أيران ... روحاني !!
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 4254
المحور: القضية الكردية
أيران ... روحاني !!
منذ فوز الجناح المعتدل في الانتخابات العامة الايرانية والتي جرت في الجمهورية الاسلامية الايرانية مؤخرا والاتيان بالجناح الاصلاحي وزعيمها حسن روحاني رئيسا للجمهورية الاسلامية حتى أبدت انفتاحا واستعدادا للحوار والمفاوضات مع الولايات المتحدة الامريكية , وبداياتها كانت حوارا تليفونيا من الرئيس الجديد روحاني لباراك ابوما عند زيارته للامم المتحدة مما احدثت هذه المكالمة انفراجا مهما في العلاقات بين الدولتين , وأخرجت ايران من عزلتها السياسية , وكانت طهران قد أبدت استعدادا للمفاوضات والحوار مع مجموعة الستة الداعمة لانعقاد مؤتمر جنيف (2) بخصوص سوريا .
ان الاستراتيجية الايرانية الجديدة تدعوا الى الانفتاح على العالم الغربي مقابل ( وقف عمليات تخصيب اليورانيوم ) للاستخدامات العسكرية وتخصيصها في الاستخدامات السلمية من تطوير الطاقة والكهرباء وغيرها من الاستخدام السلمي للطاقة النووية , ووقف عمليات التخصيب يتم بالمقابل من رفع العقوبات الدولية المفروضة على الجانب الايراني .
والرئيس الامريكي مخول من الكونغرس برفع العقوبات على ايران التي تخنق الاقتصاد الايراني وتأثر ذلك على الحياة اليومية للمواطن الايراني , والادارة الامريكية بحاجة الى تحقيق نجاح في الملف الايراني .
وأثبتت الاحداث أن امريكا بحاجة الى ايران لترتيب البيت الداخلي لدول المنطقة , وقد تنازلت أمريكا عن العراق لصالح أيران بمحض ارادتها مما ساهم ذلك في التدخل الايراني في السياسة العراقية ولا يمكن أن تدور هذه السياسة العراقية الا بموافقة أيرانية .
أن الدبلوماسية الايرانية اثبتت قدرتها على مجاراة ومواجهة التهديدات الامريكية بالصبر والعزم وفي بعض الاحيان احتوائها , هذه السياسة الامريكية القائمة على المصلحة استطاعت الدبلوماسية الايرانية مقارعتها فينبغي على الدول التي لها علاقات مع الادارة الامريكية ان يبادلها المصلحة لا أن تتنازل عن مصلحتها للمصلحة الامريكية لان بعد بعد ذلك سوف تطلب منك الادارة الامريكية عن تتنازل عن الدولة لها ولمصلحتها وهناك امثلة كثيرة لذلك كما حدث للشاه المخلوع وكذلك حسني مبارك وغيرهما .
أن الدبلوماسية الايرانية وعت هذه السياسة الامريكية المتغطرسة وأستطاعت ان تجاري الادارة الامريكية وصولا الى التعاون الاستراتيجي المرتقب .
أن امريكا بحاجة الى أيران باستراتيجيتها وقدراتها العسكرية حتى دون القوة النووية , دحرت أيران القدرة العسكرية الاسرائيلية مرتان بالنيابة , في الغزو الاسرائيلي لجنوب لبنان وعدوانها على قطاع غزة الفلسطينية .
أن التقارب الايراني الامريكي اوجست خوفا مشروعا لدي الدول الخليجية مما انعكس هذا التقارب على العلاقات الامريكية الخليجية وعلى السياسة الخليجية المستقبلية , ورفض المملكة العربية السعودية لمقعد مجلس الامن يدخل في أطار هذه السياسة , والابتعاد عن امريكا تدريجيا والبحث عن بدائل استراتيجية اخرى من تطوير وتعزير العلاقات مع روسيا والصين وفتح السوق الخليجية لمشاريعهما الاستثمارية .
والادارة الامريكية بحاجة الى طهران كقوة اقليمية فاعلة في المنطقة وترتيب البيت الداخلي لدول المنطقة المطلة على الخليج .
أذن هل نحن أمام خارطة طريق امريكية جديدة تشمل المنطقة و دول الخليج بوجه الخصوص وتشجيع الربيع العربي فيها .!!
هذا ماسوف نراه في المستقبل القريب ان شاء الله من انعكاس هذا التقارب الايراني الامريكي على واقع دول الخليج.[1]