ماذا بعد الهجمات الجوية التركية على إقليم شمال وشرق سوريا
باور كرداغي Bawer kurdaaxî
على ما يبدو أن تركيا قبل الانتخابات المحلية التي ستجري فيها خلال شهر آذار المقبل تستغل الصمت الدولي وعلى وجه الخصوص صمت الدول الضامنة “الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية”، وعلى ما يبدو أن ما تقوم به القوات التركية تُعَدُّ تمهيداً لشن عملية برية إذا لم تظهر مواقف معارضة لمثل هذا التوجه، إلا أن صمت النظام السوري تجاه الهجمات التركية على إقليم شمال وشرق سوريا #غرب كردستان# دلائل واضحة بأن الجانب السوري ملتزم بما اتفق عليه في أستانا، ففي الوقت ذاته نرى بأن وزارة الدفاع السورية تقوم بإزالة الحواجز من مداخل حلب وأحيائها ووضعها في محيط حيي الشيخ مقصود والاشرفية وزيادة الحصار على الأهالي هناك، وهذا ما يُنذر بأن هناك تنسيق بين النظامين التركي والسوري، وفي حال قيام تركيا بالاجتياح البري لمناطق شمال شرق سوريا ستحاول قوات النظام دخول الحيين مستغلة حينئذ انشغال قوات سوريا الديمقراطية بالدفاع عن مناطق الإدارة، وهذا يتطلب حذر شديد من أبناء شعبنا وخاصة القوات العسكرية، فهناك لعبة كبيرة وقذرة تَعدها روسيا وتركيا بِرِضى النظام السوري، لذلك فالمطلوب هو إفشال هذه الخطة كما أُفشلت فتنة دير الزور، وذلك من الأهمية بمكان متابعة الأوضاع الراهنة، لأن قيام النظام السوري بإجراء بعض التغييرات في المؤسسات الأمنية ليس الهدف منها إيجاد مخارج للازمة التي تعصف بالبلاد، بل لوضع الأمور تحت السيطرة، ناهيك عن حدوث مستجدات على الساحة السورية كالهجوم الذي تعرضت له العاصمة السورية دمشق بالأمس القريب واستهداف خمسة قادة عسكريين كِبار من الحرس الثوري الإيراني تعد محاولة إسرائيلية قديمة جديدة لخلط الأوراق في المنطقة جرّاء هذه العملية، والهدف الثاني هو توجيه رسالة واضحة إلى إيران مفادها إننا قادرون الوصول لأي مسؤول كان ومهما كان موقعه.
ولكن الأمر الغريب في هذه المعادلة هو الصمت الأمريكي حيال الهجمات التي تتعرض قواعدها الموجودة على الأراضي السورية وعدم قيامها بإعلان أي موقف حيال ما تتعرض إليها تلك المناطق من هجمات سلاح الجو التركي ومن الميليشيات الموالية لإيران، لذلك يبقى الوضع مُبهماً وضبابياً ومن غير الممكن تحديد ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا عموماً وفي شمال وشرق سوريا بشكل خاص نتيجة لما تنتهجها أمريكا حيال الأحداث ما عدا إسرائيل، لذلك يتطلب من الإدارة الذاتية وأبنائها أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، فلعبة الأمم تحمل معها الكثير من الاحتمالات نادراً ما تكون للشعوب فيها فائدة. [1]