العدوان التركي على كوردستان و صمت الدول الاسلامية و العظمى
ا . د . قاسم المندلاوي
تركيا عضوة في منظمة التعاون الاسلامي و كذلك في حلف ” ناتو ” تنفذ عدوانا شرسا جديدا على شعب#اقليم كوردستان# وبذات في هذه الايام من شهررمضان المبارك الذي خصصه الله سبحانه وتعالى للصيام والعبادة والاستغفار والعمل الصالح قوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ” شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ” ص ” سورة البقرة / الاية 185 ، يظهر ان حكام تركيا يطبقون جيدا ما امر به الله رب العالمين وان منظمة التعاون الاسلامي راضية بالعدوان التركي على شعب كوردستان المسلم وان حلف ” ناتو ” موافق ويبارك على العدوان والا فكيف يسمح لتركيا استخدام طائراته واسلحته في ابادة الكورد في قراهم ومدنهم ومزارعهم علما ان الكورد لا يشكلون اي تهديد لامن تركيا مطلقا ” كما يكذب حكام تركيا مرارا وتكرارا ” بل العكس صحيح تركيا هي دولة الارهاب والظلم في المنطقة و العالم وان جميع اتهامات الاتراك ضد الكورد باطلة اخلاقيا وقانونيا و انسانيا … الاكراد يقاتلون الارهاب دفاعا عن انفسهم ونيابة عن العالم وقد استشهد منهم الالاف ولا يزالون في قتال عنيف ومستمرضد الارهاب ؟ واذا كانت تركيا تقصد حزب العمال الكوردستاني فان هذا الحزب يناضل من اجل حقوق شعبه العادلة والمصلوبة من تركيا وانهم يقاتلون الارهاب دفاعا عن انفسهم والعالم وقد استشهد منهم الالاف .. كان من الواجب على تركيا وتجنبا سفك الدماء البريئة الاعتراف بحقوقهم في تركيا ” والبالغ نفوسهم اكثر من 30 مليون ” وحل مشاكلهم بطرق سلمية وحضارية بدلا من الحروب المدمرة ؟ .. وتزامنا مع عدوان تركيا على شعب كوردستان ، ” ايران ” هي الاخرى تدعي زورا وبهتانا وبلا ” ادلة اثبات ” وجود مقرات اسرائيلية في اربيل فقامت بضرب سكان هذه المدينة الامنة ومناطق اخرى بالصواريخ بكل حرية وبلا رحمة وبلا خوف من كلام الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم ” ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون * انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار ” ص ” سورة ابراهيم /الاية 42 ، الله سبحانه وتعالى لا يقبل بالظلم واعد للظالمين نار جهنم خالدين فيها ؟ وانتم يا ميليشيات الشيعة ما سبب قصفكم بالصواريخ مدينة اربيل و مناطق اخرى ؟ اليس الكورد من قاموا بحميتكم من بطش و ظلم الطاغية صدام ؟ هناك عتاب شديد لدول العظمى حيث يقدمون دعما بلا محدود من المال والسلاح لانقاذ شعب اوكرانيا من كارثة الحرب الروسية و يجهلون العدوان التركي على شعب كوردستان ؟؟ وانتم يا قادة الاحزاب الكوردية اليس من اهدافكم القومية المقدسة الدفاع عن شعب كوردستان ؟ اين هذا الدفاع ؟ حتى انكم منعتم شعبكم للقيام بمظاهرات واحتجاجات ضد العدوان الهمجي التركي و الايراني كاضعف الايمان ، الا انكم شاطرون في صراعات حادة ومستمرة من اجل ” الكرسي و كسب المال ” تاركين اعدائكم للاستمراربالعدوان وتدميرشعبكم الكوردي الذي نال نكبات و ويلات و كوارث و تحمل اقصى حدود القتل و القمع و الغدر و الخيانة و الدمار من قبل هؤلاء الطغاة المستبدين والمحتلين ارض كوردستان الى يومنا ، و الاعداء لم يكتفوا بالحروب على الكورد فحسب بل قاموا بنشر تقاليد وطبائع وسلوكيات وعادات رجعية متخلفة ، وتمكنوا ايضا زرع الفتن و التفرقة والعداوات و الكراهية والخلافات و الصراعات بين احزابكم ، فنجحوا والى حد كبير تخريب ” البيت الكوردي ” و استطاعوا ايضا تسخير بعض النفوس المريضة كادوات منفذة ومطيعة لتحقيق غاياتهم واهدافهم الارهابية الفاشية ، أسفي عليكم لم تستفيدوا من النصائح و التجارب ولا من دروس التاريخ لقيادة شعبكم الى بر الامان ، تاركين عدوكم الخبيث الذي لم يكتفي بهذا القدرمن الظلم و الاضطهاد والاهانه لشعبكم فحسب بل استمرارهذا الفاشي تمسكه بلغة العنف واستخدام ابشع واشد الاسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا في قتل وتخريب وتدمير كل ما هو على ارض كوردستان ، واحتلاله مناطق واسعة في اقليم كوردستان مع تثبيت قواعد عسكرية فيها واحتلاله ايضا مدن وقرى وارياف في غرب كوردستان وقيامه ” بالتغيير الديمغرافي ” مستغلا الظروف الدولية الراهنة ” الحرب في اوكرانيا ” والعمل بقانون الغابة ” القوي ياكل الضعيف ” معتقدا لا خوف ولا رقيب ولا حساب على اعماله الاجرامية ، ناسيا او جاهلا غضب الله وبطشه لكل ظالم وفاسد في الارض ” عاجلا ام اجلا ” … ان الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل ، ونهاية الظالم مهما طال حكمه و جبروته واستبداده ينتظر مصيره الاسود في الدنيا قبل حساب الاخرة ، والامثلة كثيرة ” الطاغية اودلف هتلر – النازي الدموي الالماني ، بعد سقوط برلين انتحر وتم حرق جثته ، الطاغية موسو ليني – النازي الايطالي – تم شنقه ، الطاغية جوزيف استالين السوفيتي – الملقب بالجزارالاكبر في التاريخ – قتل مسموما ، الطاغية نيكولاي تشاوشيسكو – الديكتاتور الروماني – تم شنقه مع زوجته ، الطاغية ماوتسي تونغ الصيني مات بمرض بلا علاج ، الطاغية رضا بهلوي – سفاح ايران – تم نفيه الى الهند ثم الى جنوب افريقيا و قتل ، الخائن العنصري عبد السلام عارف العراقي – انفجر بطائرته في السماء واصبح قطعة من الفحم الاسود ، الطاغية معمر القذافي تم قتله من قبل ثوار ليبيا ، الطاغية محمد رضا بهلوي – سفاح ايران الجديد – اجبر على مغادرة ايران خلال ثورة خميني ومات بالسرطان في القاهرة ، الطاغية صدام حسين – سفاح العراق – وزمرته الفاشية اعدموا جميعا والى مزبلة التاريخ ” هكذا كان ويكون نهاية الطغاة المجرمين الذين ارتكبوا ابشع اساليب العنف و الاجرام بحق شعوبهم و البشرية ، وقد نالوا جزائهم في الدنيا قبل حساب الاخرة . الشعب الكوردي وبالرغم من هجمات وحروب الاعداء تارة ، وهجمات ” داعش الفاشي ” في الاخرى ، واحتلال المليشيات العراقية لمناطقهم ظلما و عدوانا ، اظف الى ذلك اوضاع كوردستان الصعبة بسبب ” غياب وحدة الصف الكوردي ” واقرب مثال الصراع المؤسف والمعيب بين الاتحاد الوطني و الديمقراطي الكوردستاني وتمسك الاتحاد الوطني بمنصب رئاسة جمهورية العراق