تقول عضو برلمان إقليم فيينا النمساوي، هايدي سيكوينز، إنها ارتبطت بعلاقات مع المجتمع الكوردي في النمسا منذ أيام الدراسة والكورد يظهرون دائماً وكأنهم الأشد ليبرالية، وهم الذين يريدون حقاً أن يرتبطوا بعلاقات معنا، وتقول إنهم يريدون تنمية علاقاتهم مع إقليم كوردستان.
لدى استضافتها في برنامج (حدث اليوم) لشبكة رووداو الإعلامية، الذي يقدمه نوينر فاته، تحدثت عضو برلمان إقليم فيينا، هايدي سيكوينز، عن علاقات النمسا مع إقليم كوردستان، وقالت إن البداية الجيدة تمثلت في زيارة الرئيس نيجيرفان بارزاني لنا في شهر تموز.
وقالت سيكوينز إن من الأسباب الرئيسة لفوز اليمين في النمسا وأوروبا هو تزايد أعداد المهاجربن، وأن النمسا وألمانيا هما الوحيدتان الملتزمتان باتفاقيات الاتحاد الأوروبي الخاصة بالمهاجرين.
وأضافت عضو برلمان فيينا: عندنا الآن في فيينا 300 طفل يأتون من سوريا في كل شهر.
أدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع عضو برلمان إقليم فيينا النمساوي، هايدي سيكوينز:
رووداو: مركز الجمعية النمساوية في جامعة كوردستان مهم لكوردستان، هل هو مهم للنمسا أيضاً؟
هايدي سيكوينز: أعتقد أنه يمكننا دائماً أن تعلم من بعضنا البعض، وقد بدأ ذلك بالفعل. هناك تبادل للطلبة مع جامعة ليون، وهي مدينة تبعد حوالي ساعتين ونصف جنوب فيينا وتشتهر عالمياً بإنتاج خبراء، بل الأفضل عالمياً في إنشاء أنفاق السكك الحديد وغيرها من الأنفاق ويركزون على الحلول عن طريق التقنيات البيئية والخضراء. سمعت أيضاً أن جامعة كوردستان تركز على البحوث البيئية وأن الطلاب يأتون من جميع أنحاء العراق للدراسة في هذه الجامعة، لذلك أعتقد أن هذه شراكة وتعاون وثيقان للغاية بيننا.
رووداو: كيف تجري أعمال هذا المركز وتبادل الخبرات بين كوردستان والنمسا؟
هايدي سيكوينز: كما قلت، هناك تبادل للطلبة حتى الآن. وقد التحق 20 طالباً عراقياً بجامعة ليون من أربيل وسيلحقهم 25 آخرون في العام المقبل. هذا البرنامج لدراسة الماجستير ويمكن للطلاب الآن التسجيل. نأمل أن تكون هذه البداية وتمتد إلى مجالات أخرى، كأن يأتي للتدريس هنا في الجامعات، ربما ليس لمدة عام واحد، بل كمحاضرين ضيوف وتبادل ثقافي.
رووداو: العلاقات بين كوردستان والنمسا جيدة وقوية سياسياً، لكننا لا نلمس هذه القوة عند النظر إلى المجالات الأخرى، أقصد التجارية والثقافية. لماذا؟
هايدي سيكوينز: وفي الواقع، استثمر العديد من الشركات النمساوية هنا في كوردستان. على سبيل المثال، شركة (بول راخ) التي تنتج عصائر الفاكهة؛ وكذلك شركة أخرى تصنع سيارات الإطفاء. تحدثت قبل أيام مع ممثل عن غرفة التجارة وأخبرني أنه يتلقى حوالي 10 مكالمات يومياً من شركات نمساوية ترغب في المجيء والاستثمار في كوردستان.
رووداو: أنت حالياً في كوردستان، ولديك معلومات عن كوردستان. كيف يمكن لكوردستان والنمسا تعزيز العلاقات بينهما؟
هايدي سيكوينز: أعتقد أنها كانت بداية جيدة عندما زار الرئيس نيجيرفان بارزاني رئيسنا في تموز، قبل حوالي شهرين. كما كانت هناك زيارة لوزير الخارجية. لدينا سفارة في بغداد منذ السنة الماضية. لذلك أعتقد أن كل هذا علامات تقدم. أعتقد أن الأهم هو نقل صورة تبين أن هذا المكان آمن، فالناس في أوروبا لديهم أفكار مختلطة حول ما يحدث في الشرق الأوسط، وخاصة الآن. لهذا من المهم أن يأتي الناس بأنفسهم ويعرفوا أن هذه مدينة جميلة وآمنة ولا داعي للتردد؛ وليس عليهم أيضاً القلق بشأن استثماراتهم. أن يأتي الناس بأنفسهم إلى هنا، هذا ما أعنيه بالتبادل.
