مشاهير الكرد في التاريخ الإسلامي ( الحلقة الرابعة والعشرون ) الأستاذ الرئيس محمد كرد علي ( ت 1953 م )
د. أحمد الخليل
عقل كردي!
” هذا زيت كردي “!
” هذا سُمّاق كردي “!
بهذه العبارات كان تجّار حلب الوقورون والمهرة – لكن بلهجتهم المفخّمة-يزكّون بضاعتهم من الزيت والسمّاق، وينتقلون بالزبون من تخوم الشك إلى دائرة اليقين، ويقنعونهم بالإقدام على دفع الثمن المطلوب.
وبمرور الأيام اكتشفت أن إلى جانب مقولتي (زيت كردي، سمّاق كردي)، في الشمال السوري، مقولة دارجة ثالثة هي (عقل كردي!)، إذ سمعت كثيراً بعض الحلبيين يصف أحدهم فيقول: (يا خَيُّوا، هادا عقلو كردي)؛ أي (يا أخي هذا عقله كردي)، وكانت هذه الصفة تطلق على كل من يتصف بالعناد، ولا يتزحزح عن موقفه مهما كانت العواقب، كما كان يراد بها ما يسمّى بالعامية السورية (يباسة الرأس)، وعدم القبول بالتنازلات، وتجنّب المرونة والمناورات في تحقيق الأهداف.
وتأكّد لي بعدئذ أنه ثمة (عقل كردي) فعلاً.
ولكن ليس بالمعنى العامي المبسّط ذي التوجيه السلبي معظم الأحيان.
وإنما بالمعنى الذي يتوافق فيه الفعل مع القول، ويتطابق فيه الموقف مع المبدأ.
وتؤكّد الأحداث التاريخية أن شرقي المتوسط بحاجة، في اللحظات الحرجة، إلى (عقل كردي)، فلولا أسد الدين شيرگوه الأيوبي، بعقله الكردي، من كان سينقذ مصر من قبضة الفرنجة؟ ولولا صلاح الدين الأيوبي بعقله الكردي لما استُردّت القدس من أيدي الفرنجة، ولما عادت حملة فردريك بربروسا إمبراطور ألمانيا، وفيليب أوغست ملك فرنسا، وريتشارد قلب الأسد ملك إنكلترا، على شرقي المتوسط خائبة.
ولولا سليمان الحلبي بعقله الكردي من كان سيقتل كليبر، قائد الحملة الفرنسية على مصر بعد نابليون بونابرت، ويختار الموت الأليم على الخازوق؟ والعقل الكردي هو الذي حمل الكردي مُحو إيبو شاشو من منطقة جُومَه في عفرين عى أن يطلق الرصاصة الأولى ضد المستعمر الفرنسي في سوريا، وأن يكمل من بعده الكردي إبراهيم هنانو مسيرة النضال الوطني المعروفة.
تجلّيات أخرى
ولا تظهر تجلّيات مقولة (عقل كردي) في العناد و(يباسة الرأس)، والقتال والثورة فقط، وإنما لها تجلّيات كثيرة في ميادين العبقرية والنبوغ؛ أقصد نبوغ أبناء الكرد في مجالات الثقافة العربية، ولا داعي إلى الذهاب بعيداً، والغوص في أعماق التاريخ، بل نكتفي بتتبّع هذه الظاهرة في النصف الأول من القرن العشرين.
ففي مصر نبغ أبناء الأسرة التيمورية الكردية في الفكر والأدب عامة، وكانوا من روّاد كتّاب القصة بشكلها الفني الحديث، وفي مصر أيضاً ظهر الأديب والمفكر الكردي قاسم أمين، فكان أول من حمل لواء الدعوة إلى (تحرير المرأة)، على أسس من العلم الراجح والخُلق الفاضل، في وقت كانت فيه هذه الدعوة تعدّ ضرباً من المنكرات والمحرّمات، وفي مصر أيضاً بايع الشعراء العرب الفطاحل الشاعر الكردي أحمد شوقي أميراً لشعراء العربية على امتداد الوطن العربي.
