بمناسبة المؤتمر العلمي الدولي للإبادة الجماعية ضد الكورد الفيليين: التعويض في القرآن الكريم (ح 9)
الدكتور فاضل حسن شريف
معركة الحق والباطل مستمرة منذ ولادة ادم عليه السلام حتى الوقوف امام رب العباد ” وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ” (الزمر 69) وحيث يقف الشاب الكردي الفيلي الذي لم يعرف قبره الشاهد على حساب من ظلمه من صدام واعوانه في يوم الحساب فان رب العدل جل جلاله سيقضي بينهم بالحق. وعلى عبد الله المسؤول في الدنيا عن أرجاع الحق الى ذوي الفيلي براءة ذمته بتعويض اهالي الضحايا ما يستحقونه حتى لا يسأل عن ارجاع الحقوق يوم القيامة ” يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91)” (الشعراء 88-91) فكن ايها المسؤول في الدولة عن حقوق مواطنيك ان تكون مع المتقين المظلومين من الكرد الفيليين لا مع الغاوين صدام وزمرته من هجر وسلب حق الكرد الفيليين “وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ” (القصص 39).
جاء في موقع رووداو عربية عن الكورد الفيليون يطالبون بغداد بتمثيل تشريعي وتنفيذي يوازي حجمهم: قال رئيس مركز اتحاد الخبراء الاستراتيجيين صباح زنكنة، لشبكة رووداو الاعلامية يوم الثلاثاء (2 ايار 2023) ان “مما يؤسف له الكثير من الاهتمامات الزائفة في زمن النظام السابق للكورد الفيليين كان لها صدى اعلامي، لكنه كان بعيداً عن الواقع”، مبيناً أن “ما شهدناه اليوم في المؤتمر هو ان هنالك جدية في انتشال الكورد الفيليين مما هم فيه من محنة الكابوس الجاثم على صدورهم منذ سنين طويلة، وانه لا هوية ولا حقوق لهم لحد الان وانهم مشردون في الكثير من البلدان نتيجة الجينوسايد الذي تعرضوا له”. وبيّن زنكنة انه “عندما نشاهد مثل هكذا مؤتمرات فيها جدية وبحضور الرئيس مسعود بارزاني بنفسه ويعلن عن تأسيس مركز في داخل اقليم كوردستان يعنى بشؤون الكورد الفيليين، يعني هنالك جدية في تحقيق مطالب الكورد الفيليين بأن تكون لهم حقوق”، مردفاً أنه “ومنذ سنوات طويلة يكاد يكون تمثيل الكورد الفيليين في السلطتين التشريعية والتنفيذية معدماً، وإذا كان موجوداً فربما من منطلق إن حضر لا يعد وإن غاب لا يفتقد”. ورأى رئيس مركز اتحاد الخبراء الاستراتيجيين أن “ما نشاهده اليوم لا يوجد تمثيل كوردي فيلي داخل البرلمان العراقي، واذا كان هنالك وجود قوى تمثل بنائب رئيس البرلمان محسن المندلاوي فهذه لم تأت عن طريق الكورد الفيليين او عن طريق ادراج الكوتا، وانما جاءت عن طريق قوة سياسية ضاغطة بهذا الاتجاه”. وشدد على انه “من الضروري وجود من يمثل الكورد الفيليين عبر التمثيل الواقعي وليس عبر الضاغط الحزبي، وما يؤسف له هو ان اغلب الكورد الفيليين لا يتواجدون تحت سقف واحد يمكن ان يجمعهم بكلمة واحدة او بهدف واحد”، لافتا الى ان “الاهداف مشتتة عن طريق الاحزاب، ولو رفعت هذه الأحزاب يدها عن الكورد الفيليين و وحدت جهودها في سبيل أن تصنع قوة فيلية واحدة في الداخل العراقي لما حصل هذا التشرذم”. كما رأى زنكنة ان “الكوردي الفيلي ملام، لعدم تحقيق قوة واحدة لنفسه، بينما هنالك قوة سياسية هي من تريد تشتيت الصوت الفيلي، لأن وجود القوة الفيلية معناه وجود قوة كاسحة”. بدوره، قال مسؤول جمعية الكورد الفيليين في أربيل سامي الفيلي لشبكة رووداو الاعلامية، يوم الثلاثاء 02-05-2023: “نأمل ان يكلل المؤتمر الذي يقام برعاية الرئيس مسعود بارزاني بالنجاح لأجل انصاف شريحة الكورد الفيليين، علما انه يقام لأول مرة هكذا مؤتمر”. واضاف الفيلي انه “وبعد سقوط النظام السابق عام 2003 لا يوجد تمثيل حقيقي للكورد الفيليين في السلطة التشريعية او التنفيذية، وحصلت تكتلات حزبية شيعية وسنية وكوردية، لذلك فان الكورد الفيليين مقسمون كما ان هنالك العديد منهم سافروا الى خارج العراق، لذلك نرى أصواتهم مشتتة، كما ان الخوف ادى الى ذهاب القسم منهم صوب الاحزاب الشيعية”. بدوره، قال عضو مجلس قيادة كركوك للحزب الديمقراطي الكوردستاني غالب علي الفيلي لشبكة رووداو الاعلامية يوم الثلاثاء 02-05-2023 انه “يجب تعويض الكورد الفيليين عما تعرضوا له من ظلم، بشكل او باخر”، مبينا انه “خلال سنة 1980 تم تهجير الالاف من الكورد الفيليين من البلاد، وتم حجز شبابهم، ولم نعثر على رفاتهم”. واشار الفيلي الى ان “الكورد الفيليين تعرضوا الى ظلم مضاعف، ويجب ان يتم تعويضهم”، داعياً الحكومة العراقية وحكومة اقليم كوردستان الى الاهتمام بهذه الشريحة من المجتمع”. غالب علي الفيلي، شدد على ان “تمثيل الكورد الفيليين في السلطتين التشريعية والتنفيذية لا يوازي عددهم، الذي هو أكثر من المسيحيين في العراق، علما ان المسيحيين لديهم خمسة مقاعد نيابية كوتا، بينما الكوتا للكورد الفيليين تتمثل بمقعد واحد”. بدأت الإبادة الجماعية للكورد الفيليين في العراق على عدة مراحل، من النظام الملكي إلى نظام البعث. فبعد عام 1980، ووفقاً لمرسوم حزب البعث رقم 666، طُرد الفيليون من منازلهم وحرّموا من جميع ممتلكاتهم، وصودرت عقاراتهم. بحسب الإحصاءات، فقد أكثر من 22 ألف شاب من الفيليين في الثمانينيات ودُفن 5000 تاجر فيلي وهم أحياء، إلى جانب ترحيل حوالي 600 ألف فيلي من العراق إلى إيران، حيث مات كثير منهم في المنفى.
[1]