بعض علامات المشهد السوري
اكرم حسين
الحوار المتمدن-العدد: 6543
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
في قراءة اولية للمشهد السوري يمكن الاشارة الى ما يلي :
1. كل القرارات والاتفاقات الصادرة عن المجتمع الدولي والمتعلقة بسوريا بما فيها القرار 2254 واتفاقات استانا وسوتشي واتفاقيات تركيا مع امريكا وروسيا بعد عملية نبع السلام تؤكد على وحدة وسلامة الاراضي السورية ، بمعنى ان سوريا غير ذاهبة الى التقسيم كما توقعته بعض الاطراف في لحظة تاريخية محددة بالتدخلات الدولية وانحسار سيطرة النظام على اغلب اراضي الدولة السورية .
2. اذا كانت سوريا غير ذاهبة للتقسيم فانها في الوقت ذاته لا يمكن ان تبقى دولة مركزية تحكم من طرف حزب او فئة او طائفة فاللامركزية اصبحت واقعا يعيشه السوريون قبل ان تصبح مطلبا ملحا للعديد من ابناء المناطق المهمشة والبعيدة عن العاصمة حيث عاشت فقرا مدقعا واهمالا في مجال تقديم الخدمات والرعاية الصحية رغم انها كانت الخزان الرئيس للغذاء والطاقة السورية ، اليوم هناك عدد من المناطق تحكم وتدار كلا منها بطريقة مختلفة . الجنوب ادلب والنظام والادارة الذاتية ومناطق درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام -أي تلك الخاضعة للاحتلال التركي -ولكل من هذه المناطق نمط من الادارة والمعيشة والحاجات يختلف عن المناطق الاخرى.
3. قرار وقف الحرب والسلم والحل السياسي القادم لم يعد بيد السوريين بما فيهم الكرد لان هناك اربعة قوى تتحكم بهذا الحل امريكا وروسيا ومن خلفهم تركيا وايران .فوضع حد لما يجري في سوريا مرتبط بهذه الجهات التي يبدو انها لم تتوافق بعد على السير بالحل السياسي الذي يحقق لكل جهة مصالحها الاستراتيجية .
4. الوضع الكردي ان اريد له ان يكون فاعلا وقويا عليه ان يتخلص من حالة الصراع وان يتغلب على الخلافات القائمة وان يجد طريقا باي شكل من الاشكال لتوحيد الموقف الكردي وتصليبه لدى جميع الاطراف لان الاكلاف التي دفعها الكرد في هذه الحرب في مواجهة الارهاب والقوة العسكرية والبشرية التي بحوزتهم تعزز موقعهم وموقفهم في الحل السياسي القادم ان استطاعوا للتكاتف والتعاضد سبيلا.
5. الصراع القائم بين المعارضة السورية وحزب الاتحاد الديمقراطي ومن ورائه شريحة كبيرة من الكرد لا يخدم الاستقرار والسلم ومستقبل العيش المشترك في سوريا الجديدة .
6. ضعف عملية الانتظام السوري وغياب المشاركة المجتمعية من اجل الوصول الى حل سياسي يحقق التغيير المنشود ويضع حدا للاستبداد لدى جميع الاطراف .
7. تاجيج نخب جميع الاطراف لخطاب الكراهية والدفع به نحو مزيد من التقوقع والانعزال وزرع الاحقاد والضغائن في النفوس وتصوير الاخر على انه كورونا يجب الابتعاد عنه باي شكل من الاشكال
8. عدم اعتراف المعارضة السورية بحقوق الكرد وتصويرهم كلاجئين او ضيوف جاؤوا من خارج الحدود
9. غياب الخطاب العقلاني لدى المعارضة السورية بسبب اسلاميته وتبعيته لتركيا وانتهاج ممارسات سياسات الغائية واقصائية واجراء التغيير الديمغرافي معظم المناطق وخاصة في عفرين وكري سبي وسري كانيه
10. محاولة تكريس الفصائلية والمناطقية وغياب القوى الديمقراطية و ضعف الشعور الوطني لدى الجميع.[1]