رووداو: أنت عضو في حزب الخضر، وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن العراق واحد من خمس دول هي الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، كيف يمكن للنمسا أن تساعد العراق وإقليم كوردستان في هذا المجال؟
هايدي سيكوينز: أعرف كيف يجري ذلك، وسأشير إلى بعض المشاريع التي نفذناها. حزب الخضر حزب صغير. حصلنا على 14% فقط من الأصوات في الانتخابات الأخيرة، لكننا عملنا الكثير. أشرت إلى ما يمكننا القيام به، فيما يتعلق بالنقل والتخطيط الحضري. ففي أربي لم أر حتى ممراً واحداً للدراجات. أعتقد أن هذا شيء يمكن جلبه إلى كوردستان.
رووداو: كنت هنا في الصيف أيضاً وشهدت تأثير الحرارة؟
هايدي سيكوينز: نعم شهدت ذلك، ولكن بالكاد أرى ألواح الطاقة الشمسية هنا في بلد تشرق فيه الشمس دائماً، وأعتقد أنه طالما كان الوقود رخيصاً لن يكون مشروعاً جيداً ولن يكون من المنطقي الاستثمار فيه، لكنه شيء أفعله مباشرة.
رووداو: لا يزال الوضع الاقتصادي والسياسي في هذه المنطقة من العالم على حاله، وقد أضيف إلى كل ذلك التغير المناخي. يهاجر الناس من دول مثل العراق وسوريا وإيران وتركيا ودول أخرى في المنطقة إلى النمسا ودول أوروبية أخرى، وقد بات ذلك الآن مشكلة للاتحاد الأوروبي. كيف هي سياسة الهجرة في النمسا؟
هايدي سيكوينز: النمسا نفسها ليس لديها سياسة محددة للهجرة. النمسا عضو في الاتحاد الأوروبي. لدينا اتفاقية دبلن التي لم تدخل حيز التنفيذ، وبموجب هذه الاتفاقية يجب على الشخص أن يتقدم بطلب للحصول على الإقامة في أول بلد يدخله، فعند وصوله إلى أوروبا يذهب أولاً إلى بلغاريا أو رومانيا مثلاً، لكن المهاجرين لا يبقون هناك ويريدون الذهاب إلى النمسا وألمانيا، هذا في الواقع مشكلة وأغلب دول الاتحاد الأوروبي أوقف الإجراءات القانونية للهجرة، والنمسا و ألمانيا هما الآن الدولتان الوحيدتان لديهما إجراءات قانونية للبحث عن طالبي اللجوء وفق قانون الاتحاد الأوروبي. جميع الدول الأخرى توقفت عن فعل ذلك بعد الآن، مثل هنغاريا. يقولون إنهم يفضلون فرض عقوبات مالية علينا، على استقبال أي مهاجرين في بلادنا؛ لذا فإن المشكلة ليست فقط أن كل هؤلاء المهاجرين يتجهون إلى البلدين، فما نراه هو أن الأحزاب اليمينية تتولى السلطة في هذه البلدان. كان اليمينيون أقوى حزب في الانتخابات النمساوية الأخيرة؛ وفي ألمانيا، فازوا بعدد كبير من الأصوات في انتخابات الأقاليم، بسبب العدد الكبير من المهاجرين، وهو مشكلة كبيرة.
رووداو: هذا يعني ظان الهجرة بدأت تغير الخريطة السياسية للدول الأوروبية في الداخل؟
هايدي سيكوينز: أجل، بالتأكيد، بالتأكيد باتجاه اليمين.