وفي العراق نبغ شاعران كبيران؛ هما جميل صدقي الزهاوي، ومعروف الرصافي، ولم يكن نصيب الكرد في سوريا من النبوغ أقل من نصيب إخوتهم في مصر والعراق، ونتناول الآن سيرة أحد النابغين الكرد الذين تمثّلت فيهم مقولة (عقل كردي) بدلالتيها الثقافية والعنادية، نابغة يعدّ من أبرز روّاد النهضة العربية الحديثة، ومن رجال الإصلاح والتجديد؛ كتب في الإصلاح الديني، ودعا إلى الإصلاح الاجتماعي والسياسي، واشترك في المجامع العلمية واللغوية والمؤتمرات الدولية، وتولّى رئاسة المجمع العلمي العربي بدمشق، وألّف عشرات الكتب النافعة القيمة.
إنه الأستاذ الرئيس محمد كرد علي.
فمن هو الرجل؟
وما هي إنجازاته في ميدان الثقافة العربية؟
نشأته وتعليمه
ترجع أصول محمد بن عبد الرزاق بن محمد، المشهور باسم محمد كرد علي، إلى إقليم كردستان في شمالي العراق، وأبوه كردي وأمه شركسية، قدم جدّه محمد إلى دمشق للتجارة، ثم اتخذها دار سكن، وإن إقبال الكرد على الهجرة إلى دمشق، والاستقرار فيها، أمر يسترعي الانتباه، ولا أعتقد أن ثمة مدينة عربية تنافس دمشق من حيث ارتفاع نسبة الكرد فيها منذ القديم، ولعل حلب تأتي في الدرجة الثانية.
وأسباب انتقال الكرد، من جنوبي كردستان وشماليها خاصة، إلى دمشق عديدة؛ فقد كانت دمشق العاصمة الثانية، بعد القاهرة، للدولة الأيوبية، بل كانت العاصمة التي قاد منها صلاح الدين معركة التحرير ضد القوى الفرنجية في بلاد الشام، وفيها توفي ودفن، كما أن دمشق كانت مركزاً تجارياً حافلاً بالنشاط الاقتصادي، إضافة على كونها من أهم مراكز العلم في شرقي المتوسط، ونحسب أن دمشق، بأنهارها وبساتينها وهوائها العليل، جذبت الكرد، فهي شبيهة بديارهم إلى حد كبير.
بلى، في دمشق ولد محمد كرد علي سنة (1293ﮪ / 1876م)، وفيها نشأ، وقد أعجب بالكتب منذ الصغر، وذكر أن والدته استصحبته، وهو في السادسة من عمره، لزيارة الشيخ محمد الطنطاوي، فأُدخلا قاعة، ووقع نظر الصبي على رفوف مغروسة في الحيطان، صُفّت عليها مجلدات كثيرة، فشهق متعجّباً مما رأى، وسأل والدته عن هذه الأشياء التي رآها على الرفوف، فقالت: هذه كتب يقرأ فيها العلماء. فقال لأمه: ” أنا أحب أن أتعلم هذه الصنعة “.
ثقافته العالية
وقد شاء الله لمحمد كرد علي أن يكون والده الكردي ووالدته الجركسية من محبّي العلم، فاختارا لابنهما أن يكون من طلبة العلم، وبدأ الصبي محمد دراسته في مدرسة (كافل سيباي) الابتدائية، فتعلم فيها القراءة والكتابة ومبادئ العلوم، وَفق المناهج المتبعة آنذاك، ثم التحق بالمدرسة الثانوية، وكانت لغته العربية والفرنسية تؤهّله لأن يطالع الصحف باللغتين، فنشأ فيه ميل عميق إلى الأدب والصحافة والثقافة بصورة عامة، وما إن بلغ السادسة عشرة حتى أخذ يكتب أخباراً ومقالات في الجرائد.
وإلى جانب الحياة نفسها كان لثقافة محمد كرد علي مصدران هامّان، هما الكتب والأساتذة، فقد رشف من منهل الأدب والعلم على أيدي فئة صالحة من علماء عصره، وفي مقدّمتهم الشيخ طاهر الجزائري، والشيخ سليم البخاري، والشيخ محمد المبارك، أما عن مسيرته مع الكتب فيقول:
“ وأهمّ ما أُولِعتُ بمطالعته درس المطبوع من كتب الأدب العربي، وجانب من المخطوط الذي عثرت عليه من كتب الفلاسفة وعلماء الاجتماع، وأحوال الشعوب ومدنيّاتهم، وطالعت بالفرنسية أهمّ ما كتبه فولتير وروسّو ومونتسكيو وبنتام وسبنسر،… وتدارست المجلات الفلسفية والاجتماعية والتاريخية والأدبية باللغة الفرنجية،… وإني مازلت أذكر ما كنت أكثر من مطالعته واستظهاره أيام ولوعي بالأدب من مقامات الحريري، ورسائل الخُوارزمي، والصابئ، والأصفهاني، والزَّمَخْشَري “.
