ب. د. #فرست مرعي#
1- في سنة 1839م زار المبشر الامريكي البروتستانتيأساهيل كرانت(1807 – 1844م) مدينة عقرة قادماً من الموصل واخترق منطقة الزيبار الوعرة قاصداً الوصول الى مدينة العمادية عاصمة امارة بهدينان، وكان وجهته منطقة هكاري لزيارة البطريرك النسطوري مار شمعون في معقله الجبلي في قرية قودشانس الواقعة شمال مدينة جولميرك.
2-في سنة 1844م زار الرحالة اليهودي هنري أرون ستيرن(1820 – 1885م) بغداد حيث قررت جمعية لندن التبشيرية فتح مركز لها، وفي أول رحلة له خارج بغداد زار ستيرن المجتمعات اليهودية في طوزخورماتو وكركوك واربيل والموصل والقوش ودهوك ( التي يسميها تاهوك) وقرية سندور، كما زار زاخو والعمادية، ومن العمادية دخل مناطق النساطرة في منطقة برواري بالا حتى بلغ قرية آشيتا، ثم توجه شرقاً الى قرية شوش التي زارها ( الحبر ديفيد) أضاً، ومن شوش عاد الى الموصل، ورغم أن زيارته كانت قصيرة إلا أنه تطرق الى مسائل هامة. ويشير ستيرن الى أن نفوس قصبة عقرة خلال منتصف القرن التاسع عشر لم يكن يتعدى الثلاثمائة نسمة.
3- في شهر حزيران عام1845 زار الرحالة اليهودي الروماني جوزيف إسرائيل بنيامين – بنيامين الثاني(1818 – 1864م) مدينة عقرة، ثم تسلق جبل بيرس الذي يقول إن اليهود يسمونه جبل الزيبار والكرد يسمونه جبل بيرس ، وعند سفوح الجبل التقى الرحالة بنيامين بأربع عائلات يهودية من الرُحَّل، حيث أكد له أفرادها أنه لم يسبق لهم أبداً أن شاهدوا أو سمعوا عن رحالة يهودي أوروبي في تلك المنطقة، ثم اتجه الرحالة في رحلة بعيدة وفريدة من نوعها ليزور قرية بارزان الجبلية.، ومكث في بارزان فترة قصيرة، ثم زار منطقة سوندو( لعلها مدينة نغدة في كردستان الشرقية) واصيب بمرض الملاريا، ثم رجع الى بارزان وهو لا يزال يعاني المرض، ثم قصد بمساعدة بعض اليهود منطقة قريبة من مدينة أورمية، وبعد فترة قصيرة قطع رحلته في منتصف شهر تموز عام1848م وعاد الى الموصل.
4- في سنة1852م تم رسامة الاسقف مار إيليا سفرو كمطران على أبرشية عقرة، والمطران سفرو من اهالي قصبة القوش وتوفي بعد فترة قليلة في 22/9/1854م ودفن في قرية خربة الواقعة غرب مدينة عقرة. لذا أصبح كرسي مطرانية عقرة شاغراً وتم اشغاله من قبل مطران العمادية ومدبر أبرشية زاخو مار توما دوشو كمدبر على مطرانية عقرة لغاية سنة 1864م.
5- في سنة1874م تم رسامة الاسقف مار يوحنا إيليا ملوس كمطران على أبرشية عقرة على يد البطريرك مار يوسف أودو السادس (1847 – 1878م).
