هل حصل الاصلاح لكي يتم التغيير في اقليم كوردستان ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 2705 - #12-07-2009# - 09:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
من البديهي ان يحصل التغيير في الوضع العام لاية منطقة بعد اجراء الاصلاحات الضرورية المفروضة و المطلوبة قبل اي تغيير مراد ، و هو لغة العصر اذا ابعدنا احتمال التغيير الشكلي او الجذري المفاجيء عن طريق الثورة و التي مرً عليها الزمن و لم يزكيها الواقع و الفكر و العصرنة و العقلانية لاضرارها و سلبياتها الطاغية على ابجابياتها و عدم تلائمها مع متطلبات الزمن و الحداثة .
بعد ما يقارب من العقدين من الزمن من سلطة الحزبين المتنفذين في كوردستان العراق و ما شابت هذه المرحلة من النكسات و خلقت الثغرات ، فنشا خلالها جيلان متحضران في جو من الامان النسبي مع القلق الدائم على ضمان الحياة و المعيشة ، و هذا ما يتطلب تغييرا و واقعا جديدا بحيث يتلائم مع اماني و طموحات الشباب وما يتناسق مع اساليب حياتهم و ظروفهم الاجتماعية و نظرتهم الى الحياة والمعيشة و ما يدور في خلدهم و ما يؤمنون به من الافكار و العقائد . مع ثبوت الركائز العامة و بقائها لهذه المدة الطويلة على حالها ، و عدم التحرك في اسلوب العمل السياسي في ظل الوضع الاقتصادي المعلوم و ازدياد الفجوة بين الغني و الفقير و التخبط في بناء البنى التحتية و انعدام التخطيط العلمي المستقبلي الصحيح في كافة مجالات الحياة وسط الفوضى النسبي ، لابد من بروز التناقضات مما تسبب الاهتزاز و التهيج و انسداد الطريق السوي الصحيح لاتباعها في الوصول الى ما يمكن البدء في الاصلاح الذي يجب ان يفرض نفسه و من ثم التغييرات ان نجح الاصلاح خلال الفترة المطلوبة .
و عندما نلقي النظرة الفاحصة على واقع كوردستان الحالي و ما هو في طريقها اليه ، نحس بان المستجدات تفرض العديد من المستوجباتو الضرورات و توفر العوامل المؤدية الى خلق واقع مغاير في الفترة القريبة و المرحلة المقبلة ، و منها ، ظهور التعددية السياسية الاصيلة الواقعية المولودة طبيعيا من رحم الوضع الاجتماعي السياسي المستجد ، و يبرز على الساحة اللاعبون الجدد المؤثرين على مجرى الامور و يكون لهم ثقلهم المؤثر الفعال، و يزيلون نسبة معقولة من الاحتكار الدائم للسياسة و السلطة في كوردستان و يسحبون شيئا ما من ايدي الكبار المسيطرين لحد اليوم على زمام الامور ، و يمكن الخروج قليلا من اطار هذه الظروف المفروضة، وعندئذ تعلى الاصوات المختلفة و تؤثر بدورها على عمل و عقلية الجهات و الاطراف السياسية و على افراد المجتمع نسبيا ، وبداياتها ظهرت في الافق و هذا ما نشاهده من الاعتدال في افكار و مواقف كافة القوى و نرى ونلمس التضحيات العديدة بعدد من الشعارات و الاهداف التي اعتبرت حتى الامس القريب من الثوابت الايديولوجية من قبل الكثير من الاطراف ، و نحس بالتواضع و عدم التطرف و خفة في التشدد .
يمكن ان نقيٍم هذا الواقع الجديد على انه تحصيل حاصل لما يجري على الساحة بعد حصول شيء من الاصلاح في بنية المجتمع ،و يحتاج التغيير الى العمل و التعاون و التكاتف من قبل الجميع و من اجل الاهداف السياسية و الفكرية العصرية ، و التغيير الحقيقي المطلوب الملائم في المجتمع الذي يخص جميع المكونات و ليس من قبل طرف واحد و من اجل اهداف سياسية و ايديولوجية بحتة و نابعة من الصراعات الداخلية الحزبية و من اجل المصالح الشخصية الذاتية اكثر من مصالح الشعب و ما يهمه .
اي الاهم هو تخصيب الارضية المناسبة من جوهر و لب المجتمع و توفير الارادة المطلوبة للاصلاح الحقيقي و عدم الارتداد ، و هذه هي الخطوة الاولى التي يمكن ان يعتمد عليها الشعب في عملية التنغيير الواسعة المبنية على الاعمدة الاساسية السياسية و الاقتصادية و الاجتمماعية و الثاقفية المتعددة الجوانب و الاطراف . و هذا يحتاج الى العقليات المنفتحة المحايدة البعيدة عن الاهداف السياسية والايديولوجية و الحزبية البحتة ، و يبرز هنا دور المثقف و النخبة المخلصة لنجاح الانتقال السلس من مرحلة لاخرى في حال حصول الاصلاح الحقيقي الجوهري ، و ليس الاداعئات السياسية من قبل السياسيين المحترفين ،و من هنا يبدا التغيير المامول الحقيقي في معيشة المجتمع و العصرنة في الفكر و العمل ، و هذا ما تتطلبه التقدمية و العلمية في التخطيط و التنفيذ و المؤسساتية في العمل.[1]