=KTML_Bold=مواقف النظام والمعارضة .. متشابهة من المسألة الكوردية!!=KTML_End=
#بير رستم#
للأسف ما زالت العقلية العربية “”القوموية” تتعامل مع قضايا الشعوب و“الأقليات” بعنصرية بغيضة وترفض أن تتعامل مع قضاياه بعقلية الشريك والجار، بل تتعامل وفق مبدأ السيد والعبد التابع _أو المولى كما كان سائداً في العرف الإسلامي_ حيث رأينا مواقف المعارضة السورية من مسألة تحرير مدينة تل أبيض من “داعش” فلم يبقى معارضاً إسلامياً أو ليبرالياً ديمقراطياً إلا ودلى بدلوه وكشف عن منهجيته وعقائديته العنصرية والرافضة لتصبح تل أبيض تحت أيدي قوات حماية الشعب وذلك على الرغم من وجود فصائل وكتائب من الجيش الحر مع تلك القوات الكوردية .. وهكذا وبكل صفاقة ونفاق سياسي غير أخلاقي حاولوا قدر الإمكان النيل من الكورد وقواهم العسكرية والسياسية وبأنها تمارس “التطهير العرقي” وذلك بإيحاء تركي لبعض رموز تلك “المعارضة المرتزقة” حيث وللأسف قد أثبتت الوقائع الأخيرة إرتزاقية الكثير من القوى المحسوبة على المعارضة السورية وبالتالي كان لا بد من دفع الفواتير بحيث تقبل، بل تفضل وجود ما يسمى ب“تنظيم ودولة الخلافة الإسلامية الداعشية” على الوجود الكوردي في المنطقة وفي هذا الموقف الحاقد توافق الجميع ممن يعرفون برموز المعارضة السورية، إلا ما ندر من بعض الأصوات الموضوعية والتي وقفت إلى جانب سوريا الديمقراطية التشاركية.
وهكذ ولم ننتهي بعد من جعجعة مما تسمى ب“المعارضة السورية” ونعيقهم على مواقع التواصل الإجتماعي من تويتر وفيسبوك وغيرها، حتى بدأ النظام السوري المجرم بكل ما تعني الكلمة هو الآخر ب“عوائه” على الكورد وبأنهم عملاء الغرب وأمريكا وأنهم يحاولون تقسيم البلاد وذلك في إعادتها لإسطوانتها المهترئة عن “مشروع تقسيم البلاد” والعباد وكأن بقي شيء من البلد ولم يتم تقسيمه وتدميره ونهبه من كل الفصائل والمليشيات المتصارعة وعلى رأسهم النظام المجرم وميليشياته وميليشيات حلفائه من حزب الله وإيران حيث وبعد أن دمروا أكثر من نصف البلد قامت “داعش” والقوى التكفيرية الإسلامية الأخرى بالإجهاز على ما كان قد بقي سالماً من تدمير النظام وحلفائه وإحتلال أكثر من نصف سوريا من قبل تلك المجاميع التكفيرية ورغم كل ذلك تأتي صحيفة بما تعرف ب“الوطن” والتي هي صوت النظام السوري ولو بطريقة مواربة لتقول لنا: إن (“تخاذل” الأكراد عن مساندة القوات النظامية في قتالها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية“.. يأتي في إطار “أطماع بعض الكورد السياسية والإقليمية وعمالتهم مع الأمريكيين والأوروبيين لتأسيس إقليم أو ما يسمى إدارة ذاتية تخولهم لاحقا تأسيس دولة على الأراضي السورية والعراقية“) حيث وبحسب بعض المواقع الكوردية (أشارت الصحيفة إلى وجود “مشروع لتقسيم سورية” يتصدى له الشعب والجيش السوريان)؛ فعلاً من الوقاحة ما هبل وجعلت من الأوطان مراعي لبعض البغال.
وأضافت تلك المواقع؛ (تقول الصحيفة” هدف المشروع الأميركي إلى قيام كيان كردي في شمال سورية، ومرحلياً تشن داعش هجومها على الحسكة وبعد احتلالها تأتي طائرات التحالف بحجة حماية الأكراد ومؤازرتهم، ليحتل هؤلاء بدورهم الحسكة ويبدؤوا مجدداً عمليات تطهير عرقي تحت عنوان «محاربة فلول داعش» ليستبيحوا المنطقة، وتماماً كما يجري حالياً في محيط تل أبيض شمال محافظة الرقة، فباتت داعش ووحدات حماية الشعب فعلياً منفذين مخلصين لواشنطن في عملية تقسيم سورية، وخاصة أن للأكراد أطماعاً كبيرة في هذه المناطق تعود إلى عقود من الزمن“). وهكذا نجد تطابقاً شبه تام بين موقفي النظام والمعارضة السورية، بل ربما يكون موقف النظام أفضل من تلك “المعارضة المرتزقة” والتي وجدت في القوات الكوردية وفصائل الجيش الحر إحتلالاً لمناطق عربية وتناست أن تذكر إحتلال “داعش” لها، بينما النظام _على الأقل_ يرفض الإثنين معاً؛ “داعش” والكورد .. وأخيراً إنني أتساءل؛ هل يمكن فعلاً البقاء في سوريا موحدة مع هكذا ثقافة وعقلية سياسية لا تقبلنا _نحن الكورد_ شركاء في الوطن، بل عبيداً وموالي لمشاريعهم وأجنداتهم السياسية وهل فعلاً سوف يكون بمقدورنا بناء سوريا حرة ديمقراطية تشاركية ولكل مكوناتها المجتمعية .. إنني شخصياً أشك بذلك، على الأقل في المنظور القريب.
ملاحظة؛ إن توصيف المعارضة السورية بالإرتزاق بالتأكيد لا تشمل كل المعارضة السورية، لكن جاءت في العموم وبخصوص الموقف من المسألة الكوردية والرضوخ لإرادة الدولة التركية وسياسة أردوغان الحالية.
رابط المقال على موقع خبر24
http://xeber24.org/nuce/71871.html
[1]