6- في شهر تشرين الثاني عام1885م خرج الانبا شموئيل جميل التلكيفي (1847 – 1917م) الرئيس العام لأديرة الكلدان من الموصل مبعوثاً من قبل بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في الموصل مار عبد يشوع الخامس خياط (1895 – 1899م) قاصداً منطقة عقرة، وفي طريقه مر بقرى الشبك وعشيرة الكوران، فذكر أنه كان في قرية (بَردَرَش) حوالي (100) بيت من الكرد، وفي قرية (روبيا – روفيا) حوالي (40) بيتاً من الكرد، وعندما وصل الى مدينة عقرة، فوجد فيها 1200 بيت، منهم حوالي (30) بيتاً من المسيحيين الكلدان الكاثوليك يسكنون متجاورين في أعلى المدينة أسفل حصن متهدم مبني على قمة الجبل، وهؤلاء الكلدان لهم كنيسة مبنية على اسم مريم العذراء، لكنها غير مستخدمة حالياً (=آنذاك) بسبب سقوط نصف سقفها تقريباً، كما يوجد في عقرة (20) بيتاً من المسيحيين اليعاقبة (= المنوفستيين – أصحاب الطبيعة الواحدة)، ولهم كاهن واحد وكنيسة واحدة محفورة كلها في الصخور. وفي عقرة حوالي(100) بيت من اليهود ولهم كُنَيس ورئيس كهنة (= حاخام ). أما بقية السكان فمن الكرد. كما أن زار قرى منطقة نهله والزيبار واشتكى من ظلم الآغوات و(الاكراد الاشرار) للمسيحيين في تلك الانحاء، وكيف انهم استولوا على العديد من القرى المسيحية الكلدانية، وتشهد بذلك خرائب الكنائس فيها، فعلى سبيل المثال زار قرية (آرينا) فوجد فيها حوالي (100) بيت من حوالي(90) من الكرد الذين كانوا جماعتين الاولى تابعة الى (عبدالله آغا)، والاخرى الى (سليم خان) آغا القرية والمنطقة كلها، وبقية البيوت هي من الكلدان الكاثوليك الذين لهم كنيسة باسم ( مار قرياقوس) ولهم كاهن(= قس) اسمه (كوريال) بعدها زرنا قرية أرتون (= أركن) تسكنها (4) عوائل من الكلدان، ثم زارقرية صانايى (= صيان) فقط (7) بيوت من الكلدان الذين لهم كنيسة على أسم( ماركيوركيس الشهيد)، بعدها زرنا قرية بامشمش فوجدنا فيها(4) بيوت من الكلدان ولديهم كنيسة باسم ( مريم العذراء).
7- في شهر تشرين الثاني عام1885م زار الانبا شموئيل التلكيفي قرى أخرى تابعة لعقرة، فزار قرية كردس التي يسكنها فقط (10) من عوائل المسيحيين الكلدان، ولهم كنيسة باسم (مريم العذراء). وفي اليوم التالي زار الانبا قرية شلمَث (شرمن) أهلها جميعاً من النساطرة؛ ولم يذكر مسيحيتهم لانهم اصحاب بدعة وهرطقة في نظره. ثم زار قرية كوندك التي يسميها أهل المنطقة نيريم وفيها حوالي (30) بيتاً من الاكراد عدا خمسة بيوت من الكلدان، وكان زعيم القرية (خالد آغا) قد دعا الانبا ومرافقيه الى دعوة غذاء لأنهم كانوا على معرفة سابقة ببعضهم. بعدها زار قرية شوش التي فيها حوالي (60) بيتاً من الكرد واليهود، بعدها زار قرية شرمن من جديد، واستطاع إقناع جميع اهاليها(15) عائلة بترك النسطورية (= عقيدة أتباع كنيسة المشرق – الآثورية – الآشورية) واعتناق الكثلثكة وتم تعميذ أطفالهم من جديد.
8- في 6/12/1885م زار الانبا جميل بصحبة (خواجا شربتي) رئيس قرية (نوآوا- نوهاتو) الكلدانية الواقعة ضمن عشيرة السورجي قرية بجيل، وكان الشربتي ومسيحيي القرية المذكورة هم بالاصل من منطقة الزيبار ولكنهم هربوا منها ، حيث آواهم السورجية، وقد رحب الشيخ محمد السورجي شيخ تلك المنطقة بالانبا وضيفه، ودعاه الكاهن الى الاهتمام بالمسيحيين ورعايتهم، بعدها زار قرية ملا بروان وكاني فلله (= عين المسيحيين) فوجد فيها عدة أسر مسيحيية هربت من (ظلم الاكراد الزيباريين) أيضاً.
8- في سنة1885م توفي القس يعقوب بن القس كانون البارزاني في قرية نووافا التابعة لعشيرة السورجي ، وتم دفنه في مقبرة المسيحيين في مدينة عقرة.
9- في سنة 1887م تم تعيين القس جلال فارسي كمدير بطريركي لأبرشية عقرة، والمذكور من اهالي مدينة أورمية ، وبعد خمس سنوات من خدمته توفي في مدينة عقرة ودفن في باحة الكنيسة.
10- في 25/3/1903م تم رسامة يعقوب حنا سحر كمطران على أبرشية عقرة، وتم زيادة صلاحيته على أبرشية العمادية التي كانت بدون مطران يشغل أرشيتها في تلك الحقبة، وتوفي المذكور في 12/6/1909م.
12- في سنة 1910م تم فصل أبرشية عقرة عن أبرشية العمادية.
