الميثاق الملّي بِثوب أستانا
الطغاة لن يستطيعوا كسر إرادة الشعوب المقاومة
محمد أمين عليكو
جاء ذلك في دراسة أعدَّها مركز روجافآ للدراسات الاستراتيجية تحت عنوان “الميثاق الملّي وسلب أوطان الشعوب” بتاريخ #21-07-2022#
لكشف حقيقة المخطط التركي في المنطقة وخاصة سوريا والعراق.
خلال أكثر من مئة عام نجد التحركات التركية في سوريا، أنها احتلت كامل الشمال السوري، وذلك خلال الانتقال بين معاهدة سيفر ولوزان عام 1922، واستولت على لواء اسكندرون عام 1939 الذي تم تتريكه وأصبح اليوم تحت مسمى إقليم هاتاي.
“واليوم يحاول أردوغان إحياء الميثاق الملّي العثماني الذي اعتمده مجلس المبعوثان العثماني عام 1920م والذي يعتبر كامل شمال وشرق سوريا وجنوب كردستان بما فيه الموصل وحلب وأجزاء من اليونان وأرمينيا مناطق تركية يجب إعادتها إلى السيطرة التركية، وكأن التاريخ المأساوي للمنطقة يكرر نفسه من جديد، وتقوم تركيا من خلال توغلها العسكري بإجراء عمليات تغيير ديمغرافي من خلال توطين المرتزقة في المناطق المحتلة، ومحاولة إقامة منطقة آمنة لهم وصولاً إلى إنشاء إقليم تابع لتركيا يمتد من إدلب غرباً وحتى الحدود العراقية شرقاً، أي ضمن حدود ما يسمى بالميثاق الملّي وذلك بعد مئة عام من رفضه في لوزان عام 1923م؛ فهي محاولة تركية لنقض بنود لوزان وتجاوز الحدود إلى منطقة الموصل بما فيها المناطق التي تديرها حكومة إقليم كردستان العراق وكركوك والمناطق المتنازع عليها من قبل كل من الإقليم وبغداد، وما يبرهن صحة ذلك هو تصريح وزير الداخلية التركي السابق سليمان صويلو الذي أعلن أن الموصل وحلب كانتا ضمن حدود الأمة التركية، كما ضموا سابقاً لواء اسكندرون وقضم المزيد من أراضي جيرانه خاصة سوريا والعراق.
الميثاق الملي الذي طرحه القوميون الأتراك في زمن المقبور كمال أتاتورك، هو مشروع بعيد المدى للأتراك بغض النظر عن الجهة الحاكمة، يجري العمل على تنفيذه منذ 100 عام، وتندرج جميع عمليات الغزو التركي للأراضي السورية إلى جانب التهديدات المتكررة لبدء عمليات غزو جديدة في خانة (الميثاق الملي) ولن تتوقف عند ذلك، يعني أن الأتراك يحاولون بأي طريقة الوصول إلى حلب والرقة والحسكة وبعض مناطق حماة وإدلب وحمص واللاذقية والتي كانت تشكل “ولاية حلب العثمانية ” وأيضا ولاية الموصل العثمانية تقع ضمن مشروع حلم الحالمين “الميثاق الملي” وهو مشروع متعلق بالإمكانيات التي تطرحها التغيرات السياسية، وقد تفشل الدولة التركية لأنها لن تستطيع تحمل تداعيات وأعباء ونتائج هذا المشروع العثماني، الحاضر دائما في الذهن التركي ويسعى أردوغان استغلال كل الظروف لتنفيذ مشروعهم أمام أعين المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.
وجاءت اجتماعات أستانا وسوتشي، لتكون بمثابة ثوب جديد ومسمى حديث لتطبيق الميثاق الملّي، عبر شن عمليات عسكرية على مناطق شمال وشرق سوريا.
1 غصن الزيتون مدينة عفرين المحتلة وقراها وأكثر من نصف مليون مواطن إلى خارج ديارهم المتواجدين في مخيمات التهجير القسري في مناطق الشهباء وأحياء الشيخ مقصود والأشرفية التي تعيش تحت حصار سلطة دمشق عبر الحواجز الأمنية.
2 درع الفرات، واحتلال مدينة كرى سبي (تل أبيض)
3 نبع السلام، هذه العملية العسكرية التركية ومرتزقتها، قتلت السلام والديمقراطية والعدالة الإنسانية وحقوق الإنسان، في مدينة سري كانية (رأس العين)
وما زال الأتراك يتحدثون عن تل رفعت ومنبج وكوباني كثيراً في سوريا لأنها خطوة عاجلة بالنسبة لهم.
الأتراك حاضرون في كل المؤامرات، فعلى سبيل المثال؛ لحكومة حزب العدالة والتنمية الإرهابي علاقات جيدة مع حكومة إقليم كردستان العراق وبشكل خاص عشيرة البرزاني ومستوى التنسيق في أعلى المستويات سياسياً وعسكرياً واقتصاديا، أما على صعيد الاستخبارات فهي بأعلى درجات، نجد ذلك من خلال الاغتيالات التي تشهدها مدن إقليم كردستان العراق (باشور) بحق النشطاء والمناضلين من أبناء الشعب الكردي وخاصة في صفوف حركة حرية كردستان.
وبالتالي يحتاج الأمر إلى كثير من الشرح، ونشير إلى أن الجرح التركي مفتوح في الجسد السوري. هذا الجرح القديم وينزف منذ أمد طويل ويجب أن نتفق عليه بالدرجة الأولى قبل أي شيء آخر ونسعى إلى علاجه بأيدي سوريين،
لكن بالرغم من ذلك، هناك قسم من السوريين ليس لديهم وعي وإدراك بهذا الخطر التركي وأصبح لديهم الولاء والانتماء إلى السلطان العثماني على حساب دماء السوريين وتاريخهم وأرضهم.[1]