لماذا الاصرار؟ .. لماذا الرفض؟
سيهانوك ديبو
إعلان افتتاح مكتب تمثيلي للإدارة الذاتية الديمقراطية في موسكو، وفي عواصم أوربية وغيرها هي نتيجة تأتَّتْ بعد جهد دبلوسي قامت به الدائرة الدبلوماسية للإدارة الذاتية الديمقراطية، ونعتقد بأنها نتيجة مناسبة للدور الكبير الذي قامت به قوات الإدارة العسكرية وهيئة دفاعها في التصدي للتنظيمات الإرهابية المتمثلة بداعش والنصرة والمرتبطة بهما، كما أنه نتيجة تحول الإدارة المعلنة في روج آفا والتي تدخل عامها الثالث إلى مضمون وصيغة لنموذج متقدم للحل السياسي للأزمة السورية. وهذا بدوره يحيلنا أن طرفي معادلة الحل السوري (محاربة الإرهاب والتغيير السياسي) باتت متمثلة في نموذج الإدارة الذاتية التي قدمت نفسها كحل لعديد من القضايا الجوهرية في سوريا.
كما أن افتتاح مكاتب تمثيلية للإدارة الذاتية في عواصم عالمية خطوة مهمة واعتراف دبلوماسي في طريق اكتساب هذه الإدارة الشخصية الاعتبارية العالمية، والأخيرة قد تكون تأطير لحالة الواقعية السياسية الممارسة حين تناول موضوع مهم مثل الدستور التوافقي الديمقراطي للنظام السياسي لسوريا المستقبل.
الرغبة متوفرة والجهود قائمة لأن تنتقل الإدارة الذاتية إلى وضعها الأنسب المتمثل بقوننتها وتأطيرها سياسياً عالمياً؛ نعتقد أن هذا سيكون في كل العواصم العالمية ومراكز القرار العالمي.. إنها بدون شك نتيجة طبيعة تنتظر تعاملاً إيجابياً في جميع المناحي: المحلي والإقليمي والدولي.
خلاف لذلك فإن بعض الدول الإقليمية تقف العثرة/ الحاجز/ المانع أمام الحل السياسي السوري وفي مقدمتهم تركيا، وحينما يعلن رئيس تركيا بأن الأمريكان يجب أن تختار بين تركيا وبين (أكراد) سوريا، وأن أمريكا بتعاملها مع حزب الاتحاد الديمقراطي حولّت المنطقة إلى بحر من الدماء، وأنه لن يرتكب الخطأ الذي ارتكبه في عدم مشاركته الحلف الدولي في 2003 – العراق، وأنه… وأنه …وأنه. يعني بالفعل أنه كان مع النظام الاستبدادي في العراق آنذاك باعرافه الصريح، وأنه كان باستطاعته أن يحارب والتحالف الدولي تنظيم داعش الإرهابي وتقاعس عن ذلك بل ودعم وحشد ودرب داعش وجعله -مع غيره المتفق معه- تنظيماً ذي نفوذ باقراره الواضح، ويعني ذلك وقبل أي شيء أنه معاد للقضية الكردية ولحلها ديمقراطياً بحقده الملعلع هذه الأوقات؛ وبدل أن يلتفت إلى حل لقضية الكرد في تركيا يمارس شتى صنوف الإرهاب والقتل والتنكيل بالشعب الكردي في تركيا، والأخير بات في موقع الدفاع المشروع عن وجوده، بدل من ذلك يحاول تلميذ هتلر تصدير أزمته إلى خارج الحدود ويحاربها خارج تركيا، ويعني أخيراً بأن من دعمهم كي يكونوا موجودين في الرياض ليسوا سوى ممثلين لأجنداته وتطلعاته وليسوا سوى ممثلين على الشعب الكردي ويفتقدون أدنى الحالات كي يمثلوه أو يمثلوا حتى أحزابهم.
دماء الشهداء هي السفير الحقيقي لأي شعب وهي صاحبة الفضل الأمثل لكل منجزاته، وافتتاح ممثلية للإدارة الذاتية في موسكو هي نتاج الشهداء والفلسفة الثورية التي بها يؤمنون وبها نؤمن، والدماء التي تسيل في باكور ستنبت قريباً لِتُسقِط كل الجدران وتشهد نشوء عصر الأمم الديمقراطية بدلاً من الأمم النمطية والرؤى التنميطية.
لن يدرك الطغاة أن هذا الشرق يسع للجميع؛ بعربه وكرده وفرسه وأتراكه ولجميع مكونات الشرق القومية والدينية والمذهبية.
كل ممثلية وأنتم بخير[1]