13- في 4/12/1910م عين بطريرك الكلدان يوسف عمانوئيل الثاني (1900 – 1947م) القس ميخائيل ججو كمدبر بطريركي على أبرشية عقرة لمدة اربع سنوات.
14- خلال سنوات الحرب العالمية الاولى لم يبق في عقرة سوى عشرة عوائل يهودية.
15- في سنة1914م رسم المطران مار إيليا أبونا وكيلا لأبرشية عقرة. والذي رسم كاهنا عام 1879م من قبل مطران العمادية مار كيوركيس كوكا والمتوفي عام 1896م في قرية بيدارو قرب زاخو، دخل كوركيس ياقو المعهد الكهنوتي في الموصل عام 1887 على يد مار إيليا عبو اليونان ، باطريرك بابل على الكلدان باسم القس كوركيس ابونا. بعد رسامته قسيسا، ارسله البطريرك الى المدن، ماردين، ديابكر ،ترسوس. ثم شغل منصب الوكيل البطريركي لمار عبو اليونان في الموصل. وبعدها خدم في كل من حلب، بيروت، إسطنبول الى عام 1902م . حيث استدعي من قبل مار عمانوئيل توما الثاني ليستقر في بلدته القوش . وبعد فترة قصيرة رجع ثانية الى القوش بدون مهام كنسية. والمذكور من مواليد 1863م في القوش، وكان شخصا مثيرا للجدل داخل الاوساط الكنسية حيث نقل ولاءه عدة مرات بين الكنيستين الكلدانية والنسطورية (= أتباع كنيسة المشرق)، حيث رسمه البطريرك مار شمعون اسقفا على ابرشية اشور – موصل وتوابعها، ومن ثم اسقفاً على أسعرد - سيرت . توفي سنة 1955م ودفن في كنيسة مار كيوركيس في القوش.
15- في 4/12/1919م تم تعيين الكاهن (= القس) ميخائيل ججي سفر كمدبر بطريركي لأبرشية عقرة، واستمر في مهام عمله الى شهر آب/ 1923م حيث نقل الى أبرشية الاهواز في إيران كمدبر بطريركي أيضاً. وتجدر الاشارة إليه أن القس ميخائيل من أهالي قضاء تلكيف ومن مواليد 1884م.
16- في تشرين الاول سنة 1920م قام حوالي (5000) مقاتل آثوري بقيادة كل من : آغا بطرس، وملك خوشابا، وزعماء آخرين بتسلق جبال كردستان انطلاقاً من معسكرهم في قرية مندان الواقعة على نهر الخازرعلى طريق الموصل – عقرة، بغية اقامة دولة آثورية (=آشورية ) في مناطق أورمية وهكاري (اجزاء من كردستان الشمالية والشرقية )، وقد تقدمت هذه القوات تحت رايتها الحمراء ذات الصليب الابيض مدعومة بالمدفعية البريطانية نحو مدينة عقرة، وبعد معارك عنيفة مع أبناء عشيرتي السورجي والزيباري، تمكنوا من احتلال عقرة، بعدها واصلوا تقدمها لاحتلال قرية بارزان عن طريق جبل بيرس، وبعد معارك عنيفة مع الزيباريين والبارزانيين، تمكنت القوات الآثورية من عبور نهر الزاب الكبير واحتلال بارزان وحرقها بعد استشهاد القائد البارزاني المشهور (سعيد ولي بك)، ثم واصلت تقدمها نحو مناطق عشائر المزوري زوري والدوسكي زوري والارتوشي والريكاني والنيروي والبرواري بالا، حيث أحرقت ودمرت في طريقها العشرات من القرى الكردية لعشائر الزيباري والبارزاني والريكاني والنيروي انتقاما وثأراَ لخسائرها في معارك عام 1915م مع المجاهدين الاكراد من أبناء العشائر المذكورة، ولولا حلول فصل الشتاء وحدوث انقسام بين مقاتلي أبناء مناطق اورمية وهكاري، لكانت الامور تسير وجهة اخرى.
17- كانت أسرة خواجه خينو أهم أسرة يهودية في عقرة منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى مسنة 1943م عندما توفي عميد الاسرة إيلياهو خواجه خينو الذي كان رئيس الجالية اليهودية، وفي ظل الحكم العثماني كان الاخير مستنطقاً في محكمة عقرة .وكان له صلات مباشرة مع القبائل الرئيسية في عقرة، فكانت له شراكة مع قبيلة السورجي التي كان يمتد نفوذها من جنوب عقرة حتى نهر الزاب الكبير، وكذلك مع العديد من رؤوساء قبيلة زيباري شمال عقرة. وأرسى علاقات وطيدة مع القبائل الرُحَل كقبيلة هركي ورؤوساء القبائل شبه الرُحَل كقبيلة كوران الذين كانوا يهاجرون سنوياً الى المناطق المحيطة بعقرة. وتطورت الصلات مع كل من قبيلة الهركي والكوران لأنه تصادف أن الطرق التي يقطنها مساعدي خواجه خينو من التجار هي نفس الطرقات التي تتحرك فيها تلك القبائل.
