الطوراني المتأسلم “محمد زاهد گيل” نموذج حي للعنصرية التركية المَقيتة
محمد مندلاوي
لم يتوانى هذا الأوروبي الشكل وطوراني المضمون ومتمسلم الحديث, المدعو “محمد زاهد غل” في كل لقاءاته الإعلامية مع الصحف وقنوات التلفاز الفضائية العربية, التي تتناغم مع العربدة التركية بالتهجم الوقح والتعدي السافر اللا أخلاقي على الشعب الكوردي المناضل, وقواه الوطنية الديمقراطية في كوردستان, كأنه يتحدث بلسان رئيس جمهورية الأتراك “رجب طيب أردوغان” حين يلعب بالكلمات التي يقصد من ورائها الانتقاص من الحقوق القومية المشروعة والعادلة للشعب الكوردي المسالم. لقد شاهدته بنفسي في إحدى القنوات العربية عندما اجتر قائلاً: “إن الصوت الكوردي في الثورة السورية صوت نشاز”. تماماً هذا ما قاله هذا الطوراني الذي نشمئز ونتقيأ عندما نراه على الشاشة الفضائية. ليست هذه هي المرة الأولى يتهكم الأتراك بالشعوب الأصيلة غير الطورانية, لقد سبق لهم احتلوا بلاد العرب واستهزؤوا بهم باسم الدين, وحولوهم من حكام إلى محكومين. ومن سادة إلى رعايا.
وعملوا بخلاف الحديث النبوي القائل: “الأئمة من قريش”. ألا أن الأتراك كعادتهم لم يلتزموا بذاك الحديث, بل استولوا على الخلافة و نقلوها من الأرض العربية والجنس العربي إلى الأرض المسمى تركيا والجنس التركي!!. وفي الحياة اليومية صوروا الإنسان العربي بصورة كاريكاتيرية. حين وصفوا الإنسان القذر واستهانوا به قالوا له (پيس عرب) أي: العربي القذر.. وقالوا للإنسان المختل عقلياً.. (عرب عقلي) أي: عقليته عربية .. وقالوا للذوق الفاسد (عرب طبيعتي) .. أي: أن طبيعة صاحب ذلك الذوق الفاسد عربية .. ويقولوا للغجر – كاولية- (عرب جنكنه سي) أي: عربي غجري. أضف لكل هذا الازدراء, كان العربي مأموراً, أن يمشي إلى اليسار التركي محتشماً!!. وفوق كل هذه السخرية السخيفة بهم, لم يتوانوا أبداً بدق الخازوق التركي في أسفل الوطنيين العرب إبان الاحتلال العثماني لسوريا ولبنان. من يشكك بما نقول, و لا يصدقنا, فليراجع كتاب (التأثيرات التركية في المشروع القومي العربي في العراق) ص (53) طبع دار الزوراء في لندن عام (1988) تأليف: المفكر العربي (حسن العلوي).
عززي القارئ, أليست قومية بهذه الصفات الوحشية والاستعلائية هي قومية عنصرية عدائية لا تصلح أن تكون حليفاً أو صديقاً؟؟. والآن جاء المدعو “محمد زاهد غل”الذي يعتبر امتداداً لتلك السياسة العنصرية ويتواطأ مع بعض القنوات العربية الطائفية المشبوهة للتشويش على الذاكرة العربية, التي لا زالت تحتفظ في داخلها بحكايات وقصص ومشاهد دموية مرعبة تعرض لها الشعوب العربية على أيدي هؤلاء الأتراك سفاكي الدماء, أحفاد السفاحون القتلة, أتيلا الهوني وهولاكو وجنكيزخان وتيمورلنگ, الذين دمروا البلاد العربية والأوروبية والإيرانية وكوردستان. واليوم يعيدون نفس الكرة في غربي كوردستان وشماله و سوريا بأمر مباشر من هواة القتل والتدمير, أردوغان و أوغلو على أيدي مرتزقتهم وعملائهم, من عصابات الدواعش والنصرة ومن لف لفهم. أضف أن الأصابع التركية موجودة وحاضرة في الخفاء في كل ما تحدث في العراق و مصر وبلدان شمال إفريقيا. لقد أصاب المعجم العربي واللغة العربية كبد الحقيقة حين وصف المخلوق الطوراني بأنه إنسان الوحشي. دعونا نعود إلى حفيد أتيلا الهوني, الذي يتكلم في كل صحيفة أو قناة تلفزيونية بنغمة ولحن تختلف عن الأخرى, أي حسب انتماء واتجاه تلك القناة أو الصحيفة التي تجري معه اللقاء.
