#بشار العيسى#
* مسؤولية التشتت الكردي والعربي السوري تتحملها القوى الحزبية.
* عندما لا تحضر القوى السياسية التاريخية ساحة الفعل السياسي، يحضر الهواة والمغامرون .
* أن الكتلة الشعبية السورية لاتتحرك لأنها فاقدة الثقة بقيادات الحركة السياسية ، والبيانات وحدها لا تصنع حركة شعبية.
* بدون انجاز العملية الديمقراطية لن يحلم الكردي بحق مفقود، ولن يحلم العربي بالحرية.
أجرى اللقاء لصالح تلفزيون روج تي في الصحافي نواف خليل
س- لنبدأ من المؤتمرات السورية الأخيرة التي عقدت هذا العام ولا تزال مستمرة في الانعقاد. البعض يروج لمقولة أن وزارة الخارجية الأمريكية هي التي تقف وراء انعقاد هذه المؤتمرات وتحديدا المؤتمر الكردي الأخير الذي عقد مدينة كيلمس: وأطلق عليه اسم مؤتمر بروكسل.
ج - شخصيا لا اعتقد ذلك وعلينا أن لا نحمل الأمور أكثر مما تحتمل أو أكثر مما هي حقيقة الأشياء والحركة السياسية السورية بشكل عام، والكردية بدورها، تعيش منذ أكثر من سنة ونصف المناخ الذي أشاعه لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رفيق الحريري وبالتالي، هي تأمل وتتأمل من الضغوط الأمريكية والتي ربما لن تتجاوز الحدود اللبنانية لداخل الحدود السورية، تتأمل منها حصة ما، فتات، من الضغوط الأمريكيةأ أو أطارا افتراضيا لصورة ما. قناعتي لن تتجاوزهذه المسألة حدودها اللبنانية. ولا أرى هناك تفارقا أو تناقضا في المصالح بين الإدارة الأمركية والسلطة السورية، إلا في تفاصيل جزئية هي مشاكل الإدارة الأمريكية في العراق والوضع في لبنان والعلاقة السورية الإيرانية.
س- والمشروع الأمريكي المسمى بالشرق الأوسط الكبير ألا تعتقد انه يعطي الفرصة للمعارضين كردا وعربا كي يتعاطوا مع هذه الإدارة ويأملوا بالاستفادة منها ؟
ج- إلى الآن وبقناعتي وممكن أن يقرأها حتى الأعمى أن الإدارة الأمريكية في رؤيتها لمشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي يشمل مصر مرورا بالأردن وبالسعودية، ومرورا بدول الخليج و إلى العراق و سوريا والى حيثما تكمن مصالح الإدارة الأمريكية وهي لا تتوضع تحديدا في سوريا بعكس أوهام البعض منا. ماذا سنستفيد منها؟ وكيف؟ أقول يمكن للعمل الوطني السوري العربي أو الكردي أن يستفيد أو أن يحقق اختراقا ما لسياسة الإدارة الأمريكية حين تحضر قواها التمثيلية بقوة في الساحة الداخلية، عندما تتحول من أشباح لأحزاب ورؤى وأفكار سياسية إلى قوى سياسية معارضة موجودة في الداخل السوري على ارتباط وعلى تماس بالكتلة الشعبية. إلى الآن، المعارضة السورية، لم تصل أو تتوصل إلى دغدغة جسد الكتلة الشعبية مع فارق أن الكتلة الشعبية الكردية، تتحرك ومتقدمة على الحركة السياسية الكردية والعربية بالكامل ولكن لا أستطيع أن أرى بالوهم وأغش واخدع أحدا ما وأقول له أن للكردي مكانا في السياسة الأمريكية.
