ملحمة #كوباني# ستسطرها عفرين- المقاومة نفسها أمام العدو نفسه
هوزان زبير:
ارتفعت وتيرة تهديدات حكومة حزب العدالة والتنمية التركي بفرض سيطرتها على عفرين، وتصعيد مستوى الحرب الخاصة؛ بعد كشف مشروع بناء قوة قِوَامُها (30 ألف عسكري ) لحماية حدود شمال سوريا الذي جاء بالتوافق بين واشنطن وموسكو والجارة العراق؛ تحت إشراف التحالف الدولي (معلومة من مصدر)، تلك هي ذريعة أخرى اعتمدها أردوغان لاستهداف مشاريع مطابقة للمعايير الديمقراطية والمُغَايِرَة لأجنداته في سوريا عامة وشمال سوريا خاصة، مستخدماً بذلك كل بيادقه الراديكالية الإسلامية المتشددة المرادفة للتي سقطت على يد القوات الديمقراطية.
صفقة
يبدو أن أردوغان يريد تطبيق السيناريو السابق (سحب أذياله من حلب ومناطق أخرى مقابل الباب و جرابلس واعزاز)، على إدلب؛ مقابل عفرين أيضاً، وذلك بصفقة مع النظام السوري، لم تظهر نقاطها جلياً ويلفها القلق، لكن إذا تم الاتفاق؛ ستغض موسكو نظرها عن الهجوم المحتمل دون أن تكون طرفاً في الجبهة المفترضة، وكأنها لا تهتم مَن الرابح أو الخاسر في #عفرين# ، كل ما تسعى إليه روسيا هو تعزيز نفوذها وأجنداتها، وإعادة السيطرة على إدلب المجاورة للاذقية لإنهاء ما تُدعى بالمعارضة العسكرية، وبهذا ستحصل على أوراق أكثر قوة للعب أمام واشنطن، كما أن حليف الروس (نظام الأسد) يُسعده استنزاف القوَّة المستقبلية المتباينة لنهجه ( ق س د وعمودها الفقري وحدات حماية الشعب) التي تعمل تحت مظلة المشروع الديمقراطي بشمال سوريا، هذا أبسط ما قد يفكر به النظام الروسي، لذا فإن شروع الدولة التركية بالهجوم؛ يعني إنها ستكون على حافة الهلاك؛ لأن فشلها في عفرين يعني أن دورها ينتهي في المنطقة، وستخرج من الحلبة بخسارة نفوذ وخيبة أمل، إضافة إلى فقدان ما تبقى من خيوط علاقاتها الهشَّة مع المحيط، وحينها تغدو سوريا وطناً بعيداً عن أنيابها، وقابلاً للتفاوض على طبيعة إدارتها، وتثبيت النظام الأكثر تقبلاً بنظر المجتمع الدولي من دون تداخل مؤثرات أنقرة.
عاملا الزمن و المقاومة:
أكثر ما يُقلق تركيا هي مواجهتها لمقاومة طويلة الأمد في عفرين، لذا وبعد الحرب النفسية التي تخوضها مؤخراً، تريد شن حملة خاطفة في زمن قصير تحتل بها المدينة خلال أيام لا تتعدى الأسبوع، وفرض نفسها كأمر واقع قبل استيقاظ المواقف الدولية، لأن ظهور المواقف وبتصعيد إعلامي ستجعل من الجيش التركي كما لو أنه (داعش)، وستجعل من عفرين كما لو إنها (كوباني تلك المدينة التي لم تتلق دعماً دولياً إلا بعد أن سطرت ملحمة لوحدها ولفترة طويلة).
إلى ذلك فإن عامل الزمن؛ سيبدل الموقف الروسي لصالح عفرين وشمال سوريا عامة، إذ ستكون موسكو قد حققت آنذاك هدفها؛ وحسمت أمر مدينة إدلب وباتت تحت سيطرتها قبل أن تتمكن تركيا من السيطرة على عفرين. وكما هو معروف فإن قوات سوريا الديمقراطية ستزحف من شمال شرق الفرات ومنبج نحو جرابلس و الباب و اعزاز، ما يعني أن الهجوم على عفرين ستفتح على تركيا نيراناً تُنْهي كل ما حققته من خطط في سوريا على حساب أزمتها منذ سبع سنوات. [1]