حين يكون اللقاء في قناة الجزيرة القطرية معروف سلفاً, أن القائمين عليها يطلقوا له العنان لكي يقول عن الكورد ما لم يقل مثله مالك في الخمر. وكذلك مع القناة العربية, التي تستضيف هذا التركي المشار إليه وآخرون من عرب الجنسية وأشباههم, وتترك لهم الحبل على الغارب, كي يقولوا عن الكورد كيفما يشاؤون دون حسيب أو رقيب. إن هذه القناة, إرضاءاً لولي نعمتها القابع في رياض, لن تستضيف كوردياً وطنياً كي يطرح وجهة النظر الكوردية السليمة, ويصحح للمشاهد العربي المغلوب على أمره من ما تبثه هذه القناة وغيرها من أفكار خاطئة من خلال ما يسطره المشاركون في برامجها من أكاذيب رخيصة وملفقة عن الحركة التحررية الكوردية وعن وطن الكورد, كوردستان الذي إن لم يكن أكثر أصالة وعراقة من جميع بلدان الشرق الأوسط ليس أقل منهم!!!. و في لقاء له قبل عام من الآن مع شبكة “رووداو” الإعلامية الكوردية, التي تسوق للنظام التركي الطوراني ورئيسه أردوغان, حاول “محمد زاهد گيل” كعادته, أن يلعب على الحبلين, لكي يضمن الصوت الكوردي في شمال كوردستان في الاستفتاء القادم على دستور أردوغان في تركيا, زعم:
“أن تغيير الحكم في تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي, سيشكل ضمانة دستورية للحقوق الكوردية, وخصوصاً النقاط العشر التي أعلن عنها رئيس حزب العمال الكوردستاني عبد الله أوجلان”. سبحان مغير الأحوال, بين لقاء ولقاء, صار ذلك الحزب الإرهابي الذي يهدد الكيان التركي, حزباً يشير إليه باسمه الرسمي المعروف ” حزب العمال الكوردستاني” ورئيسه الذي كان يصفه “محمد زاهدغل” وأركان النظام التركي في كل لقاءاتهم الإعلامية بالإرهابي, أصبح في هذا اللقاء مع “رووداو” رئيس الحزب (عبد الله أوجلان) دون سابقة أو لاحقة الإرهابي. سبحان مغير القلوب. عجبي, أنت الذي لا تطلق على مدينة (كوباني) الكوردية بدافع عنصري اسمه الصحيح, وتردده بصيغة مقززة كريهة “عين عرب”. كيف هبطت على قلبك الجافي تجاه الكورد هذه المحبة الصافية نحوهم!!. ثم, يا سيد غل, أن هذا السادي أردوغان, في ظل النظام البرلماني أحرق الأخضر واليابس, وقتل الأطفال والنساء والشيوخ, ولم يسلم من شروره وحقده على الكورد حتى مساجدهم ومقابرهم. يا ترى ماذا سيفعل بتركيا وكوردستان والمنطقة إذا نظام الحكم صار رئاسياً في تركيا!! أي: يصبح السيد أردو رئيساً مطلق اليد, يسرح ويمرح كالثور الهائج دون مراقبة من أحد في الكيان التركي!!. يا هذا, أنت وأسيادك أردوغان وأوغلو ومن على شاكلتهما في جمهورية تركيا, حفنة من العنصريين, ورثتم هذا الإرث غير الإنساني من العثمانيين الأوباش, الذي تريدون الآن تجديده وتلميع وجهه القبيح, لكن هيهات, أن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء, يا غل, وانكشف سر لعبة الثلاث ورقات التي مارستموها على المجتمع الدولي على مدى عقود من الزمن. إن التهريج التركي السمج, بات مملاً ومضجراً والعالم ضاق ذرعاً فيه. لقد ظهرتم على حقيقتكم للعالم أجمع, بأن كيانكم المسمى بجمهورية تركيا أصبحت حاضنة وممراً وداعماً للإرهاب الذي لا يميز بين جنس ولون, وشيخ طاعن في السن وطفل رضيع, ورجل وامرأة, وطائفة وأخرى. [1]