وإضافة إلى تأثّره ببلاغة القرآن طالع محمد كرد علي كثيراً من كتب الحديث النبوي، وتمثّل بلاغة عبد الحميد الكاتب وابن المقفَّع وسَهْل بن هارون والجاحظ وأبي حَيّان التوحيدي، وحفظ الكثير من أشعار أبي تمّام والبُحْتُري وابن الرومي والمتنبّي والمَعَرّي، وغيرهم من مشاهير الشعراء، وبدأ بالأدب الجاهلي، وانتهى بالأدب في العصر الحديث، وما اكتفى بذلك، بل انكبّ على المخطوطات، وبحث عنها في خزائن الأستانة ودمشق والقاهرة وليدن وروما، واطّلع على ما نشره المستشرقون الفرنسيون والروس والإنكليز والهولنديون والإيطاليون، وبات حجّة فيما يتعلّق بالمستشرقين.
وها هي ذي شهادة صديق له، زامله في وزارة المعارف، وفي المجمع العلمي، وعايشه في دمشق، وهو الشاعر والكاتب شفيق جبري، قال:
” لقد خالطتُه في وزارة المعارف، فكان وزير المعارف في سورية، فوقفت على كثير من خصائصه وطبائعه ومزاجه، فما عرفت رجلاً أولع بمطالعة الكتب ولعه،… وما أذكر أنه كان يمرّ عليه شهر وأحياناً أسبوع دون أن يطلب كتباً جديدة، للمطالعة من باريس وليسك وروما ولندن … إذا خلا إلى نفسه فإنما يخلو إلى كتبه، وإذا اعتزل دمشق إلى ريفه في الغوطة، فإنما يعتزلها ليصغي إلى أحاديث كتاب يجالسه … فما عرفنا في عصرنا من غلبت عليه محبّة القراءة، وشغله الميل إلى التأليف، مثل الأستاذ الرئيس، فقد فتن بالكتب فتنة الجاحظ بها في القديم، فأفضت به هذه الفتنة إلى الإكثار من التأليف “.
والأستاذ محمد كرد علي من الروّاد الذين عبّدوا طريق الصحافة في سوريا، فقد كان أول من أصدر صحيفة يومية في دمشق هي (المقتبس)؛ أصدرها سنة (1908م)، على أثر عودته من مصر بعد إعلان الدستور في الدولة العثمانية، ظناً منه أن عهد الاستبداد زال، وأن فجراً جديداً قد بزغ، فأصدر (المقتبس) اليومية إلى جانب (المقتبس) الشهرية.
وفي سنة (1901م) دخل محمد كرد علي مصر، وعمل فيها ناشراً ومحرراً، فكانت الصحافة مدرسة كبرى له، عادت عليه بالمعرفة والخبرة العلمية، وتعرّف من خلالها كبار الأدباء والكتّاب وأرباب الصحافة في مصر حينذاك، وأصبح من روّاد مجالس الشيخ محمد عبده، والتقى فيها كثيراً من العلماء ورجال السياسة في مصر.
في المجمع العلمي العربي
حين استقلّت بلاد الشام عن الدولة العثمانية بمساعدة الحلفاء، وعلى رأسهم بريطانيا وفرنسا، ودخلت الجيوش العربية سوريا في أعقاب الحرب العالمية الأولى، قامت في دمشق حكومة عربية برئاسة الملك فيصل بن الحسين، وأُنشئ فيها ديوان للترجمة والتأليف وإدارة شؤون المعارف، يقوم بوضع المصطلحات اللغوية، وإحلال المفردات العربية محلّ المفردات التركية، وتقريب لغة الدواوين، وتقرير الكتب اللازمة للمدارس، وعهد برئاسة هذه الديوان إلى محمد كرد علي.
