أهي نهاية شهر العسل الداعشيّ الأردوغانيّ؟
إنّه فشل المشروع الأردوغاني في عام 2016 بامتياز، فمن خسارة إلى خسارة، ومن هزيمة نكراء إلى هزيمة أشدّ نكراناً، ابتداءً من ردّ جون كيربي عليه عندما اعتبر القوّات الكرديّة في سوريا عموماً قوات غير إرهابيّة، وكان هذا التصريح ردّا عنيفاً على أردوغان الذي خيّر أميركا بين تركيا وبين القوات الكرديّة التي وصفها بإرهابي كوباني، وهذا يذكّرنا بتصريح أوباما؛ “كوباني لن تسقط” ردّاً على أردوغان: “كوباني ستسقط أو سقطت” والردّ الثاني عندما قال أوباما أيضاً: (إنّ حزب الاتّحاد الديمقراطيّ ليس حزباً إرهابيّاً” أيضاً ردّاً على أردوغان عندما قال: “إنّ حزب الاتّحاد الديمقراطيّ ليس حزباً إرهابيّاً”.
وكان تصريح جو بايدن أيضاً بقوله: “إنّ أردوغان هو المسؤول عن ظهور داعش” الضربة القاضية على العلاقات التركية الأميركية، ممّا دفع الدولة التركيّة إلى الالتفات إلى تيار موسكو وإيران وتغيير دفّة السياسة التركيّة، ممّا جعلها دولة لا يثق بها سواء من المحور الإيراني الروسي السوري أو المحور السعودي القطري الأميركي، وبالتالي تفتّتت الثوابت الدوغمائيّة التي كانت ترى أنّ هناك دولاً ستظلّ الطفل المدلّل للنظام العالميّ المهيمن، إذْ لا ثوابت في عوالم السياسة الليبراليّة، فتركيا لم تعد تلك القابعة في خانة الآمر الناهي في الشرق الأوسط، وقد فشل مشروعها الإسلام السياسيّ، وبالتالي فشل أردوغان، فشل ذاك المستبدّ الذي تخلّت عنه روسيا وإيران وأميركا أيضاً قد تخلّت عنه، حتّى دولة صغيرة مثل الإكوادور قد أهين فيها، وبات يصبّ جام غضبه على الشعب الكرديّ الآمن الذي من المفترض أنّه مؤتمن على حمايته، كما أقسم حينما بدأت الثورة السورية، فاحتلّ جرابلس، وتخلخلت العلاقة بين داعش وتركيا.
وبات السؤال المطروح والذي أضحى يقضّ مضاجع المحلّلين؛ لماذا كلّ هذا الالتفاف حول الكرد في روجآفا؟ لماذا كلّ هذا الدعم العسكريّ والسياسيّ نسبيّاً لهذا المشروع؛ مشروع الإدارة الذاتيّة والأمّة الديمقراطيّة؟ لا سبيل لفهم الجواب إلّا جوابٌ واحدٌ؛ وهو الفشل الذريع لكلّ الحلول التي كانت مطروحة على الساحة السوريّة، لا سياسة الاستبداد في النظام السوريّ باتت تجدي، ولا المعارضة المسلّحة التكفيريّة الإسلامويّة تنتج الحلول، لقد سقطت أقنعة الإسلام السياسيّ حلّاً عقيماً لا يتناسب مع الذهنيّة الشرق أوسطيّة، ولا النظام الليبراليّ بشقّيه اليمينيّ أو اليساريّ، ولا كلّ الحلول التجريبيّة الوضعيّة، لقد أعلن النظام العالميّ يأسه بحلوله العلميّة الوضعيّة، فلا حلّ إلّا من المنطقة، وقد كان أردوغان من المنطقة لكنّه فشل بعد أن استنفد كلّ فرصه، فكلّ من راهن عليه قد فشل، وبالتالي لماذا سيعتمد عليه النظام الأميركيّ المهيمن؟ فتركيا طفلها المدلّل، لكنّه طفل عاق فاشل، طفل استنفد كل فرصه، فما عاد ينتج إلّا العقم، وأميركا لا تستطيع أن تصاحب الفاشلين العقيمين، هذه هي سياسة النظام العالميّ، سياسة الهيمنة التي لا ترحم الفاشلين، وأردوغان قد أثبت فشله في كلّ النواحي، وكان عام 2016 وبالاً عليه.[1]