$عفرين تحت الاحتلال (196): قرية “عمرا”- نهب وتنكيل وأحكام بالمؤبد، استشهاد مسن، اعتقال امرأة مريضة، اقتتال، سرقات$
كيفما دفعت تركيا الميليشيات السورية المرتبطة بالائتلاف السوري- الإخواني إلى الارتزاق وأتون حروب داخلية وخارجية، وجعلتها أدوات لتنفيذ سياسات وممارسات عدائية ضد وجود الكُرد في سوريا ودورهم، تفضل بعضها على بعض، وتُبقي على الخلافات والنزاعات قائمة بينها، لتغدو مناطق انتشارها في الشمال السوري ساحة مباحة للانتهاكات والجرائم المختلفة، نذكر منها:
= قرية “عمرا- Imera“:
تتبع ناحية راجو وتبعد عن مركزها ب/9/ كم، مؤلفة من حوالي /150/ منزلاً، وكان فيها حوالي الألف نسمة سكّان كُرد أصليين، جميعهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /100 عائلة= 350 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين /15 عائلة = 100 نسمة/ من المستقدمين فيها. وقد تضرر منها ست منازل بشكلٍ جزئي بسبب القصف.
تُسيطر على القرية ميليشيات “فرقة المنتصر بالله- التركمانية” التي يتزعمها المدعو “فراس باشا” المنحدر من حلب، وتستولي على حوالي /50/ منزل بما فيها من محتويات، وتتخذ من منزلي المُهجّرين “إبراهيم حسن عرب، علي أحمد كلكاوي” مقرّين عسكريين، وحوّلت منزل المُهجَّر “عزت حيدر” إلى مسجد، وحوّلت ثلاثة محلات للمواطن “حسين أحمد حنان” إلى مقرّ لحاجز مدخل القرية.
وبُعيد اجتياح القرية سرقت معظم محتويات منازل العائدين، من المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها، وحوالي /8/ آلاف صفيحة زيت زيتون (16 كغ صافي)، ومحتويات أربعة محلات بقالية ل”جكر شكري جعفر مع /300/ صفيحة زيت، عزت حيدر جعفر، لوزان رفعت كلكاوي، محمد حميد عمر”، و/15/ مجموعة توليد كهربائية، و/6/ سيارات (فان – أحمد شكري جعفر، تكسي أوبل- نزار محمد محو، بك آب مازدا- مسعود حميد بلال، بك آب هونداي حديث- رمزي نعسان، جيب رانج روفر- خوشناف رمزي نعسان، جيب رانج روفر- طاهر مصطفى كلكاوي)، و/6/ جرارات زراعية مع ملحقاتها ل”محمد إيبش محو، حنيف محو، عماد عزيز، أحمد محو جعفر، حسن عرب كلكاوي، رمزي نعسان”، وحوالي /20/ دراجة نارية، وكافة محتويات المدرسة وحرق ما فيها من خشب، ومحوّلة وكوابل وبعض أعمدة شبكة الكهرباء العامة، وعدادات مياه الشرب؛ وكذلك حوالي /400/ رأس ماشية معظمها من الماعز أمام أعين أصحابها ودون أي اهتمام أو اعتبار لتوسلات النساء.
واستولت على حوالي /12/ ألف شجرة زيتون، منها (/800/ للمُهجَّر جميل علي موسى، /2000/ للمرحوم محمد إيبش محو، /3000/ للمهجر إبراهيم حسن عرب، /600/ للمهجر عدنان محمد حنان، /1500/ ل”حميد بلال” مناصفةً بالإنتاج رغم تواجده في القرية بحجة أن أولاده يعملون مع حزب الاتحاد الديمقراطي)، وعلى /3/ هكتار أرض للمُهجَّر “إبراهيم حسن كلكاوي”؛ بالإضافة إلى فرض إتاوة 50% على مواسم أملاك الغائبين الموكلين و /10-20%/ على مواسم أملاك المتواجدين.
وقامت بقطع الآلاف من أشجار الزيتون بشكلٍ جائر ونسبة كبيرة من الغابات الطبيعية المحيطة بالقرية، وأشجار سنديان معمّرة في جبل “دوجاقيه- Docaqê”، بغية التحطيب والتجارة.
