تداعيات اطالة الصراع في غزة وتوسيع رقعته
الحصار الاقتصادي على مناطق الإدارة الذاتية من المستفيد؟!
ياسر خلف-
من الواضح ان التطورات الناتجة عن الحرب في غزة والمواقف المستجدة للقوى المتداخلة فيها لا تنذر بحلول مستدامة في الأفق القريب وعلى العكس فهناك إصرار على إدارة الازمة وادامتها ومن المرجح ان تتسع رقعة الصراع وانتقالها الى مراحل خطيرة كما يبدو عليه المشهد من تدافع قوى الهيمنة للاستثمار فيها وربما لأحداث تغير جزري في احجار رقعة الشطرنج فالإصرار الأمريكي على رفض وقف إطلاق النار في غزة يشي ان ما وراء الاكمة ما وراءها وان كانت لها علاقة بالحسابات الانتخابية الرئاسية في أمريكا ففي الوقت نفسه تعطي دلالات صريحة بان ما بعد صراع غزة لن تكون كما قبلها.
ومن هنا فان المواقف الدولية والإقليمية هي الأخرى باتت رهينة لحساباتها وسبل الاستثمار في الحرب الدائرة على المنطقة برمتها وليست غزة وحدها وخاصة الدول الإقليمية كتركيا وإيران وروافدها التان تسعيان الى تحقيق مصالحهما واطماعهما في المنطقة فالتصعيد الإيراني بات واضحا من خلال تحريك أذرعها وضرب المصالح الامريكية في المنطقة وخاصة قواعدها المنتشرة في شمال وشرق سوريا والعراق وتهديد امن الملاحة في البحر الأحمر وتحريك حزب الله وتسليح حماس لضرب إسرائيل في الداخل وذلك لكسب مزيد من أوراق الضغط في ملفها النووي ودفع أمريكا للانسحاب من المنطقة .
وفي المقابل نجد ان التصعيد التركي الخطابي ضد أمريكا وإسرائيل والتصعيد الميداني المستمرة على شمال شرق سوريا بالتزامن مع الحركشات الإيرانية للقواعد الامريكية والتي ابرزت أوجه تطابق عديدة بين إيران وتركيا من حيث مضمون ونبرة التنديد بالنهج الإسرائيلي في الحرب على القطاع كغطاء دعائي والتصعيد الميداني على إقليم شمال وشرق سوريا وهذا التطابق في المواقف لم يكن مفاجئ ولكنها كانت نتاج لتوافق استخباراتي توجتها مؤتمرات الآستانة براعية روسيا وخاصة الأخيرة منها التي نصت صراحة بالقضاء على الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا #غرب كردستان# وربما ان التصريحات الأخيرة لوزير خارجية تركيا هكان فيدان واضحة بهذا الشأن برغبتها في المصالحة بين النظام والمعارضة ومنع أي صراع بينهما والتي ليس لها تفسير إلا محاولة لإعادة تدوير نظام الأسد على حساب دماء الشعب السوري . ودفع جماعاتها الإرهابية لمحاربة إقليم شمال وشرق سوريا وخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية في تركيا وهذا العدوان يجري بتنسيق وتفاهم مع الجانب الإيراني ومن خلفها روسيا التي تجد في هذا التوافق فرصة لضرب المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والهاء المجتمع الدولي عن رحا الحرب الدائرة في أوكرانيا
يبدو ان كل من تركيا وإيران ستستمران في استغلال الصراع الدائر في المنطقة والاستثمار فيها واللعب على تناقضات الساسة الدولية وقوى الهيمنة “روسيا والصين من جهة وأميركا والغرب من جهت أخرى” لتحقيق مصالحهما في السيطرة على إرادة شعوب المنطقة وخاصة الدول العربية المتمثلة بمصر ودول الخليج باستثناء قطر ولعل هذه الصراع الدائرة في المنطقة ونذير اتساع رقعتها لن يترك المجال للدول العربية الا بتوحيد خطابها ومواقفها في كيفية التعامل معها بما يخدم الاستقرار والنهوض بالدول العربية التي انهكتها الحروب والصراعات والتدخلات الدولية والإقليمية والبحث عن القواسم المشتركة التي من شأنها وضع حد لأطماع الدول الإقليمية كتركيا وايران وإسرائيل وهذا التوافق العربي يمكنها النجاح فيما لو استطاعة دول المحور العربي قراءة التحولات والمتغيرات الجارية بدقة والبناء على ما هو اكثر قبولا وقربا واعتدالا لها والبناء عليها وخاصة القوى الوطنية الرافضة للتدخلات التركية والإيرانية في الشؤون الداخلية لهذه الدول كالحراك الشعبي في السويداء وقوى إقليم شمال وشرق سوريا وبقية الأصوات التي بدأت ترفض هذه التدخلات وحركة فتح في الضفة والحراك اللبناني والعراقي واليمني والليبية الرافضة لهذه التدخلات وجرها لصراع وحرب مفتوحة تفرضها عليها ايران وتركيا بالوكالة لتحقيق مصالحها واطماعها التاريخية في مجمل هذه الدول والسيطرة على اردتها وقرارها السياسي .[1]