=KTML_Bold=القاصة “#ناريمان عفدكي# ” وهكذا بدون أيّ تكلف أترجم “سري كانيه“ إلى نصوص وحكايا=KTML_End=
حاورها/ محمود عبدو
“وجوه ثقافية” سلسلة حوارات ثقافية تسعى للتعريف بوجه من الوجوه الثقافية ما أمكن- في حوارات ثقافية تناقش تجربة المثقف، وشخصيته، ودوره القيمي والمعرفي، ضمن المناخ الثقافي والفني العام، وضيف هذا العدد القاصة ناريمان عفدكي ابنة سري كانيه.
بداية أثر المدينة سرى كانيه- يبدو جليّا على نصّك السّردي وقصصك، وقضية تهجيركم نصيّا كيف يمكن ترجمتها؟
لنقل إنه أثر المكان الأول، أثر الصّرخة الأولى في هذه الحياة، أثر الحَواري والأزقة الدافئة، والناس على طفولتي وعلى كينونتي وصيرورتي، أثر الفراشة اللامرئي على تكوين وعيي وذاكرتي وإيماني ومعتقداتي. لنقل إنه أثر كف أبي على مقبض الباب، ويد أمي التي تمسح على شعري، وأثر أصابعي على أوراق دفاتري المدرسية. إذاً المدينة سري كانيه – هي أنا، هي ذاكرتي، هي انتمائي المكاني إلى جغرافيا الوطن.
هذا أولاً، أما تالياً فإن سري كانيه، هي الآن قضيتي، قضية الوطن السليب، والأهل المهجرون، وأرامل الشّهداء، والأمهات، اللواتي تركن ذاكرتهن منقوشة على قماش أبيض معلق على جدران المنازل الخاوية، قضية مجنون المدينة الوسيم، والخال المفقود، وهكذا بدون أي تكلف أترجم سري كانيه إلى نصوص وحكايا.
ما الذي يعنيه لك التمرد في الكتابة وموضوع التجديد في الأساليب السردية؟
أعتقد أنه من المبكر لي، أن أتحدث عن التمرد في الكتابة، أو ادعاء التجديد في السّرد، فأنا أعدُّ نفسي حالياً في مستهل مشوار طويل، قضيت فترات طويلة في البحث عن حاضنة دافئة لأفكاري وخيالاتي، فعثرت على هذا النوع من السّرد الذي يسمى القصة.
أحاول جاهدة الاستفادة من تجارب الآخرين في صقل تجربتي، أنا متصالحة مع باقي أنواع السّرد الأدبي، أحب الشعر، وأقرأ الرواية، وتستهويني الحكايا الشّفهية من التراث، لا أضع نقطة في نهاية السطر، بل أحاول مواصلة هذا المشوار. ربما سأتمرد في مرحلة ما، وربما أغير أدواتي وأساليبي مراراً وتكراراً، ويبقى القرار للقراء والنقاد فيما إذا عدُّوني متمردة أو مجدّدة.
انفعالات التهجير وتداعي الذكريات من رموز ودلالات كاشفة لتجربتك.
بالتأكيد، فالتهجير غربة موجعة جداً، حتى ولو كنت تعيش على بعد أمتار فقط من منزلك، التهجير لا يشبه أبداً أن تحمل حقيبتك وتقرر الهجرة طواعية من الوطن وإلى الأبد. وعليه فإن معظم القصص التي كتبتها خلال فترة التهجير تزخر بالكثير من الرموز والدلالات، قد لا يظهر هذا الرمز مرسوماً على شكل كلمة (مهجر)، ولكن كلمة (لباب) واسم سري كانيه، وقصة مجنون المدينة، الذي قضى شهيداً كلها رموز مرادفة لكلمة (مهجر).
ديوان الأدب شكّل حاضنة جديدة للكتابة والنشر في مناطقنا، كيف تصفين تجربة ديوان الأدب الجديدة؟
لا أدري ما إذا كان توصيف “حاضنة جديدة” توصيفاً صائباً، ولكن على كلّ حال فإن ديوان الأدب ظهر نتيجة حاجة ماسة إلى مؤسسة تستطيع إلى حد ما تنظيم فوضى الكتابة والنشر في المنطقة.
وأعتقد أنها أول مؤسسة أدبية تتفاعل، وتتواصل مع صاحب المخطوطة في مرحلة ما قبل النشر، واستطاعت منذ تأسيسها وحتى الآن، ومن خلال لجانها المختلفة تقديم النصح والمشورة لعدد كبير من الكتاب. ومن المؤكد أن العديد من الكتاب تعاملوا بنبلٍ وتواضع، وسعوا جاهدين إلى إعادة النظر في نصوصهم.
لا يمكن أن نقول: إن تجربة ديوان الأدب تمكنت من تنظيم مسار حركة الإبداع والنشر الأدبي في المنطقة، ولكنها بكل تأكيد شكّلت نقطة فارقة مهمة، وتكاد تكون مرجعية موثوقة للعديد من الكتاب والمبدعين.
هل يمكن الحديث عن مشهد قصصي كردي متكامل حاليا؟
هذا السؤال ينبغي أن يوجه للنقاد، الذين يفترض بهم متابعة الحراك الثقافي والأدبي بشكل عام بما فيه القصة، أنا عن نفسي أستطيع الحديث عن بروز العديد ممن يكتبون هذا النوع من الأدب، وأستطيع الحديث عن كثرة المجموعات القصصية المطبوعة والمنشورة، طبعاً قياساً بفترات سابقة، أما الحديث عن المشهد القصصي المتكامل، فهذا كما قلت من اختصاص النقاد.
