$عفرين تحت الاحتلال (228): قرية “حج قاسما”، مقتل محامي في سجن للاستخبارات التركية، اعتقالات تعسفية، قطع أشجار الزيتون$
بعد يومٍ من الاعتقال بشكلٍ قسري مخفي في سجنٍ للاستخبارات التركية ب#عفرين# وعلى خلفيةٍ سياسية، يتوفى محامي كردي في منتصف الليل ويُسلّم في اليوم التالي لذويه جثةً هامدة، ويتبين على جثمانه آثار التعذيب بوضوح، فتأتي أدوات سلطات الاحتلال لتبرر الجريمة بجرة قلم (الوفاة بسبب احتشاء عضلةٍ قلبية حاد)، وكأن المغدور كان في رحلةٍ سياحية ومَبيتٌ في فندق خمس نجوم، ودون أن يندى جبين أحدٍ من مشايخ “الثورة” والاتحاد الإسلامي السوري- استنبول والائتلاف السوري- الإخواني وغيرهم.
فيما يلي انتهاكات وجرائم مختلفة:
= قرية “حج قاسما – Hec Qasima“:
تتبع ناحية مابتا/معبطلي وتبعد عن مركزها ب/16/كم، مؤلفة من حوالي /70/ منزل، وكان فيها حوالي /350/ نسمة سكّان كُرد أصليين، جميعهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /15 عائلة = 40 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /5 عائلة = 30 نسمة/ من المستقدمين فيها.
قُصفت القرية مرّةً أثناء الحرب، وتم تدمير منزل المواطن “عمر حسن أبو فخري” الذي كان في السابق مبنى للمدرسة، بشكلٍ جزئي.
تسيطر على القرية ميليشيات “لواء محمد الفاتح” التي تتخذ من منزل “مجيد أحمد مجيد” مقرّاً عسكرياً، بينما تتخذ ميليشيات “لواء سمرقند” من منزل “فائق حسين عزيز” في مفرق القرية مقرّاً عسكرياً؛ وبُعيد اجتياح القرية سرقت الميليشيات من المنازل المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها، ومحتويات /6/ منازل بالكامل، ومجموعة توليد كهربائية عائدة للقرية، وسيارة بك آب داتسون ل”حيدر حيدو”، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة.
وتستولي “السمرقند” على (/400/ شجرة زيتون لعائلة أوسو، /200 زيتون + 40 جوز/ ل”علي بكر”، /150/ زيتون ل”عمر بكر”، /400/ زيتون ل”حمي علوش”)، وهي و “الفاتح” – كل في قطاعه – تفرض إتاوة 50% على انتاج مواسم الغائبين و 10% على مواسم المتواجدين، بالإضافة إلى أتاوى مختلفة وإجبار المواطنين على عصر محصولهم من الزيتون في معصرة قرية “روتا” المجاورة المستولى عليها من قبل “السمرقند”، لاسيما عندما عصر المواطن “لقمان حسن” محصوله خارج القرية في العام الماضي، سلبت منه “السمرقند” /50/ صفيحة زيت (16كغ صافي للواحدة)؛ عدا السرقات التي تطال المواسم، والرعي الجائر لقطعان المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية، دون أن يجرؤ أحد من أصحابها على المنع أو يتمكن من الشكوى.
هذا، ويتعرض المتبقون من الأهالي لمختلف الانتهاكات، من اعتقال وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وتهجير قسري وغيره، وكذلك تسخير أربعة جرارات زراعية وأصحابها للعمل في خدمات الميليشيات عنوةً ودون أجور.
وقامت الميليشيات بقطع معظم الغابات الصنوبرية الطبيعية في محيط القرية- مواقع (جبل تعتكا – غربي القرية، جبل كعنيكا – جنوبي القرية، وادي كعنيه – جنوب شرقي القرية)، وأربعة أشجار زيتون أعمارها /50/ عاماً عائدة ل”علي بكر” من الجذوع، بغية التحطيب والتجارة.
وفي إطار الحركة الدينية المتشددة النشطة في المنطقة، تم تحويل منزل “علي بكر” إلى مسجد.
ونتيجة الضغوطات، اضطّر المواطن “مصطفى منان يوسف” للنزوح مع أسرته إلى قرية “حسيه/ميركان” المجاورة، حيث وُجد نجله الشاب “محمد /18/ عاماً“، بتاريخ 01-07-2020، مشنوقاً ومعلقاً بشجرة جوز قرب مسكنه.
= القتل تحت التعذيب:
صباح الخميس 22-12-2022م، أبلغت سلطات الاحتلال ذوي المحامي لقمان حنان بن حميد– مواليد قرية “حج قاسما”- مابتا/معبطلي 1977م وأب لثلاثة أطفال، باستلام جثمانه من مشفى “عفرين العسكري- الشهيد فرزندا سابقاً”، حيث تم دفنه عصر ذات اليوم إلى جانب المرحومة والدته في مقبرة الزيدية – المحمودية بمدينة عفرين.