س - مقاطعا- للكردي السوري تقصدون؟
ج- للكردي في سوريا وتركيا وإيران وحتى العراق أن ما أعطته أمريكا للكرد في العراق لا يعادل 30 بالمئة من الخدمات التي قدمها الكرد، العراقيون، لأمريكا والى الآن والسياسة الأمريكية الحالية في العراق هي لصالح الحظوة الشيعية المتقدمة ولمداراة الحظوة السنية العربية وفيما بعد يأتي الكرد كتحصيل حاصل لاضطرارهم إلى التحالف مع أمريكا ولا يمكن أن تكون هناك سياسة أمريكية تجاه الكرد وتجاه حقوقهم ومستقبلهم في إطار شرق أوسط ديمقراطي دون أن يلتفت الأمريكيون إلى عشرات الملايين من الكرد في تركيا وأيران وسوريا. مع كل الضغوطات التي قد توصل في يوم من الأيام إلى أعمال مسلحة ضد إيران،
إلى الآن، أمريكا، لا تهتم ولا بكردي أيراني واحد. إذا في السياسة الدولية توجد فقط المصالح، وتوجد تقاطعات لحظية، غير استراتيجية، لكن لا يمكن أن لها أن تخضع لقيم حقوقية ثابتة، كأن يحضر الواحد لأن قبعتو كردية أو سنية أو علوية إلى آخر ما هناك، يحضر الواحد، الجماعة، عندما يكون/تكون تعبيرا حاضرا ومتقدما بالتعبير عن كتلة شعبية ستؤدي دورا في التغييرات السياسية المتوقع أو المفترض حدوثها.
س - إذا من هم القوى التي تقف خلف عقد هذه المؤتمرات هل هي الإمكانيات الشخصية للبعض من الذين يأملون من التقرير المرتقب لميلس أو الآن تقرير براميرتس أن يكون هو الذي سيدق المسمار في نعش النظام السوري كما يأملون أو يتأملون؟
ج- علينا أن نكون منصفين قليلا، هناك قوى لبنانية استطاعت أن تحضر على خارطة السياسة الخارجية الأمريكية. أما من القوى السورية، كلها، لم يستطع احد بالا حرى لم يتوجه احد، أصلا، باتجاه أمريكا عدا شخص فريد الغادري و لعلاقات معينة قد تكون صداقة وقد تكون مصالح تجارية وقد تكون هدايا مع هذا العضو من الكونغرس الأمريكي أو ذاك، حسب اللوبي الذي تتشكل منه الحياة السياسية الأمريكية.
بعد إنتفاضة الشعب الكردي، آذار 2004 ، انتبهت القوى السياسية العربية والأوساط المراقبة العربية السورية إلى الحضور والزخم الذي حضر فيه الكرد في السياسة وفي الشارع وبدا الاهتمام بالحراك الكردي، وقبل هذا التاريخ لا يوجد غير الإهمال، والكثير من مهتمي اليوم لم يكونوا يعرفون، قبلا، أين يستوطن الكرد وأين هي بلادهم وأراضيهم إلا كأطراف أحاديث، وآخرون غيرهم، مثل السيد عبد الحليم، كان يسن القوانين العنصرية ليس لتهميش الكرد وحسب، وإنما لإلغائهم وتذويبهم وحتى تدميرهم. فإذاَ جعل هذا الحضور الكردي من كل طامح سياسي، أن يركب سرجه على أي ، أول ، كردي يقع تحت يده: عامل محتاج يعمل في مطعم، وطالب محتاج في دول أوربا الشرقية، أو سياسي شبه مغامر أو حزبي متقاعد ذو طموح سياسي مشروع، فبدأت الناس، الشطار، تغرف من الخزان الكردي بدلالة أن مؤتمر بروكسيل الذي جمع، أول مرة، بين عبد الحليم خدام والأخوان المسلمين حضره عنصر كردي واحد وحيد، وظهر المانشيت الإعلاني في صيغة أكراد يحضرون، وفي مؤتمر لندن حضرأيضا عنصرواحد س: تقصدون مؤتمر لندن الاخير لجبهة الخلاص الوطني ج: نعم الأخير لجبهة الخلاص الوطني في لندن الذي حضره السيد صلاح بدر الدين، قيل أولا، هناك أكراد يحضرون وفما بعد قيل حضرت أحزاب كردية . إذا أصبح الكرد المشجب الذي يعلق عليه الآخرون مشاريعهم السياسية تعكزا وتعويضا عن عجز.
