أردوغان على خُطى نيرون- 2
ريناس رمو
كتبت مقالا بعنوان اردوغان على خطى نيرون 1 قبل حوالي 7 أشهر أشرت من خلاله إلى أن حزب العدالة والتنمية ومنذ استلام السلطة في تركية بقيادة الطاغية اردوغان يجر البلاد الى المزيد من الدمار والخراب وعلى كافة الاصعدة وركزتُ حينها على الجانب الاقتصادي وتدهور الليرة التركية وفقدانها لقيمتها وقبل شهرين وجدنا أن الليرة التركية قد هبطت إلى مستويات قياسية.
إن ما يحدث في تركيا من سياسات ستغير وجهها للأبد من القضاء على المؤسسة العسكرية التركية وتحويل أكثر من 40 ألف ضابط الى التقاعد ومحاكمتهم ومنظر إهانة جنرالات تركية على يد مؤيدين مدنيين لاردوغان أنهى الاعتزاز بالجيش التركي الذي كان خالداً في ذاكرة الشعب التركي.
ومما لا شك فيه وفي حال استمرار اردوغان بسياسته هذه فإن تركية تتجه نحو حافة الهاوية والتي ستدمر البنية التحتية للدولة التركية إذ أن الرئيس التركي وبعد استلائه الكامل على السلطة من خلال الانقلابات العسكرية الوهمية التي قام بها والتخلص من معارضيه وجد نفسه منفرداً بالسلطة وبات يلعب بالأوراق التركية ظناً منه أنه سيصبح امبراطور العصر بهذه الأوراق، ناسياً أن هذه الاوراق هي التي حافظت على البنية التحتية للدولة التركية.
اردوغان الذي حاول من خلال لعبه بهذه الأوراق الضغط على أمريكا من خلال حلف الناتو باحتلال تركيا لأراضي سوريا حالماً بالقضاء على آمال وطموحات مكونات شمال وشرق سوريا في الحصول على حريتهم والضغط على الدول الاوربية من خلال ورقة اللاجئين وفتح الطريق أمام الارهابيين لمرورهم بين أوروبا والشرق بهدف الحصول على مبالغ مالية وقروض تجارية والضغط على روسيا من خلال استخدام ورقة الاخوان المسلمين وما تسمى بالمعارضة السورية التي أصبحت بازاراً لتركيا مع روسيا ومحاولة انقاذ الاقتصاد التركي من بوابة مدينة حلب والدخول في مستنقع الحرب السورية هذه السياسات جعلت تركية مصدر قلق للسياسة العالمية.
ووفقا لجريدة إيكونمست الاقتصادية المخصصة فإن الأزمة التركية الاقتصادية لا تملك أي فرص في الوقت الراهن للتغلب على الازمة التي تعيشها البلاد وربطت الجريدة ذلك بتوتر العلاقات التركية الامريكية بينما أشار تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية خلال شهر أغسطس من العام الماضي إلى أن سياسة اردوغان فشلت في التعامل مع الازمة الاقتصادية لتركيا وأكد تقرير جريدة الغارديان أن اردوغان قد فشل أيضا في اطمئنان الاسواق العالمية القلقة من انهيار الاقتصاد التركي وخاطبت نفس الصحيفة في عدد آخر لها الرئيس اردوغان بالقول عندما تكون في حفرة فمن الأفضل التوقف عن الحفر يا سيد أردوغان.
مما لا شك فيه أن الحكومة التركية تقوم باستخدام المسكنات لامتصاص الغضب الشعبي في البلاد بعد تقديرات رسمية تفيد بأن أكثر من 7 ملاين عامل يحصلون على الحد الادنى للأجور عدا عن رفع مستوى البطالة لأرقام قياسية وبحسب خبراء الاقتصاد في حال استمرار اردوغان بسياسته هذه فإن هذا العام والعام المقبل سيشهد ركود اقتصادي تركي قابل للانهيار في حال تعرضت البلاد لأي صدمة خارجية. فبعد تحول الدولة التركية من دولة مؤسساتية ذات سلطة عسكرية منفردة عن الحكم إلى شبه امبراطورية يحكمها مجنون سياسي ووجه الشبه بين اردوغان وبين نيرون هو التخلص من القادة العسكريين البارزين من خلال انقلابات وهمية إلى التدهور الاقتصادي والسياسي للبلاد وكما حرق نيرون روما ظناً منه أنه سيقضي على معارضيه ويؤسس لإمبراطوريته الخاصة فإن اردوغان يحرق تركية ظناً منه أنه يؤسس لإمبراطورية عثمانية إسلامية جديدة ويقضي على دولة كمال أتاتورك الحديثة.[1]