نبذة تأريخية عن الكورد والآشوريين و العلاقة بينهم (14) – أسلاف الكورد: الخوريون – الميتانيون 9. المعتقدات الميتانية وتأثّر الأديان الأخرى بها
د. مهدي كاكه يي
بعد تأسيس مملكة ميتاني في أواسط القرن الخامس عشر قبل الميلاد، نشر الميتانيون في المنطقة عبادة الآلهة الهندو – آرية، مثل الآلهة (إندرا Indra) و(ميترا Mitra) و(ڤارونا Varuna) والتوأمان (ناساتيا Nasatya) و( داسرا Dasra) اللذان تتم تسميتهما ب(أشڤين Ashvin).
في المعاهدة المشهورة التي تم عقدها بين الحاكم الحثي (سوپيلوليوما Suppiluliuma) و الملك الميتاني (ماتيوازا Mattiwaza) في حوالي عام 1380 قبل الميلاد في (بوگازكوي Boghazkoy)، تم أداء القسم بإسم الآلهة الميتانية (إندرا) و(ميترا) و (ڤارونا) و(ناساتيا) للشهادة على هذه المعاهدة (مصدر رقم 1).
1. (إندراIndra ) – هو ملك الآلهة. كان إلهاً للآريين قبل أن يكون إلهاً في الهند. إنه إله هندوأوربي وإبن عم الإله الألماني (وتان Wotan) الذي هو مُماثل لأب الآلهة الإسكندنافية (أودين Odin) وملك الآلهة اليونانية (زيوس Zeus) وملك الآلهة الرومانية (جوپيترJupiter). يرمز (إندرا) الى إكتمال الإنسان الأسمى وأن سلاحه هو البرق. يحب الشرب كثيراً.
في النصوص الدينية المبّكرة، يلعب الإله (إندرا) أدواراً متنوعة. كملِك، يقود غارات الماشية ضد (داساس أو داسيوس dasas or dasyus) الذين هم السكان الأصليون للأراضي التي فيها يقوم شعبه برعي الماشية. إنه يجلب المطر لكونه إله الصاعقة وأنه المحارب العظيم الذي ينتصر على عدو الآلهة (آسوراس Asuras). إنه يهزم أيضاً أعداء الإنسان وأعداء الإنسان الجبّار الذين عددهم لا يُعَد ولا يُحصى، أشهرهم هو (ڤريترا Vritra) الذي هو تنين و زعيم (داسا). كَتنين، يتم إتهام (ڤريترا Vritra) بأنه يحجب المياه والأمطار، وك(داسا)، يُتّهَم (ڤريترا) بِسرقة الأبقار، وكَعدو الآلهة، يُتّهَم بإخفاء الشمس (مصدر 2).
2. (ڤاروناVaruna ) – تبعاً للمعتقدات الميتانية، فأن الدنيا قد خُلِقت من قِبل الإله (ڤارونا) و هو الذي يحميها. يقوم هذا الإله بالحفاظ على النظم الأخلاقية ويبارك مَن يحافظ عليها و يمنحه الهِبات. مَن لا يتبع الأخلاق الحميدة، سيعدهُ (ڤارونا) مذنباً و سيُعاقبه وفيما بعد سيعرف الإله ميترا بالأمر. (ڤارونا) هو إله الماء والمحيط السماوي، وهو كذلك إله القانون للعالم الواقع تحت الماء (مصدر 3). (ماكارا) هي جبل (ڤارونا). كرئيس لل(آديتياس Adityas) (أديتياس هُم الآلهة السماوية السبعة وهم أبناء آديتي Āditi)، يمتلك (ڤارونا) جوانب ألوهية شمسية، ومع ذلك، بعكس (ميترا)، فهو مرافق لليل، بينما يرافق (ميترا) ضوء النهار. كأبرز إله، فهو في الغالب مهتم بالشؤون الأخلاقية والإجتماعية أكثر من تألية الطبيعة.
في الديانة الزردشتية ، ڤارونا هو أحد أسماء ال(101) لآهورا مازدا الذي يعني المُنقِذ من الشر (مصدر 3).
