اصرار المالكي يضر بحزبه العريق ايضا
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 4538 - #09-08-2014# - 20:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لم نكن نتصور ان المالكي تصل به الحال الى هذه الدرجة من التشبث بكرسيه، بهذا التصرف غير المسبوق الا في القيادات الدكتاتورية .
تدور في الافق مجموعة من التغييرات في المنطقة و على وشك تثبيت خارطة جديدة و العراق ليس بعيدا عنه او الاصح هو صلب الموضوع فيما يتم السير عليه . في هذا الوضع و المرحلة المتنقلة داخل العراق و في المنطقة ككل، تنتاب اي منا عدة اسئلة موضوعية حول جوانب هذا التصرف عند المالكي، و هذا مايحتاج الى تحليل محايد و تقيم ماهو عليه وقراءة كيفية اعتلائه الى كرسي الحكم قبل رئاسة حزبه، لبيان ما يفكر فيه، و بيان سلوكه في رئاسة الوزراء و نقاط ضعفه، و ما يمنعه من التراجع عن مواقفه . و على الرغم من نظرتنا الى الاسلام السياسي و مناهجهم و كيفية التعامل مع الواقع الا ان المالكي يتصرف دون ان يعلم انه لو اصبح رئيسا للوزراء فانه لم ينجح مهما كانت قوة الصلاحيات التي يمتلكها في استلامه لهذا الكرسي المشؤم، و خصوصا هو الان كرئيس لحزب عريق له تاريخه النضالي و تضحياته ابان الدكتاتورية و سيرة مؤسسه المشرف لجماهير هذا الحزب يضر به و يضعفه اكير من ان يفيده . هناك اسباب ذاتية شخصية بحتة تمنع المالكي ان يتصور انه يمكن ان يبتعد عن الكرسي اضافة الى اسباب و عوامل حزبية ضيقة ، و ثغرات في سيرته اثناء اداءه للواجبات الملقاة على عاتقه كرئيس للوزراء، و هو في الموقع و خوفه من الملاحقة على الاخطاء و ربما تكون كبيرة بشكل يمكن ان يؤثر على حياته و حزبه و رفاق دربه و الحلقة التي اعتمد عليها .
بعدما وصل الى موقع الاول في حزبه بالسرعة البالغة و لم يكن هو المستحق و بسياسة حياتية بحتة تمكن من الوصول الى ما اراد و نتيجة لادارته للصراع و التنافس السياسي الحزبي القح بعيدا عن كل خصوصيات حزبه، يمكن ان قارناه مع اي قائد علماني لحزب علماني اخر فلم نجد الفرق الكبير بينهما ابدا . الا انه يتشدق بمباديء حزبه كلما تضايقت به الامور و الطريق . الان و في هذه المرحلة بالذات و بعد اختلال التوازن في المعادلات ليس من المعقول ان يتشبث المالكي بكرسيه لهذه الدرجة، و الذي يمكن ان يخرج من الاحراج و ينقذ من التخبط بماء وجه، الا ان سلوكه و تصرفاته يجعلنا ان نتصور بانه له نقاط ضعف و اخطاء لو اكتشفت و ظهرت للعلن لا يمكن ان يخرج منها بسلام، و عليه كانت للخروج من المنافسة بشروطه تعجيزية، و فيها ما يدلنا على احتمالية الاخطاء الكبيرة التي يمكن ان يكتشفها و يعلنها من ياتي بعده .
من جانب اخر، ربما يعتقد بان حزبه يتضرر بابتعاده عن هذه الامكانيات و الصلاحيات الكبيرة التي وفرتها له صلاحيات كرسي رئاسة الوزراء و اموال العراق و الثغرات الموجودة في السلطة التنفيذية التي استغلها المالكي لحزبه و فاز باكبر عدد من الكراسي، و يخاف كثيرا من فقدانه للجماهيرية و هذا العدد من الكراسي ان لم يحصل على هذا الموقع، و يمكن ان يفقد الكثير سياسيا و ربما ينهيه و يبعده نهائيا عن السياسة، ان تلاحقه المحاكم ربمافيما بعد .
من يدعمه خارجيا لا يهمه ما يحصل له ولحزبه على ما يبدو، و يمكن ان يتخلى عنه لو علم ان البديل يحافظ على مصالحهبنسبة ما حافظ عليه المالكي، ولكن يعلم المالكي انه لا يمكن ان يدافع عنه لو اكتشف ما يمكن ان تلاحقه به المحاكم و السلطة القضائية . و بدا المالكي بنظرية ان لم يلعب يخرب الملعب حفاظا على نفسه، عندما يعلم بالوضع الحالي المتازم من وجود داعش على بعد كيلومترات من كرسيه و اخيرا يدفع به التشبث الى تاجيج الشارع، و هذا يعتبر خطوة غير سليمة و يعبر عن ضعفه . و يهدف في هذه الخطوة الى نشر الفوضى و وضع العراقيل امام نسق انبثاق الحكومة الجديدة، و لا يعلم بانه ينعكس عليه بالضرر قبل غيره .
الى ما وصلنا اليه الان، منذ اعلان نتيجة الانتخابات الاخيرة و بعد حادثة الموصل، لم نسمع داخل حزبه من يخرج على الهواء الا مجموعة قليلة من المقربين اليه و الضعيفين ايضا يعلنون عن دعمهم للمالكي، و لم نسمع من له ثقل و مكانة في حزب الدعوة و له دور و تاريخ قد خرج و اعلن عن اصراره عن بقاء المالكي مرشحا وحيدا، و هذا ما يوضح حتى عدم رضا قيادته الحزبية على اصراره .انهم لم يعلنوا رفضهم علنا لاسباب كثيرة، منها تخوفهم من نجاحه في البقاء و من ثم يتفرغ لهم و يتعامل معهم سياسيا كما فعل بالجعفري، و من جهة اخرى خوفهم من فرط عقد حزبهم، و من ثم التاثير المباشر على حزبهم و اضعافه، و به يضعف موقفهم في المرحلة المقبلة، و صعود المنافسين الاخرين على حسابهم وخاصة الصدريين و مجلس الاعلى في العملية السياسية برمتها، و يضيعون بين الحانة و المانة دون ان يستفيدو شيئا.[1]