=KTML_Bold=فرزندا منذر : ألم يحن الوقت بعد لتوحيد الصف الكردي=KTML_End=
كورداونلاين
إذا استطعنا تحقيق ذلك حينها سنكون أوفياء لأنفسنا أولا و لشعبنا العظيم الذي قدم كل الغالي و النفيس في سبيل غايتنا السامية و بهذا نبعد خطر الكارثة نهائيا عن شعبنا؛ وإلا ستلاحقنا لعنة اكبر من لعنة أكاد و الفراعنة. بعد مضي قرن أتيحت فرصة أخرى لنحقق بعض من أحلامنا المشروعة في الحرية و الديمقراطية , والسؤال هل سوف نستطيع تغيير القدر أم إن التاريخ سيعيد تكرار ذاته ؟
لأننا ككرد لم نستغل الفرصة التاريخية السابقة فجاءت النتائج وخيمة علينا بحيث قسم وطننا إلى أربعة أجزاء ناهيك عن المجازر و الإبادة و حملات الذوبان , كادت أن تؤدي بالشعب الكردي إلى حافة الزوال, ولاستخراج بعض الدروس من الماضي الذي أصبح تاريخنا؛ و جرائه نعاني اليوم من الآلام و الحرمان.
سأتوقف على بعض المواقف للحركة الكردية التي ضيعت الفرصة آنذاك.
ففي الوقت الذي قامت الشعوب العربية و البلقانية و اليونانية باستغلال الفرصة للتحرر من نير الإمبراطورية العثمانية؛ التي أوشكت على الانهيار و التصفية نتيجة الحرب العالمية الأولى , كانت مواقف #الحركة الكردية# تتمثل على الشكل التالي :
1- منظمة ( استخلاصي كردستان ) أو تحرير كردستان يديرها عبد القادر بن الشيخ عبيد الله . كان يعارض و بشدة مفهوم دولة كردية مستقلة, وفي هذا الصدد وفي هذه الظروف المناسبة لإقامة الدولة الكردية يقول ( انه من غير اللائق بالشرف الكردي أن نوجه ضربة قاتلة للأتراك بتخلينا عنهم و مطالبتنا باستقلال كردستان في هذه الظروف البائسة التي يمرون بها , أنني أصر على ضرورة مساعدتهم الآن و مع ذلك فأنتم تعلمون أن الأتراك قد وافقوا على رغبتنا بإنشاء كردستان مستقلة ذاتياً مشيعة للسلطان العثماني وتعلمون أيضا إذا أقدم الأتراك على عدم احترام وعودهم فإن الأمة الكردية قادرة على انتزاع حقوقها بالقوة ) .
2- أما موقف التنظيمات التي اتخذت من القسطنطينية مركزاً لها طلبت من الحكومتين البريطانية و الفرنسية مساندتها من اجل كردستان مستقلة وتلك التنظيمات التي كانت تهيمن عليها أفراد من سلالة بدر خان .
3- والقسم الثالث من الحركة الكردية اتخذت من روسيا القيصرية حليفة لتحقيق مطالبها في الاستقلال .
النتيجة انهارت الإمبراطورية العثمانية و القيصرية الروسية , ومن طرف آخر خانت الاتاتركية عهودها بعد إن أنشأت دولتها الحديثة على أكتاف و دماء الكرد , كما خان الانكليز و الفرنسيين الكرد سواء كانت من خلال ترك الانتفاضات الكردية لقدرها بعد عقد صفقات مع الأتراك , أو التنصل و التملص من معاهدة سيفر و تطبيق معاهدة #لوزان# بدلا منها .
قراءةُ أخرى نقدية للحركة الكردية آنذاك يمكن الاستنتاج وبكل وضوح إن التشتت في مواقف الحركة الكردية و الارتكاز على ثلاث قوى متناقضة المصالح أودت بالشعب الكردي نحو الكارثة وتقسيم وطنه .
الآن ثانية نعيش فرصة تاريخية أخرى لتحقيق مطالبنا المشروعة , فالوضع العالمي مساعد للشعوب الثائرة المطالبة بالديمقراطية و الحرية و حقوق الإنسان, و أفول نجم و عصر الشعارات ( اللون الواحد ,القومية الواحدة , العلم الواحد و اللغة الواحدة ) و انتهاء عصر الاستبداد, رغم الازدواجية التي تتبعها بعض الدول كتركيا مثلا. ليحل مكانها عصر الديمقراطية و التعددية وحقوق الإنسان . . .
