أزمة ثقة بين السلطة وثوار ميدان الحرية
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 3326
المحور: القضية الكردية
أزمة ثقة بين السلطة وثوار ميدان الحرية ...
اننا في الشهر الثاني , ولا زالت الاحتجاجات التظاهرية مستمرة دون وجود اي بارقة امل في حلحلة الامور , ولا تزال السلطة مستنكفة ولا تريد التعامل بعقلانية مع التظاهرات الاحتجاجية , وكل عملها هو اطلاق العنان للوعود ( من خلال خطابات سياسية ) ليس الا , وهي تقر بشرعية مطالب المتظاهرين ولكن بدون تنفيذ حتى اشعار أخر , من جهة رئيس الاقليم سلم رئيس الاقليم بضرورة وشرعية مطالب الجماهير , وبأنه شخصيا مع هذه المطالب , وكلف رئيس حكومته برهم صالح بتطبيق هذه المطالب , ولكن لا شئ على ارض الواقع حتى الان , اما من جهة برلمان كوردستان , أقر اعضاء التحالف الكوردستاني ورئاسة البرلمان بضرورة تنفيذ النقاط السبعة عشر , ولكن نفس الحالة لاشئ على ارض الواقع , اما من جهة رئيس الجمهورية جلال طلباني فحدث ولا حرج , فهو معروف عنه كثرة الوعود دون تنفيذه لبني شعبه , ولكن يوفي بوعوده فقط لغير بني جلدته , من جهته اقر بشرعية المطالب , وانه مع التظاهرات الاحتجاجية مالم يشوبه عنف يعكر صفوه وأضاف بانه وحزبه الاتحاد الوطني هم حاملي لواء الاصلاح والتغيير , ولكن حتى هذه اللحظة لا شئ على ارض الواقع , سوى وعود بوعود , ليس الا , اذن نستنتج من خلال هذا الاستقراء لواقع الحال وواقع الوعود في الخطابات السياسية الرنانة للمسؤولين في السلطة , نستنتج ان الغرض من ذلك ( اطلاق الوعود دون تنفيذ اي منها ) هو التسويف والمماطلة , والمراهنة على الوقت , وهذه الوعود هو لذر الرماد في العيون , وعليه فان الجماهير الثورية في ميدان الحرية تعيش ازمة ثقة مع السلطة في الاقليم , التي ما انفكت تعد وتنفذ سيناريوهات لخلخلة التظاهرات الاحتجاجية وابعادها عن مسارها المستمرة في ميدان الحرية , قد تتصور وتتباهى السلطة بان لديها اغلبية برلمانية , ونقول لهذه السلطة ان الرئيس التونسي كان لديه اغلبية برلمانية متمثلة بالحزب الدستوري الحاكم , ولم يشفع له هذه الاغلبية بل ساعد في رحيله , وكذلك الرئيس المصري كان يملك اغلبية برلمانية متمثلة بالحزب الوطني الحاكم ولم يكن حاله باحسن من سابقته , والرئيس اليمني يملك اغلبية برلمانية متمثلة بحزب المؤتمر الحاكم , ولكنه يهئ نفسه للرحيل حيث التظاهرات مازالت مستمره ضده , هذه الشواهد الحية تدل على ان هناك تعريفات سياسية أيلة الى التغيير , وان الوضع السياسي في منطقة الشرق الاوسط أيل الى التغيير , وان على السلطات الاستبدادية التعامل بشفافية وصدق مع المتظاهرين , لان اسلوب الحكام الاستبداديين لا ينفع مع المتظاهرين في هذا الوقت , قد يكون هذا الاسلوب قد نفعهم فيما مضى وكان السبب في بقائهم بسدة الحكم , ولكن الان الوضع برمته أيل الى التغيير الحتمي لا محالة , ولا بد من التشريع والتسريع بالولوج باصلاحات جوهرية وجذرية لكل المشاكل المزمنة , لا بد من سلوك طريق الشفافية , بهذا فقط يمكن حماية سلطته , اما سلوك طريق الكذب والحيلة والمراوغة فهم سبيله الى الانتهاء والرحيل , وأود هنا ان اشير الى الحالة الثالثة , وهو الموضوع اليمني , اننا نرى تظاهرات حاشدة مؤيدة للرئيس اليمني قد تكون اكثف من تظاهرات المعارضة وهذا لا يمنع ان الرئيس يفكر بالتنحي لكي لا تأخذ التظاهرات المعارضة له منحى أخر تسعر الازمة اكثر فاكثر , لان هناك جزءا كبيرا من الشعب لا يرغب ببقاءه في السلطة , ونطالب من السلطة في اقليم كوردستان ان تفكر بعقلانية والتعامل مع الحدث باسلوب حضاري بعيد عن اراقة مزيد من الدماء العزيزة علينا , وبهذه المناسبة نطالب السلطة بفك الحصار عن مدينة هولير , والسماح بالدخول والخروج اليها , حيث تواجد قوات الامن بكثافة ملحوظة في جل الازقات والحارات , لمنع حدوث مظاهرات مماثلة لتلك في ميدان الحرية بمدينة السليمانية البطلة .
نطالب حكومة برهم صالح بالاستقالة لانها لم تتعامل مع مطالب المتظاهرين بشفافية وعدم الرغبة في حلحلة الامور , وتشكيل حكومة من المستقلين التكنوقراط تمهد لانتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة شفافة , وتقديم القتلة المجرمين الذين فتحوا النار على المتظاهرين في 17 شباط الدامي وما بعده , الى العدالة لينالوا جزاءهم العادل , وتنفيذ مطالب المتظاهرين , هذه المطالب ووفق اقوال السلطة شرعية ومحقة.[1]