وفي (8 حزيران/يونيو 1919 م) أصدر علي رضا باشا الركابي الحاكم العسكري العام أمراً يقضي بتسميته ديوان المعارف (المجمع العلمي العربي)، وبذلك تحققت إحدى أكبر أمنيات محمد كرد علي، وعُيّن رئيساً للمجمع، فبذل الكثير من وقته وجهده وماله لتكوين المجمع وإدامته وإبعاده عن التيارات السياسية والحزبية، وحرص على أن يكون ذا مكانة بين مجامع العالم، ومصدر إشعاع فكري، ومركزاً لنشر الثقافة العربية والحضارة الإسلامية، واستقلّ المجمع عن ديوان المعارف سنة (1921م)، ويعدّ هذه التوقيت تاريخاً رسمياً لتأسيسه.
وقد كرّس محمد كرد علي وقته ونشاطه وعلمه لإدارة المجمع والنهوض به، إنه كان يراسل الأعضاء العاملين والمؤازرين، ويواكب التيارات الأدبية والعلمية، ويواصل سعيه في بعث التراث الإسلامي، ويراسل المستشرقين، ويردّ على أسئلة السائلين منهم، ويكاتب العلماء في أقطار نائية، كان يتفقّده صباح مساء، ويحضر جلساته وندواته، ويوجّه محاضراته، وينجز أعماله بكل أمانة وبحرص بالغ ودقة شديدة، ولقي في سبيله خصومات السلطة الغاضبة، ونقد الخصوم الناقمين، وهجمات الطامعين في العضوية وهم ليسوا لها بأهل، قال:
“ لقيت الألاقي من الحكومة السورية في سبيل المجمع العلمي، كأنه كان بعض ملكي، وكان الأدباء الحَسَدة يعرفون حرصي عليه، فيضربونه ليضربوني، ويعبثون بمصلحته ليؤذوني “.
وأضاف يقول:
” شهد الله إني كنت أفكر في أنجع الطرق لإنجاحه ليل نهار، مدة توليتي لرئاسته، وما رأيت باباً يوصلني إلى النهوض به إلا طرقته، ولطالما بذلت ماء وجهي لأناس ما كنت أتنازل للسلام عليهم من قبل، حتى استَهديت له المخطوطات والعاديات، وكنت أقتصد من ميزانيته القليلة مالاً أدّخره لأمور تنفعه في المستقبل، وأحاول إعلاء كلمته بين علماء الشرق وعلماء المشرقيات، وكان من أثر حرصي عليه الابتعاد به عن السياسة، … وكان الفرنسي في الشام سيداً في كل مكان إلا في المجمع العلمي العربي، فإنه كان يزوره خاشعاً متواضعاً، حتى لقد قال المفوّض السامي المسيو بونسو، وهو يزور المجمع مع المفوّض السامي في فلسطين: إن الفرنسيين في سورية يعلِّمون، وفي المجمع يتعلّمون “.
وقام المجمع العلمي العربي بمهمات علمية وثقافية كثيرة وهامة، فقد بادر إلى إشاعة المعرفة بالتأليف والنشر والمصطلحات اللغوية، وعني بأمور اللغة في دور العلم عناية فائقة، بدءاً من المرحلة الابتدائية وانتهاء بالمرحلة الجامعية، واستعان بالأساتذة المتخصصين في هذا الصدد.
نتاجه العلمي
محمد كرد علي من العلماء الأدباء، مارس الكتابة منذ نعومة أظفاره، وله باع طويل في الصحف والمجلات والمحاضرات، وكتب عشرات المقالات في التاريخ والأدب، وفي الاجتماع والدين والإصلاح، وفي السياسة والدفاع عن العروبة والإسلام، ولازمه القلم طيلة حياته التي زادت على السابعة والسبعين، وهو من أصحاب الأساليب السهلة، يتخذ الكتابة للإفهام والتعليم وبثّ المعرفة، ولذلك قلّما نراه يتأنّق في كتاباته التي ” تعلّم العقل أولاً والأدب ثانياً “؛ وهذا ما قاله ابن العميد في كتابات الجاحظ سابقاً، ونحسب أن لقبه الشهير (الأستاذ الرئيس) يرجع إلى تشبيهه بالوزير الأديب (ابن العميد)، فقد كان يحمل هذا اللقب في عصره.