هل هناك حقيقة قصة كردية؟ و#القصة الكردية# ما عدا اللغة، ما الذي يميزها عن غيرها من التجارب القصصية العالمية؟
بما أنكم تجرون معي حواراً بصفتي كاتبة قصة باللغة الكردية، فهذا يعني أن هناك قصة كردية، أما كلمة “حقيقة” إذا كنت تقصد بها “قصة حقيقة” فهي عبارة مبهمة وفضفاضة نوعاً ما، وأعيد ما قلته سابقاً، إنني لست مخولة بالحكم على “حقيقة” وجود أو عدم وجود القصة الكردية.
وفيما يتعلق بالشق الثاني من السؤال، أولاً القصة الكردية هي أيضاً قصة عالمية للعالم الآخر “غير الكردي”، وما يميزها عن غيرها هي أنها كردية، في الأدب بشكل عام، تختلف اللغة لكن المشاعر الإنسانية لا تختلف. قد لا تستطيع مثلاً أن تفهم حديث شخص يتحدث اللغة الصينية مثلاً، لكنك بالتأكيد ستعرف أنه كان يبكي أو يضحك أو يتألم أو كان حزيناً، بمعنى أن المشاعر الإنسانية هي واحدة لا تتجزأ، يبقى أن كلاً يعبر عنها بلغته، والكُردي يعبّر عن مشاعر الحزن، والألم، والفرح، والاشتياق بلغته الكردية، وهذا برأيي ما يميز القصة الكردية عن غيرها.
طبعاً بالتأكيد يبقى أن هناك أيضاً تأثير البيئة وتأثير الحالة الاجتماعية والإرث الثقافي وهذه كلها من الأمور، التي قد تميز أدباً ما عن غيره، فعلى سبيل المثال قد يستغرب قارئ فرنسي من قصة كردية تتحدث عن أم تزغرد وتغني في موكب تشييع ابنها الشهيد، إذاً لكلّ أدب لغته وهويته الثقافية.
سيرتك الدراسية تنوعت، ما أثر هذا التنوع جماليا ودلاليا على نصك الإبداعي؟
لعلكم تقصدون دراستي في مجال الأدب العربي، ومن ثم في مجال الأدب الكردي، أي أن الحديث هنا هو عن اللغة والأدب. بلا شك إن التعمق في علوم أية لغة يعدُّ إطلالة شاهقة على عالم جديد، وعليه فإن دراستي في مجال الأدب العربي أتاحت لي الفرصة لسبر أغوار هذه اللغة أولا، ومن ثم الصعود على متنها لرؤية عالم واسع من الأدب سواء العربي أو العالمي المترجم إلى اللغة العربية. وكذلك الأمر فيما يتعلق بدراستي لفترة معينة في مجال الأدب الكردي، ويمكن القول: إن مجال الدراسة شكل لدي تراكماً معيناً من المعارف في مجال الثقافة والأدب، وهذا التراكم هو بطبيعة الحال يعدُّ المخزون، الذي يعود إليه أي منتج للنص الإبداعي.
سيرة مقتضبة
ناريمان عفدكي، من مواليد مدينة سري كانيه في روج آفا، الرابع من نيسان 1988م . درست في كلية الآداب، قسم اللغة العربية في جامعة الفرات في مدينة دير الزور، ودرست في أكاديمية جكرخوين للثقافة والفن قسم الأدب واللغة في مدينة آمد.
وتشغل حاليا وظيفة الناطقة باسم ديوان الأدب لشمال وشرق سوريا، عضوة الهيئة الإدارية في مجلة “دستار” الكردية.
عضوة سابقة في الهيئة الإدارية لاتحاد مثقفي روج آفاي كردستان.HRRK، عضوة سابقة في هيئة تحرير مجلة “روج آفا”.
ناشطة في مجال دعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
في فترة ما قبل ثورة 19 تموز، ونظراً للظروف السائدة خلال تلك الفترة، انشغلت ناريمان عفدكي بالدراسة الجامعية إلى جانب الكتابة الأدبية في مجال القصة القصيرة.
ومع بدء الثورة، تفرغت للعمل في مجال الأدب، سواء على الصعيد الشخصي في مجال كتابة القصة، أو على الصعيد العام من خلال العمل في المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي والأدبي، ومنها بشكل خاص تأسيس ديوان الأدب في شمال وشرق سوريا
ومن نتاجاتها في المجال الأدبي:
كتاب (Xewnên biêş – أحلام مؤلمة) باللغة الكردية، مجموعة قصص مشتركة مع عدد من الكتاب.
كتاب (Ewrên Havînê – غيوم الصيف)، باللغة الكردية، مجموعة قصص مشتركة مع عدد من الكتاب.
كتاب (Berberoj – عباد الشمس) مجموعة قصص (مذكرات) باللغة الكردية.
كتاب (الباب – Derî) باللغة الكردية ، مجموعة قصصية
إضافة الى مشاركتها بكتاب كردستان +100 بقصة باسم (الرسالة – Name) المترجم الى اللغة الانكليزية
الجوائز والتكريمات.
الحصول على المرتبة الثانية في مهرجان فيان أمارة الأدبي في كوباني، وذلك عبر مشاركتها بقصة باللغة الكردية 2017م.
الحصول على الرتبة الأولى في مهرجان أوصمان صبري الأدبي في قامشلو عبر مشاركتها بقصة باللغة الكردية 2018م.
تم تكريمها كشخصية أدبية لسنة 2022 في مدينة أمد وذلك ضمن الفعاليات الأدبية باسم الشاعر جكر خوين.
تم تكريمها في مهرجان روز النسوي للإبداع من منظمة روز 2023م.
تم تكريمها من منظمة قائدات السلام ضمن قائمة من النساء القياديات في المجتمع وذلك سنة 2023م.[1]