وبمشاركة القوات التركية قامت بتدمير قلعة أثرية في سهول القرية وحفر موقعها بالآليات الثقيلة، وكذلك حفر وتجريف موقع أرض “كعنيكا” قرب بئر “دف فه ره- الفم الكبير” شمالي القرية ونبش كهوفها، بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها.
هذا وتعرّض أهالي القرية لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، منها القتل والاختطاف والاعتقالات التعسفية والتعذيب والإهانات والابتزاز المادي وغيره، وحالات تعدي على بعض النساء؛ فقد استشهد المدني “محمد رشيد كلكاوي /55/ عاماً” وابن ابنته كلستان الطفل “محمد لقمان مولود /12/ عاماً- قرية “قده”” أثناء عودتهما إلى القرية أواسط آذار 2018م، قرب مفرق قرية “عمارا”- مابتا/معبطلي، نتيجة القصف التركي، حيث دفنا مع شهداء آخرين في مقبرةٍ خلف مبنى جامعة عفرين داخل المدينة، تلك المقبرة التي دمّرها سلطات الاحتلال أواسط تموز 2021م وانتشل الجثامين منها؛ كذلك اعتقل أكثر من مئة شخص، بينهم نساء، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة وأخرى ملفّقة، حوكموا بمدد وغرامات وفدى مالية مختلفة، بعضهم أخفوا قسراً، لاسيما وتم نقل /11/ منهم إلى تركيا ليُحكم في 12 كانون الأول 2019م على /7/ منهم بالسجن المؤبد وعلى /4/ بالسجن /12/ عاماً، وهم الآن في سجن ييلداغ- هاتاي، وكذلك اعتقل الشاب “شيار عزيز نعسان” في تركيا بشهر أيلول 2018م وحُكم عليه بالسجن /7.5/ عاماً، بينما اعتقل “خوشناف رمزي نعسان /33/ عاماً- أب لثلاث بنات” في آذار 2018م وأخفي قسراً في سجن الراعي وتعرّض للتعذيب الشديد وظروف قاسية وأفرج عنه بعد عام، ولكن ميليشيات “المنتصر بالله” أعادت اختطافه بعد وصوله إلى القرية بساعات ولم يكن قد مضى على وفات والدته يومان، فغُيّب ولا يزال مجهول المصير.
كما أنّ متزعمي “المنتصر بالله” يلاحقون الأهالي باستمرار ويحاولون التنصت على مكالماتهم الهاتفية وأحاديثهم بوقوف عملائهم خلف الأبواب والجدران، مما حدا بالأهالي للإحجام عن أي حديث عن الانتهاكات والجرائم وعن أفعال الميليشيات الشنيعة.
وفي إطار الحركة الإسلامية المتشددة النشطة في المنطقة تم فتح معهد لتحفيظ القرآن وإعطاء دروس دينية في مدرسة القرية.
= وفاة مسن متأثراً بجراحه:
مساء السبت 23-04-2022م، تم تسليم جثمان المسن “بيرم معمو (كبه)- أبو عبدو /80/ عاماً” إلى ذويه من قبل “المشفى العسكري” بعفرين، الذي توفى متأثراً بالجراح التي أصابته بالرصاص نتيجة اشتباكات عنيفة وقعت بين مجموعتين من ميليشيات “فرقة الحمزات و فيلق الشام” في بلدة بلبل مساء 07-04-2022م، وقد وري الثرى في مقبرة قريته الأصلية “عبلا” التابعة لناحية “بلبل”.
= إخفاء قسري واعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 09-02-2022م، خرجت المواطنة “سيلدا كمال شيخو /27/ عاماً- أم لخمسة أطفال، مريضة” من أهالي قرية “ماسكا”- راجو، من بلدة تل رفعت شمال حلب – وجهة نزوحها، لتتوجه إلى منبج وثم منطقة جرابلس عبر طرق التهريب مقابل /2500/ دولار، بغية العبور إلى تركيا والوصول إلى والدتها المقيمة في مدينة “إصلاحية” التركية، ولكن انقطع الاتصال معها مساء 10-02-2022م بعد آخر مكالمة معها في جرابلس، وأخفيت قسراً وتعرّض ذويها للابتزاز المادي، إلى أن علموا مؤخراً بوجودها لدى “الشرطة العسكرية في جرابلس” ومعتقلة بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
واعتقلت سلطات الاحتلال أيضاً:
– منذ أسبوعين، المواطنين “عدنان بكر ونجليه عامر و محمد” من أهالي قرية “بافلور”- جنديرس، من قبل الأمن التركي في مدينة استنبول التي هجروا إليها منذ /7/ أعوام، دون أن نتمكن من معرفة التهم الموجهة إليهم.
