لنبدأ من الذات ...!
اكرم حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7268
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
بموازاة التهديدات التركية الاخيرة باجتياح مناطق جديدة في #كردستان سوريا# واشتداد القصف التركي على مدنها وبلداتها ، تزداد معاناة الاهالي وتتعاظم الصعوبات الاقتصادية والحياتية من قلة المياه ونقص الخدمات وزيادة اعداد العاطلين والمهجرين وتراجع الاسواق بسبب الغلاء وارتفاع اسعار المواد وعدم توفر الكهرباء دون تدخل او معالجة من قوى الامر الواقع بينما تنأى الاحزاب الكردية الاخرى عن نفسها في الانخراط بالأحداث والتدخل لدى الجهات الاقليمية والدولية لوضع حد لهذه التهديدات والولوج الى عمق المشكلات الحدية وبناء رأي عام منظم ذاتيا وموجه نحو ادراك الازمات و قيادة الجماهير في تحقيق مطالبها الحياتية وبناء عتبات كبح القوى المتحكمة بالرضوخ وإيجاد حلول او معالجتها حسب الامكانيات المتوفرة بعيدا عن ادارة الظهر وممارسة المزيد من سياسة القهر الاقتصادي ، وفي هذا النأي لا تتسق هذه الاحزاب مع الفكر الذي تتبناه بصفتها تدافع عن حقوق الكرد وتصون وجودهم الثقافي والسياسي فما يثبت القول هو التجربة المباشرة في وجودها الحسي لا الوهم النظري وقدرة الفكر الاخر على نقضه من واقع الامكانية وفي هذا الالغاء يتأبد الفشل ويأتي الطموح متسقا مع العجزفي انعدام الاتساق بين القول والتجربة وعدم وحدتهما في ايديولوجية القوى الكردية المسيطرة .
صحيح ان معالجة الواقع العنيد قد تكون مهمة صعبة التحقيق وقد تكون مستحيلة بسبب عمق المشكلات القائمة والظرف الموضوعي الذي يزيد عن طاقة القوى والاحزاب الكردية التي انحسر دورها في ظل العسكرة وضعف الامكانات الاقتصادية وهو ما يضعها في موقع الحيرة والخروج من دائرة العقل وافلات الواقع من قبضتها وكأن العلاقة بينها وبين الواقع الموضوعي علاقة خارجية ، وفي هذا مأزق القوى كلها لكن بالمقابل هناك مساحات يمكن ان تعمل بها وقضايا باستطاعتها ايجاد حلول مؤقته لها لان الخيارات يجب ان لا تنعدم اذا ما ارادت هذه القوى ان تكون حية .
المشكلة لدى هذه القوى تكمن في النسق الذهني والمفاهيمي وفي التمثيلات الخاطئة ومواجهة الواقع بالحيل والابتعاد عن المفهوم النضالي - وترك القاعدة تكتوي بنارها وعارها -وخاصة بعد كل ما حصل منذ 2011 فالسياسة ذاتها تمارس اليوم رغم انها اثبتت فشلها ماضيا وحاضرا ونتج عنها ذوات مشلولة وغير قادرة على الفعل وتكوين الارادة مما سبب للكرد هذا الاستعصاء المعروف لدى الجميع .
من يطاب بإسقاط النظام وان يكون البديل عليه ان يغير نفسه وحزبه وان يُسقط مستحاثاته اولا وان يخلق بيئة نقدية تتطابق مع الواقع وتعمل على كسب ثقة الناس ودعمهم والوصول الى اهدافه وغاياته في خلق مجتمع حر وديمقراطي قائم على التعددية والمواطنة المتساوية واحترام الفرد كقيمة عليا وفي هذا قد يتغلب على الازمة ويصون الوجود والحقوق.[1]