الكورد الفيلية ... ومهجري كورد الكويت
#خليل كارده#
الحوار المتمدن-العدد: 3201
المحور: القضية الكردية
الكورد الفيلية ... ومهجري كورد الكويت
تلقينا بفرح نبأ وصف محكمة الجنايات العليا , الجرائم التي ارتكبت بحق هذه الشريحة من ابناء شعبنا الكوردستاني , بجرائم الابادة الجماعية ( الجينوسايد ) , لقد عانى الكورد الفيلية , على يد الحكومات العراقية المتعاقبة الظلم والاضطهاد , وحرمانه من المواطنة , وفي زمن النظام البائد استخدموا كتجارب على الاسلحة الكيماوية والبيولوجية وهم في سجون ومعتقلات النظام البائد المجرم واستشهد الكثيرون منهم , ولكن عدالة الله والقصاص العادل نالت منهم اخيرا , واصدرت محكمة الجنايات العليا قرارا بالاعدام شنقا بالمجرمين القتلة الذين شاركوا بهذه الجرائم الابادية بحق شريحة من ابناء شعبنا الكوردستاني , وننتظر من محكمة التمييز المصادقة على قرار محكمة الجنايات العليا , وعدم اقفال ملف القضية لان هناك قضايا اخرى ذات صلة , ولقد كنا من المبادرين الى التوقيع على بيان باسم مهجري كورد الكويت , لوصف الجرائم التي ارتكبت بحق الكورد الفيلية بجرائم الابادة الجماعية ولان هناك قضايا اخرى مشابهة لا تقل اهمية عن ذلك ونورد الولوج فيه , واقصد مسألة مهجري كورد الكويت . لقد نزحت في خمسينيات القرن المنصرم عوائل كوردية الى الكويت , للعمل وايجاد الاستقرار الامني , ولقد رحبت الكويت بهم لاحتياجهم انذاك الى الايدي العاملة , حينها كانت الكويت في بداية النشوء والتطور , وبداية الاكتشافات النفطية , وبقوا عشرات السنين , واصبحوا بمرور الزمن جالية كبيرة والكثيرين منهم ولدوا هناك , ولكن قوانين الاحوال الشخصية الكويتية مجحفة لم تكن تسهل عملية تجنيس الوافدين وكانت للجالية الكوردية دور اعلامي وتنظيمي فعال في دعم الحركات التحررية القومية الكوردية المندلعة في جبال كوردستان , رغم الانقطاع الجغرافي بين هذه الشريحة عن الوطن كوردستان , ولقد حافظت على لغتها الكوردية الام ولكن تشوبها بعض الكلمات العربية بحكم البقاء والاحتكاك لعقود من الزمن مع السكان العرب .
في فجر 2-8-1990 غزا النظام البائد دولة الكويت , والحقتها قسرا بالعراق , وعاثا فيها ازلام النظام المقبور الفساد والقتل والجريمة والتعذيب النفسي والجسدي ضد السكان الكويتيين , ومنذ اللحظة الاولى للغزو قاومت الجالية الكوردية هذا الغزو بكل الوسائل والامكانيات المتاحة , وساهموا في تخفيف المعاناة على الشعب الكويتي , ولكن بعد التحرير في 26-2-1991 قامت دولة الكويت بانهاء خدماتنا قسرا , واعتبارنا من جاليات الدول الاربع المعتدية وهم ( العراق والسودان واليمن والاردن اضافة الى الفلسطينيين ) ولا يحق لنا البقاء في الكويت , ولقد حاولنا جاهدا البقاء مذكرا مسؤوليهم اننا ساعدنا الشعب الكويتي واننا قاومنا الاحتلال والغزو واننا شريحة من الشعب الكوردستاني , ولقد قمنا نحن ابناء الجالية الكوردية بمظاهرات امام السفارتين الامريكية والفرنسية , سنة 1991 ترحب بالتحرير وتندد بالعدوان , وقد نلاقي مصيرا غامضا اذا اجبرونا قسرا الى انهاء خدماتنا والعودة الى العراق , الا ان كل محاولاتنا وندائاتنا ذهبت ادراج الرياح , مما اضطر الكثيرين من ابناء الجالية الكوردية الى السفر وطلب اللجوء في الدول الاوروبية , هربا من تفاقم الوضع الصحي والمادي والنفسي نتيجة البقاء لمدة اكثر من سبعة شهور فترة الاحتلال بطالة و دون رعاية صحية , لقد ساهمت الكويت بتشتيت اسرنا في اوروبا , وانهت خدماتنا قسرا دون اي واعز اخلاقي وديني وادبي .
وفي الهجرية القسرية يعاني ابناء هذه الشريحة الكوردية من مسألة الانتماء ولان هناك فترة طويلة تم الانقطاع جغرافيا عن الوطن الام كوردستان , ولذا على المسؤولين الكورد وضع هذه المسألة بعين الاعتبار , ورفع ملف مهجرين كورد الكويت الى محكمة الجنايات العليا في بغداد , لرفع الضيم والغبن والحيف الذي الحق بهذه الشريحة الكوردستانية , وتعويضهم نفسيا ومعنويا و ماديا , وايجاد الوسائل والاليات التي بامكانها تأهيل هذه الشريحة ثقافيا وفكريا , ماخذين بعين الاعتبار فترة الانقطاع الجغرافي الطويل نسبيا .
ونطالب من البرلمان الكوردستاني , ومجلس النواب العراقي دراسة هذه المسألة بعناية , والضغط على الحكومة الكويتية للكشف عن مفقودي ابناء الجالية الكوردية ومصيرهم ( اسماء المفقودين في الارشيف ) , والضغظ على الحكومة الكويتية ايضا في مسار التعويضات المادية والمعنوية لابناء الجالية الكوردية التي مازال بعض الاسر منها تعيش في كنف الحكومة الكويتية ويعانوا الامرين على يد السلطة الكويتية والتي لا تعترف بتجنيس اولادهم رغم ولادتهم في الكويت , وان القوانين التي كانت تعمل بها الكويت فترة الحكم الصدامي مازالت باقية , ولا يسمح بتعيين ابناء العراقيين في الدوائر والوزارات الحكومية الكويتية.[1]