انقسامات الايزيدية تؤثر على قضيتهم
مقالات/صائب خدر
اثار تعيين امير جديد جدلاً بين الايزيديين حول تجدد هذه الظاهرة كل فترة والاسباب التي تدفع اليها ومن اطراف مختلفة هذه الظاهرة التي تضاف الى سلسلة الانقسامات التي يشهدها مجتمعنا.
ان المجتمع الايزيدي يعد واحداً من المجتمعات التي اثرت على قضيته مسألة الانقسام وافقدت هذه الانقسامات قوة القضية وحجم تأثيرها ، ربما يقول البعض ان هذه الانقسامات تحدث في كل المجتمعات ، صحيح ، ولكن ليس بحجم اقلية بسيطة كالايزيدية وليس بقضايا جوهرية شائكة فالانقسام الايزيدي يشمل ( السياسة ، الدين ، المؤسسة الدينية ،( الامير) ، الهوية ، المنطقة، العشيرة ، الجغرافية ، حتى المظلومية ) وتزداد يوماً بعد يوم حجم هذه الانقسامات ويجمع كل شخص يقود هذه الانقسامات حشد جماهيري له ومروجين ينتفعون منه او يكرهون او يختلفون مع اخرين وتتعاظم هذه الانقسامات بين فترة واخرى بشكل كبير ربما تصل مستقبلاً لمراحل مؤذية لمجتمعنا لا تخلو من العنف لاسامح الله وخاصه بوجود عقليات متشددة واحادية التفكير ومؤدلجة سياسياً ، سيما واننا نشاهد بعض النخب الايزيدية تتبنى خطابات كراهية متشدده تجاه بعضها البعض.
ان فكرة الانقسام ايزيدياً ليست حديثه وانما يحدثنا التاريخ عن انقسامات عديدة اهمها في بداية الاحتلال البريطاني (1918 ) للعراق حدث انقسام ذكره جون كيست بكتابه كان انقسام على الامارة وخيراتها وتدخل فيه السير برسي كوكس وانقسامات اخرى مابين البريطانيين والفرنسين ذكره الدملوجي ايضاً وكان ذات طابع عشائري وصراع نفوذ.
مابعد 2003 وايضاً بعد 2014 ولغاية الان زادت بشكل كبير هذه الانقسامات وكل جهة تلعب على الوتر الذي يواءمها ولكون اي انقسام تغذيه الزعامات سواء كانت سياسية او دينية او عشائرية وتلعب دوراً كبيراً في تأجيجه فقد عملت كل هذه التوجهات الايزيدية على تغذية هذه الانقسامات بشكل او بأخر ،
والاكثر خطورة ان هذه الانقسامات بدأت تغذيها جهات محلية و اقليمية كلٌ حسب مصالحة مستثمراً هذه الاختلافات في تعزيز وجوده ، وبدأ المجتمع الدولي يؤشر ويقلق من هذه الاختلافات والانقسامات لانها تُفقده بوصله الدعم لهذا المجتمع كذلك الجهات السياسية العراقية بدءت هي الاخرة تدرك طبيعة المجتمع الايزيدي وتؤشر بوضوح على اختلافاتنا وبعض هذه الجهات تعلب دور في هذه الانقسامات ويرون فيها وسيلة لتمرير اجنداتهم ونفوذهم السياسي في مناطقنا بالنيابة واخرين يبرر عدم استقرار الاوضاع وتقديم الخدمات لعدم اتفاقنا او ربما يجعل ذلك حجة لتأخير اي عملية تقدم داخل مناطقنا.
تمثل المؤسسة الدينية الايزيدية السبب الاكبر لهذا الانقسام بسبب ضعف قدرتها على تبني خطاب ورؤية جماعية موحدة و وتمسكها بفردية القرار والتأثيرات السياسية عليها وعدم اتباعها نهج الانفتاح على الاختلافات الايزيدية وعوامل اخرى لامجال لذكرها.
اننا بحاجة الى ان يجلس الايزيدية مع بعضهم البعض ( من خلال مؤتمر مثلاً) ويتحدثون في قضاياهم المختلفة ويتفقون على رؤية موحدة لمصيرهم في البلدان التي يتواجدون فيها وبخلاف ذلك ستتعمق هذه الخلافات يوماً بعد يوم وربما ينتج عنها صراعات حادة تهدد الايزيدية ووجدوهم وهويتهم وتفقدهم الدعم المحلي والدولي لهم ولقضيتهم المشروعة.[1]