خونة الحقيقة
اكرم حسين
الحوار المتمدن-العدد: 7133
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
(عذرا للكاتبين وليام برود ونيكولاس واد لأني استخدمت عنوان كتابهما المشترك)
اثار تصريح هيئة رئاسة المجلس #الوطني الكردي# مع المبعوث الامريكي في شمال شرق سوريا في قاعة من قاعات قسد الكثير من الاهتمام والانتقاد على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل بعض النشطاء والسياسيين – وقد اعتبره البعض بمثابة الاعتراف والقبول بهذا العلم وما تمثله من قوات عسكرية ومدنية باعتبار قسد هو الجناح العسكري لمسد .
ومع ايماننا بالحق بالاختلاف وبضرورة ابداء الرأي الجدي والموضوعي بعيدا عن التجزيء او التأويل او الانتقاء فان عدم خيانة الحقيقة ومحاولة الوصول اليها هي المحدد الرئيسي للحفاظ على علاقة صحية وسليمة في التناقض والوحدة .
بداية لا بد من التأكيد بان اللقاء قد حصل في اطار محددات ارساء الامن والاستقرار ومعالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتامين لقمة العيش والحد من الانتهاكات التي تحصل والبحث عن اليات دائمة لفتح المعبر لما يمثله هذا المعبر لكرد سوريا انسانيا واجتماعيا .
ثانيا ليس بخاف على الجميع بان السفير الامريكي غير مختص بشؤون كرد سوريا فقط بل مهمته تمتد الى كل الجغرافية المسماة اليوم ب- شمال شرق سوريا – وهي منطقة النفوذ الامريكي وبالتالي فان استخدام العبارة من قبل قسد لا يقلل من مصداقيتها ولا يحرج المجلس في شيء .
ثالثا اما علم قسد ، فالمكان يخص قسد وهو احد مكاتب الاستقبال التي تتم فيها عادة اللقاءات ومن الطبيعي ان يكون لقسد علم فيها ، ولا يجوز ان تطلب من المضيف ان يتم رفع العلم او تغيير موجودات المكان لأنه يقع خارج حدود اللباقة والادب والاحترام .
رابعا اغلب المنتقدين او المتهجمين او الشامتين هم من اللذين يعادون المفاوضات ويتمنون فشلها ولذلك يضعون العصي في دواليبها ، لابل يجدون في الاستمرار مضيعة للوقت وبدون جدوى – وقد يكون معهم حق في ذلك – لكن في السياسة لا يمكن ان تحكم على النتائج سلفا حتى لو كنت متأكدا من وصولك للنتائج ذاتها بعد زمن اخر ، لان المعرفة المسبقة وانجاح المفاوضات مرتبطة بالظروف الموضوعية والقوى المتنفذة وشروط انضاجها وخاصة اذا كانت الدولة الميسرة او الراعية هي دولة بحجم الولايات المتحدة الامريكية الممسكة بكل ملفات العام ومصالح شعبها .
خامسا مسألة الاعتراف او عدم الاعتراف فان نص اتفاقية دهوك قد حسم الجدال منذ سنوات وفي العودة الى الموضوع ذاته فانك تحاول اعادة اكتشاف البارود من جديد ، وكل مطلقي الشعارات ومروجي العبارات باتوا اليوم خارج جغرافية كردستاننا الحبيبة في الوقت الذي يصر فيه المجلس الوطني الكردي على وجود قضية كردية في سوريا ويناضل بإمكاناته المحدودة من اجل الظفر بحقوق الكرد القومية والديمقراطية اسوة بباقي مكونات الشعب السوري .
الغش والخداع في تزوير الواقع كي تثبت بان موقفك هو الصائب دون اختبار صحته عمليا هو المشكلة التي نعاني منها كرديا لان الممارسة هي معيار الحقيقة ، وقيادة المجلس قد تصيب وقد تخطئ مثلها مثل بقية البشر ولن تعصمهم تجربتهم وممارستهم عن ارتكاب الاخطاء البشرية المعتادة ، لكن المغالاة في نقد الخطأ ومحاولة خلق صورة نمطية مشوهة وشائعة وتوجيه الاتهامات واستخدام الغش والخديعة في تشويه الصورة هي المشكلة لأنها تفقد صاحبها الامانة والمصداقية والتأثير في الرأي العام ، وهذا ما يجب معالجته في المجتمع الكردي السوري ...![1]