علما هذه الرئاسة لم تجلب أية فائدة للكورد مطلقا ، سوى كسب المال في جيوب الذين همهم الوحيد جمع المزيد من المال ، تاركين قضاياهم المصيرية و المهمة وخاصة أمن كوردستان ” سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا ومعيشيا ” وحتى في المفاوضات مع الوفود الاجنبية الذين يأتون الى كوردستان بين حين وآخر ” طبقا لمصالحهم و اهدافهم ” نجد غياب الراي والتمثيل الموحد حول قضايا الكورد الجوهرية و المهمة وسبل التعاون على اساس مبدأ ” نفيد و نستفيد ” ولا ننسى ايضا غياب دور الكورد للاحداث العالمية الراهنة سيما في هذا الوقت الذي يمرعلى البشرية خطر حرب نووي مدمرة لا سامح الله بسبب مزايدات قوى الشر و تجار الحروب لاستمرارالحرب الدائرة بين روسيا واوكرانيا وتجاهل فهم وادراك خطورتها على الامن والسلام العالمي و امن كوردستان بشكل خاص .. من هذا على ساسة و قادة الكورد اتخاذ موقف موحد حول السلم و السلام ، و رفض الحروب رفضا قاطعا ، عليهم جميعا العمل بميزان العقل والفكر وليس على العاطفة وحب الذات والجري وراء ” الكرسي وكسب المال ” ، فالوضع في كوردستان خطير وخطير للغاية خصوصا ما تجري على ارضها حاليا من خروقات و اباده وتدمير واحتلال من قبل تركيا وايران وسوريا و العراق ، عليهم ادراك وفهم حقيقة الاوضاع بدقة وعقلية ناضجة و التمييز بين الاصدقاء و الاعداء ، عليهم جميعا الوقوف الى جانب الحق و توحيد كلمتهم لينالوا ثقة واحترام العالم ، وعلى كتابنا ومفكرينا الكرام الاسهام في اطفاء نيران الحرب ورفض تصعيدها لان التصعيد وصب الزيت فوق النار هو الدمار و الويلات ، وان شعبنا الكوردي يعرف جيدا ماذا تعني الحرب و الدمار و ماذا تعني الويلات و الكوارث اكثر من اي شعب في العالم لانهم عاشو ولا يزال يعيشون في اجواء الحروب والمآسي وذاقوا عذاب ودهاليز سجون الحكومات المحتلة لكوردستان بدءا بحكومات قومية – بعثية – عنصرية ارهابية في العراق وسوريا ، وطورانية نازية في تركيا ، و بربرية همجية فارسية في ايران والى يومنا . من هذا على ساسة وقادة الكورد ان يدركوا ويقدروا جيدا ثقل واهمية بلادهم سيما امتلاك كوردستان اكبر خزين عالمي من الثروة المعدنية وفي المقدمة ” النفط والغاز ” ومن اجل اظهار قوتهم و هيبتهم اقليميا وعالميا عليهم التمسك ” بوحدة الصف الكوردي ” كجوهر و اساس ومفتاح النجاح ، والعمل ضمن وحدة ” البيت الكوردي” والحفاظ على المكتسبات التي تمت تحقيقها بانهار من الدماء الطاهرة والزكية ، عليهم جميعا دعم وتقوية اقليمهم ” كوردستان ” حكومتا وبرلمانا وقانوننا ” و دعم واسناد ” البيشمركة والاسايش ” وضرورة بسط نفوذها على عموم الاقليم وان تكون قيادتها تحت اوامر الحكومة الكوردية في العاصمة اربيل فقط وليس باوامر الاحزاب في السليمانية و اربيل ، وعلى ساسة و قادة الكورد في الاجزاء الاخرى من كوردستان توحيد ” البيت الكوردي ” والعمل من اجل بناء حكم فيدرالي ، طبقا لاهداف ومنافع الشعب الكوردي ، والاستفادة القصوية من الظروف والمستجدات الدولية لصالح السلام في ربوع كوردستان و العالم .
[1]