رووداو: أصبح اليمين في صعود، ولكن لا يزال بوسعنا أن نقول إن الديمقراطيون الاشتراكيون وأحزاب الوسط لا زالوا أقوياء في البلدان الأوروبية. هل سيفعلون أي شيء لتغيير الوضع ومعالجة المشكلة، أو على الأقل القيام بشيء للبقاء في السلطة؟
هايدي سيكوينز: أولاً، أنا لا أتفق تماماً مع ذلك. على سبيل المثال، إذا نظرت إلى إيطاليا، فستجد حزباً يمينياً في السلطة؛ حزب أوربان اليميني؛ في بولندا هناك الآن حكومة مختلفة، ولكن ما أراه لا يوثق به ولا يمكنهم الاتفاق على سياسة مشتركة. ما أراه هو أن الجميع ينسحبون إلى بلدهم ويعتقدون أن بإمكانهم بناء حائط حول بلدهم ومنع الناس من دخول البلاد. بالطبع هذا لن ينجح. لذلك أعتقد أنهم يواجهون مشكلة كبيرة الآن لأنهم لا يستطيعون الاتفاق على شيء فاعل. أول شيء أفعله هو أن الجامعة مهمة في هذا الأمر، من خلال تثقيف الناس وجعل الناس يبقون في بلدهم وتكون لهم وجهة نظر هنا.
رووداو: تحدثنا عن أن الأمم المتحدة لم تعد فعالة في قضايا مثل أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط. هذا يعني أن الاتحاد الأوروبي كمؤسسة لم يعد قادراً على أداء وظيفته. لذا تنكفئ كل دولة على نفسها؟
هايدي سيكوينز: أجل. من هذا الجانب نعم، يقولون دعونا نبني حائطنا.
رووداو: تنتج جامعة كوردستان والجامعات الأخرى كل عام العديد من الأكفاء المستعدين للعمل ولديهم مهارات جيدة، لكن هناك مشاكل تكمن في فرص العمل في هذا الجزء من العالم، بما في ذلك كوردستان. فكيف يمكنكم، في النمسا، مساعدة كوردستان على خلق فرص العمل؟
هايدي سيكوينز: فيما يتعلق بخلق فرص العمل، لدينا الآن وضع مختلف في أوروبا. ليس لدينا أشخاص يعملون. منذ ظهور فيروس كورونا، يبدو أن الناس اختفوا فجأة. عاد العديد من العمال المهاجرين من هنغاريين وبولنديين إلى بلادهم ولم يعودوا أبداً.
سمعت أن هناك مشكلة كبيرة في العراق في توظيف الناس لأن معدل البطالة عالٍ جداً، لكن أعتقد أن الأمر مرتبط أيضاً بوتيرة نمو السكان. أعتقد أن هذا نوع من الانفجار، لذلك هذا أمر تجب مواجهته أولاً. القيام بأي عمل مفيد، بدلاً من إعطاء الناس القليل من المال للبقاء والعيش بصعوبة. بينما لا يفعلون شيئاً يذكر.
رووداو: لقد ذكرت أن الذين ذهبوا إلى هنغاريا وبولندا لم يعودوا بعد وباء كورونا، لذلك تحتاج النمسا إلى العمال الآن. كيف تتعامل حكومتكم مع هذه المشكلة؟
هايدي سيكوينز: هناك خطة تسمى الأحمر والأبيض والأحمر. هذه هي ألوان العلم. أحمر، أبيض، أحمر.. هذا أيضاً لا ينجح، أفضّل أن تكون لدى النمسا سياسة مثل سياسة كندا التي تختار الأشخاص الذين تريدهم. على سبيل المثال، نحتاج إلى عاملين في تكنولوجيا المعلومات، أو ممرضات، نختار أننا نريد هذا وذاك.
رووداو: ألمانيا تفعل ذلك الآن. في الواقع، إنهم يعملون الآن على قانون جديد سيتم إقراره في البرلمان والذي سيسهل كثيراً الهجرة إلى ألمانيا بشكل قانوني، ولكن لأي نوع من الأشخاص، للأشخاص ذوي الكفاءات. هل تعتقدين أنه مع تزايد أصوات اليمين في النمسا، ستكون هناك فرصة لتمرير مثل هذا القانون في البرلمان؟
هايدي سيكوينز: أعتقد أنه يمكن تمريره، ولكن أعتقد أن هناك اعتراضات من جهات مختلفة، مثل المنظمات غير الحكومية التي تقول إنه ينبغي منح اللجوء للجميع. من هو المؤهل للحصول على اللجوء؟ أعتقد كل من يأتي من سوريا وأفغانستان له الحق في اللجوء، لكن هذه ليست المشكلة، على سبيل المثال، هناك الآن مليون سوري يعيشون في ألمانيا، ليسوا جميعهم لاجئين، بعضهم جاؤوا بعائلاتهم لاحقاً. الآن في فيينا لدينا 300 طفل يأتون من سوريا في كل شهر.