18- في سنة 1929م كان في عقرة أربعين أسرة يهودية وعشرين أسرة كلدانية من بين الثمانمائة أسرة مسلمة تقيم في عقرة، واشتهر يهود عقرة الذين يمتلك أكثرهم متاجر ومشهورين بصناعة السيوف الفضية والخناجر الكردية.
19- في سنة 1935م تم تعيين الراهب ولد اسرائيل بن سمعان بن ميخا حداد مدبر بطريركي لأبرشية عقرة، والمذكور ولد في القوش عام 1902م، دخل الرهبنة عام 1918م، درس في معهد شمعون الصفا الكهنوتي في الموصل وفي أثناء دراسته جاهر بالنذور المؤبدة واتخذ عمانوئيل اسماً له، أرتسم كاهناً عام 1930م مع اثنين أخرين من طلاب المعهد المذكور في مصلى مار بطرس زعيم الرسل في الموصل. قام برسالته في مراكز عديدة خارج الرهبنة وداخلها ومنها: صار معلماً للمبتدئين بضعة أشهر، ثم رئيساً لدير الربان هرمزد، ونقلت خدماته إلى عقرة عام 1935م كمدبر بطريركي لابرشية عقرة كما أسلفنا، ثم نقل الى السليمانية لفترتين متقطعتين. تعين بعدها في ديرالزور والقامشلي في سوريا، ثم لجماعة كرمنشاه في ايران. اصبح مدبراً للرهبانية عدة مرات، وأُنتخب رئيساً عاماً لها لمدة ثلاثة سنوات من نحو (1960- 1963م)، وخلال رئاسته حضر المجمع الفاتيكاني الثاني في روما ممثلاً عن رهبنته الكلدانية عام 1962م، بعد انتهاء مدة رئاسته انتقل لخدمة المؤمنين في بغداد. سافر بعدها إلى روما لإدارة دير مار يوسف التابع للرهبانية وهناك توفي ودفن في مقبرة الفاتيكان عام 1987م.
20- في 15/1/1937م تم تعيين الراهب ميخائيل إيشوع كمدبر بطريركي لأبرشية عقرة واستمر في عمله الى سنة 1941م، حيث ساعد الاب الدومنيكي جاك ماري فوستي في فهرست مخطوطات اسقفية عقرة للفترة من28/10/1938م الى 2/11/1938م. والمذكور من مواليد قرية ملا بروان، وتوفي سنة 1975م في بغداد.
21- في 28/10/1938م زار المستشرق البلجيكي الاب الدومنيكاني يعقوب ماري فوستي (1883 –1949م) مدينة عقرة ، وقام بفهرست مخطوطات أبرشية عقرة وكنيسة قرية خربة ( غرب عقرة) بمساعدة كل من الراهب ميخائيل إيشوع المدبر البطريركي لأبرشية عقرة والكاهن بولس يونان الطالب في معهد مار يوحنا الحبيب في الموصل، واستمر في عمله لغاية 3/11/1938م. وكان فوستي قد زار مدينة دهوك والقرى المسيحية المجاورة سنة1926م بقصد الإطلاع على المخطوطات السريانية في الاديرة والكنائس الكلدانية، والاطلاع على محتوياتها، ومن ثم فهرستها. وخربة القرية التي يقع إلى جوارها دير(مار يعقوب)، الشهير بدير (بيث عابي - دير الغاب).
ونشر الأب المستشرق (فوستي) حصيلة عمله في مجلة (المعهد الشرقي) ب(روما)، وبلغ عدد المخطوطات التي رآها (فوستي)، ووضع لها فهرساً، (67 مخطوطة)، بينما بلغت المخطوطات التي فهرسها الأب الدكتور (يوسف حبي) (96 مخطوطة). ولعل أهم المخطوطات هي: مخطوطة العهد القديم، والعهد الجديد، وصلوات الطلب (= الباعوثا)، وغيرها من المخطوطات القديمة جداً من مخطوطات دير مار يعقوب (بيث عابي).[1]