وكان أول ما نشره محمد كرد علي ترجمة راوية (قبّعة اليهودي)، سماها (يتيمة الزمان في قبّعة ليفمان)، وأبرز كتبه (خُطَط الشام)، وهو كتاب تاريخي ضخم، يضم معلومات دقيقة وغزيرة عن بلاد الشام منذ القديم حتى العصر الحديث، وجاء كتابه هذا نتاج خمس وعشرين سنة من القراءة في مئات المجلدات والمخطوطات باللغات العربية والفرنسية والتركية.
وله كتاب (دمشق مدينة السحر والشعر)، أصدره سنة ( 1944م)، وكتاب (الإسلام والحضارة العربية)، وقد دافع فيه عن حقائق الإسلام، ووضح أثر المدنية الإسلامية في الأقطار الغربية والشرقية بشكل عام.
وفي كتابه (أمراء البيان) درس أدب عشَرة من أساطين البلاغة العربية، وهم عبد الحميد الكاتب، وابن المقفَّع، وسَهْل بن هارون، وعمرو بن مَسْعَدة، وإبراهيم الصُّولي، وأحمد بن يوسف الكاتب، ومحمد بن عبد الملك الزيّات، والجاحظ، وأبو حيّان التوحيدي، وابن العميد.
وله كتاب (كنوز الأجداد)، وهو في الأعلام والتراجم مثل كتابه (أمراء البيان)، إلا أنه لم يقتصر فيه على الأدباء البارزين، وإنما ترجم لكثيرين من الأعلام الذي خدموا الحضارة العربية والثقافة الإسلامية بالتأليف والدرس، وله أيضاً (رسائل البلغاء)، و(غابر الأندلس وحاضرها)، و(غوطة دمشق)، و(المذكرات).
معاصرون.. وشهادات
وتوفي محمد كرد علي بدمشق سنة (1372ﮪ / 1953م)، وقد أقيم، بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده، مِهرجان حافل في دمشق خلال أسبوع العلم السادس عشر (15 – 19 تشرين الثاني/نوفمبر 1976م)، تناول فيه الكتّاب والمفكرون والعلماء مآثر الأستاذ الرئيس، وجُمع كل ذلك في أحد أعداد مجلّة مجمع اللغة العربية بدمشق سنة (1976م).
وننقل فيما يلي بعض ما قيل في الأستاذ الرئيس:
“ لقد كان الرئيس محمد كرد علي أحد معالم المجتمع العربي والإسلامي في الحديث، وأحد صنّاعه الكبار، وإن آثاره العلمية والأدبية ستظل شاهدة على عبقرية شامخة في تاريخ الفكر العربي “.
الدكتور محيي الدين صابر- المدير العام للمنظمة العربية للتربية والعلوم.
“ كرد علي من أعلام النهضة السورية الفكرية والأدبية المعاصرة، ورائد من كبار روّادها،… وبرغم أن أباه كان كردياً وأن أمه كانت شركسية فإنه كان مؤمناً بالعروبة إيماناً حازماً، يعتدّ بأمجادها، ويباهي بآثارها الحضارية والإنسانية “.
الدكتور إبراهيم مدكور- رئيس اتحاد المجامع اللغوية العربية.
” آمن بالعربية لغةً، فدعا إلى تحريرها وتطويرها،… آمن بالإسلام ديناً يُعبد به الله وحده، فطالب بتنزيهه من شبهات الشرك، وتجريده من طقوس الرهبانية، وآمن به نظاماً حياتياً ميسّراً “.
الدكتور عبد الرزاق محيي الدين – رئيس المجمع العلمي العراقي.
المراجع
1- جرجي زيدان: تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر، دار مكتبة الحياة، بيروت، 1970م.
2- جمال الدين الآلوسي: محمد كرد علي، دار الجمهورية، بغداد، 1966م.
3- خير الدين الزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة السابعة، 1986.
4- عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1957م.
5- مجمع اللغة العربية: محمد كرد علي، مؤسس المجمع العلمي العربي، مطبعة الحجاز، دمشق، 1977م.
وإلى اللقاء في الحلقة الخامسة والعشرين.
د. أحمد الخليل في 15-09-2006
[1]