ظهرت بدايات الحلحلة لقضايا المنطقة بعد الاتفاق النووي الايراني !
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4892 - #10-08-2015# - 09:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
منذ اكثر من خمس سنين و نحن نخرج من ازمة و ندخل اخرى في هذه المنطقة من الشرق الاوسط، و ترتبط كل مشكلة و قضية بمركز رئيسي متواصل مع القضايا جميعا وهو الصراع الايراني الامريكي و تناطح المحاور المتشعبة الموجودة في هذه المنطقة ،و دور كل من امريكا و ايران في المنطقة و موقفهما من المشاكل و القضايا المتتالية وفق مصالحهما و نظرتهما المختلفة او المضادة في اكثر الاحيان من كافة الجوانب لتلك القضايا . اعتبرت ايران نجاحها في التفاوض مع الدول الست( امريكا بالذات) انه تقدم و فخر للدبلوماسية الايرانية في نجاحها في المفاوضات الشاقة و هي عبرتها بشق الانفس و لكن بدهاء كما هو المعهود عليه الاسلام السياسي و الايراني بالاخص .
الملاحظ و بهذه السرعة الهائلة من التحركات الموجودة، هو تغيير المواقف من مجموعة من القضايا المتشابكة و دور كل طرف فيها، فاليمن لم يعد كما كان و تغيرت المعادلات الداخلية فيه و تقدم الجيش السعودي و تدخله دون ضجة منتظرة من ايران وروسيا، بينما فتحت سكة الحوار بين مجموعة من الاطراف التي كانت متضادة حتى الامس القريب، و فتحت نقاش محاور عدة و تدخلت روسيا و قطر و ايران و دول الخليج محاورين خلال فترة قياسية في صلب القضايا دون اي تململ . و اصبحت القضية السورية امام عتبة باب التغيير الجذري و ايجاد منفذ للخروج من العتمة و الوصول الى اتفاق يحفظ ماء وجه الاطراف المتصارعة فيها، و تغيير موقف تركيا نتيجة العوامل الخارجية والداخلية لها في حرب داعش و القضية السورية ايضا، اضافة الى تاهيل الوضع و تامين الاجواء للتغييرات التي على الابواب في العراق دون سماع اي موقف او راي مناقض لما اقدم عليه السيد حيدر العبادي من القرارات الجذرية التي تدخل في تغيير ثقل و موقف الموالين للاطراف الخارجية عند نجاحها . و هكذا شهدنا منذ الساعة الاولى للاتفاقية الايرانية الامريكية اعادة بعض الامور المنحرفة الى سكة منتظرة لها، و ربما بعد مدة نشهد هدوئا او تنافسا بعيدا عن لعلعة السلاح عند توقيع الاتفاقية من قبل الكونغرس الامريكي وهي تدخل حيز التنفيذ . كل هذه القضايا المتقاربة في العوامل و الاسباب و الدوافع و المتباعدة من حيث المكان و حتى الزمان، اصبحت كحزمة واحدة تنتظر المفتاح السحري للحل و كانه وجد هذا المفتاح في المباحثات الماراثونية التي وصلت الى نهايتها باتفاقية علنية و سرية بجوانبها الكثيرة، و كانت الاطراف كلها تنتظر نهايتها لبيان موقف تجاه هذه القضايا و الدول و بانت ما كان المضموم في الساعات الاولى بعد الاتفاق دون انتظار من قبل اصحاب المصالح . و ليست الاصلاحات الداخلية التي استهلها العبادي الا و يمكن ان تعتبر صفقة دولية اقليمية داخلية لما نقيس به ما يحدث من خفوت ردود الافعال و المواقف منها و خاصة من قبل امريكا و ايران و مدى جهدهما سابقا في التدخل في كل صغيرة و كبيرة، ان لم تكن هي اصلا طبخة استوت من المطبخ الامريكي الايراني و ضمن البنود السرية بينهما لما يخص المنطقة و منها العراق . و بعد الاتفاق تم الموافقة على قرار الامم المتحدة الخاص باستعمال السلاح الكيمياوي في سوريا بالاجماع دون اعتراض روسي منتظر، اضافة الى اللقاءات المتعددة الجوانب في الخليج بين القوى العالمية و الاقاليمية . السؤال الذي يطرح نفسه هنا و يمكن التيقن من جوابه هو ما يبرز الى السطح في هذه المرحلة يمكن ان يكون ضمن العملية بشكل شامل او نتاج صفقة متشعبة بين الدول المعنية لقضايا المنطقة، من يمن الى سوريا و العراق و ما يحدث في كوردستان ايضا حتى فلسطين و لبنان و مصر الى اوكرانيا . الايام القادمة ستوضح لنا المخفي و ما اتفقت عليه الاطرف من خلال التغييرات المبينة على الارض . و ما يهمنا نحن ليس الا مصلحة الشعوب و ما يهم الانسانية و الابتعاد عن القتل والتشريد و وقف سفك الدماء اكثر من ما نحن عليه الان و كما هو مستمر منذ مدة ليست بقليلة، فلننتظر ربما خيرا.[1]