س - أين هي القوى الكردية؟ وأين هم الساسة الكرد لماذا يسمحون للآخرين بهكذا ممارسات ويعطونهم الفرصة ؟
ج- جزء من هذه المسؤولية التشتت الكردي تتحملها القوى، الحزبية، الكردية فعندما لا تحضر القوى الكردية، الجادة والفعالة، قلت هذا الكلام أيضا بحق القوى العربية عندما لا تحضر القوى السياسية التي تعتبر نفسها جادة في ساحة العمل السياسي، يحضر،الهواة، ويحضرالطامحون وأيا كان؟ من حقه أن يحضر ومن حق أي واحد عنده هم سياسي يحضر ومن حق أي مجموعة أن تستعين بالأكراد الداشرين، لان القوى المعارضة السورية، العربية، إلى اليوم، لا يتجاوز زخمها في الشارع ، مجتمعة، 500 شخص في حين أن أي قرية كردية يمكن أن تنزل إلى الشارع ،1000. فبالتالي لأسباب انتهازية، ولأسباب وقتية، والبعض منها لطموحات ولقناعات سياسية تريد أن تغرف من هذا الزخم الكردي الموجود هذا الزخم الكردي مثل المال الداشر. الأحزاب السياسة مش راح تعمل وإذا عملت ستبقى في اطر البرامج وفي طور البيانات وفي طور الكلام الذي لا فائدة منه والأحزاب الكردية تتشابه في الأسماء وتتشابه في الطروحات/ البرامج، وتتشابه في العجز أنها لا تتقدم ساحة العمل السياسي. لا تتقدم الكتلة الشعبية، إلى اليوم، الكتلة الشعبية تتقدم الأحزاب السياسية ونأتي بمثال أن رجلا مثل، الشيخ، معشوق الخزنوي وبكاريزما شخصية ذاتية، وخلال فترة اقل من سنة، استطاع أن يتقدم على كل الأحزاب والقيادات الكردية وان يرتقي بنشاطه وبشخصيته وخطابه إلى مستوى انتفاضة الشعب الكردي.
عندما تغيب القوى السياسية، القوى التي لها تجربة، ولا تتحرك، سيحضر الآخرون من يسمي نفسه مستقلا، ومن يسمي نفسه مثقفا، ومن يسمي نفسه مفكرا، سيحضرون ولا تستطيع، ولا يجوز أن تمنعهم. سيحضرون بتجاربهم المحدودة بوعيهم المحدود،و بطوحاتهم الكبيرة.
س - وهل تعتقد أن هذه المؤتمرات التي عقدت في واشنطن والآن في بروكسل هي نتاج غياب الحركة الكردية؟
ج- طبعا لغياب الحركة الكردية عن مهامها.
س- كيف يمكن لتلك الحركات الجادة أن تسد الطريق أمامهم؟
ج- ليس لتسد الطريق، ليست المسالة أن أسد الطريق أمامك أو أن تسد الطريق أمامي المسألة أن تحضر الساحة قبلي وبحيوية نضالية، هذه الأحزاب، كلها، لها ممثلون في أوربا ولها أعضاء في أوربا ولها منظمات في أوربا ومنظماتها تتقاتل فيما بينها، وتتخانق وتخون بعضها لماذا يستطيع سين وزيد شخص أو شخصين وثلاثة يستطيعون أن ينظموا مؤتمرات يحضرها خمسون أو مئة أو مئتين؟ ولا تستطيع هذه القوى أو قوة بمفردها أن تنظم كونفرانسا يجمع عشرين شخصا؟ أنها تتصيد وتترصد هؤلاء الذين يتحركون تحت أحمال كبيرة بقدراتهم المحدودة وامكانات تنظيمية وخبرة ميدانية متواضعة إذا وقعوا في الأخطاء ويستفيدون منها ويتعكزون على عملها إذا أصابت.