– منذ أسبوعين، المواطنين “أحمد محمد عتش /30/ عاماً” ونجل شقيقه “محمد خليل عتش /25/ عاماً” من أهالي قرية “شنكيليه” بعد عودتهما من قامشلي- وجهة النزوح، و “علي أحمد كاشي /27/ عاماً” من أهالي بلدة “ميدان أكبس بعد عودته من منطقة الشهباء- شمال حلب، ولدى مراجعتهم لمقرّ الشرطة في عفرين تلبيةً لطلب “تسوية أوضاعهم”.
– منذ أسبوع، المواطنة “مريم حجي حسيك /40/ عاماً” من أهالي مدينة جنديرس، من قبل الأمن التركي في مدينة أزمير التي هجرت إليها منذ /9/ أعوام، بتهمة العلاقة مع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD.
– منذ أسبوع، المواطن “فارس مصطفى حمزة” من أهالي قرية “بافلور”- جنديرس، من قبل حاجز مدخل المدينة، وأُطلق سراحه بعد فرض غرامة مالية عليه.
= فوضى وفلتان:
نتيجة فوضى حمل السلاح بين الميليشيات والمستقدمين عموماً، والخلافات والتنازع على المنهوبات ونطاقات النفوذ، وأحياناً لأتفه الأسباب، تقع اشتباكات بالأسلحة وإطلاق الرصاص بشكلٍ عشوائي تؤدي إلى ترويع المدنيين وسقوط قتلى وجرحى، نذكر منها:
– ليلة الثلاثاء/الأربعاء 27-04-2022م، على طريق عفرين- ترنده تم استهداف المدعو “عبد الحي – أبو حذيفة” أحد متزعمي ميليشيات “فرقة الحمزات” من قبل مسلّحين يستقلان دراجة نارية، فتوفى في الصباح متأثراً بجراحه.
وفي النهار تم تفجير سيارة أحد متزعمي ميليشيات “فيلق الرحمن” في شارع السرفيس بحي الأشرفية – عفرين بعبوة ناسفة، أدى إلى إصابة شخصين وفق “الدفاع المدني في عفرين”.
– بتاريخ 28-04-2022م، وقعت اشتباكات بين مجموعتين من المستقدمين القاطنين في مخيمٍ بجوار قرية “قطمة”- شرّا/شرّان، أدت إلى إصابة حوالي /25/ شخصاً بجراح متفاوتة، تم إسعافهم إلى “المشفى الوطني في أعزاز”، ونتيجة وفاة أحدهم، تجددت الاشتباكات في اليوم التالي وتم حرق بعض الخيم من قبل ذوي القتيل.
= انتهاكات أخرى:
– قام مسلحون مؤخراً بسرقة بطاريات ثلاثة جرارات زراعية عائدة ل”گلگل حنان حمو- Gilgil، مصطفى محمد سليمان، محمد علي خليل حمو” في قرية “كوبكه”- مابتا/معبطلي، علاوةً على السرقات المتواصلة للأواني النحاسية وغيرها من منازل أهاليها ومن قرية “كوليكا” المجاورة أيضاً.
كما أن أحد المستقدمين المستحلّ لمنزل أحد مُهجَّري قرية “كوليكا” قد منع شقيقه المواطن “محمد نور مصطفى” من البدء ببناء منزل له على محضر ملك له بجانب المنزل، والذي استولى على المحضر وحوّله لمزرعة طيور وأوجاق لصناعة الفحم، بل وتنمّر عليه وتلقى دعماً من ميليشيات “لواء الشمال” التي ردت شكوى المعتدى عليه.
– بتاريخ 29-04-2022م، أكّد “الدفاع المدني في عفرين” أن فرقه أخمدت حريقاً قد أضرم في غابة حراجية بمحيط قرية “ديرصوان”- شرّا/شرّان، ومن خلال الصورة المنشورة يتبين قطع الأشجار سابقاً.
إنّ إنهاء كارثة عفرين يبدأ أولاً بإنهاء الاحتلال التركي لها وحلّ تلك الميليشيات التي امتهنت اللصوصية والارتزاق، ومن ثم إعادتها إلى السيادة السورية وإدارة أهاليها.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]