3. أشڤين Ashvins (ناساتيا Nasatya و (داسرا Dasra) – الإلاهان (أشڤين) هما إلهان توأمان أحدهما إسمه (ناساتيا) والثاني إسمه (Dasra). في الكتاب المقدس (ريگڤيدا Rigveda)، كلمة (ناساتيا) تعني (رحيم أو نافع) و كلمة (داسرا) تعني (مانح التنوير الروحي). في الأساطير الهندوسية، هذان الإلاهان هما إلاهان ڤيديان وفارسان توأمان مقدّسان. في الكتاب المقدس (ريگڤيدا Rigveda) هما إبنان ل(سارانيا Saranya) {سارانيا هي إبنة ڤيشواكارما Vishwakarma التي هي آلِهة الغيوم وزوجة سوريا Surya في طوره ك(ڤيڤاسڤات Vivasvat)} (مصدر 4). هذان الإلهان يرمزان الى ضوء شروق الشمس وغروبها، يظهران في السماء قبل الفجر في عربة ذهبية، يجلبان الكنوز للرجال ويُبعِدان سوء الحظ و المرض. هما طبيبان إلاهيان و روحان مُشعّان للطب الهندي الشعبي الطبيعي القديم. يتم تمثيلهما كَبشر ذي رأس الحصان. في ملحمة (ماهابهاراتا Mahabharata)، يتم منح إبن ل(مادري Madri) التي هي زوجة الملك (پاندوPandu )، من قِبل كُلّ من الإلاهَين التوأمَين و تصبح حبلى بالتوأمَين (ناكولا Nakula) و (ساهاديڤا Sahadeva) واللذَين معروفَين مع أبناء (كونتي Kunti) ب(پانادا ڤاس).
في المعابد الميثرائية نشاهد شُعلتَي الإلهَين الإثنين الذين يُعرفان ب(الراعييَن)، حيث أن إتجاه شعلة الإله الأول هو نحو السماء الذي هو رمز لشروق الشمس، بينما إتجاه شعلة الإله الثاني هو نحو الأرض والذي هو دلالة على غروب الشمس.
4. (ميترا Mitra) – كان ميترا إلهاً هندوإيرانياً مُهمّاً، وهو إله الصداقة و السلام والتواصل والنظم والصلح و النور (مصدر 5). يتم ذكر إسمه بشكل مختلف في الأديان الهندوآرية القديمة، كما هو موضح كالآتي:
• إسم ولقب: (ميترا) هو إسم عائلة هندية ويُستعمل كذلك كلَقب وبشكل رئيسي بين البنغاليين.
• الديانة الڤيدية (ديانة هندية قديمة): تتم تسميته في الكتاب الهندوسي المقدس (ريجڤيدا) ب(ميترا) (السنسكريتية Mitrá-, Mitráḥ). يظهر كثيراً في النص السنسكريتي القديم ل(ريجڤيدا). الديانة الڤيدية تؤمن بأن الإله (ميترا) يقود حياة الإنسان إلى السلام و النظام. وظيفة الإله (ميترا) هي تحقيق وحدة الإنسانية. هو إله الخير والبركة وصاحب أعظم قوة، تتصدى للأعمال السيئة التي تظهر بين شعوب الأرض. كما أن الإله (ميترا) يعادي بشدة الأعمال الشريرة والخيانة والكذب.
• الديانة الزردشتية: إسم (ميترا) في الديانة الزردشتية هو (ميثرا) (آڤيستا Miθra، Miθrō)، وهو (يازاتا yazata) المذكور في الكتاب الزردشتي المقدس (آڤيستا)، والذي يقابله في اللغة الفارسية الجديدة (مهر Mīhr أو Mehr) وفي اللغة الكوردية الحديثة (مير). يتم تقديس (ميترا) في الديانة الزردشتية، التي تأثرتْ بشكل كبير بالميثرائية، وخاصةً فيما يتعلق بتقديس الشمس. يقول زردشت في الكتاب المقدس (آڤيستا) ما يلي: قال آهورامازدا لزرادشت سپيتاما هكذا خلقتُ (ميثرا) ذا المراعي الواسعة، الذي يستحق أيضاً الصلاة والمجد، مثلما أنا آهورامازدا أستحقهما (الدكتور خليل عبدالرحمن: آڤِستا الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية، الطبعة الثانية، روافد للثقافة والفنون، ياشت 10 ميهر ياشت نشيد ميثرا، صفحة 459). كما جاء في الكتاب المقدس، (آڤيستا) ما يلي: أُصلّي لميثرا القوي، الأقوى بين المخلوقات وأقدّم له قربان الهاوما وأُبجّله وأُمجّده (نفس المصدر السابق صفحة 460).