س- وهل تعتقد أن هذه المؤتمرات يمكن أن تجد بعض الأجوبة للكردي الذي يبحث عن جواب معين لتناقضاته؟ أم كما تقولون تضيف إشكالات جديدة إلى الإشكاليات الموجودة أصلا؟
ج- هناك مثل عربي يقول: في الحركة بركة، وهناك أيضا نقيض هذا المثل، الحركة التي بدون بركة، فإذا كانت هذه الحركة وهذا يعتمد على وعي وخبرة وتراكم الرؤية السياسية لهؤلاء الذين يقومون بهذه الأشياء إذا كانت هذه الحركة من النوع التي ستضيف بركة فخيرا بها أما إذا كانت هذه القوى أو هذه المجموعات أو هؤلاء الأفراد، سيتحولون إلى آليات أو مفارخ، وهياكل حزبية جديدة وزائدة؟ بهذا الشكل فأنها ستراكم ضررا على أضرار سابقة، وهذه، أيضا مسؤولية الأحزاب. عندما لا تأخذ بيد هؤلاء وهذه المجموعات التي تتكون على هامش فراغ الحركة الحزبية. فإننا سنقع في مصيدة المزيد مكن الانشقاق والمزيد من الاختلاف والمزيد من التناحر والمناكفة.
س- وماذا عن القوى العربية؟ انتم تقولون عن مؤتمر جبهة الخلاص الوطني الذي عقد في لندن بان هذا المؤتمر يبني على الباطل الذي لن يأتي إلا بباطل اشد قسوة وأذل.
ج- ما أقوله عن الحركة السياسية والكتلة الشعبية الكردية ينطبق تماما على الحركة السياسية العربية وأنا قلت هذا الكلام في أكثر من معرض وأكثر من لقاء وكتبته لكل القوى الصديقة العربية، أن الكتلة الشعبية العربية السورية لا تتحرك لأنها فاقدة الثقة بقياداتها بقيادات الحركة السياسية العربية بالكامل. ولو أنها تثق لتحركت وأتيت بمثال: في الذكرى السنوية لاغتيال الشيخ معشوق تجمع في مقبرة واحدة 5000شخص والجميع يعرف أن الإرهاب في المناطق الكردية أكثر مما في المناطق العربية، ولكن إلى اليوم لا تستطيع الحركة السياسية العربية وهم أكثر من 30 حزب وتشكل، أن تجمع أكثر من 500 شخص إذا مش معناها ان الجماهير العربية منكفئة أو خايفة أو جبانة مش صحيح ما إلها الثقة بهذه القيادات فلنأت بمثال: أصدروا إعلان دمشق بعد طنة ورنة ، إعلان دمشق لم يدم شهرا إلا وتم تفسير أو تفاسير وتوضيحات بعكس ما أعلن فيه، ولم يمضي شهران إلا وكان الأخوان المسلمون ينسحبون من إعلان دمشق لصالح التحالف مع عبد الحليم خدام، و لم يمضي شهران على انشقاق الأخوان المسلمين إلا وجماعة اعلان دمشق تعلن عن: إعلان بيروت دمشق دمشق بيروت. إذا كانوا متوهمين أنهم بهذه الألاعيب البهلوانية سيضحكون على جماهيرهم في دمشق وحلب وفي حمص واللاذقية فأنهم يضحكون من أنفسهم و الناس تضحك منهم وأنهم فقط، يغطون على عجزهم بإصدار البيانات. وتوقيع البيانات بعمرها في التاريخ، ولا بأي مكان في العالم ، صنعت حركة شعبية وأما البيانات والزعبرات والأوهام والنفخ في الجثث وتشكيل أحزاب: تشكل خلال السنة الماضية في أمريكا وكندا لوحدها أكثر من 11 حزب عربي سوري وطني ديمقراطي الخ. وتشكل بمناسبة انعقاد المؤتمر الكردي في بروكسل الذي لم ينعقد في بروكسيل ثلاثة، أو أربعة أحزاب كردية، وتشكلت، بمناسبة أو في معرض أو بعرس مؤتمر لندن لجبهة الخلاص الوطني، أربعة أحزاب، خصيصا وتفصيلا، لأن يقال أن هناك أحزاب حضرت ولم يمض يومان ،إلا وحزبين من هذه الأحزاب/ ذات العضو الواحد، أعلنت انشقاقها عنهم. لا يمكن للحزبي أو للسياسي أو لأي مخلوق أن يضحك على الشعب، أن يضحك على الناس أن يضحك على الحركة الكتلة الشعبية، الشعب السوري، ضحى ولا زال، عانى الظلم والاستبداد أكثر من 43 سنة، اليوم لا يمكنك أن تغشه فهو أوعى من القيادات السياسية أشد حساسية، وأوعى من الأحزاب ويتقدم عليها. هذه الأحزاب إما تغير نهجها وأساليبها وتكتيكها وخطابها وإما أن الناس ستزبلها بتشديد الباء مثل أي ورقة ساقطة من أي جريدة أو مجلة وهذا هو الذي يحدث في سوريا اليوم .