رووداو: 300 طفل من سوريا. هل لديك أرقام تخص العراق؟
هايدي سيكوينز: لا، لاأظن أن لدينا الكثير من العراق، هؤلاء يأتون من تركيا.
رووداو: ما الذي يمكن أنه يغيره صعود اليمين بالدرجة الأساس في النمسا؟
هايدي سيكوينز: لا شيء. إنهم لا يريدون حلولاً، لا يريدون حل مشكلة المهاجرين هذه، فهم يعيشون عليها. أتدري أنه في حال انتهت هذه المشكلة سينتهون هم أيضاً.
رووداو: هذا يعني أنك تتوقعين دوام هذه المشكلة؟
هايدي سيكوينز: إن أردت الصراحة، أنا في الحقيقة لست متفائلة كثيراً.
رووداو: هل الهجرة هي السبب الوحيد الذي دفع الناس للتصويت لصالح اليمين، أم أن هناك أسباباً أخرى؟
هايدي سيكوينز: أود أن أقول أن هناك شيئين. أحدهما هو الهجرة، وليكن واضحاً أن الذين يصوتون لصالح اليمين ليسوا فقراء. لا تظن أن الفقراء يصوتون لهم، بل الأشخاص الذين حققوا شيئاً ما ويخافون فقدان تلك الثروة، لذلك يمكن أن تكون الهجرة سبباً. السبب الآخر هو الأزمة الاقتصادية، فالخوف من خسارة ما حققه الناس يجعلهم يصوتون لليمين.
رووداو: في بعض أجزاء أوروبا لم يفز اليمين منذ الحرب العالمية الثانية، لكن ما يثير الاهتمام بالنسبة لي هو ما الذي يجعل الناس يصوتون لليمين في أوروبا. هل هي الهجرة فقط أم هناك أسباب أخرى؟
هايدي سيكوينز: جزء كبير منه بسبب الهجرة، ولكن أقولها مرة أخرى، الخوف من فقدان ما لديهم. كنت في تلك المدينة في ألمانيا وهي واحدة من أجمل المدن التي رأيتها على الإطلاق وكان كل شيء رائعاً كأنه قصة خيالية، المطاعم مكتظة والناس يشربون ويحتفلون، نظرت حولي وتساءلت: ماذا ينقصهم؟ إلى ماذا يفتقرون لماذا يصوتون للحزب اليميني الذي لا يقدم لهم شيئا؟ في الحقيقة، إنه الخوف، وليس الخوف العقلاني، بل المزاجي.
رووداو: حسناً، تذكرت شيئاً هنا بينما نتحدث عن اليمينيين. تذكرت قولاً لسلافوي جيجك، ربما تعرفينه، وهو يساري مشهور جداً، يصف نفسه بالماركسي الهيغلي، هو من سلوفينيا، وصفته جريدة التايمز بأنه أخطر فيلسوف على قيد الحياة. قال ذات مرة شيئاً مثيراً للاهتمام، قال إنه لا يمكننا إلقاء اللوم على اليمين عندما يفوز. كان يتحدث عن فوز ترامب في الانتخابات، إلى جانب صعود اليمين في أوروبا. كان يعني أن انتصار اليمين لا يعني أن لديهم أي شيء للشعب، لكن فوزهم يعني أن اليسار والديمقراطيين الاشتراكيين والليبراليين فشلوا في الوفاء بوعودهم على مدى العقود القليلة الماضية. ما رأيك في هذا؟ هل تعتقدين أن فوز اليمين، على الأقل في النمسا، ليس لأن الناس يخافون من خسارة شيء ما فيصوتون لليمين، ولكن لأنهم لم يعودوا يثقون في وعود وسياسات الأحزاب الأخرى التي جربوها لعقود ويعلمون الآن أنها لن تعمل؟
هايدي سيكوينز: على سبيل المثال، فيينا كان يديرها الديمقراطيون الاشتراكيون مائة عام على الأقل، باستثناء زمن الحرب وما تعرفه، حتى بالنسبة لي في حزب الخضر، فيينا واحدة من أكثر المدن ملائمة للعيش في العالم ويتم اختيارها سنوياً كواحدة من أكثر المدن ملائمة للعيش في العالم. تتساءل أحياناً لماذا يفعل الناس ذلك ويصوتون لليمين، لأن العقارات رخيصة ووسائل النقل العام جيدة جداً والنظام التعليمي جيد والنظام الصحي جيد، ومع ذلك تتساءل ما الذي يجعلهم يصوتون لليمين؟ عندما تتحدث إلى الناس، يقولون إنهم يرون هؤلاء الشباب الأفغان في محطات السكك الحديدية وأنهم خائفون منهم.