إن إسم الشهر السابع في الكتاب الزردشتي المقدس (آڤيستا)، هو (مهر) الذي هو (ميترا)، حيث يتم الإحتفال بِعيد خاص في السادس عشر من هذا الشهر والذي يُسمى (ميتراگان أو مهرگان) وهو عيد لتقديس وتعظيم الإله (ميترا). أخذ العرب إسم هذا العيد الزردشتي وقاموا بتحويره الى كلمة (مهرجان). يوافق هذا العيد اليوم الثاني من تشرين الأول (توفيق وهبي: اليزيدية بقايا الديانة الميثرائية. ترجمة شوكت إسماعيل حسن، دار سردم للطباعة والنشر، سليمانية، كوردستان، 2010، صفحة 15). كما أن كلمة (محراب) العربية مأخوذة من الكلمة الهندوآرية مهر آب التي هي مكان عبادة الإله ميترا. (مهر) الذي هو إسم (ميترا)، يتم تلفظه في اللغة الكوردية الحديثة (مير) (توفيق وهبي: اليزيدية بقايا الديانة الميثرائية. ترجمة شوكت إسماعيل حسن، دار سردم للطباعة والنشر، سليمانية، كوردستان، 2010، صفحة 8). تمّ إدخال هذا الإسم الآري الى اللغة العربية وتمّ تحويره من (مهر) أو (مير) الى (أمير).
آثار تأثير المعتقدات الميثرائية على الديانة الزردشتية واضحة جداً، على سبيل المثال، عبادة الزردشتيين للشمس والقمر وتقديم القرابين.
• الديانة البوذية: إسم (ميترا) في الديانة البوذية هو (مايتريا Maitreya) أو (بوديساتڤا bodhisattva). (بوديساتڤا) هو أي شخص، بدافع من تعاطف عظيم، تولّدَ لديه (بوديسيتّا bodhicitta)، التي هي عبارة عن رغبة عفوية لجعل البوذية أن تكون لصالح جميع الكائنات الحية (مصدر 6)، حيث أنه في التقاليد البوذية أن (ميترا) هو الشخص الذي يظهر على الكرة الأرضية ويحقق التنوير الكامل و يُعلّم الناس (دهارما Dharma) نقية. في العقيدة البوذية، (دهارما) تعني القانون والنظام الكوني و تعني أيضاً تعاليم بوذا (مصدر 7). (ميترا) في الديانة البوذية، هو الأضواء أو الإشعاعات الضوئية التي تُنير الكون.
• الديانة اليونانية الرومانية: ميترا يُسمّى ب(ميثراس Mithras) في الديانة اليونانية الرومانية. الميثرائية هي البُنية الرئيسية للدين اليوناني الروماني.
يُقال بأن ولادة إله (ميترا) كان في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول، حيث كان يتم الإحتفال بِعيد ميلاده في هذا التاريخ. في يوم 25 كانون الأول، يكون الليل هو الأكثر طولاً في السنة، حيث بعد هذا التاريخ يبدأ طول الليل بالنقصان ويزداد طول النهار. عند ميلاد الإله (ميترا) في كهف مظلم في هذا اليوم الأظلم خلال السنة، أضاء (ميترا) بِنوره الكون. لذلك كان الميتانيون يعتقدون بأنه بولادة ميترا، تخلصت الشمس من قُبضة إله الظلام وأخذت بالصعود إلی السماء وأنارت الكون والحياة.
كما نرى، فأن تاريخ ميلاد المسيح يصادف نفس تاريخ ميلاد (ميترا)، حيث أنه بعد إنتشار الدين المسيحي في أوربا، وخاصة في روما، قام المسيحيون بِجعل تاريخ ولادة الإله (ميترا) تاريخاً لولادة السيد المسيح (مصدر 8).
تبعاً لنصوص الإنجيل، فأن السيد المسيح وُلِد في فصل الربيع، حيث يشير الإنجيل الى أن رعاةً كانوا يرعون أغنامهم في الليل عندما سمعوا خبر ولادة المسيح {(لوقا 2:8 (Luke 2:8)}. هذا يوحي الى أن ولادة المسيح كانت في موسم الربيع، حيث تزامنَت ولادته مع فترة ولادة الخرفان التي تحصل في موسم الربيع (مصدر 9). من المرجّح أن المسيح مولود في 28 آذار (مصدر 10).
لا يقتصر عدم صحة تاريخ ميلاد السيد المسيح على يوم ولادته، بل أن سنة ولادته غير صحيحة أيضاً، حيث يذكر الپاپا (بينيدكت) السادس عشر (Pop Benedict XVI) في أحد كُتبه المنشورة في عام 2012، بأن المسيح مولود سنين عديدة قبل التأريخ الموضوع لولادته (مصدر 11).
