئة .. للأسف عندما ننتقد يفهم منه وكأنما نريد تدميره رغم أن من مصلحة شعبنا والتجربة السياسية في روجآفا أن يكون هناك المنافس المعادل لحزب الاتحاد الديمقراطي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية وهذا المعادل هو المجلس الوطني الكردي -بالرغم من كل أخطائه السياسية وسلبياته في الفترة الماضية، طبعاً هذا لا ينفي بأن الطرف الآخر ليس له أخطائه السياسية، لكن على الأقل حقق مكسباً سياسياً كبيراً من خلال تكتيك سياسي ناجح- وهكذا فإن دون وجود منافس سياسي قوي للقوة السياسية التي تقود روجآفا، فإن التجربة -ونقصد تجربة الإدارة الذاتية- ستعيد انتاج أنظمة الاستبداد، كون دون وجود معارضة قوية داخل مجتمع ما وبالأخص مجتمعاتنا الشرقية والتي ما زالت فيها ثقافة الاقصاء والتهميش والاستفراد هي السائدة، فإننا سنكون على بداية عتبة جديدة من حكومات الاستبداد والديكتاتورية وهذه المرة بصبغتها الكردية ولذلك من مصلحة شعبنا والتجربة نفسها أن يبقى المجلس الوطني خصماً سياسياً للإدارة الذاتية، لكن دون الوقوع في مصيدة الأعداء، بل الاستفادة من تلك العلاقات لتحسين موقعه السياسي لا أن يصبح تابعاً لأجندات أولئك وبالأخص تركيا والإئتلاف الإخواني، كما هو حالها خلال الفترة الماضية وللأسف.[1]