إمارة بابان (1649- 1851) (القسم الخامس) (القسم الأخير)
د. مهدي كاكه يي
صفات وخصال البابانيين
إن أبناء هذه الأسرة شأنهم في ذلك شأن أبناء الشعب الكوردي، كانوا يتسمون ببعض الصفات المتميزة، مثل الشجاعة والبسالة والإستقامة والإخلاص وعزة النفس والكبرياء المفرطة لدرجة الغرور والغطرسة في بعض الأحيان.
كما أن البابانيين كانوا مولعين بالفروسية وإستعمال السلاح. كانوا من هواة الرياضة، مثل المصارعة وغيرها والتي كانوا يمارسونها في الزورخانة و في الملاعب. كانت
للمرأة منزلة عالية عند البابانيين، حيث كانوا يحترمون المرأة وأن ظاهرة تعدد الزوجات كانت معدومة في مجتمعهم وهذا يعود على الأرجح الى خلفيتهم الدينية اليارسانية، حيث أن هذا الدين يمنع الزواج من أكثر من إمرأة واحدة، لذلك برزت نساء من الأسرة البابانية اللواتي لعبن دوراً كبيراً في الحياة السياسية والإجتماعية.
التجارة والزراعة والصناعة
أصبحت مدينة السليمانية في أوائل القرن التاسع عشر مركزاً تجارياً مهماً لوقوعها في طريق تجارة الحرير، حيث كانت لها علاقات تجارية مع كل من بغداد وكركوك والموصل وسنه وهمدان وتبريز وأرضروم ومصر. كانت إمارة بابان تُصدّر الحنطة، التبغ، الجبن، السمّاق، الصابون، العسل، العفص، الفواكه، الرز، الجوز، الحرير الطبيعي والأغنام، بينما كانت تستورد التمر، القهوة، الأقمشة، البضائع الهندية، الأحذية، الجلود، المصنوعات اليدوية، النحاس والحديد. كانت بغداد تستورد الخشب من الإمارة عن طريق نهر (سيروان). كانت الصناعات اليدوية متطورة في الإمارة و كذلك صناعة مواد البناء والأسلحة. كان البابانيون يصنعون المدافع والسيوف والخناجر و مستلزمات عسكرية أخرى بمساعدة خبراء روس 1، 2.
الأدب والشعر والفن والطب
كان الأدباء والشعراء والأطباء الشعبيون والفنانون موضع رعاية وإهتمام االحكام البابانيين، فكانوا يساعدونهم مادياً ويشجعونهم، ونتيجة لهذه الرعاية والإهتمام، برز شعراء كبار في عهد الحكم الباباني، أمثال (ملا خضر نالي) و(قادر كويي) و(شيخ رەزا تالباني) و(مصطفى بگ كوردي).
المصادر
1. جمال بابان (1993). بابان في التاريخ ومشاهير البابانيين.
2. حسين ناظم بك (2001). تأريخ الإمارة البابانية.
هناء حنين منكلو
[1]