س- اعتقد أن حركة الأخوان المسلمين حركة جماهيرية لا يمكن الاستهانة بها هل يمكن مقارنتها بالحركات الأخرى؟ كالتي تشكلت خلال العام المنصرم أو هذا العام وبالتالي هل يمكن التعويل عليها؟
ج- أنا لا أقارن حركة الأخوان المسلمين بغيرها من الحركات ولا أقارن حركة بحركة أنا أقيم أي حركة لجهة فعلها في الشارع. صحيح أن حركة الأخوان المسلمين تعرضت إلى مذبحة والى مجزرة هي ومحيطها، الماء الذي تسبح فيه، مدنها، واحياؤها وقراها. هذه الحركة تعرضت إلى نكسات، هذه الحركة أتت وغيرت برامجها وسياستها، بالتأكيد سيكون لها في لحظة انفراج ديمقراطي في سوريا كمون في الشارع السوري محتمل وهذا الكمون موجود في الوسط السني العربي، لكن إلى اليوم لم تثبت حركة الأخوان المسلمين أنها تحترم تحالفاتها بصدق وشفافية.
مقاطعا-كيف
ج- سأقول لك كيف.
ولم تثبت ولا لحظة أنها تستطيع أن تحرك كتلة ما في الشارع السوري، فأي قوة تكون؟ ومهما تكن، أي جيش؟ بدون مؤخرة بدون تموين وبدون إمداد بدون خنادق سينهزم بأي لحظة اصطدام وآمل ألا يكون هذا حال الحركة ، لأنها ثقل الجسد المعارض السوري وسآتي بمثال كيف أن هذه الحركة لا تحترم اتفاقاتها ولم يمضي على دخول وانضمامها أو بالأحرى تأسيسها مع القوى الأخرى إعلان دمشق، شهران، إلا وكانت تتحالف من وراء ظهر إعلان دمشق مع عبد الحليم خدام بدلا من أن تنتقل هي، بعبد الحليم ليشكل إضافة إلى إعلان دمشق. ورغم الادعاء الذي يقولونه كل يوم أنهم لا يزالون جزءا من إعلان دمشق، بس على مين يتلو الأخوان المزامير؟ تحالفوا وخدام لتطابق مصالح آنية وهم يرون قد يكون خدام بوابتهم إلى الأنظمة العربية والى الأمريكان وخدام يعول على شعبيتهم أن يكونوا له سندا في عزلته ولان يحقق لنفسه حضورا، هذا واحد. ثانيا منذ سنتين أصدرالأخوان ورقة حول المسالة الكردية، بعد ائتلافهم مع خدام، هنا في بروكسل، وفي اليوم الثاني لتشكيل هذا الائتلاف لجبهة الخلاص الوطن أعلنوا ورقة، حول مسالة الأقليات، تراجعوا فيها عن ورقتهم في المسألة الكردية بالكامل.ثالثا، مجموعة من النخب الثقافية الكردية وقعت مع حركة الأخوان مجموعة مستقلة صيغة مبادىء حول الرؤية المشتركة للعمل السياسي الوطني السوري قفز الأخوان من فوقها ونسوها وتناسوها إلى مسالة ورقة الأقليات، بالتأكيد حركة الأخوان مثلها مثل أي قوة سياسية توجد فيها تيارات هناك تيارعنصري، عروبي، إلى جانب تيارات أخرى، لا ينظر الكرد إلا كجزء ملحق مسلمين موالي ملحقين لا يستطيعون ولا تتقبل عنصريتهم أن ينظروا إلى الكرد كقومية أخرى لها خصوصيتها وشخصيتها تتجاوز الحدود السورية فضلا عن خصوصيتهم الإسلامية.
