المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان
رجاء نواف المحمد
في #09-11-1998# اضطر القائد الى مغادرة الاراضي السورية، والتي كان موجوداً فيها منذ عام 1979، للقيام برحلة طويلة شملت اليونان وايطاليا وروسيا ووصوله في آخر المطاف الى السفارة اليونانية في كينيا واعتقاله هناك من قبل الناتو جراء عملية شاركت فيها المخابرات الامريكية والبريطانية وتسليمه الى تركيا في #15-02-1999# ، وأعلن حينها رئيس الوزراء التركي “بولند أجاويد” مستغرباً، لماذا تم تسليمه الى تركيا؟ الأمر الذي يؤكد أن تركيا قامت بدور المراقبة والحراسة فقط كما قال القائد آبو”
حقيقة وأسباب المؤامرة
هي لم تكن مجرد صدفة وبشكل فجائي أو من دون تخطيط مسبق، بل تم الاعداد والتحضير لها منذ أمد بعيد حيث تمتد إلى ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وبروز النظام الرأسمالي ذو القطب الواحد بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وبدء جولة جديدة من الصراعات والازمات والتي عصفت بعدة دول ومنها تركيا حيث تلاقت وتقاطعت المصالح والاجندات بين القوى الاقليمية الهزيلة وبين الرأسمالية العالمية ذات التوجه الواحد، وبالتالي بدأت مرحلة التمهيد للمؤامرة بدءاً من غرفة العمليات البوليسية الداخلية في تركيا وامتدادا الى العديد من التنظيمات الاقليمية والدولية والعديد من الاستخبارات والتنظيمات الدولية والتي تعمل خلف الكواليس، والسؤال: لماذا تم استهداف شخص القائد آبو؟ وتكمن الجواب، حيث إن افكار القائد تجاوز النطاق الكردي والاقليمي لتصل الى الكونية والعالمية وبناء مشروع الامة الديمقراطية الايكيولوجية أمام الحداثة الرأسمالية وكوارثها وأزماتها، وهي السبب الرئيسي الكامن خلف المؤامرة حيث كان القائد ذو شخصية قيادية بكل المعايير تمثل فكر وآمال وتطلعات الملايين من الشعوب والتي ستقف حاجزا منيعا امام مخططات الحداثة الرأسمالية حيث ان القائد كان قد تجاوز كل القيادات الكلاسيكية وكان سببا مباشرا في تهديد البنيان المتصدع للرأسمالية.
وكان قد تم وقف اطلاق النار بشكل رسمي من قبل حزب العمال الكردستاني في الواحد من ايلول 1998وتزامن ذلك مع مناسبة يوم السلم العالمي وبدء ايجاد حل سلمي للقضية الكردية في تركيا واتخاذ الوسائل السياسية كمنطلق للوصول الى الحل وتهيئة الاجواء لحوار سياسي سلمي وديمقراطي بدلاً من النهج العسكري والذي اتخذته الدولة التركية كمنهج لها منذ بداية تأسيسها وحتى الوقت الراهن، وهذا ما أحدث فارقاً كبيراً في معادلة التوازنات على الصعيد الداخلي والعالمي، ولم تلقَ هذه المبادرة لوقف اطلاق النار ترحيباً دولياً وعالمياً، لأنها لا تخدم اهدافهم وتطلعاتهم، كل هذه الاسباب تكمن وراء المؤامرة الدولية على القائد “آبو APO” كما بدأت منذ يوم الاعتقال فعاليات لن تستطيعوا حجب شمسنا من وراء قصبان السجون” في مرعش في باكور كردستان ولتمتد الى كل مكان يقطنه الاكراد في العالم ويشارك فيها اشخاص من أمم أخرى وقام في حينها أكثر من100 شخص بإضرام النار في اجسادهم واستشهد 60 ثورياً. ومنذ ذلك الوقت الى الوقت الراهن لم تتوقف النشاطات والفعاليات والمسيرات في كل المناطق من اجل القائد وحريته ورفع العزلة عنه وكذلك كشف الاقنعة عن الدول المشاركة في المؤامرة والتي تنطق بالديمقراطية وحقوق الانسان، فقد أسقطت المؤامرة الاقنعة عن وجههم وأظهرت حقيقة الازدواجية والزيف لأنظمتهم المهترئة والتي تعاني من ازمات عميقة في بنيتها فيما يتعلق بالإنسان وحقوقه وكرامته.[1]