أما الوضع الإقليمي فيعاش في الشرق الأوسط مهد الحضارات القديمة ثورات شعوب مبشرة بقدوم ربيع الشرق الأوسط المزدهر. لنقف بإيجاز حيال الوضع الراهن للحالة الثورية في الدول المستعمرة لكردستان ومستلزمات الحركة الكردية و مواقفها بهذا الخصوص :
- تركيا صاحبة الذهنية الطورانية و التآمرية الأتاتركية , تعيش اكبر المخاضات و الإرهاصات في تاريخها وهي نتيجة النضال الأسطوري الذي تقوده الحركة الكردية بقيادة حزب العمال الكردستاني وهي الآن أمام خيارين لا ثالث لهما
الأول : ولادة جمهورية ديمقراطية تعترف بحقوق و مساواة الشعب الكردي مع الأتراك و كل الاثنيات و الطوائف الأخرى
الثاني : الانفصال وتقسيم تركية الى عدة أجزاء .
- إيران تعايش حالة تصدع داخلي وعزلة وعداء إقليمي و عالمي نتيجة النظام الإسلامي السياسي المستبد الظالم , كما أنها تعيش في داخل النظام حالة صراع على السلطة بالإضافة إلى انعدام الحرية و فقدان الديمقراطية و إنكار حقوق الشعوب من كرد و عرب و بلوج . . . المعارضة الكردية المتمثلة في PJAK أو الحراك الجماهيري في نمو متزايد تناضل في تغيير النظام القائم .
- العراق؛ عراق ما بعد صدام على مفترق الطرق و الصراع الداخلي العرقي و الطائفي و الجماهيري وصل إلى الذروة و الحل أما ببناء جمهورية ديمقراطية فدرالية وحسم كل المشاكل العالقة عن طرق ووسائل ديمقراطية وإما سيشهد عراق فصولا دموية أخرى وعلى الأغلب توحي بتقسيم العراق إلى ثلاث دويلات ( شيعة – سنة – كرد) . الحركة الكردية رغم ما تتسم بثلاثة أقسام ولكنها متفقة على صيغة تفاهم مشترك بصدد حقوق الكرد ومن جانب آخر يمتلك التعاطف و المساندة من قوى عظمة , كما أنها تمتلك قوة عسكرية و سياسية لايستهان بها في عراق الفدرالي .
- سورية تعايش حالة الثورة في سياق الثورة المسماة بالربيع العربي . رغم مضي سنة على الثورة في سورية لم يغير النظام ذهنيته الشوفينية او التسلط في إنكار حقوق المواطنين وبالأخص الشعب الكردي او قمع الجماهير و قواه المعارضة
أما الطرف الآخر وبالأخص المسماة بالمجلس الوطني الاسطنبولي يعيش حالة مشابهة للنظام من حيث إنكار حقوق الشعب الكردي أو انعدام الديمقراطية واللا وضوح في مسائل مهمة أخرى, بالطبع مكوثها في أحضان تركية يجعل منها تابعاً و خاضعاً لأجندة النظام التركي وللآخرين .
الوضع الآن في سورية يتجه نحو حرب طائفية خطيرة و من كثرة المداخلات الإقليمية و العالمية في سورية بين مؤيد للنظام و معارض له و بين مؤيد للثورة و معارض لها, أخرجت الثورة من سلميتها واستقلاليتها نسبيا وهي تعيش بالتداخل ثورة سلمية و عسكرية في آن واحد وصلت إلى درجة الانسداد . جاءت مبادرة كفي عنان الأخيرة كفرصة أخيرة لحل المسألة السورية بالطرق السلمية وفي حال عدم اتفاق الطرفين لوضع حل للازمة فهناك احتمال كبير لنشوب حرب طائفية مدمرة مستفزة و سوف تضع ظلالها التخريبية على معظم ربوع سورية . أما موقف الحركة الكردية المتمثلة في مجلس الشعب لغربي كردستان و المجلس الوطني الكردي الى الآن لم يتم التوصل إلى موقف مشترك حيال صيغة محددة للنضال من اجل الحقوق الكردية المشروعة و النقطة الأخرى المهمة عقد الطرف الكردي الثاني الآمال على العهود الكاذبة من المعارضة السورية المتمثلة في مجلس اسطنبول الى ان سقط عنها القناع في المؤتمر الأخير ،رغم موقفها الجيد من المؤتمر ولكن تتباطأ للمضيء نحو الوحدة الوطنية الكردية و كأنها تنتظر من قوى أخرى ليشجعها على هذه الخطوة المصيرية ؟!