اعتقل المغدور “حنان” من منزله في حي المحمودية، مساء الثلاثاء 20-12-2022م، وهو يعاني من أمراض المفاصل والعظام، من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الأمن السياسي” التي تتخذ من مبنى “السياسية” السابق وسط عفرين مقرّاً لها والمعروفة بالاحتجاز الطويل للمعتقلين بحجة “التحقيق” وتعريضهم للتعذيب بأقسى الأساليب، مع مصادرة هاتفه الخليوية وجهاز الكمبيوتر المحمول، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة ومساندتها، بعد وشاية من مسلّحي ميليشيات “الجيش الوطني السوري” ضده، كونه يساعد الأهالي في المطالبة بحقوقهم ويقف ضد الانتهاكات بما أمكن.
حسب الصور الواردة، يتبين بوضوح تعرّض المغدور للتعذيب، خاصةً كسر أصابع قدميه وصعقها بالكهرباء، حيث أشار محضر كشف- الذي ينفي آثار التعذيب – قاضي عدلية عفرين المناوب والطبيب الشرعي إلى وفاته قبل عشر ساعات من لحظة الكشف (العاشرة والنصف صباحاً)، أي في منتصف الليل.
يُذكر أن المغدور قد اعتقل مرّةً سابقة في 26-07-2022م من قبل الشرطة المدنية، واحتجز وابتز مادياً من قبل الميليشيات لأكثر من مرّة.
= اعتقالات تعسفية:
– منذ حوالي أربعة أشهر، بعد أن عاد المواطن “زياد إسماعيل بن سيدو /40/ عاماً” من لبنان إلى قريته “ترموشا” – شيه/شيخ الحديد، اعتقل من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات الشرطة، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، فحكمت عليه “محكمة عفرين” بالسجن عامين.
– بتاريخ 27-11-2022م، اعتقلت إحدى حواجز ميليشيات “الشرطة العسكرية” على طريق راجو – عفرين المهندس “رمزي/رمضان حج رشيد بن محمد /42/ عاماً”، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.
– مساء 21-12-2022م، قامت الاستخبارات التركية وميليشيات الشرطة في راجو، باعتقال المواطنين “علي عرب حسن /57/ عاماً وابنه القاصر مصطفى، شيخموس حسين دوديك /23/ عاماً، عمر حميد خالد /60/ عاماً، فوزي محمد كلو /50/ عاماً وزوجته أمينة واثنتان من بناته القاصرات” من أهالي بلدة ميدان أكبس وضيف الأخير “صلاح عربو /52/ عاماً” من قرية “كُريه- شديا”، بحجة إقامة عزاء في بيت “علي عرب حسن” باستشهاد ابنته – المقاتلة في صفوف القوات الكردية- من زوجته الأولى التي تعيش في منطقة الشهباء شمالي حلب، ورغم أنه مختار للبلدة.
– مساء الجمعة 23-12/2022م، قامت ميليشيات “شرطة بلبل” باعتقال الشقيقين “خليل /55/ عاماً و شعبان /40/ عاماً ابني محمد عطش” من أهالي قرية “شنگيليه”، وضيفهما المواطن “أحمد إسماعيل سينو /28/ عاماً” من أهالي بلدة ميدان أكبس، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولازالوا قيد الاحتجاز التعسفي.
= انتهاكات أخرى:
– مؤخراً، قامت ميليشيات “لواء السمرقند” المسيطرة على بلدة “كفرصفرة” بقطع حوالي (/120/ شجرة زيتون ل”رشيد حجي حسو، /80/ شجرة ل”أحمد رشيد محمود”، /9/ شجرة ل”عبد الحنان حج عبدو”) بشكلٍ جائر، بُغية التحطيب والتجارة.
– خلال أسبوعٍ مضى، قامت ميليشيات “لواء صقور الشمال” بقلع جذوع حوالي /200/ شجرة زيتون عائدة للمواطنين “رشيد أحمد حنان، حنان عثمان كوله” من أهالي قرية “بيليه”- بلبل، بعد تكرار قطعها بشكلٍ جائر في الأعوام السابقة.
– محمد الجاسم أبو عمشة متزعم ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” المسيطرة على بلدة مابتا/معبطلي بدلاً من “الجبهة الشامية” يفرض مجدداً إتاوة /250/ صفيحة زيت زيتون (16 كغ صافي للواحدة) على العوائل الكردية.
جرائم تُرتكب دون تحقيقٍ شفاف ونزيه، ودون ملاحقةٍ للجناة، تُرتكب مخالفات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، والمجتمع الدولي صامتٌ حيالها ولا تُحمل حكومة أنقرة المسؤولية عنها، رغم أنها تحتل عفرين وفق كل المعايير، بينما لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بسوريا تُقيّم الانتهاكات والجرائم المرتكبة في المنطقة بألطف المصطلحات والعبارات.
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
[1]