أخذ الدين المسيحي شعار الصليب من أسلاف الكورد ،السومريين والميتانيين. لقد تم العثور في الموقع الأثري (تل خيبر) في أور، على صور لأول إستخدام لرمز الصليب من قِبل السومريين. يُعتقد بأن عُمر أحد المباني في هذا الموقع هو حوالي 4000 سنة، وهذا يعني أن السومريين إستخدموا شعار الصليب قبل حوالي 2000 سنة من ظهور المسيحية. الصليب السومري المُكتشَف يشبه الصليب المُستخدَم في صلب السيد المسيح (مصدر 12).
الصليب الميثرائي قد يُمثّل جهازاً كان يتم إستخدامه في إشعال النار، وبالتالي هو رمز لإطلاق النار المقدسة أو أنه رمز للشمس الذي يدلّ على التناوب اليومي. كما تم تفسير الصليب على أنه يُمثّل طقوس البرق أو أنه رمز لإله العاصفة، أو هو شعار للآلهة والحضارة الآرية البدائية (مصدر 13).
الصليب الميثرائي المعكوف يُسمى في اللغة السنسكريتية (سواستيكا svastika)، التي تعني حظ سعيد أو صحة جيدة (كوين، مالكولم: الصليب المعقوف: إنشاء الرمز. لندن، روت ليدج، 1994؛ مصدر 14). (سواستيكا) هو مصطلح يُعبّر عن القيمة الإيجابية للحياة. تم العثور على رسوم هذا الصليب منقوشةً على الكثير من المصنوعات الخزفية و المواد الآثرية الأخرى العائدة للإمبراطورية الميتانية والذي عُرف ب(العجلة الميثرائية). الصليب المعكوف قد يرمز الى حركة الشمس في السماء. كما أن الأذرع الأربعة للصليب ترمز إلى العناصر المقدسة الأربعة (الماء، النار، الهواء، التراب)، حيث أن كل ذراع من الصليب ترمز إلى أحد هذه العناصر (مصدر 15).
في الحقيقة أن جذور الديانة المسيحية هي الميثرائية (مصدر 16). كما أن بصمات تأثيرات الميثرائية واضحة جداً في الأديان الأخرى، كالديانة اليهودية والإسلامية، حيث لا يسع المجال هنا للحديث عن هذا الموضوع.
كما أود أن أذكر أيضاً بأن الأديان الكوردية الإيزيدية والعلوية واليارسانية (كاكه يي أو أهل حق) والدروزية هي من بقايا الديانة الميثرائية وهذه الأديان هي أقدم من الزردشتية، حيث تشترك هذه الأديان مع الميثرائية في الإيمان بوجود قوتَين متضادتَين هما الخير والشر وكذلك تناسخ الأرواح و تقديس النار والشمس وتقديم النذور للأحياء والأموات وتقبيل الأرض الذي هو طقس ديني يُعبّر عن إمتنان وحُب الإنسان للأرض التي يعيش عليها و وجوده مرتبط بها. في دراسة مستقلة سأتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل.
أسطورة خصاء آنو
(أسطورة خصاء آنو) هي نص خوري يعود إلى أواسط الألف الثاني قبل الميلاد. هنا أنقل خلاصة هذه الأسطورة (مصدر 17):
في قديم الزمان، كان (ألالوس) ملكاً في السماء. طوال مدة جلوسه على عرش السماء والتي دامت تسع سنوات، كان آنوس (آنو) يسجد عند قدميه ويُقدّم له كأس الشراب. في السنة التاسعة، قاتلَ (آنوس) (ألالوس) وتغلّب عليه في المعركة، فهرب (ألالوس) من السماء ونزل إلى تحت الأرض المظلمة وبذلك جلس آنوس على العرش في السماء. طوال مدة جلوسه على العرش، التي دامت تسع سنوات كان (كوماربي) الجبّار يُقدّم له الطعام ويسجد عند قدميه ويُقدّم له كأس الشراب. في السنة التاسعة، قاتلَ (كوماربي) (آنوس) و تغلب عليه مما إضطرّ (آنوس) أن يهرب و حلّق في السماء. طارده (كوماربي) فمسكَ قدمَيه وجرَّه ثم عضَّ قضيبه فإنسال سائله االمنوي إلى بطن (كوماربي). أصبح (كوماربي) حاملاً، يحمل في بطنه ثلاث توائم، حيث حبَلَ بإله العاصفة وبِنهر دجلة و بِوزير إله العاصفة (تاسميشو) (مصدر 17). بعد ذلك عاد (آنوس) الى السماء وإختبأ هناك. بصق (كوماربي) بعضاً من السائل المنوي على الأرض والذي كان قد إبتلعه، فوَلدَ منه كلّ من (تاسميشو) ونهر دجلة. ذهبَ (كوماربي) إلى مدينة (نيبور) السومرية لإستشارة إله الحكمة (إيا). بقي (كوماربي) في (نيبور) ينتظر مولود التوأم الثالث الذي هو إله العاصفة. بعد إكتمال مدة الحمل، جاءه المخاض، إلا أن (كوماربي) كان رجلاً ولم يكن بإستطاعته أن يولِد ولادة طبيعية كما تحدث عند النساء. إشتدت