هل تجهل امريكا ما تجري في هذه المنطقة ام ..؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4738 - #04-03-2015# - 20:15
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
تتعمد امريكا خلق الفوضى في هذه المنطقة و لا يهمها اي كان و المهم لديها اولوياتها، هذا ما سمعته من عجوز و هو يكلم صديقه الهرم، و يجاوبه هذا؛ اعتقد ان امريكا مستلمة لما تفعل اثمان ما تنزله على الصحراء او المدنيين من الصواريخ المدفوعة الثمن بحجة ضرب داعش، انها هي كما كنا نعرفها منذ شبابنا و لم تتغير، ثم اردف قائلا الشيخ الاخر الطاعن في السن و هو يتكلم بهدوء مطبق، لماذا لم يتغير هذا الوحش رغم انهيار الاتحاد السوفيتي و انفردت في كل شي، و هي لازالت تمارس سياساتها كما كانت دون اي تغيير، اي تفعل بقوتها و بسواعد عملائه، و هي مستفيدة من تدخلها في كل ما يجري بكل صغيرة و كبيرة . تدخل الرابع البشوش، و انا استمع؛ ألم يعلم العالم كله بسياسات امريكا دون ان يضعوا لها حدا او ان لم يقدروا على الممانعة فيمكن عدم التعاون معها اليس كذلك ؟
و انا استمع الى هؤلاء الذين صرفوا جل عمرهم في مرحلة الحرب الباردة، و هل انهم دوغمائيون لهذا الحد و لازالوا يكتنزون المعلومات التي امليت عليهم في فترة عز الاحزاب الشيوعية و اليسارية، ام انهم ينطقون الحق و الحقيقة في كل زمان و مكان .
قبل كل شيء، اننا نعلم بان امريكا لازالت هي من تنفذ اجندة خاصة بها في كل منطقة تهتم بها و الشرق الاوسط ليس الا المنطقة الاستراتيجية و الاولوية الاولى الحاسمة لسياسة امريكا الخارجية و ليست عينها بل ايدها ايضا عاملة بكل قوة في تسيير و تدبير امورها و لا يمكن ان تنسحب منها سياسيا او عسكريا او اقتصاديا في هذه المرحلة او في المستقبل القريب، مهما تضائلت اهمية النفط اقتصاديا كما يتوقع الاقتصاديون للمستقبل . انها قلب العالم النابض و مصدر الطاقة و شريان العالم، لذا يمكن ان نقرا السياسة الامريكة او الراسمالية العالمية من هذه المنطقة قبل اية بقعة اخرى في العالم .
انها مرحلة انتقالية صعبة و هي ليست الا فترة حاسمة لضمان مصالح مختلفة اولا، و بداية صراع جديد و نهاية لسيطرة القطب الواحد كيفما كان ثانيا. فالمتصارعين يهرعون راكضين نحو ما يفديهم في خطوة او موقف او نظرة ما الى ما يهمهم في هذه المنطقة بكل ما لديهم من الامكانية و بطرق شتى . يقراون كل جزء بالتفصيل الدقيق و يتدخلون في كل صغيرة و كبيرة بما يمكن ان تكون لها صلة ما بسياساتهم المتنوعة، داخلين بطرق مختلفة، ايران و ملفها النووي، داعش و ارهابه الفضيع، الدول الدكتاتورية و ضجر و ملل شعبوهم و الثغرات المفتوحة امام المتدخلين لضمان مستقبلهم و تامين ما يفضلون ان تكون عليه تلك الدول و المنطقة بشكل عام .
نعم كما قال العجوز انها امريكا هي هي راس الحية التي سماها و لكنها لم تلدغ احيانا متثعلبة لخدع من تتعامل معه قارئة لامكانياته و كيفية استغلاله من اجل نجاح سياساتها.
تستغل اقذر السبل في مسيرتها. اليوم داعش و اشراره و كيف فرض نفسه و لم تحرك امريكا ساكنة لقطع دابرها في فترة قصيرة لانها لم تتاكد بعد ان المنطقة الى اين تسير، لو استاصل داعش من جذوره و هي قادرة عليه في هذا الوقت، و لكنها تتماطل و تريد تنفيذ ما تتمكن في هذه الفرصة الذهبية التي سنحت لها ان لم تكن لمخابراتها اليد في وقوع الامر كما يدعي الكثيرون و منهم الشيوخ التي سمعتهم . انها لا تجهل المنطقة و ما فيها و لها من المعلومات اكثر من اصحابها، بل هي من تامر و تنهي في اجزاء كثيرة منها. بل يمكن ان نؤكد انها تتعمد في سير خطواتها السياسية العسكرية لغاياتها الكثيرة من النواحي و الاتجاهات العديدة المختلفة الاوجه . انها تستغل داعش في صراعها مع روسيا و دول لم تنحن بعد على ركبتها كي تامر و تنهي عليها، انها تستغل الوقت و ما يجري في سوريا و العراق و المنطقة بشكل عام لسير خطواتها في المفاوضات النووية الايرانية، انها تستغل دول البترودولار كي تحلبهم بفزاعة داعش و المفاعل النووية الايرانية، و تسحب منهم اخر دولار و بيعهم السلاح المستهلك المتراكم في خزائنها بالشروط التي تفرضها هي دون المساس بامن اسرائيل باي شكل كان .
مفتاح الباب الرئيسي لدخول الى ساحة الحلول المتوفرة للمنطقة عند باب العراق قبل اية دولة اخرى، لانه الموقع الحاسم لفض الخلافات وا لاشكالات الاخرى في المنطقة، لعدة اسباب؛ انه البلد الذي تتواجد فيه المكونات المتصارعة في المنطقة و المتوزعة على المحورين المتناطحين من اجل احتلالهم لموقع متقدم يضمن مصلحتهم في المنطقة، انه البلد ذات الموقع الاستراتيجي الذي يمكن ان يحد من الصراعات و يغير مواقف و توجهات عديدة في المنطقة، انه البلد الذي بدات الحرب منه و ستنتهي منه ايضا .
اما ما تريد امريكا ضمانه، فهو القاء المنطقة على حال يمكن ان يكون فيها التوازن السياسي العسكري لصالحها لمدة تحتاجها كاملة، الى ان تتاكد من عدم بروز غريمها، و تتقدم في تجسيد اوحديتها القطبية للمرحلة القادمة، ان نجحت في تحقيق اهدافها و في مقدمتها ترسيخ القطب الاوحد . اذ،ا فهي ربما تتجاهل بعض الامور الدقيقة الفاصلة لما فيه شعوب و سمات و صفات و اخلاقيات المنطقة، و لم تتصرف كما هو المفروض الا انها لا تتجاهل مصالحها و تعتبرها هي الاولوية و ليست معرفتها الدقيقة لما مكونات المنطقة عليها من النواحي المختلفة، لذا نراها تخطا في اكثر من موقف و نقطة و لكنها تسير وفق خططها و ان برزت امامها العراقيل لما واجهتها منذ اسقاطها للدكتاتور العراقي و المرحلة التي تليه . انها ربما تجهل من جهة و تتجاهل من جهة اخرى ان رات انه خير لها، و تتعمد عمل اي شيء في جهة و تهمله من جهة اخرى، انها تناقض نفسها ان اعتقدت بان له المصلحة فيها ولو آنيا، و لكن من المعلوم انها تصرف جل جهودها على المنطقة ككل و العراق بشكل خاص كاهم منفذ و ساحة مفتوحة لتحقيق اهدافها الاستراتيجية.[1]