رووداو: يخافون منهم؟
هايدي سيكوينز: الإعلام أيضاً يشجع هذا. قسم كبير من الإعلام.
رووداو: الإعلام أم السوشيال ميديا؟
هايدي سيكوينز: السوشيال ميديا بالتحديد، وتيك توك بصورة رئيسة، يمكنن أن أقول واثقة إنه تيك توك.
رووداو: أي أن تيك توك هو المنصة الرئيسة؟
هايدي سيكوينز: نعم، إنه تيك توك عندما يتعلق الأمر باليمين. من ناحية أخرى، الإسلاميين، هم أيضاً يمينيون، لأن عندي، الإسلام واليمين وجهان لعملة واحدة. يصلون إلى الأطفال في النمسا عبر تيك توك. لا يمكنك الوصول إلى هؤلاء من خلال وسائل الإعلام الرئيسة لأنهم يكذبون، يكذبون باستمرار. لذلك يقومون بنشر المعلومات من خلال مجموعات واتساب وأشياء من هذا القبيل.
رووداو: في الواقع، نحن أيضاً لدينا مشكلة هنا مع تيك توك، الذي تؤثر على الأطفال. الشباب والبنات لكن ليس سياسياً فمشاكلنا مختلفة ولكن هل لديكم نفس المشاكل وخاصة مع تيك توك؟
هايدي سيكوينز: الإسلاميون هم الأكثر تأثيراً في تيك توك لأنها الأداة الرئيسة التي يستخدمونها وهم جيدون جداً فيها. تحدثت إلى شاب كان في سوريا وشعر بطريقة ما أن ما فعله كان تافهاً للغاية، لكنه الآن يتحدث للأطفال ويحدثهم عما جرى له وكيف تحول إلى متطرف. يقول إن الإسلاميين بارعون جداً في ذلك، بارعون في ما يفعلونه. من ناحية أخرى، لدينا إحصائيات تخبرنا أنه لم يعد بإمكاننا الوصول إلى الشباب من خلال وسائل الإعلام العادية، ولا حتى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إنهم الآن في مجموعات واتساب خاصتهم ولا يسمعون إلا ما يريدون.
رووداو: مشكلة وسائل التواصل الاجتماعي هي أنك لست متصلاً فعلياً بالجميع، لكن الخوارزمية توجهك بطريقة ينتهي بك الأمر فيها في دائرة لا ترى فيها إلا ما يعجبك.
هايدي سيكوينز: نعم، ما تريد أن تسمع، أجل.
رووداو: كيف هي علاقاتك مع المجتمع الكوردي في فيينا؟
هايدي سيكوينز: أستطيع أن أقول إنها وثيقة جداً وكانت كذلك دائماً، لا أريد أن أخبركم عن حياتي كلها، لكن حتى عندما كنت طالبة في القسم الداخلي، كان معنا طلبة كورد كانوا يدعونني إلى حفلاتهم، ولهذا نشأت بالقرب منهم. الكورد يقدمون دائماً صورة تقول إنهم الأكثر ليبرالية، وإنهم الذين يريدون حقاً التواصل معنا. الآن لدي اتصالات مع جميع المجموعات الكوردية وأدعى دائماً للتحدث، حتى أني راقبت الانتخابات في المنطقة الكوردية في تركيا، ولهذا أقول إن علاقاتي معهم جيدة جداً وأنا أعرف أيضاً السيد رمضان، مسؤول مكتب حكومة إقليم كوردستان. في فيينا. إنهم قريبون من قلبي.[1]