عليه آلام المخاض والطفل الذي في بطنه كان لا يجد طريقاً للخروج من بطن أمه بسلام. في هذا الوقت جاء (آنو) من السماء للمساعدة في إخراج إله العاصفة من بطن (كوماربي)، حيث كان يعوّل عليه في الإنتقام من (كوماربي). لاقى (آنو) صعوبة في إختيار منفذ آمن لخروج إله العاصفة من بطن (كوماربي) لأن الخروج من أي منفذ سوف يُسبب العطل في عمل عضو الجسم المقابل عند إله العاصفة بعد ولادته. على سبيل المثال، لو يخرج الطفل من عَين (كوماربي)، سيصيب إله العاصفة بالعمى والخروج من الأذن سيسبب له الصمم والخروج من الرأس ينتج عنه خلل في عقل إله العاصفة. تزداد آلام (كوماربي) ضراوةً فيستنجد (كوماربي) بالإله (إيا). عندئذٍ يطلب (إيا) قدوم مجموعة من السحرة للقيام بطقوس خاصة تساعد إله العاصفة على الخروج من بطن (كوماربي). يأتي السحرة فيقومون بتقديم القرابين وقراءة التعاويذ ويعملون على منع خروج إله العاصفة من مؤخرة كوماربي. بعد ذلك يتجه الجنين نحو الموضع الحسن ويولَد إله العاصفة من خلال الخروج من ذلك الموضع. في النص مذكور بأن (آنو) قد ساعد إله العاصفة على خلع أبيه والجلوس على عرش السماء. الموضع الذي خرج منه إله العاصفة هو القضيب الذكري إستناداً على أن القضيب هو العضو المقابل لعضو الولادة عند المرأة و أن القضيب له دور في عملية الإخصاب (مصدر 18) حيث أن إله العاصفة كان أيضاً إلهاً للخصب.
المصادر
1. (Konow, S. (1921). Aryan gods of the Mitani people.
2. Rig-Veda 1.154 (English).
3. http://www.pantheon.org/articles/v/varuna.html
4. Tilak, Lokmanya Bâl Gangâdhar (2011). THE ARCTIC HOME IN THE VEDAS. Fourth edition, Arktos Media Ltd, United kingdom.
5. Schmidt, Hans-Peter (2006), Mithra in: Mithra in Old Indian and Mithra in Old Iranian, Encyclopaedia Iranica, New York: iranica.com (accessed April 2011).
6. The Bodhisattva Vow: A Practical Guide to Helping Others, page 1, Tharpa Publications (2nd. ed., 1995) ISBN 978-0-948006-50-0.
7. The Oxford Dictionary of World Religions.
8. http://www.iranchamber.com/religions/articles/mithraism_influence_on_christianity.php
9. http://www.biblicalarchaeology.org/daily/biblical-topics/new-testament/how-december-25-became-christmas/
10. Sheler, Joseph L. placed Jesus's birth on March 28. U.S. News & World Report. In: Search of Christmas, Dec. 23, 1996, p. 58).
11. Pop Benedict XVI (2012). Jesus of Nazareth: The infancy Narratives.
12. Ur Region Archaeology Project.
13. Marucchi, Orazio. Archæology of the Cross and Crucifix. The Catholic Encyclopedia. Vol. 4. New York: Robert Appleton Company, 1908 Retrieved 13 February 2010. Cf. Various objects, dating from periods long anterior to the Christian era, have been found, marked with crosses of different designs, in almost every part of the old world. India, Syria, Persia and Egypt have all yielded numberless examples… The use of the cross as a religious symbol in pre-Christian times and among non-Christian peoples may probably be regarded as almost universal, and in very many cases it was connected with some form of nature worship (Encyclopaedia Britannica (1946), Vol. 6, p. 753.
14. http://www.sanskrit.org/www/Hindu%20Primer/swastika.html
15. Chevalier, Jean (1997). The Penguin Dictionary of Symbols. Penguin ISBN 0-14-051254-3.
16. http://www.truthbeknown.com/mithra.htm
17. Pritchard, James B. (2010). The Ancient Near East: An Anthology of Texts and Pictures.
18. Kirk, G. S. (1970). Myth, Its Meaning and Function, Cambridge, p. 216.
mahdi_kakei@hot[1]mail.com