تساؤلات في التيه الكردي ...!
اكرم حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7137
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لا بد من التأكيد في القول أن المصلحة الكردية تكمن في الاتفاق بين المجلس الوطني الكردي واحزاب الوحدة الوطنية الكردية وتلك التي خارجهما ، لا بل تشكيل منصة كردية سورية مستقلة ، تتمثل في هيئة التفاوض السورية للوصول الى حل سياسي وفق القرار الاممي 2254 لأنه يحقق جزءا مما يطمح اليه الشعب الكردي في سوريا ، وفق دستور يحترم التنوع السوري على اساس المواطنة والعدالة وحقوق المكونات .
لكن ما هو مدى واقعية ان يصل هذا التوافق الى نتائج فعلية ، بعد اللقاءات التي بدأت بين المجلس الوطني الكردي واحزاب الوحدة الوطنية الكردية منذ حوالي سنتين - وتوفقت منذ اكثر من سنة - لاسباب تتعلق بالانتهاكات و بالراعي الامريكي - بعد الاتفاق على الرؤية السياسية والمرجعية والية تعديل شكل الادارة وتطويرها على اساس الشراكة والحوكمة الرشيدة ، لكن السؤال الذي يحرق اللسان هل يبرر المجلس الوطني الكردي عمله على هذا المسار وينتظر لحين اتمامه ؟ وهل هو سبب لخمول المجلس وعدم اصلاح احواله وتفعيل مؤسساته ؟ الا يتطلب الامر مزيدا من الانفتاح على اطر المعارضة السورية وتشكيلاتها المتعددة والتفاعل الايجابي مع الوضع العياني الملموس ؟ هل يعيد المجلس علاقته بالائتلاف بشكل يعزز دوره وموقعه في العمل السوري المعارض ؟ هل يكتفي بالأمر الواقع ويخضع لمنطق القوة والغلبة ، ام ان هناك خيارات وبدائل اخرى ؟ ما الجدوى من القول بان المجلس الوطني الكردي هو صاحب المشروع القومي اذا لم يترافق ذلك باليات عمل مناسبة وبإرادة حقيقية ودولية ، وهل هناك افاق اصلا لقيام دولة كردية في سوريا ؟
ان امكانية تحقيق اي شعار او هدف يكمن في التنفيذ والتوافق مع مصالح القوى الداعمة ومصلحة الدول الكبرى – روسيا – امريكا – التي تعارض تقسيم سوريا حتى اليوم رغم انها على الارض باتت مقسمة فعليا الى اربعة مناطق نفوذ او اكثر و لا تتشابه في الفكر والثقافة والاقتصاد والمرجعية ...!
واستمرارا للتساؤلات ، هل الادارة الذاتية في شمال شرق سوريا كردية اصلا وهل تملك صيرورة التقدم والاستمرار ام انها محكومة بالوضع السوري وانجاز الحل السياسي فيها ؟ هل الكرد جزء من حل المشكلة في سوريا ام انهم جزء من المشكلة نفسها وهل مصلحة جميع الاطراف المتدخلة - ما عدا الشعب السوري - تكمن في الحل وانهاء الصراع ام في الابقاء على ما هو عليه الوضع ؟
واخيرا هل تملك المفاوضات الكردية مقومات واليات النجاح ام يتعين على المجلس الوطني الكردي ان يعلن استحالة انجاح المفاوضات لا بل اعلان فشلها ، وبالتالي البحث عن مسارات جديدة وتموضعات ناشئة تأخذ بالاعتبار مصالح السوريين وسياسات روسيا وامريكا لتحقيق اهداف وتطلعات شعبنا واعطاء العمل السياسي والمدني المزيد من الوقت والجهد بغية تحقيق اهدافه في التحرر والديمقراطية والدولة الحديثة ؟![1]