إذا فنحن في واقع و حالة استثنائية, وهذا يضعنا الكل أمام مهام و مسؤوليات تاريخية لابد القيام بها أن كان تنظيما سياسيا أو تنظيما شبابيا أو كمثقفين كرد و العمل معا لنوحد الكلمة الكردية والعمل الكردي لنستطيع تحقيق أهدافنا المشروعة , و النقطة المهمة أن لا ننخدع بدعاة الحرية و الديمقراطية في حين تنكر ابسط حقوقنا عند تجربتها في الممارسة وكذلك الأطراف التي تغتصب حقوقنا وتحاول بشتى الوسائل كسب طرف كردي لتقسيم الصف الكردي و بالتالي إضعاف الكل وآنذاك الخروج من المعادلة خالية الوفاض. والأمر الآخر يجب أن لا يغيب عن ذهننا ان الدول الحاكمة لكردستان والى اليوم متفقة فيما بينها على إنكار حقوق الكرد رغم حالة التناقض و العداء فيما بينها ولهذا علينا أن نعي ما يدور خلف الستار من سياسات على شعوب الشرق الأوسط و تأثيراتها على قضيتنا و نضالنا و علينا أن ندرك جيدا أن الدولة التركية تقف عائق أمام أي مكسب كردي في أي جزء من كردستان بل حتى يتطاول في التدخل فعليا في حال ظهور أية مكسب كردي في شئنه إثارة مشاعر قومية كردية أينما وجد والتاريخ وكما اليوم شاهد على عشرات من الأمثلة و لكل باحث و مهتم في السجل التركي بشأن القضية الكردية التأكد من ذلك .
النتيجة سألخص بعض رؤاي بشأن الوحدة الكردية في عدة نقاط واضحة و محددة :
1 – في البداية أن لا ننخدع بوعود شفوية من اي طرف كان لأجل تحقيق بعض المكاسب , وان نكون على دراية تامة بان الجهة التي تستدعي قسم من الحركة الكردية دون الآخرين لعقد أي اتفاق يعني انه غير صميمي في حل المسألة الكردية وأن نواياه سيئة و في أحسن الأحوال يحاول حل المسألة الكردية حسب أجندته الخاصة و ليس على أسس و مبادئ تخدم مصالح الشعب الكردي .
2- في هذه الظروف التاريخية على الحركة الكردية القيام بنبذ كل خلافاتها الثانوية, و يقع على عاتق المثقفين الكرد و التنظيمات الشبابية في مد الجسور للتلاحم و الوحدة .
3 – أن نصل إلى صيغة واضحة في كيفية دعم ومساندة البعض في كل جزء من كردستان وعلى كل المستويات و حسب الظروف للحالة المعاشة , ونصل إلى أن تحقيق الكرد في أي جزء من كردستان كامل حقوقه سيكون أساسا لتحقيق المطالب الكردية في الأجزاء الأخرى , كما ان اي خطر على أي جزء من كردستان و مكتسبات شعبنا و نضاله خطر على كل كردستان , و بالمقابل إي نصر لأي جزء من كردستان هو بمثابة بداية نصر لجميع الأجزاء لكردستان . ولهذا و غيره يجب إن نبذل قصار جهودنا لتوحيد صفنا وهذا يتم من خلال مؤتمر وطني كردستاني من خلاله نستطيع ان نرسم ملامح مستقبلنا وآمالنا و طموحاتنا و كيفية الوصول إليه. وكيف سنمارس السياسة إقليميا و عالميا ومع المعنيين, و ما هي أدوارنا في النضال و الثورات؟ وكيف سنحمي أبناء شعبنا من غدر الزمان و شراسة الطغاة.
إذا استطعنا تحقيق ذلك حينها سنكون أوفياء لأنفسنا أولا و لشعبنا العظيم الذي قدم كل الغالي و النفيس في سبيل غايتنا السامية و بهذا نبعد خطر الكارثة نهائيا عن شعبنا؛ وإلا ستلاحقنا لعنة اكبر من لعنة أكاد و الفراعنة ألا وهي لعنة أولادنا و أحفادنا و من بعدهم التاريخ .
[1]