وثانيا لا يمكن للإخوان المسلمين أن يستطيعوا الوصول إلى ثقة الجماهير الكردية في سوريا طالما انهم يفتقدون الموقف المبدئي لجهة قضية الكرد الكردستانية الشاملة، عندما يقول الأستاذ البيانوني، بأنه وحركته يشبهان أردوغان وحركته الحاكمة في تركيا. فإذا هو وصل السيد البيانوني إلى الحكم في سوريا سيكون نموذج أردوغان القبيح ونموذج أردوغان، لن يكون حليفا، ولا صديقا للشعب الكردي لا في سوريا ولا في إيران ولا في العراق ولا في أي مكان آخر.
الأخوان المسلمون أكثر من غيرهم من القوى الأخرى مطالبون برد حق إلى الشعب الكردي أولا لأنهم اضطهدوا ومظلومون مثلهم وثانيا لأنهم مسلمون واضطهدوا من كل القوى الإسلامية الحليفة لهم .
س- قراءتك للمشهد السوري عموما واقصد الكرد و العرب ألا ترى أن فيها سوداوية؟
ج- بالعكس فانا البارحة كنت في لقاء مع مجموعة من المثقفين العرب والكرد وأنا ممن بادروا إلى تشكيل هذا اللقاء وممن يلعبون دورا في هذا اللقاء وقناعتي علينا جميعا كردا وعربا مستقلين وحزبيين أن ندرك القطار الذي سيفوتنا .
مقاطعا- الم يفت بعد؟
متابعا- آمل أن لا يكون قد فات وهنالك فرصة تاريخية على القوى الديمقراطية الوطنية الكردية والعربية في سوريا أن تحضر إلى ساحة الفعل السياسي. لا يمكن لأحد أن يقوم بإنجاز عمل معين إذا لم ينظر إلى أخطائه والى تقصيره والى ضعفه وعلينا أن نخرج أو نتخلى عن المنفخة الكاذبة.
س- هل بنية الحركة الكردية السورية والعربية وذهنية هذه الحركة تمنحها الفرصة لإعادة النظر في أوضاعها لإعادة تقييم أوضاعها بما هي عليه لتصل إلى ما يجب أن تكون عليه؟
ج- لا يوجد عندنا غيرن شو نستورد أحزاب عربية وكردية؟ نشتريها من الخارج؟ العمل هو محاولة تفعيل هذه القوى بقدر ما يمكن وعلى المستقلين أن يقدموا دورا مساعدا، وان يبادروا. على هذه الأحزاب أن تحاول وإلا فان الشعب السوري، مثلما تجاوز أو كاد الكرد، أن يتجاوزوا أحزابهم وقناعتي أنهم متجاوزين فالشعب السوري العربي سيتجاوز هذه الأحزاب وألا فان سلطة الإستبداد، هذه، ستتخلد وتتأبد.لأن دحرالاستبداد وتغيير هكذا سلطة، مش نزهة ومش اجتماع في فندق ومش خطاب ومش مقال ينكتب على الانترنيت أو بجريدة اسقاط الاستبداد يلزمه حشد وتحريك الشارع السوري والشارع السوري جامد، ليس لأنه ميت أو خائف من القمع مثلما يحاولون شرحه لأنه يفقد الثقة في نخبه .
س- هل يمكن ان تتفق الحركة الكردية والقوى العربية في مسألة المعتقلين؟ الآن، فهناك أكثر من 200 أكثرهم أعضاء في حزب الاتحاد الديمقراطي وكذلك الاعتقالات الأخيرة يعني هل يمكن الاتفاق على هذه المسالة؟ بشكل عملي لتفعيل الشارع مرة أخرى ولتفعيل العلاقة بين الجانبين.
ج- الشارع لا يفعل، بتشديد العين المفتوحة، بمسائل معتقلين، الشارع يفعل بمنهاج عمل سياسي ميداني يستهدف تغيير هذه السلطة الشعب السوري بأكمله، مش مئة بالمئة، لان لهذه السلطة أيضا قاعدة شعبية ولها قاعدة مناطقية ولها قاعدة طبقية ولها قاعدة مصالح ولها قاعدة حزبية ولكن هناك الكتلة الأساسية من الشعب السوري خارج هذه السلطة يتم العمل بجرها إلى العمل السياسي لاسترداد الدولة من السلطة أما تفعيل قضايا المعتقلين وحرية الرأي وإيقاف القمع فهذا يساعد في حشد الرأي العام العالمي وفي تنويع المهام التي تقوم بها وستقوم بها ومن المفروض أن تقوم بها النخب والجاليات السورية العربية والكردية في الخارج.
س- لو طلبت منك الحركة في سوريا تقديم ورقة عمل كي تخرج من الأزمة التي تتحدث ما الذي يمكن ان تقوله
ج- أنا بقناعتي أن أي حزب سياسي كردي قادر أن يقدم ورقة عمل أحسن مني وأي مثقف كردي سواء في سوريا أو في خارج سوريا يستطيع أن قدم ورقة مابدها اختراعات كبيرة.
مقاطعا ورقة عمل يمكن تفعيلها في الواقع.
متابعا - تفعيلها في الواقع يكون في أن يخرج الواحد من عجزه إذا نزل المطر وبدأ المنزل يدلف عليك أولا أن تشمر وأن تخرج إلى السطح وتمشي المدحلة كي توقف هذا الدلف هذه الخطوة الأولى انا بقناعتي الكل متفقين أن هذا النظام عنصري وغير ديمقراطي واستبدادي وفاسد وتدميري وفي المستوى الاقتصادي الاجتماعي السياسي والخلقي، سوريا، أكثر بلد في العالم فيه تجارة النساء والأطفال وأكثر بلد في العالم فيه تجارة الأطفال للجنس وأكثر بلد فيه سرقات ونهب وأكثر بلد في العالم الخدمات فيه منحطة وكل الأسباب والشروط موجودة لان تلتقي هذه القوى على عمل ولكنها كلها عاجزة والعجز لا يمكن أن يعطي للواحد فرصة إلا أن يقرر هو أن يخرج عن عجزه.
س- كلمة اخيرة في الدقيقة الاخيرة.
ج- ستكون النخب العربية موهومة، ستكون القوى السياسية الديمقراطية العربية موهومة اذا فكرت أنها بالبيانات وحدها قادرة على إحداث تغيير ديمقراطي في سوريا هذا واحد.
سيكونوا موهومين، أنهم بالقفزمن فوق حقوق الكرد القومية الحقة والتاريخية والكاملة سيصلون إلى تحقيق إنجاز ديمقراطي بسيط في سوريا.
سيكون الكرد موهومين بالانتصارات او بالإنجازات أو بالآليات التي يحققها الكرد في العراق أنهم سيكونون قد حصلوا على حقوقهم في سوريا.
سيكون الكرد موهومين ومخطئين اذا فكرو انهم لوحدهم دون القوى العربية الديمقراطية قادرون أن يستحصلوا حقوقهم، وحقوق الكردي لا تنفصل عن حق العربي في الحرية .
الديمقراطية عامة وشاملة من عين ديوار إلى حوران ولا يمكن بدون تضافر وتعاون وحوار والتئام كردي عربي، حواري، ند للند، وبنيات سليمة، إنجاز العملية الديمقراطية وبدون العملية الديمقراطية لن يحلم الكردي بحق ولن يحلم العربي بالحرية. [1]